ردًا على "حواس"… خبير: دخول يوسف عليه السلام مصر واقع يؤكده التاريخ
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
أثار العالم المصرى الشهير الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق قضية جديدة فى ندوة بعنوان "أسرار الفراعنة" عقدت داخل مبني محاكاة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية عن قصة سيدنا يوسف قائلًا: إنه لا يوجد دليل قاطع وصحيح عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام في مصر.
الدكتور زاهي حواس ردًا على "حواس"… خبير: دخول يوسف عليه السلام لمصر واقع يؤكده التاريخوفى ضوء ذلك رد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية قائلًا، إن اسم مصر ارتبط في القرآن الكريم بدخول يوسف الصديق وإخوته في الآية 99 من سورة يوسف " فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".
وبالتالي فإن إنكار وجود يوسف الصديق في مصر هو محو لاسم مصر التي ذكرت فى القرآن الكريم 37 مرة، 4 مرات صراحة باسمها مصر و33 مرة ضمنًا.
سورة يوسفوأضاف الدكتور ريحان أن قصة يوسف الصديق ودخوله إلى مصر وتربيته ووصوله إلى مركز مرموق ذكرت في سورة كاملة في القرآن الكريم باسم سورة يوسف وجاء فى التوراة أن نبي الله يعقوب عليه السلام وبنيه لمّا أقاموا فى مصر خيّرهم ملك مصر في تحديد الأرض التي ينزلون فيها فقالوا نحن رعاة ماشية فطلب نبي الله يوسف عليه السلام تسكينهم فى أرض جاسان أو جاشان شمال بلبيس الحالية والبعض يقول نواحي الصالحية وفي الآية 11 من الإصحاح 47 تكوين "فأسكن يوسف أباه إخوته وأعطاهم ملكًا فى مصر من أفضل الأرض من أرض رعمسيس"
كتابات المؤرخينويتابع الدكتور ريحان بأن الكتاب والمؤرخين ورجال الدين أكدوا دخول يوسف الصديق إلى مصر حيث ذكر عبد الوهاب النجار أنه دخل في عهد الأسرة السادسة عشرة فى أيام أحد ملوكها المدعو "إبابى الأول" وقد عثر على لوحة أثرية عبارة عن شاهد قبر ذكر فيه اسم "فوتى فارع" وهو المذكور فى التوراة "فوطيفار" عزيز مصر كما استدل من بعض آثار الأسرة السابعة عشرة على حدوث جدب فى مصر قبل هذه الأسرة وهو مما ذكر فى القرآن والتوراة عن سنين القحط، وبالتالى فدخول نبى الله يوسف كما حدده عبد الوهاب النجار عام 1600 ق.م.
قول المفسرينويرى الشيخ محمد متولى الشعراوى أن دخول نبي الله يوسف عليه السلام إلى مصر كان فى عهد الهكسوس حين ذكر القرآن الكريم لقب حاكم مصر في ذلك الوقت باسم الملك وكان يحكمها ملوك الهكسوس "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ" يوسف 50، ويوافقه الرأي بعض الكتاب ومنهم أحمد سوسة الذي يرى أن يوسف الصديق وصل إلى مصر فى عصر الهكسوس 1785- 1580 قبل الميلاد، وعابد الهاشمى الذي يرى أن هجرة آل يعقوب إلى مصر حدثت فى عصر الهكسوس 1720 ق.م.، وعبد الوهاب المسيرى الذى يؤكد أن وجود الهكسوس هو الذى سهل عملية دخول العبرانيين إلى مصر وربما كان هناك صلة عرقية بينهم وبين الهكسوس وكانت إقامة الهكسوس فى جاسان أو أواريس، وكذلك الدكتور عبد المنعم عبد الحليم سيد الذى أشار لدخول يوسف الصديق وأسرته إلى مصر فى عهد الهكسوس وأقام فى عاصمتهم أواريس
المؤرخون اليونانوينوه الدكتور ريحان إلى كتابات المؤرخين اليونان والرومان ولا سيما المؤرخ الرومانى أفريكانوس الذى عاش فى القرن الثالث الميلادى، أكدت أن نبى الله يعقوب والد يوسف الصديق عليهما السلام دخل مصر فى السنة السابعة عشرة من حكم الملك أبو فيس ملك الهكسوس، ويبدو أن هذه المعلومة كانت مدونة فى كتاب المؤرخ المصري مانيتون الذى أخذ عنه أفريكانوس ولكن ضاع كتاب مانيتون.
كما ذكر المؤرخ زينون كاسيدوفسكى أن عشيرة نبى الله يعقوب عليه السلام قد جاءت إلى مصر مع زحف الهكسوس أو بعد أن أقاموا سيطرتهم فيها وقد استقبلوا استقبالًا عظيمًا لأنهم كانوا أقرباء الهكسوس.
يوسف عليه السلام في الهيروغليفيةوأردف الدكتور ريحان بأن اسم يوسف الصديق "صفنات فعنيح" كما سماه ملك مصر وتعنى "الإله يتكلم هو يعيش" وقد ناقش إشتيندورف الاسم من واقع المصادر المصرية القديمة مؤكدًا أنه مشتق من إسم يوسف بالهيروغليفية "جد- با – نثر – ايو – اف – عنخ" ويعنى الله قال هو سوف يعيش.
يوسف عليه السلام في التوراةوقد ذكر إسم "صفنات فعنيح" فى التوراة "ودعا فرعون اسم يوسف (صفنات فعنيح) وأعطاه أسناث بنت فوطى فارع كاهن أون "عين شمس" زوجة فخرج يوسف على أرض مصر"، وذكر عبد الوهاب المسيرى أن اسم يوسف معناه بالهيروغليفية "بادى با رع" p3 di p3 rc بمعنى الذي وهبه الإله رع
وجاء فى التوراة "وأمّا يوسف فأنزل إلى مصر واشتراه فوطيفار رئيس الشرط رجل مصرى من يد الإسماعيليين الذين انزلوه إلى هناك وكان الرب مع يوسف فكان رجلًا ناجحًا وكان فى بيت سيده المصرى".
ويرى البعض أن فوطيفار فى اللغة العبرية يقابل "با- دى- با- رع" فى الهيروغليفية ومعناه "الذى وهبه الإله رع" ويعتقد أن هذا الاسم اختصار للاسم الكامل بوتيفارع، وكان فوطيفار مدير الشرطة فى مقاطعة عين شمس وهى مركز العبادة الرئيسى للإله رع منذ بداية التاريخ المصرى القديم حتى نهاية عصر الانتقال الثالث على الأقل لكونه يعيش ويحكم فى أهم مدينة دينية فى مصر وهى أون أو أيونو فى الهيروغليفية، وقد كشف الدكتور عبد العزيز صالح عن صوامع غلال بمدينة أون يحتمل أن تكون الصوامع التي استخدمت لتخزين الغلال
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: یوسف علیه السلام القرآن الکریم الدکتور ریحان الدکتور عبد یوسف الصدیق عبد الوهاب دخول یوسف إلى مصر فى مصر
إقرأ أيضاً:
مسقط.. قِبلة السلام
د. أحمد بن علي العمري
عبر تاريخ سلطنة عُمان الضارب في جذور الزمن عُرف عنها السلام والاعتدال والتسامح والحياد مع عزة النفس والحفاظ على القيم والمبادئ، وفي عصرنا الحالي فقد خطت السلطنة بذات خطاها الواثقة وسارت بنفس دربها المستقيم وسلكت ذات منهاجها القويم.
لقد قال المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مقولته الخالدة "إننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للغير ولا نسمح لذلك الغير بالتدخل في شؤوننا الداخلية"، وهذا هو محور حديثنا وموضوعنا وقد أتت النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار ويرفع لواءها بكل حنكة وهمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وهو القائد الحكيم الذي تخرَّج في جامعة أكسفورد العريقة في بريطانيا في العلوم السياسية، وإضافة لدراسته الأكاديمية في المجال السياسي، فقد خاض المعترك الميداني؛ حيث عمل لسنوات عدة وكيلًا لوزارة الخارجية للشؤون السياسية وبعدها لعدة سنوات أخرى أمينًا عامًا لوزارة الخارجية ولهذا جاءت النهضة المتجددة لتؤكد وترسخ وتقوي هذا التَّوجه وتحافظ عليه.
ولنتذكر معًا بعض الأحداث التي مرت خلال السنوات والعقود القليلة الماضية، فعندما قاطع الجميع جمهورية مصر العربية بسبب اتفاقية كامب ديفيد، ونقلت جامعة الدول العربية مقرها التاريخي في القاهرة إلى تونس، ظلت سلطنة عُمان على الحياد وعلى علاقتها مع مصر من مبدأ أن مصر حرة في تعاملاتها وعلاقاتها ولا أحد يجب أن يملي عليها ما تفعله، أما العلاقات الثنائية، فيجب أن تبقى وتستمر.
وعندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية بقيت سلطنة عُمان على علاقات متوازنة مع الدولتين، وعندما غزت العراق الكويت بقيت عُمان على علاقتها وقد كان من المصادفة أنه عندما دخلت القوات المشتركة أرض الكويت تتقدمها القوات العُمانية التي كانت في الطليعة في ذات اليوم يقوم طارق عزيز وكان حينها وزير خارجية العراق بزيارة إلى السلطنة.
وعلى هذا المنوال فقد بقيت عُمان على الحياد في كل الحروب التي نشأت فلم تتدخل في الحرب الليبية ولا الصومالية ولا السودانية ولا حتى اليمنية، بينما كانت دائمًا وأبدًا وسيط خير وجسر سلام وحبل التواصل بين المنقطعين، فقد ساهمت في الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين بكل هدوء من عدة دول.
وقد كانت مسقط ميدان التفاوض بين أمريكا وأوروبا من طرف وإيران من طرف آخر؛ ليتكلل ذلك الجهد بتوقيع الاتفاق النووي بين الجانبين في عام 2015، ليأتي بعد ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترته الأولى ويلغيه بجرة قلم واحدة، عاش بعدها الطرفان مخاضًا عسيرًا.
وعندما اشتد الأمر وضاقت الحيل وجفت المحاولات المختلفة بأنهارها وبحورها ومحيطاتها؛ ها هي مرة أخرى تتجه لبوصلة الاعتدال، إلى مسقط؛ قبلة السلام، لتنعقد المفاوضات الأمريكية الإيرانية من جديد حول ذات الموضوع، وفي نفس المكان.
ومنذ أن صرح الرئيس الأمريكي بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المفاوضات ستنعقد يوم السبت وجميع القنوات ووسائل الإعلام الإقليمية منها والعالمية توجهت بأنظارها إلى مسقط بالتحليل والتوضيح والتأويل والتوقعات والمآلات.
لقد عقد الاجتماع يوم السبت الموافق 12 أبريل 2025، وكان اجتماعًا إيجابيًا وخطوة مُهمة نحو التوافق، وبالتالي تجنيب المنطقة ويلات الحرب التي لا يعلمها سوى رب العالمين.
حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها.
رابط مختصر