أَيَّا هَذَا الكَائِنُ البَشَرِيّ!!
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
شعر
د. أحمد جمعة صديق
أَيَّا هَذَا الكَائِنُ البَشَرِيّ
مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَنِي وَأَنَا فِي آخِرِ الْعُمُرِ
سِتُّونَ قَدْ وَلَتْ وَسَبْعٌ بَعْدَهَا تَجْرِي
وَأَرَاكَ بِكُلِّ شَبَابِكَ الْغَضِّ، تَقْتَفِي أَثَرِي
أَرَاكَ فِي حلِي وَفِي سَفَرِي
وأراك في نومِي وفي سَهَري
أَرَاكَ فِي الزَّهْرِ وَنَسَائِمِ الْفَجْرِ
وفِي ساعةِ السَّحَرِ
فِي أَغْرِودُةِ الطَّيْرِ
وَفِي هَمْسَةِ الشَّجَرِ
جَمِيلٌ كَيْفَمَا تَخْطُو، تَخْطَفُ فطنةَ الْعَقْلِ
وَتُعْجِبُنِي إِذَا تَمْشِي عَلَى مَهَلٍ،على مَهَلِ
وَإِذ تَخْطُو عَلَى عَجَلٍ، عَلَى عَجَلٍ
تَتَمَايَلُ الْأَرْدَافُ مِنْ ثَقَلِ
وَفِي الصَّدْرِ كَثِيبَانِ مِنَ الرَّمْلِ
عَلَيْهِمَا، عَسِيبَانٍ مِنَ النَّخْلِ
ولأَجْلِكَ يَّا طَوِيلَةَ الْخُصَلِ
سَأَمْزُقُ الْأَوْرَاقَ
وَأَنْكُرُ كُلَّ مَا مَضَى بي مِنْ دَهْرِي
سَأَمْزُقُ شَهَادَةَ (التَّسْنِينِ)، أَوَلَمْ يَخْطُهَا بَشَري؟
فَعَسَاهُ أَخْطَأَ الْأَرْقَامَ حِينَ قَدَّرَ لي
مَا فَاتَ مِنْ عُمُرِي
أوَ لَعَلَّهُ استغلَ جهالةَ الصِغَرِ
فدَوّنَ لي ما شَاءَ مِنْ عُمرٍ وخطّاه بالحبرِ
سَأَمْزُقُ كُلَّ مَا عِندِي مِنَ أوْرَاقِي وَمِنَ صُّوَرِي
فَمَنْ غَيْرِي أَنَا يَدْرِي كَمْ لِي مِنَ الْعُمُرِ؟
وَسَأَمْزُقُ أَيْضاً وَثِيقَةَ السَّفَرِ
وَالرَّقْمَ الْوَطَنِيَّ إِذْ لَمْ يَرْفِدْنِي فِي أَمْرِي
حينَ لجأتُ من بلدي الى بلدٍ،
يُدَاوِلُنِي قَدَرِي
فيُسْلِمني مِنْ بَرٍّ إِلَى بَحْرٍ
وَمِنْ بَدْوٍ إِلَى حَضَرٍ
سَأَنْكُرُ وَطَنِي، سَأَنْكُرُ وَطَنِي!
وَسَأَجْعَلُ مِنْ عَيْنَيْكَ لِي وَطَناً
فَفِي عَيْنَيْكَ مَرَافِئُ السِّحْرِ
عَيْنَاكَ هُمَا وَطْرِي وَغَايَةُ الْأَمْرِ
أَيَّا امَرْأَةً تُفَجِّرُ يَنَابِيعاً مِنَ الشِّعْرِ
وأَدْرِي، ولَا أَدْرِي،،،
أَفِي خَدَّيْكَ أَمْ عَيْنَيْكَ يَكْمُنُ قَدَرِي
أبَيْنَ يَدَيْكَ أَوْ شَفَتَيْكَ أَوْ فِي خُصْلَةِ الشَّعْرِ
أَيَّا (إِسْرَاءُ)، وتَسْرِي بِنَا الْأَيَّامُ بَيْنَ الْكَرِّ وَالْفَرِّ
فَلَا أَدْرِي أَأَنَا عَلَى أَثَرِكِ أَمْ أَنْتِ عَلَى أَثَرِي
لَكِنْ - حتماً - تَشَابَكَتْ أَقْدَارُنَا أَبَدَاً
لنهايةِ الدَّهْرِ
فسِري هو سرُكِ وسرُكِ هو سِرْي
وقَدَرِي هُوَ قَدَرُك وَقَدَرُكِ هُوَ قَدَرِي
aahmedgumaa@yahoo.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الكوميديان صالح النواوي يشارك زوار "الشارقة الدولي للكتاب" تفاصيل رحلته مع الكوميديا
الشارقة - الرؤية
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، استضافت محطة التواصل الاجتماعي صانع المحتوى الكوميدي الشهير، صالح النواوي، الذي أمتع الحاضرين بحديثه عن تجربته في صناعة المحتوى الكوميدي، وتناول خلال حديثه الكثير من التفاصيل حول التحديات التي يواجهها صناع الكوميديا في ظل تغير أذواق الجمهور وضغوط منصات التواصل الاجتماعي.
في مستهلّ حديثه استعرض النواوي بداية مسيرته التي انطلقت قبل عامين من الآن، حيث كان قبل تقديمه لمحتواه الكوميدي يعمل كمصورٍ في إحدى الشركات الكبيرة بالإمارات، وقال: "قبل عامين كنت أتجول هنا في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أحمل معي الكاميرا، وأقوم بتوثيق الفعاليات والأنشطة".
وتحدث النواوي عن دور الحظ في شهرته حيث قرر أن يشارك بعض المقاطع الكوميدية التي يمزح فيها مع الأصدقاء على منصات السوشيال ميديا، وقد لاقت هذه المقاطع انتشاراً واسعاً، وأصبحت نقطة انطلاق لمسيرة مهنية ناجحة، مؤكداً النواوي قائلاً: "النجاح ليس له شكل محدد، أو خطوات معينة يجب على الشخص اتباعها، بل هو نسبيّ، ويعتمد على منظور كل شخص وتجربته، والأهم من وجهة نظري هو أن يغتنم الشخص الفرصة عندما تأتيه، وأن يحب ما يفعله".
وشارك النواوي نصائح قيمة لصناع المحتوى الجدد الذين حضروا هذه الفعالية، داعياً إياهم للابتعاد عن التقليد الأعمى للمحتوى الغربي، والتركيز على تطوير هوية وبصمة خاصة بهم، تتوافق مع خصوصيات مجتمعنا العربي، قائلاً: "من الأمور التي جعلتني قادراً على الوقوف على منصات العروض والمسارح ربما لأكثر من ساعة، أنني فهمتُ أن الناس في عالمنا العربي يحبون الإيقاع المتوسط السرعة في الحديث، لذلك أحاول دائماً أن أفهم المحيط الثقافي والاجتماعي الذي سأقدم فيه محتواي، وهذا ما يجب على صناع المحتوى الجدد أن ينتبهوا له".
وفيما يتعلق برسائله الكوميدية، أوضح النواوي أنه يركز على القضايا التي تشغله شخصياً، ويقدمها بأسلوب لطيف وممتع، تاركاً للجمهور حرية تفسيرها. وختم اللقاء بالتأكيد على أهمية الصبر عندما يبدأ أي شخص بناء محتوى يحبه، مشيراً إلى أن الكوميديا ليست مجرد أداة للضحك، بل وسيلة لفهم المجتمعات والتواصل معها بعمق.