للقراءة دور عظيم فى نقل الإنسان إلى التقدم والرقي والثقافة والتميز، لكونها أعظم عملية تفكيرية ومعرفية يتم من خلالها توضيح معانى الكلمات وتدريب القارئ على الفهم والتحليل العميق والألمام والمعرفة الجيدة لحقيقة الأمور، وتوسع المعرفة والقدرة على الإبداع وتحسن الذاكرة ليصبح القارئ متسلح بأقوى سلاح لمواجهة صعوبات الحياة وليصبح عقل الإنسان مستنير، لايستطيع أحد السيطرة عليه وتضليله بالأكاذيب والخرافات، كما أنها تهذب الإنسان بما يقرأه من علوم وأفكار وآداب وفنون، وتنمي مهاراته الكتابية وتدفعه لتحقيق التميز فى حقول المعرفة والدراسة.
وجاءت أهمية القراءة منذ تكريمها من الخالق تبارك وتعالى فهى أول كلمة نزلت من كتاب الله على خير خلق الله سيدنا محمد (ص)، فكانت كلمة إقرأ، مما يدل على أهمية القراءة بالنسبة للإنسان فالقراءة حياة تصنع العقول وتنقلها من مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم، فيرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أن القراءة هى المفتاح السحرى والجسر الحقيقى الذى يفصل بين العلم والجهل، وبين الفهم والتضليل، وبين التحضر والعشوائية.
فعلينا جميعاً أن نحرص على أن نحمل على عاتقنا أهمية نشأة أطفالنا منذ الصغر على حب القراءة، ليصبحوا على علم بكثير من أمور الحياة، ومع التقدم والطفرة والتغير الشامل لنظام التعليم فى مصر، حيث تم إنشاء نظام تعليمى جديد قائم على أساس التدبر والتفكير، ولن يتمكن الطالب من مواكبة ذلك النظام إلا عن طريق القراءة لكثير من الكتب فى كافة المجالات، لنذكر أبنائنا أن التفوق والنجاح لا يأتى سهلاً وأن التعليم الآن أصبح متغيراً، وأن نظام التلقين والحفظ بات عقيماً لايصنع طالب متميز ومبتكر يستطيع أن يخدم بلده ويصنع لنفسه مستقبل مبهر.
وما تفعله القراءة فى الإنسان هو تحفيز العقل لأنها أفضل طعام للعقل، وتعمل على الإبتكار وتوسع المعرفة والقدرة على التحليل وإنجاز جميع المهام ومواجهة المشكلات، وخلق للذات قيمة، وتمنح صاحبها المذاج والسعادة والهدوء والصبر والتفكير ليكون القارئ محل ثقة من الجميع.
وفى الختام يجب أن ندرك أن القراءة هى البوابة الأولى للعلم والثقافة والإبداع، وتساعد الإنسان على النجاح والوصول إلى الأهداف العظيمة التى سبقنا إليها غيرنا، ولأننا نحلم ونظل نحلم ببناء جيل واعى وناضج يفكر دائماً خارج الصندوق ليستطيع مواجهة كل جديد بحرفنه وعلم وابتكار.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات القراءة اهمية القراءة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ذكر الله يلين القلوب القاسية ويمنح الطمأنينة ويقاوم البلاء الداخلي
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى يبين لنا الخطة الرشيدة التي يجب أن يتعامل بها البشر إذا ما نزل بلاءٌ، حيث قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الفطرة الإنسانية السليمة تتوجه إلى الله تعالى، حيث تحيي في النفس معنى جليلًا، وهو معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله"، فيلتجئ الإنسان إلى الله، وينسى ما يُشرك.
لكن ليس البشر سواء؛ فهذا حال غالبية الناس الذين لم تُعكر فطرتهم، ولم تُغبَّش أحوالهم، ولم يُقطع عليهم الطريق.
غير أن هناك طائفة من البشر قد قُطع عليهم الطريق وغُبِّشت قلوبهم وأحوالهم مع الله سبحانه وتعالى. وقطع الطريق يكون أولًا بهوى النفس الأمارة بالسوء، ويكون ثانيًا بالشيطان، وثالثًا بحب الدنيا الذي استقر في القلب وأخذ ينكت فيه نُكَتًا حتى صار قلبًا أسود.
فالمعوقات والمشوشات والمغبِّشات على النفس في طريقها إلى الله سبحانه وتعالى كثيرة. قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، فلو توافق ذلك مع {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} لعفا الله عنهم وسامحهم فيما كانوا قد أشركوا من قبل.
ولكن بعض الناس تعوقهم العوائق. فما تلك العوائق؟
• العائق الأول: قسوة القلب
فقسوة القلب عائق كبير يمنع الإنسان من السير إلى الله سبحانه وتعالى.
• العائق الثاني: مصدر قسوة القلب
تأتي قسوة القلب من:
1. النفس الأمارة بالسوء.
2. الهوى.
3. حب الدنيا الذي يسيطر على القلب حتى يصبح أسود من الداخل.
أما العائق الخارجي فهو الشيطان الذي يوسوس للإنسان ويزين له الأعمال السيئة، ويضع العقبات في طريقه نحو الله للتغبيش والتشويش. قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
إذن، هناك عنصران:
• داخلي: قسوة القلب.
• خارجي: وسوسة الشيطان.
كيفية التغلب على قسوة القلب والشيطان: الإنسان العاقل ينبغي أن يربي نفسه ويقاوم قسوة القلب .
قسوة القلب تنتهي بالذكر، فيلين القلب بذكر الله.
الشيطان يبتعد بالذكر، فهو وسواس خناس، كلما سمع ذكر الله أو الأذان ذهب بعيدًا. قال تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا}.
فالتذكر والذكر يدفعان الشيطان ويعيدان الإنسان إلى الطريق الصحيح.
قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}، وقال أيضًا: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. فالطمأنينة ضد القسوة، كما قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}.
فذكر الله يلين القلوب القاسية ويمنح الطمأنينة، ويقاوم البلاء الداخلي (قسوة القلب) والخارجي (وسوسة الشيطان).