سودانايل:
2025-04-26@04:52:14 GMT

الامية هي مصدر الشر!

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

الامية هي مصدر الشر!
كيف نمحو الامية

اسماعيل ادم محمد زين

قد يتفق معي كثير من الناس في ان انتشار الامية في البلاد،ادي الي الحرب الحالية وذلك بانتشار البطالة أو ضعف فرص العمل.لذلك وجد كثير من الناس فرصة للثراء السريع في الالتحاق بالدعم السريع وقبله بالحركات المسلحة،وما زالوا!.وبعد الحرب اصبح وسيلة لكل اللصوص للعبث وممارسة اجرامهم.


يمكن تعريف الأمية بانها " عدم قدرة الشخص على القراءة أو الكتابة بمستوى أساسي، مما يمنعه من المشاركة الفعالة في المجتمع ويحد من إمكانياته في الوصول إلى المعلومات وفرص التعلم". ومع تطور العصر، أصبح مفهوم الأمية يشمل أيضًا الأمية الوظيفية (عدم القدرة على استخدام المهارات العملية الأساسية في الحياة اليومية)، والأمية الرقمية (عدم القدرة على استخدام التكنولوجيا الرقمية).
ولنا ان نتسال ،هل تختلف طرق محاربة الأمية في السودان عن بقية دول العالم؟
قد تختلف طرق محاربة الأمية وهي تعتمد بشكل أساسي على البيئة الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة، ولذلك قد تتفاوت الاستراتيجيات في السودان مقارنة بالدول الأخرى. هنا بعض العوامل التي تجعل الطرق مختلفة:
1. البنية التحتية والتعليمية: السودان يعاني من نقص في البنية التحتية التعليمية، وخاصة في المناطق الريفية والنائية، مما يتطلب أساليب مرنة وتكييف التعليم ليصل إلى الجميع. بينما في بعض الدول الأخرى، تتوفر بنية تحتية قوية تتيح طرقًا تقليدية أكثر مثل المدارس النظامية.
2. التحديات الأمنية والنزوح: في السودان، توجد تحديات أمنية وأعداد كبيرة من النازحين بسبب النزاعات. مما يتطلب حلولاً خاصة مثل المراكز التعليمية المؤقتة والتعليم المتنقل. بينما في دول مستقرة، يتم الاعتماد غالباً على نظم تعليمية مستقرة.
3. التنوع اللغوي والثقافي: السودان يتميز بتنوع لغوي وثقافي واسع، مما يعني أن برامج محو الأمية تحتاج إلى مناهج تعليمية تراعي اللغات المحلية والعادات الثقافية، في حين قد تركز دول أخرى على لغة واحدة أو لغتين فقط في التعليم.
4. الوضع الاقتصادي: تعاني بعض المناطق في السودان من أوضاع اقتصادية صعبة، ما يجعل التعليم أقل أولوية بالنسبة لبعض الأسر. هنا تكمن الحاجة إلى تقديم حوافز مادية للأسر وتشجيعهم على التعليم، على عكس الدول ذات الاقتصاد القوي التي قد لا تحتاج إلى هذه الحوافز.
5. الدعم التقني والتكنولوجي: الدول المتقدمة غالبًا تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وبرامج التعليم عن بعد. في السودان، حيث قد تكون الكهرباء والإنترنت غير متوفرة في العديد من المناطق، يكون من الضروري استخدام وسائل بسيطة مثل الراديو والمواد التعليمية المطبوعة.
6. التعاون الدولي: في الدول النامية مثل السودان، تلعب المنظمات الدولية دورًا أساسيًا في دعم برامج محو الأمية، بينما قد تعتمد الدول المتقدمة على مواردها الذاتية.
و قد يكون للاتحاد الاوروبي دورا في تمويل برنامج شامل لمحو الامية مع تدريب واعادة تدريب الشباب،للعمل في مشاريع كبيرة في داخل البلاد د.اضافة الي فرص العمل في اوروبا وفقا لبرنامج لتبادل الزيارات والعمل ، لفترات زمنية يستفيد منها كل راغب.وتوفر تبادل المعرفة وتلاقح الثقافات ،علي ان تصحب هذا البرنامج دراسة للغات ،مثل الانجليزية والفرنسية.
بالتالي، تختلف أساليب محاربة الأمية في السودان استنادًا إلى الظروف الخاصة بالبلد، ولكن تبقى الأهداف والمبادئ الأساسية مشتركة مع بقية دول العالم في السعي نحو بناء مجتمع أكثر تعليماً وتمكيناً.
للقضاء على الأمية في السودان بشكل شامل، يتطلب الأمر خطة استراتيجية شاملة تتناول جميع التحديات وتستفيد من الموارد المتاحة بفعالية. فيما يلي الخطوات التي يمكن أن تشكل أساسًا لخطة ناجحة:
1. إطلاق حملات وطنية لمحو الأمية: يمكن للحكومة بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص أن تطلق حملات وطنية تستهدف جميع المناطق وخاصة الريف والمناطق النائية، وتعمل على تشجيع المجتمع على المشاركة والدعم.
2. إعداد مناهج مخصصة: تطوير مناهج سهلة ومبسطة تعتمد على اللغة المحلية والثقافة السودانية بحيث تكون ملائمة لجميع الفئات العمرية. هذا يسهم في تسهيل عملية التعلم ويزيد من الاستجابة.
3. تدريب المعلمين والمتطوعين: إعداد كوادر تعليمية من المعلمين والمتطوعين وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعليم الكبار والأطفال الأميين، مع التركيز على الأساليب التي تراعي احتياجات الكبار والأطفال على حد سواء.
4. استخدام التكنولوجيا: في المناطق التي تتوفر فيها الكهرباء والانترنت، يمكن استخدام تطبيقات تعليمية وتوزيع أجهزة لوحية تحتوي على برامج تعليمية، مما يسهم في تحسين الوصول إلى التعليم ويجعله متاحاً بتكلفة أقل،وقد يكون مجديا انجاز اتفاق مع شركة اسبيس اكس،المشغلة لنظام استارلينك لتوصيل شبكة الانترنيت لكافة انحاء البلاد.وبسعر مجز..
5. تعزيز الشراكات الدولية: التعاون مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو والبنك الدولي للحصول على دعم مالي وتقني، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في تقليل الأمية.
6. تقديم حوافز مالية: توفير حوافز مالية أو مادية للأسر التي ترسل أفرادها للتعليم، مثل المساعدات الغذائية أو الإعانات المالية، لتشجيع العائلات الفقيرة على المشاركة.
7. التوسع في التعليم الابتدائي الإلزامي: جعل التعليم الابتدائي إلزامياً ومجانياً لجميع الأطفال، مع تطوير نظام تعليمي يلبي احتياجات المجتمع ويقلل من نسبة التسرب.
8. نشر الوعي بأهمية التعليم: إطلاق حملات توعية مجتمعية تشجع على التعليم وتُبرز آثاره الإيجابية على الأفراد والمجتمع ككل، مما يساعد في تغيير المفاهيم السائدة حول التعليم وأهميته.
9. توظيف وسائل الإعلام: الاستفادة من وسائل الإعلام، مثل الراديو والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر دروس محو الأمية وجذب جمهور واسع من مختلف الأعمار.وهنا قد تلعب شركات الاتصالات دورا في محو الامية ،عبر الرسائل ،كان ترسل حرفا في كل يوم في اطار برنامج شامل لتعليم الكتابة والقراءة.
10. استمرارية الجهود والمتابعة: ضمان استمرارية برامج محو الأمية ومتابعة التحصيل، حيث يُفضل إنشاء مجموعة قومية، تختص بمتابعة وتقييم نجاح الخطة وتحديثها بشكل دوري وفقاً للتحديات والنتائج.
بتنفيذ هذه الخطوات، يمكن أن يسهم السودان بشكل فعّال في تقليل نسبة الأمية والوصول إلى مجتمع أكثر تعليماً وتمكيناً، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لذلك علينا اعتماد سياسة جديدة و برامج جديدة لمحو الامية،ان اردتا للبلاد استقرارا ونهضة. وهي تستحق ان نمنحها الوقت الكافي ،حتي نتخلص منها.فقد ضاع عام ونصف العام وما زال المستقبل مجهولا.

ismailadamzain@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان محو الأمیة محو الامیة

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • أبرز محطات الكهرباء التي تعرضت للاستهداف في السودان
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • حسام زكي: الوضع في السودان شائك جدا مع دخول الحرب عامها الثالث
  • السفير حسام زكي: الوضع الإنساني في السودان كارثي .. فيديو
  • السودان يتولى رئاسة المجموعة الأفريقية بجنيف
  • السودان يتولى رئاسة المجموعة الأفريقية بـ جنيف
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • التعليم في السودان: قصة مجد وتحديات