سودانايل:
2025-01-18@10:05:50 GMT

الشعر والسيف

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي

(هـل غـادر الشعراء) شيئاً ينظم؟ ... فـعلام تـنفخ فـي الـهواء وتـزخم؟
و تــرى بـأن الـشعر صـرت مـليكه ... هــوّن عـلـيك فــإن مـثـلك يـفـهم
مـا عـاد مـن شرف لنا في شعرنا ... إن قــــام فـيـنـا الـبـحـتري يُعَلِّم
مــا عــاد لـلـشعر الــرواج ومـثلما ... كــان الـنـصالَ و كـان عـزاً يُـسهم
و الـحـق أيــن الـشعر بـين قـنابل .

.. تـرمي عـلى بـعد الـمسافة ترجم
كـــن واقـعـيـا يـــا شـويـعر نـاظـرا ... فــي واقــع الـحـال الــذي يـتـكوم
مــــا قـــلّ دلّ و ذا زمـــان تــطـور ... فـاصـرف جـهـودك بـانـيا لا يـظـلم
بـحماسة الـشعراء , بل وغرورهم ... والـعـنـتـريـات الـــتــي لا تــخــدم
مــا صـادفـت عـيني مـمات ذبـابة ... أبــــدا ولا قــتـلـت لــفـأر يـقـضـم
وكــذا يـقـول (نــزار) فـي أشـعاره ... والـصـدق فــي قــول لــه يـتعظم
الـنـاس تـبني مـجدها مـن حـولنا ... ولـنـا الـقـوافي تـسـتثير و تـشتم
هــل نـال مـن قـوم مـكان صـدارة ... إلا بـــــدأب واجــتـهـاد يَــعْـظُـم ؟
مـــاذا يـفـيـد الـشـعر إن أغـدقـته ... تــبـكـي لــتـاريـخ لــنـا يـتـصـرّم ؟
مــاذا يـفـيد الـشعر يـنعي دارسـا ... مـــــن عــــزة وكــرامــة تــتـهـدم
إن كـنت تحسب أن شعرا ساخناً ... يُـغني عـن الـسيف الذي لا يرحم
أو أن يــعــبـئ لانــتــصـار قــــادم ... عـشت الـحياة بـكل صـدق تـحلم
جــهـز لـسـيفك أولا واسـلـل لــه ... مــــن غــمـده مـتـبـخترا تـتـقـدم
فـلـربـمـا عــــادت لــنــا بـغـدادنـا ... أو عــاد مـسـجدنا يـضـرّجه الــدم
ثـم انـشد الأشـعار مـا طابت لكم ... حـتى يـخاف لـما نـظمت الـضيغم
أمـا الـضعيف فكيف يُخشى بأسه ... بــل أيـن بـأس لـلضعيف تـترجم ؟
لــو كـانـت الأشـعـار تــردع غـازيـا ... مــا كـانت الـعرب الـفصيحة تـكْلَم
كـم مـن مـعان دبـجوها شـعرهم ... والــريــح تــذروهـا فـــلا تـتـلـملم
إن شـئـت تـرسـم صــورة مـرئـية ... لــوجــدت آلاف الـمـنـاظـر تَــقْـدُم
إيــوانَ كـسرى مـاثلا فـي نـاظري ... والــروضـة الأُنُـــف الـتـي أتـوسـم
أمــا الـيـتيمة فـهي مـلأى بـالذي ... تـــدري ولا تــدري مـثـالا يـحـسم
إفـكـا بــأن الـشـعر ظــل بـحـاجة ... لـلـمـحدثين ومـــن غــدا يـتـهجم
أسفي على فكر ضوى من ضعفه ... ويــظــن بـالأشـعـار مـــا يـتـوهـم
فـبـشـعـرنـا صــــور تـمـيّـزعـرضها ... وبــشـعـرنـا درر بــهــا لا تــســأم
ويــكــاد يـخـنـقني الـغـبـاربشعره ... أعـمى تـهاوى الـليلَ فـيه الأنـجم
الـنـفس تـصغر عـند شِـعب بـوانه ... مــن روعــة وصـفت عـجيبا يـرْهم
مـن ظـن أن يـأتي جـديدا بـعدهم ... ضــل الـطريق وخـاب وهْـمٌ مـفعم
أفـنـيتُ عـمـرا مــن زمــان ضـائـع ... صـلـفـا وزهـــوا إذ يــجـور ويـهـدم
كــانـت مـشـاعرنا وكــان لـسـاننا ... بـالـسـم يـقـطـر غـيـرنا لا يـرحـم
ولـسـان حـالـي لا يـطيق مـغامرا ... يــأتــي بـمـنـكر قــولـه أو يــذمـم
وعجبت أن يلقى قريضي قدح من ... فـي شـعره الهذيان أحمقَ يُرسم
أنـا شـاعر الـفصحى وأرفـع ركـنها ... ولـغـيرنا الأشـعـار لا تُـتَـيَمم
وأغــض عــن طــرف لـنا مـتجاهلا ... كـيـدَ الــذي لا يـسـتفيق ويُـجـرم
( و إذا أتـتـك مـذمتي مـن جـاهل ... فـهي الـشهادة لي بأني ) الأقوم
لـكـنـنـي وبــرغــم ذلــــك كــلــه ... أغـلـى مـن الـشعراء أرفـع عـنهم
سرقوا الجميل من القديم فأنجبوا ... ثــكـلـى مــعـوقـة وريــحـا تــزكـم
إنــي لـمـن قـوم يـطول مـديحهم ... ووفـاؤهـم بـيـن الـخـلائق أعـظـم
مــا لان مــن عـود لـهم أو داهـنوا ... أو عــاش فــي خـتـل أبـي مـنهم
لــي فــي مـديـح (مـحمد) دالـية ... تـشفي غـليل الـعاشقين وتُـلهم
أُعْـلِي بـها شـأني وتـرفع هامتي ... ولـعـلـها يـــوم الـشـفاعة بـلـسم
هـــذا زمــان الأدعـيـاء أمــا تــرى ... أنــي انـزويـت إلــى قـصي يُـبهم
فـالـشعر أنـفـاس وعـبـق أريـجـها ... يـحـلـو لـسـامعها فـيـحمدها فــم
والـشعر لـيس بـما نـظمت مُـقفيّا ... كــجـدار بــيـت بـالـحـجارة يــركـم
والـشعر إحـساس وصـدق مـقالة ... وجـمـيـل مـعـنـى بـالـذي تـتـكلم
والـشـعـر يــلـزم أن يـهـز لـعـطفه ... مـــن كــان ذا حــس لــه يـتـفهّم
والـشـعر فــن كــم يـحرِّك سـاكنا ... رقـصت بـه الأعـطاف تـطرب تـنعم
مــا زلـت أومـن بـالحطيئة شـاعرا ... وضـع الـنقاط عـلى الـحروف تحجم
فـالشعر إن ما مسَّ وجدان الفتى ... مـا كـان شـعرا يـستساغ ويـهضم
والـشـعـر كـــلا لــم يـكـن إلـيـاذة ... جـمـعـت دوارس نــافـرات تُـقـحم
والـشـعـر تـجـديـد وفــيـه نــبـوءة ... نَــفَـسٌ وإلــهـام وجـــرْس يـزحـم
فــلـعـل بــيـتـا أن يــكـون بــلاغـة ... أغـنـت عــن الآلاف مـمـا يَـسْـقُم
وتـواضـعـي لا يُـنْـقـصنَّ مـكـانـتي ... إن كــان فـيـهم مــن يُـلم ويـفهم
وقــرأت مــن كـتـب كـثـيرات بـهـا ... تــاهـت مـراكـبـنا أضـــل وأُلــجـم
حـتـى وصـلت إلـى طـريق واضـح ... حــــواء تــرضــع غـيـرنـا أوتُـفـطـم
فـكر الـفتى شـيءٌ وفيض شعوره ... لــلـنـاس تــلـفـظ قــولـه أوتــكـرم
لا أدعــــي عـلـمـا ولــكـن ربــمـا ... قـبـضا مــن الـريـح الـتي لا تـخدم
مــاذا أكــون ومــا تـكـون بـلاغتي ... إن كــنـت تــسـأل أي شـعـرأنظم

thepoet1943@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: م مــا

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد محمود الربيعي.. رائد النقد الأدبي المصري

تصادف اليوم 15 يناير (كانون الثاني) ذكرى ميلاد الناقد الأدبي والأكاديمي المصري محمود بَخيت الرَّبيعي المولود في بلدة جهينة بالصعيد 1932، كان عاشقا للأدب والشعر، منذ صباه، وفي شبابه كتب الشعر، ثم تركه وركز في دراسته ومؤلفاته على حقل النقد الأدبي، وحصل على الدكتوراة من جامعة لندن عام 1965، عن رسالته "الكاتبات والنقد في مصر الحديثة".

تم انتخابه عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2008، وصدرت له العديد من الدراسات والمؤلفات في النقد كما كتب عدة ترجمات، وله ثلاثية في السيرة الذاتية.
نشأ الربيعي في أسره بسيطة، درس في معهد القاهرة الديني سنة 1951، وفي تلك الفترة بدأ كتابة الشعر، ثم نشر عدداً من قصائده في جريدتي الزمان والأهرام.
وفي عام 1954 درس في كلية العلوم، ونال درجة الليسانس سنة 1958، ومع زيادة ميوله للنقد الأدبي تراجع اهتمامه بالشعر ثم ترك كتابته سنة 1960.
وفي نفس العام التحق بجامعة لندن سنة 1960 وحصل منها درجة الدكتوراه سنة 1965 برسالة عنوانها "الكاتبات والنقد في مصر الحديثة".
وبعد عودته لوطنه عمل معلما للنقد الأدبي الحديث في كلية دار العلوم، ونشر عدة مقالات ثم تدرج بوظيفته، حتى شغل رئيس قسم البلاغة والنقد الأدبي، عقب ذلك سافر إلى الجزائر وعمل أستاذاً بكلية الآداب في جامعة الجزائر بين 1969-1972، وفي عام 1978 أيضا سافر للكويت، وعمل في جامعتها، ثم عاد منها في 1982.
كان الربيعي نشيطاً ومشاركاً بالحركة الثقافية، وقدم العديد من الندوات في محافل القاهرة الأدبية، وكان عضواً في اتحاد كتاب مصر منذ تأسيسه، ثم في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وقد تميز بمنهج نقدي يمزج فيه بين تحليل النص وطبيعة الإبداع الأدبي، لكنه اشتهر بالنقد النظري أكثر من التطبيقي.
وخلال دراسته في جامعة لندن زادت معرفته بالأدبين العربي والإنجليزي، وطور تفكيره في التحليل اللغوي للنص الأدبي، كما تأثر بكتابات ت. س. إليوت، وبنظريات النقد الجديد، وكانت تربطه صلة قوية  مع اللغوي السعيد بدوي ومحمود محمد شاكر.
ومن مؤلفاته "نصوص من النقد الأدب"، كما نشر أبحاثًا في مجلة "الثقافة" و"الكتاب" و"الهلال" و"الموقف العربي" و"الأهرام" وغيرها.
كما صدر له، "في نقد الشعر"، 1968، و "قراءة الرواية: نماذج من نجيب محفوظ"، 1973، و "نصوص من النقد العربي"، 1977
وله إصدارات في السيرة الأدبية، وكتب أخرى.

مقالات مشابهة

  • حلول سريعة للتعامل مع الشعر الجاف في الشتاء
  • علاج تساقط الشعر بـ«شوكة الطعام».. تريند أم حقيقة؟
  • وكيل «زراعة المنوفية»: توريد 71 ألف قنطار قطن إلى محلج تلا
  • ارتقِ بجمال شعرك مع Shark® FlexStyle: أداة تصفيف ثورية في الإمارات
  • وصفة طبيعية فعالة لتطويل وتكثيف الشعر وتحسين صحته
  • الشعر الذهبي .. حرير الذرة علاج لمرض شهير | إليك الوصفة
  • تأثير نزع الشعر الأبيض على زيادته في الرأس
  • كائنات فضائيّة بلا آباء شرعيين !
  • ذكرى ميلاد محمود الربيعي.. رائد النقد الأدبي المصري
  • التوتر النفسي.. يدمر شعرك!