لا يختلف إسرائيليان على أن دولة الاحتلال تعيش منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر أزمة أمنية مستمرة، هي الأسوأ في تاريخها، بسبب الفشل في عمل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، والمواجهات التي يخوضها مع صناع القرار على المستوى السياسي.

الجنرالان عوفر غوترمان الباحث الكبير بمعهد أبحاث منهجية الاستخبارات، وديفيد سيمان طوف الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ذكرا أن "النجاحات التي حققتها الاستخبارات الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة في لبنان لا يمكن أن تطغى على الفشل الكبير الذي حدث يوم السابع من أكتوبر على حدود غزة، ويمكن اعتبار النجاح "هناك" والإخفاق "هنا" وجهان لعملة واحدة، فالاستخبارات العملياتية عالية الجودة التي تم بناؤها في العقدين الماضيين تأتي على حساب تآكل القدرات التقليدية للاستخبارات الاستراتيجية لفهم الواقع".



وأضافا في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "نفس المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي الذي ركّز على الساحة الشمالية وإيران، وحقق نجاحات فيهما، كان جزءا من النظام الذي أهمل التعامل مع حماس كتهديد استراتيجي، مما يستدعي الحاجة لمراجعة عميقة للنفس فيما يتعلق بالطريقة التي يتم بها إجراء الاستخبارات، ورصدها في دولة الاحتلال".


مخاطر تسييس الأمن
وأوضحا أن "مناسبة هذا المقال ما أشيع في الأيام الأخيرة عن تقديم الائتلاف الحكومي لمشروع قانون لإنشاء جهاز استخباري جديد يكون تحت ولاية رئيس الوزراء مباشرة، بحيث يكون مسؤولا عن صياغة مفهوم استخباراتي بديل من أجهزة الاستخبارات القائمة، ومع ذلك، فمن الصعب من خلال صياغة مشروع القانون أن نرى كيف ستُحدث الإدارة الجديدة التغيير المتوقع".

وأشارا إلى أن "مشروع القانون الحالي بإنشاء الجهاز الاستخباري الجديد تأتي بناءً على توصية لجنة أغرانت لإخفاق حرب أكتوبر 1973، بتعيين مستشار استخباراتي لرئيس الوزراء عقب فشل جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، في منع الفشل الاستخباراتي في السابع من أكتوبر، دون توضيح كيف أن الخطوة الحالية أفضل من المحاولات السابقة الفاشلة لتنفيذ تلك التوصية، فهي لا تدرس الظروف التي تغيرت خلال الخمسين سنة منذ التوصية الأصلية، ولا يوجد دليل في الاقتراح الحالي على معرفة أسباب مفاجأة السابع من أكتوبر".

وحذّرا أن "عدم الإشارة لاستقلالية الجهاز الاستخباري الجديد عن رئيس الوزراء والمستوى السياسي، سيؤدي لتسييسه، وتحوّلها إلى شوكة في خاصرة الدولة، لأن مجتمع الاستخبارات في الأساس مسؤول ليس فقط عن مراقبة تقييمات باقي الأجهزة الأمنية، بل عن صياغة تقييم الاستخبارات الوطنية، لكن ما حصل في إخفاق أكتوبر 2023، دفع لتزايد الأصوات الإسرائيلية للمطالبة بإنشاء مثل هذا الجهاز الجديد، لأنه بات مطلوبا بقوة أكبر على خلفية التعقيد المتزايد لتحديات تقييم الاستخبارات الوطنية من ناحية، وانخفاض مشاركة أجهزة الاستخبارات في السياسات الاستراتيجية من ناحية أخرى".

الفشل المنهجي
وأكدا أن "هجوم حماس في السابع من أكتوبر كشف أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي يعاني من فجوات في قضايا رئيسية أخرى: التعريفات المفقودة أو القديمة لتقسيم المسؤوليات بين الأجهزة الاستخباراتية، والتكامل غير الكافي بينها في عمليات بناء قوة الاستخبارات، وغياب شبه كامل للرقابة الخارجية على المنخرطين في أعمال جمع المعلومات وتقييمها، مما أوصل أخيرا إلى الفشل المنهجي في أكتوبر 2023، بسبب غياب النقاش الداخلي بشأن التهديد الذي تمثله حماس، وفشل آليات السيطرة الأمنية، وضعف الذكاء البشري "يومينت"، وإهمال التحصيل المفتوح، وإشكالية توزيع المسؤوليات في قضايا التحذير والتغطية الاستخبارية لغزة".

وأشارا إلى أن "مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية ما زال غارقاً في الماضي، وعلى خلفية الفجوات التي يعانيها، فإنه لم يتعامل جيدا مع تحديات الأمن القومي الجديدة، وبعضها لا يحظى بتغطية استخباراتية بسبب تقسيم القطاعات الذي عفا عليه الزمن بين الأجهزة الاستخباراتية، وأنواع معلومات وتقنيات جديدة تعتمد عليها، وزيادة نطاق المهام الملقاة على عاتقها، وحجم وتعقيد العمل بينها، وبينما الواقع يتحرك، لكن الإطار العام الذي تعمل ضمنه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية غارق في الماضي، وكل المحاولات السابقة لإصلاحها وتعزيز طريق إدارتها المركزية، لم تسر على ما يرام".

وكشفا أنه "في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم الاتفاق على تقسيم المسؤوليات بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، دون تنفيذ سلسلة التوصيات الخاصة بآليات الإدارة المشتركة للمجتمع الاستخباري عموما، ومؤخراً، تم إغلاق وزارة المخابرات، التي أنشئت منذ عقد من الزمن بهدف الإشراف على الأجهزة الاستخبارية، والفصل في خلافاتها، دون أن تترك أثراً يذكر".


المفاجآت الاستراتيجية
وأكدا أن "الوضع الحالي للأجهزة الاستخبارية ملائم للمستوى السياسي، الذي يستطيع الإبقاء على سياسة الفصل والسيطرة بينها، والحفاظ على تبعيتها المباشرة له، لاسيما الشاباك والموساد، التابعين مباشرة لرئيس الوزراء، لكن ذلك لا يعني أن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية لا تعاني جملة أمراض دفعت للحاجة لتنفيذ جملة إصلاحات هيكلية شاملة في أعقاب المفاجآت الاستراتيجية والإخفاقات الاستخباراتية التي باغتتها على حين غرّة، مما يستدعي معالجة مشاكلها، وتعزيز تقييمها التكاملي، وقدراتها الإدارية المركزية".

واقترحا القيام بـ"خطوة ذات شقين: أولاها إنشاء إطار استخباراتي جديد، وثانيها تعزيز أطر الإدارة المشتركة داخل مجتمع الاستخبارات، بحيث يتم تعريف الإطار الجديد على أنه المقيّم الوطني وهيئة الثقة لوضع السياسة والإشراف على أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وتكون الهيئة مسؤولة عن صياغة تقييم استخباراتي مستقل، مع إبراز الخلافات التقييمية بين مختلف الأجهزة لصناع القرار، دون أن يكون عائقا أمام الأجهزة الاستخبارية لمواصلة نقل تقييماتها مباشرة لصناع القرار، مع التحذير من مواجهة خطر تسييسها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الاستخبارات الاحتلال استخبارات طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجتمع الاستخبارات أجهزة الاستخبارات السابع من أکتوبر

إقرأ أيضاً:

إسقاط 14 طائرة من (MQ-9 ) يعمّق الفشل الأمريكي

يمانيون/ تقارير

في مشهدٍ يرسم معالم تجاوز المستحيل، استطاعت القوات المسلحة اليمنية إنشاء قدرات عسكرية تُعَدّ من بين الأكثر تطوراً في المنطقة. تجلّت هذه القدرات خلال السنوات الأخيرة، رغم الظروف القاسية التي يمرّ بها اليمن نتيجة العدوان المستمر لأكثر من عشر سنوات. فقد شهدت اليمن -التي تعاني من دمار شبه كامل في بنيتها التحتية وشحة في إمكانياتها- تحولًا مذهلاً في القدرة العسكرية والتكتيك الحربي. بفضل الابتكار التكنولوجي والاستثمار في التعليم والتدريب على أحدث الأساليب وتقنيات التصنيع الحربي، حققت القوات المسلحة اليمنية إنجازات غير مسبوقة، وأصبحت قوة إقليمية تفرض واقعا جديدا.

استثمرت اليمن بشكل كبير في مجال تطوير الأنظمة الصاروخية والطائرات المسيرة، ما أكسبها قدرة على تنفيذ عمليات دقيقة وفعّالة ضد الأعداء. هذه القوة هي ما بات يشير إلى أن العوامل الخارجية -مهما كانت- لا يمكن أن تقهر إرادة الشعوب العازمة على الدفاع عن وطنها واستقلالية سيادتها. وتتجلى حداثة الفكر العسكري في التكتيكات الحربية التي تعتمدها القوات المسلحة اليمنية، حيث تركزت على استخدام التكنولوجيا في كافة جوانب العمليات القتالية، بما في ذلك الحرب الإلكترونية والتضليل، ما يمنحهم مكانة متقدمة على مستوى المنطقة.

نتيجة لذلك، يُظهر الواقع إجابة واضحة على تساؤلات: كيف أن الولايات المتحدة وبريطانيا و”إسرائيل” أصبحوا يتوخّون الدقة في حساباتهم قبل التخطيط لأي خطوات ضد اليمن. إذ تحوّلت اليمن إلى مصدر قلق وإلهام في ذات الوقت، حيث أثبتت قدرتها على تغيير موازين القوى.

 

 الطائرة MQ-9 Reaper مهمة يمنية

وعلى صعيد تداعيات هذا الموقف الثابت والمبدئي لليمن مع مظلومية أبناء غزة، تشير الإحصائيات إلى أن عدد الطائرات المسيرة التي فقدتها الولايات المتحدة خلال العام الماضي 14 طائرة، وهو ما يمثل حوالي 22% من المخزون الأمريكي بالكامل من هذا النوع،

تُعد الطائرة MQ-9 Reaper واحدة من أبرز الأمثلة على التقنية العسكرية الحديثة، حيث تمثل ابتكارًا متطورًا في مجال الطيران الحربي، وتتميز بقدرتها الفائقة على التحلق لفترات طويلة وعلى عمليات المراقبة الدقيقة، ما يجعلها أداة مثالية لتنفيذ ضربات عسكرية دقيقة ومهام حساسة. لكن ما يميز اليمن هو قدرته على مواجهة هذه التقنية المتقدمة والرد عليها بفاعلية.

على الرغم من استثمار الولايات المتحدة مليارات الدولارات في تطوير الطائرة MQ-9 Reaper، بما في ذلك تكاليف الحرب والتشغيل، إلا أن اليمن تمكن من تحقيق توازن في القوى بالاستفادة من تكتيكات حربية مبتكرة لا تقل براعة عن التعقيد التكنولوجي لطائرة Reaper. فقد نجح اليمنيون في إسقاط العديد من هذه الطائرات، ما دفع بالقوى الكبرى إلى إعادة حساباتها وتقييم خياراتها بعناية.

تم إسقاط عدد من الطائرات الأمريكية من نوع MQ-9 في مواقع وأوقات مختلفة باستخدام صواريخ أرض-جو، بما في ذلك بعض الصواريخ محلية الصنع. فيما يلي ملخص لهذه العمليات:

8 نوفمبر 2023: إسقاط طائرة أمريكية MQ9. 19 فبراير 2024: الحديدة: إسقاط طائرة أمريكية (MQ9). 26 أبريل: صعدة: إسقاط طائرة أمريكية نوع (MQ_9). 16 مايو: مأرب: إسقاط طائرة أمريكية MQ9. 21 مايو: البيضاء: إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 29 مايو: مأرب: إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 4 أغسطس: صعدة: إسقاط طائرة أمريكية نوع (MQ_9). 7 سبتمبر: مأرب: إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 10 سبتمبر: صعدة: إسقاط طائرة أمريكية نوع “MQ_9“. 16 سبتمبر: ذمار: إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 30 سبتمبر: صعدة: إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 8 نوفمبر 2024م: الجوف: اسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9. 28 ديسمبر 2024م: البيضاء: إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9. 1 يناير 2025م : مأرب: إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 إسقاط 14 طائرة أمريكية من نوع (MQ-9 ) الإمساك بزمام المبادرة وخلق واقع جديد

يؤكد الخبراء أن القوات اليمنية جادة في تهديداتها، ويجب على “تل أبيب” وحلفائها من الولايات المتحدة والدول الغربية أخذ هذه التهديدات بجدية كاملة. فقد أصبحت اليمن -بقيادة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي- قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها في الشرق الأوسط، خاصة وقد بات اليمن يمتلك تقنيات عسكرية متطورة لم تدرك “إسرائيل” -بعدُ- حجمها أو قدرتها القتالية بشكل كامل.

تشير الأنباء إلى أن الولايات المتحدة تستخدم طائرات MQ-9 في مهام الاستطلاع والمراقبة، وفي ما يتعلق بإسقاطها، فإن النجاح في هذه العمليات يقلل من قدرة العدو على جمع المعلومات الاستخباراتية. كما يساهم إسقاط الطائرات في رفع الروح المعنوية للمقاتلين اليمنيين والشعب الفلسطيني، ويعزز من إمكانية تحقيق الانتصارات.

تظهر قدرة القوات المسلحة اليمنية على الإمساك بزمام المبادرة وخلق واقع جديد في المحيط الإقليمي من خلال إبداعهم في تطوير قدراتهم القتالية. فرغم التحديات الكبيرة، استطاعوا استغلال التضاريس الطبيعية والفكر الاستراتيجي الفريد، ما يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يُفكرون ألف مرة قبل اتخاذ أي خطوات ضدهم.

ما حدث في اليمن هو تجسيد عملي لروح المقاومة والإصرار على تحقيق الانتصار. بينما تظل طائرات MQ-9 Reaper رمزًا للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة. أثبت اليمن أن الإرادة القوية والتكيف مع الظروف المعقدة يمكن أن يؤدي إلى انتصارات كبرى حتى أمام أقوى الجيوش في العالم. لذا، أصبح اليمن اليوم قوة يُحترم رأيها ويُحسب لها ألف حساب، ما يفرض واقعًا جديدًا على المسرح الإقليمي، ويُذكر الأعداء بأن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لتحقيق النصر.

 

كسر الهيمنة الجوية الأمريكية

تُعد الهيمنة الجوية أحد أبرز أدوات الولايات المتحدة في إدارة الصراعات، حيث تعتمد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار في تنفيذ عمليات الاستخبارات والهجمات. إن إسقاط طائرات MQ-9 يُضعف هذا التفوق الجوي، ويمنح اليمن القدرة على مواجهة أي تهديد، ليظهر أن السماء اليمنية أصبحت مليئة بالمخاطر بالنسبة للخصوم.

علاوة على ذلك، تعزز هذه العمليات من معادلة الردع الإقليمي، وتثبت قدرة اليمن على مواجهة القوى العسكرية الكبرى، ما يزيد من ثقة الشعب اليمني وعزيمة المقاتلين على التصدي لأي عدوان خارجي.

إسقاط الطائرات الأمريكية المتطورة من نوع MQ-9 يُعد إنجازًا استراتيجيًا يحقق كسر التفوق الجوي الأمريكي والإسرائيلي، ويؤكد أن اليمن قادر على مواجهة التكنولوجيا المتقدمة. ناهيك عن أن هذه الطائرات تُستخدم في مهام الاستطلاع والمراقبة، وبالتالي، فإن إسقاطها يُقلل من قدرة العدو على جمع المعلومات. وهذا الإنجاز لابد أنه يُساهم في رفع الروح المعنوية لدى المقاتلين اليمنيين والمقاومة والشعب الفلسطينيين، ويُبرز إمكانية تحقيق الانتصارات.

من جهة أخرى، يُعد الإبداع في التصنيع الحربي اليمني بُعدًا استراتيجيًا مهمًا بحد ذاته. فالاعتماد على القدرات الذاتية في تطوير الأسلحة يقلل من الاعتماد على الخارج ويعزز من الاستقلالية في اتخاذ القرارات. كما يؤدي هذا الإبداع إلى مفاجآت تكتيكية واستراتيجية تُربك العدو وتُفقده الثقة في منظوماته الدفاعية.

وتجبر عمليات إسقاط MQ-9 الولايات المتحدة على مراجعة استراتيجياتها في اليمن، ما يكشف عن ثغرات في التكنولوجيا الأمريكية ويُؤثر سلبًا على سمعة صادراتها الدفاعية. فضلاً عن ذلك، تَبرز هذه العمليات بكونها وسيلة فعالة لإيصال رسائل قوية لدول التحالف، تؤكد أن المعركة الجوية ليست لصالحهم، وقد تشجع حركات المقاومة الأخرى في المنطقة على تعزيز قدراتها الدفاعية استنادًا إلى النموذج اليمني.

وبالنسبة للدلالات السياسية، يُعزز إسقاط الطائرات من الموقف السياسي لليمن، ويجبر الخصوم على إعادة تقييم خياراتهم بشأن التصعيد العسكري، ما يُظهر فشل الاعتماد على القوة الجوية لتحقيق الأهداف في اليمن.

 

التحديات المستقبلية والتحولات المتوقعة

قد تلجأ الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغوط العسكرية والدبلوماسية لتعويض هذه الخسائر، أو تعزيز تقنياتها الجوية من خلال إدخال طائرات متقدمة. ومع ذلك، يبقى نجاح إسقاط MQ-9 أفقا يفتح المجال أمام تعزيز الدفاعات الجوية في اليمن، ويشجع على تطوير أسلحة جديدة تستهدف الطائرات التقليدية، وزيادة تكلفة الحرب على الخصوم. مع استمرار الإنجازات اليمنية قد يعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة ويدفع دول التحالف لإعادة تقييم سياساتها تجاه اليمن، على اعتبار أن اليمن باتت قوة لا يستهان بها.

كما تؤكد الإنجازات اليمنية أن التصميم يمكن أن يتغلب على الفجوة التكنولوجية، فضلا عن أن نجاح الدفاعات الجوية اليمنية يدل على توافق التقنية مع التخطيط الميداني، وأن القوة لم تعد تعتمد فقط على الحجم العسكري، بل على قدرة الدول على تحقيق أهدافها رغم التحديات.

يمثل إسقاط طائرات MQ-9 تحولًا نوعيًا في الصراع اليمني ويعيد تشكيل معادلات الردع في المنطقة. هذا الإنجاز يُعبر عن إرادة شعب يرفض الهيمنة ويصمم على الدفاع عن سيادته.

يبقى السؤال: كيف ستتعامل القوى الكبرى مع هذا التحول؟ وهل ستكون السماء اليمنية مفتاحًا لإعادة صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط؟.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • دور المواطن في محاربة الشائعات وبناء مجتمع واع.. ندوة جديدة بإعلام المنيا
  • كتاب إسرائيليون: سيبقى السابع من أكتوبر جرحا غائرا.. لن تشفيه الحرب
  • أستاذ عبري: مصر حذرت من اشتعال المنطقة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية قبل «7 أكتوبر»
  • عامٌ من الفشل الأمريكي
  • بمواد كيمائية..موسكو تعلن إحباط "هجوم إرهابي" أمرت به أوكرانيا
  • استشهاد وإصابة 35168 طالب منذ بدء العدوان على غزة والضفة في السابع من أكتوبر
  • جيش العدو الصهيوني يكشف عدد قتلاه وجرحاه منذ السابع من أكتوبر
  • مسؤولان إسرائيليان: من المتوقع أن تطلق حماس سراح 33 رهينة في أول مرحلة من الاتفاق
  • إسقاط 14 طائرة من (MQ-9 ) يعمّق الفشل الأمريكي
  • قمة إنوكسيرا تناقش بناء مجتمع معرفي يواكب التطورات