زهير عثمان

عبد العزيز عشر، كأحد القادة العسكريين البارزين في حركة العدل والمساواة ومن أبناء دارفور، يعود اسمه للظهور الإعلامي حاليًا لعدة أسباب قد ترتبط بالظروف السياسية الراهنة والأهداف الاستراتيجية لبعض الأطراف، والتي قد تسعى إما لتغيير أو إعادة ترتيب المواقف والتحالفات السياسية في السودان. إليك بعض العوامل التي قد تفسر هذا الظهور الإعلامي المتجدد:
الصراع الحالي والتوازنات السياسية السودان يمر بمرحلة معقدة من الصراع العسكري والسياسي، خاصة مع تفاقم النزاع بين الجيش والدعم السريع.

في مثل هذه الأوضاع، تظهر الحاجة إلى استقطاب قادة مؤثرين من الأطراف المختلفة، سواء لدور الوساطة، أو لتكوين جبهات سياسية وعسكرية جديدة. وكون عبد العزيز عشر من القادة العسكريين المؤثرين في دارفور، فإن ظهوره قد يكون جزءًا من جهود إعادة ترتيب التوازنات في دارفور بشكل يخدم أجندات معينة.
التحشيد الشعبي والسيطرة على الرأي العام و من المحتمل أن هناك محاولات لاستمالة دعم أبناء دارفور الذين شهدوا معاناة من الحروب والصراعات، وعبد العزيز عشر كرمز يعرفه كثيرون في الإقليم، ربما يتم إبرازه للتأكيد على تمثيل أبناء دارفور أو لإبراز رسائل توحي بوجود دعم واسع النطاق لأي من الأطراف.
إعادة كتابة السرديات و بعد تهميش تاريخي واتهامات بارتكاب انتهاكات خلال النزاعات السابقة، قد يكون جزء من هذا الظهور محاولة لتقديم القادة السابقين بصورة جديدة تتناسب مع الوضع الحالي، أو ربما للتخفيف من انتقادات الجمهور عبر إبرازهم كأبطال لمظالم تاريخية يتعاطف معها الرأي العام.
إظهار المصالحة أو تقديم بدائل للقوى الحالية: ظهوره الآن يمكن أن يكون جزءًا من جهود تقديم عبد العزيز عشر كشخصية "واقعية" تبحث عن الحلول، وهذا قد يشير إلى تحركات من أطراف ترغب في تقديم بدائل للقوى الحالية، ربما لخلق جبهة جديدة أو تحالفات تسعى لإحلاله بديلاً عن بعض القيادات الموجودة على الأرض.
حملة إعلامية موجهة: قد تكون هناك حملة إعلامية مقصودة لإعادة إحياء رموز بعينها لتوجيه رسائل سياسية معينة، سواء كانت بهدف تخويف الأطراف المتصارعة أو لإيصال رسائل توحي بوجود قوة جاهزة لاستعادة السيطرة في حال عدم استقرار الأوضاع. في ظل غياب الإعلام المحايد، من المحتمل أن وسائل الإعلام تُستخدم كأداة للترويج والدعاية لكسب الدعم الشعبي أو لتحذير قوى معينة.
هذه هي بعض الأسباب التي قد تفسر لماذا يعود عبد العزيز عشر للواجهة في الإعلام الآن، فالأوضاع المعقدة في السودان تجذب باستمرار رموزاً سياسية وعسكرية قديمة وحديثة، مما يجعل هذا الظهور الإعلامي جزءاً من لعبة سياسية أكبر وأهداف قد تتجاوز الساحة السودانية المحلية.
هناك عدد من القبائل الدارفورية التي دفعت بتهم لجرائم حرب وإبادة جماعية ورفعت دعاوى لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة بعض الفصائل المسلحة، وعبد العزيز عشر قد يكون معنيًا بهذا الملف تحديدًا نظرًا لتورطه أو اتهامه في جرائم معينة أثناء النزاع في دارفور.
مع وجود هذه التهم، قد يسعى عبد العزيز عشر لاستغلال موارده المالية والسياسية للتأثير على مجريات هذه القضايا أو للتوصل إلى تسويات مع زعماء القبائل المعنية للحد من المطالبات القانونية أو لتخفيف الضغط عليه وعلى حركته السابقة. يُعتقد أن هذا الجهد قد يكون جزءًا من محاولاته للتأثير على الدعاوى عبر تقديم الدعم المالي للمتضررين أو عبر قنوات سياسية في إطار السعي لطي هذه الصفحة القانونية التي تهدد مكانته.
يظهر عبد العزيز عشر كجزء من تحولات سياسية عميقة في السودان، حيث يسعى لفرض نفسه كرمز يتمتع بنفوذ قديم وجديد، وهو ما قد يشير إلى إعادة تشكيل مشهد دارفور في مواجهة قوى سياسية وعسكرية متجددة
تزايد حضور عبد العزيز عشر في المشهد الإعلامي يبدو كاستراتيجية من بعض الأطراف لتعزيز شخصيات قديمة تحظى بقبول جزئي في مواجهة القيادات الحالية، التي تعاني من تراكمات عديدة تشمل سجل الفساد ومشكلات مستمرة مع المكونات القبلية في دارفور وشرق السودان. بالإضافة إلى انحيازها إلى الانقلاب العسكري ومشاركتها في السلطة، ما تسبب في اهتزاز الثقة الشعبية بقدرتها على القيادة الوطنية.
إن الظهور الإعلامي المتجدد له في هذا السياق قد يعكس جهوده لإعادة تشكيل صورته أمام المجتمع الدارفوري المحلي وكذلك في الأوساط الدولية، مما قد يسهم في تحسين موقفه ضمن أي مفاوضات تتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد العزیز عشر فی دارفور یکون جزء قد یکون

إقرأ أيضاً:

بيان جديد للجيش السوداني بعد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم

صورة تعبيرية (مواقع)

في تطورٍ مثير يشهد تحوّلًا هامًا في الأحداث السودانية، أعلن الجيش السوداني اليوم الجمعة عن سيطرته الكاملة على القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، محققًا انتصارًا كبيرًا على قوات الدعم السريع التي كانت قد تمركزت في تلك المنطقة الاستراتيجية.

وجاء هذا الإعلان في بيان رسمي صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، حيث وصف الجيش العملية بأنها "ملحمة" تاريخية استهدفت تعزيز سيادة الدولة وكرامتها.

اقرأ أيضاً لماذا طلبت أمريكا من إسرائيل التراجع عن قصف أهداف في اليمن؟ 21 مارس، 2025 تعرف على الأهداف العسكرية الإيرانية التي حددتها أمريكا وإسرائيل لقصفها 20 مارس، 2025

وفي تفاصيل البيان، أكدت القيادة العسكرية أن عملية استعادة القصر الجمهوري تمثل انتصارًا عسكريًا بالغ الأهمية، إذ يمثل القصر رمزًا أساسيًا للسيادة الوطنية والمكانة السياسية للسودان.

وقد أعلنت القوات المسلحة أنها تمكنت من سحق قوات الدعم السريع في مناطق متعددة، بما في ذلك وسط الخرطوم، السوق العربي، والمباني المحيطة بالقصر، مشيرة إلى أن هذه العملية كانت جزءًا من حملة عسكرية لتطهير العاصمة من تواجد تلك القوات.

كما أوضح البيان أن الجيش السوداني تمكن من تدمير قوات الدعم السريع بشكل كامل في تلك المناطق، حيث تم القضاء على العديد من أفراد العدو وتدمير المعدات العسكرية بشكل كامل.

وأكد البيان أن الجيش استولى على كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت في حوزة قوات الدعم السريع في الخرطوم، ما يعكس حجم الانتصار الذي حققته القوات السودانية في هذه العملية الحاسمة.

تأتي هذه السيطرة على القصر الجمهوري في وقت حساس، حيث تسود البلاد حالة من التوتر العسكري والسياسي، وقد تعتبر هذه الخطوة بداية لتحولات كبيرة في مجرى النزاع العسكري في السودان، ما يجعل هذه المرحلة من تاريخ السودان محورية في تحديد مستقبل البلاد السياسي والعسكري.

من المتوقع أن تترتب على هذا الانتصار تداعيات كبيرة على الساحة السودانية، سواء على مستوى المواقف السياسية الداخلية أو في علاقة السودان مع القوى الإقليمية والدولية، في وقت يعاني فيه السودان من تحديات اقتصادية وأمنية معقدة.

مقالات مشابهة

  • بعد دخول القصر.. هل كتب الجيش السوداني نهاية الدعم السريع؟
  • الجيش السوداني.. سيطرنا على معظم المواقع الهامة في الخرطوم
  • شرق أفريقيا: تشابك خرائط الصراع
  • السودان: مشاركة الأطفال في النزاع المسلح وعواقب الصراع عليهم!!
  • بيان جديد للجيش السوداني بعد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم
  • وزير الإعلام السوداني: تأمين الخرطوم أولوية والجيش يتقدم نحو دارفور وكردفان
  • رئيس رواندا يبحث مع نائب البرهان عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي
  • بعد سيطرة الجيش على القصر الجمهوري .. من هما طرفا الحرب في السودان؟
  • وزير سوداني يحذر من تداعيات سقوط «الفاشر» .. كشف عن إرسال المزيد من القوات لفك حصار «الدعم السريع» عنها
  • السودان: الدعم السريع تعلن السيطرة على المالحة ومعسكر الجيش في شمال دارفور