بقي للسودان سنة واحدة لترفع راية استقلاله وتمردت حامية توريت
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
بقي للسودان سنة واحدة لترفع راية استقلاله وتمردت حامية توريت ، وبعد رفع العلم بسنتين وثب العسكر علي السلطة لتبدأ الدورة الخبيثة : انقلاب ، انتفاضة ، انقلاب ، انتفاضة وتطور الأمر الي انقلاب يلد انقلابا وكل هذه الفوضي نتج عنها هذه الحرب اللعينة العبثية
المؤرخ ليس من مهامه أن يحكي لنا عن طيبة الفريق ابراهيم عبود هذه الطيبة التي افتقدها الشعب يوم ثار نفس هذا الشعب عليه ووضعوا حدا لتسلطه في أكتوبر من العام ١٩٦٤ وقد غني لاكتوبر الاخضر نفس المطرب الذي مجد انقلاب نوفمبر علي أساس أنه ثورة ( في نوفمبر بعثت ثورة ثورتنا الشعبية ، جيشنا الباسل هب وعلا راية الجمهورية ) !!.
( ضيعناك وضعنا معاك ياعبود ) !!..
عبود هذا الذي بكيتم عليه يوم ذهب مع الريح وطواه النسيان كان قائدا للجيش وكان الجيش في أحسن حالاته وعبود نفسه كان مهندسا وعسكريا منضبطا يفهم في مجال عمله الكثير لما توفر له من دراسة في كلية حربية هي الأجود في كل المنطقة العربية وتدريب عالي المستوى بالخارج ولكن عندما طلب منه عبدالله خليل أن يستلم البلد نفذ المطلوب بكل بساطة وكأنه يستلم خطاب سلمه له ساعي البريد !!.. هذا التصرف من الجهتين يسمونه عطاء من لايملك لمن لايستحق ...
قلنا إن الجيش كانت له هيبة وشوكة وكان بعيدا تماما عن السياسة وعاكف علي الأمانة الملقاة علي عاتقه وهي حراسة الحدود والدستور ...
كان يجدر بالفريق عبود وقد واتته هذه الفرصة وهو صاحب شوكة أن يدير البلاد لفترة محددة يضع فيها الأمور في نصابها الي أن يعود السياسيون الي رشدهم ويتحلوا بالمسؤولية ومن ثم يسلمهم الأمانة ( أمانة الحكم المدني ) ويعود لثكناته ومهامه الموكلة إليه في حراسة الحدود والدستور ... ولكن أن يستمريء عبود اللعبة و ( بي وشو يواصل ) وكأنه منتخب من أهل البلد للرئاسة فهذا طمع وجشع في شيء لايحق له وبالمقام الاول هو عمل غير دستوري ومخالف للقانون ويستحق عليه أن يقدم للعدالة بتهمة اغتصاب السلطة ...
واكبر دليل علي أن عبود وقد تسلم السلطة من عبدالله خليل علي أن عمله هذا كان منذ ضربة البداية إنذار بشر مستطير ونهاية للديمقراطية ولحرية الفرد والجماعة اول ما عمد إليه هو حل الأحزاب السياسية وتعطيل الدستور ومعني هذا أن البلاد بعد ذلك ستنزلق الي هوي الحاكم وتصرفاته التي مهما بدت بعيدة عن القانون والنظام فلن يجرؤ أحد من الرعية أن يرفع عقيرته بالاحتجاج أو الشكوي لأن مثل هذه الأشياء تحت تلك الظروف الاستثنائية عقوبتها التعليق علي رؤوس المشانق أو الضرب بالرصاص الحي أو غياهب السجن أو في احسن الأحوال التشريد والمضايقة والفصل من الخدمة للصالح العام ...
طبعا كما تعرفون فإن نظام مثل هذا يلتف حوله المطبلون والزمارون وماسحو الجوخ ولاعقو الأحذية العسكرية الثقيلة وعن الإعلام فحدث ولا حرج فإن معظم المواد المقدمة تجتهد في إظهار الحاكم ونظام حكمه في ابهي صورة واجمل رونق وتضخيم المنجزات وكيل السباب للمعارضين وتهديدهم بالويل والثبور وعظايم الأمور ...
ليس من مهمة المؤرخ أن يتحفنا بكتاب ألف ليلة وليلة عن المشير جعفر نميري ( ابو عاج ) وعن فروسيته وكيف أنه قفز فوق حائط طوله ( متران ) وكثير وكثير من سرديات العامة والجمهور عن حكايات شخصية بطلها هذا الانقلابي الذي عطل الدستور وادخل البلاد في نفق مظلم لمدة سبعة عشر عاما بدأت بنظامه الاحمر القاني وانتهت بتنصيبه أميرا للمؤمنين ...
وحكايات وحكايات عن معسكر ود ( الحليو ) وترحيل الفلاشا وخاشجوقي ولقاء معه في طائرة قابعة في مدرج بمطار الخرطوم ومع ذلك ورغم كل هذه المغامرات يقولون لنا أن بطل انقلاب مايو مات فقيرا ولايملك شروي نقير .
ستة وستون عاما مضت منذ أن وثب العسكر للسلطة لاول مرة وجلسوا فيها لمدة ستة سنين كانت فيها تنمية كثيرة ودموع أكثر والشعب افتقد الحرية والعدالة فلم يصبر وانتفص واقتحم كوبر كما اقتحم الفرنسيون الباستيل وكانت انتفاضة حتي النصر وكانت انتفاضة حتي القصر .
وبعد مايو جاءت شقيقتها يونيو عام ١٩٨٩ وتلخيصا لفترة حكم المؤتمر الوطني التي استمرت لمدة ثلث قرن مع وقت اضافي بعد أن قضت اللجنة الأمنية علي انتفاضة الشعب في ديسمبر ٢٠١٩ ويمكننا القول إن نظام المخلوع لم يغادرنا وقد تم تثبيته بالانقلاب الثاني للفلول في أكتوبر ٢٠٢٣ وبعودة رموزهم الواحد تلو الأخري وصارت اجتماعاتهم علي رؤوس الأشهاد وبالأمس تم انتخاب أحمد هارون رئيسا لحزبهم المقبور وكان الشعب ينتظر من حكومة الأمر الواقع أن تسلمه للمحكمة الجنائية الدولية ولكن الأمور لم تمضي كما تشتهي وغدا يظهر المخلوع ويقولون إنه كان في استراحه محارب ومعه ذراعه اليمنى وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين وكلاهما سيطالب بالتعويض وان تسلم لهما السلطة في الحال ليس كمن بل كحق تم انتزاعه منهما بثورة شبابية عارمة ...
هذه الانقلابات خاصة انقلاب يونيو هي التي اقعدت بالسودان عن كل تنمية وخير وسلمته للمحاور من الشرق والغرب ونشرت فيه الفساد وطمعت فيه الآخرين والنهاية والضربة القاضية جاءت بالحرب العبثية المنسية الملعونة .
لهفي علي شعبنا الأبي الكريم فقد فقد ذهبت ٥٤ عاما من حكم العسكر بعافيته وهو اليوم ينازع لإخراج الروح والعسكر مازالت نفسهم مفتوحة لحكم الجماجم والاطلال !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«روفا السوداني» يُنافس زيدان ورونالدينيو وميسي!!
عمرو عبيد (القاهرة)
يواصل منتخب السودان «حملته الناجحة» في تصفيات قارة أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم، وحافظ على صدارة المجموعة الثانية، عقب تعادله السلبي مع السنغال في الجولة الخامسة، ليتمسك «صقور الجديان» بقمة المجموعة، بفارق نقطة واحدة عن جمهورية الكونغو، ونقطتين عن السنغال، لكن هذا النجاح كبير لم يكن السبب الأبرز في حديث مواقع التواصل الاجتماعي عن المنتخب السوداني مؤخراً، بل خطف «صقور الجديان» الأضواء بسبب اللاعب المُخضرم، عبد الرؤوف يعقوب، الذي قدّم واحدة من أفضل الألعاب في تلك المباراة.
بعدما تسلّم الكرة بطريقة «خيالية» فوق صدره، على الجانب الأيسر من خط المرمى، رغم إرسالها قوية ومرتفعة من أقصى الجبهة اليُمنى، ووصفه البعض بأنه «استلام مستحيل»، تشريحياً وكروياً، لاسيما أنه روّض الكرة فوق صدره وأعادها إلى داخل الملعب خلف رأسه بـ«لمسة واحدة»، ثم راوغ وصنع أخطر فرصة سودانية في اللقاء، وراهن آلاف المعلقين على ذلك المقطع المصور عبر مواقع التواصل، على أن تلك المهارة ستوضع بجوار أشهر وأجمل لمحات مهارات تسلم الكرة في تاريخ اللعبة، بل ربما تتجاوز براعتها حدود اللقطات الشهيرة لـ«الأساطير»، زيدان ورونالدينيو وميسي.
وبالعودة للبحث عن أبرز مقاطع ألعاب مُشابهة، لـ«عباقرة المهارة» الكروية، كانت هُناك لقطة غير عادية أيضاً من جانب زين الدين زيدان، خلال مباراة ودية جمعت منتخب فرنسا مع البرتغال عام 1997، حيث تسّلم «زيزو» الكرة بطريقة مشابهة، لكنها لم تكن بصعوبة لُعبة «روفا» السوداني، وتلقى زيدان الكرة العالية فوق صدره، ثم دار حول نفسه وروضها ببراعة، واعتاد «زيزو» على تلك الألعاب المهارية غير العادية، إذ صُنّف كأفضل لاعب فيما يتعلق باستلام الكرة حسب الكثير من المصادر، وكانت براعته «الخارقة» قد تجلّت في كأس العالم 2006، حيث أبدع في استلام الكرة بطرق غريبة، ومن ثم ترويضها بأسلوب سلس، خاصة الكرات الطولية أو العالية، التي كان يتسلمها حتى من وراء ظهره، وبقيت مراوغته لـ«كبار نجوم» البرازيل، في مباراة رُبع نهائي «المونديال»، خالدة لا تُنسى.
وبذكر البرازيل، فإن «الساحر» رونالدينيو هو الآخر دأب على تسلم الكرة والتلاعب بها بنفس الطريقة، بل باستعراضية أكبر مثل لاعبي «السيرك» كما وصفه البعض، حيث تدور «النقاشات الحادة» عادة حول أفضلية رونالدينيو على زيدان في هذا الأمر، واعتاد الساحر البرازيلي استلام الكرات العالية بـ«الحركة» والمراوغة من لمسة واحدة غير عادية، بل أظهرت بعض اللقطات نجاحه في إيقاف الكرة فوق صدره للحظة قبل قرار المراوغة الأكثر إبداعاً، ولعل مباراته مع ميلان أمام ريال مدريد عام 2010 تحمل واحدة من أبرع تلك اللقطات، التي أوقف خلالها الكرة فوق صدره وراوغ راموس وديارا في لقطة واحدة، كما كان لرونالدينيو عشرات اللقطات التي تسلّم فيها الكرة الهوائية بمراوغة عجيبة، خلال فترة توهجه مع برشلونة.
ولأنه «الساحر الصغير» الذي بهر العالم بقدراته الخاصة طوال أكثر من عقدين كاملين من الزمن، فإن لقطات مهارات ليونيل ميسي لا يُمكن اختزالها أو جمعها كلها في صورة واحدة، ولعل آخرها شوهد مؤخراً مع فريقه، إنتر ميامي، باستلام كرة عالية جداً عبر صدره من الوضع «قافزاً» ثم انطلاقة سريعة بعدها في لمح البصر، كما كانت له لقطة «مُستحيلة» في كأس العالم 2018، بقميص الأرجنتين أمام نيجيريا، حيث تسلّم كرة طولية قوية متوسطة الارتفاع فوق فخذه من الوضع مُتحركاً، قبل المراوغة من لمسة واحدة وتسجيل هدف لـ«راقصي التانجو»، وهي لقطة تكررت كثيراً خلال فترته مع برشلونة، حيث كانت تُرسل إليه تلك الكرات في عمق دفاعات المنافسين، ومهما يكن العدد الدفاعي أو الوضع التكتيكي المعقد، كان «البرغوث» يروضها ببراعة منقطعة النظير، وبين أبرزها، لُعبة أكثر صعوبة أمام أرسنال، في دوري الأبطال 2011، روّض خلالها «ليو» الكرة بلمسة غير عادية بـ«وجه القدم» اليُسرى، بين اثنين من لاعبي «الجانرز» وكادت تسكن الشباك.
والحقيقة أن هُناك عشرات اللقطات الإبداعية في هذا الأمر، لا تُنسى من التاريخ، فلُعبة الهولندي «الأسطوري» دينيس بيركامب الشهيرة أمام الأرجنتين في كأس العالم 1998 بقيت «أيقونة» للنجم الطائر، الذي اعتاد ترويض تلك الكرات العالية بوجه قدمه ببراعة مع أرسنال أيضاً، وإذا كان مقطع مارادونا الأسطوري خلال «الإحماء» على وقع إحدى المعزوفات الشهيرة في القرن الماضي هو الأشهر، إلا أن «الساحر الراحل» كانت له لقطة غريبة مع نابولي، عندما روّض الكرة بظهره خلال إحدى المباريات، في مشهد «لا يُصدّق»، كما كان للأسطورة المصري، محمود الخطيب، واحدة من أشهر وأغرب الترويضات في تاريخ الكرة العربية، عندما تسلّم الكرة خلف جسده بواسطة «الكعب» وهو يعدو، مراوغاً في نفس اللحظة وبتلك اللعبة دفاع منتخب تونس، ليفوز المنتخب المصري وقتها في تصفيات كأس العالم 1978.