البابا فرنسيس: المسيرة السينودسيّة تنمّي الطاقات لكي تتمكن الكنيسة من تحقيق التزامها
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسالة تشجيع في إطار أول جمعية سينودسية للكنائس في إيطاليا، والتي تعقد في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار من ١٥ وحتى ١٧ نوفمبر الجاري.
وجاءت تلك الرساله لكي يُترجم ما تم جمعه في السنوات الأخيرة إلى خيارات وقرارات إنجيلية، ككنيسة منفتحة تصغي إلى الروح.
وبمناسبة انعقاد أول جمعية سينودسي للكنائس في إيطاليا، في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار من ١٥ وحتى ١٧ نوفمبر الجاري وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين كتب فيها: لقد اجتمعتم في روما، في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، من أجل الجمعية السينودسية الأولى للكنائس في إيطاليا. إنه الموعد الأول الذي يطبع ذروة المسيرة السينودسية، لما وصفتموه ب "المرحلة النبوية".
وأضاف البابا فرنسيس يقول: خلال هذه الأيام ستُتاح لكم الفرصة لمناقشة المبادئ التي تقدم لمحة عامة عن القضايا التي ظهرت خلال هذه السنوات الثلاث من المسيرة. لذلك أود أن أذكّركم أيضًا بأن "السير معًا، جميعًا، هو مسيرة تجدد فيها الكنيسة، المطيعة لعمل الروح القدس، والحساسة في تتبّع علامات الأزمنة، نفسها باستمرار وتحسّن طابعها الأسراري، لكي تكون شاهدة صادقة للرسالة التي دعيت إليها، وتجمع جميع شعوب الأرض في الشعب الواحد المنتظر في النهاية، عندما سيُجلسنا الله على المأدبة التي أعدها.
وتابع: في اللقاء الذي عقدناه في شهر مايو من العام الماضي، سلّمتكم ثلاث توصيات: أن تواصلوا السير، وأن تصنعوا الكنيسة معًا، وأن تكونوا كنيسة مفتوحة. إنّ هذه التوجيهات لا تقتصر على مرحلة من المراحل الثلاث - السردية، والحكميّة، والنبوية - من مسيرتكم، بل تتعلق بحياة الكنيسة في إيطاليا في السياق الحالي. وهذا ما يؤكده التمييز الذي تم القيام به في هذه المرحلة الأخيرة من الطريق.
ففي الواقع، إن الخلاصات التي جمعتها الكنائس المحلية تشهد على حيوية يتم التعبير عنها في المسيرة، في تعزيز الكل وفي أسلوب الانفتاح. إنها روايات تصرّف فيها الروح القدس، مشيرًا إلى أبعاد أولوية لتحريك بعض العمليات، والقيام بخيارات شجاعة، والعودة إلى إعلان نبوءة الإنجيل، ولكي تكونوا تلاميذًا مرسلين. لا تخافوا من أن ترفعوا أشرعتكم لرياح الروح القدس! لا ننسينَّ أنه في البازيليك التي تقفون فيها، في ٢٥ يناير ١٩٥٩، أعلن القديس يوحنا الثالث والعشرون انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني.
وأوضح: "هذا ما يُطلب الآن من الكنيسة: أن تبعث الطاقة الأزلية والمحيية والإلهية للإنجيل في عروق ما هي اليوم الجماعة البشرية".
وأردف البابا يقول: اليوم أيضًا، كما في ذلك الحين، نحن مرسلون لكي نحمل البشرى السارة بفرح! بهذا اليقين، أشجعكم على أن تسيروا في المرحلة الثالثة المخصصة للنبوءة. إنّ الأنبياء يعيشون في الزمن، ويقرؤونه بنظرة الإيمان، التي تنيرها كلمة الله. وبالتالي فإن الأمر يتعلق بترجمة ما تم جمعه خلال هذه السنوات إلى خيارات وقرارات إنجيلية. وهذا الأمر يتم في الطاعة للروح القدس. "هو رائد العملية السينودسية! هو الذي يفتح الأفراد والجماعات على الإصغاء؛ هو الذي يجعل الحوار حقيقيًّا وخصبًا؛ وهو الذي ينير التمييز؛ ويوجه الخيارات والقرارات. وهو الذي بشكل خاص يخلق الانسجام والشركة في الكنيسة".
واختتم: أحثكم، أيها الرعاة، على الاستمرار في مرافقة هذه المسيرة بأبوة ومحبة، متحملين بعون الله مسؤولية ما سيتقرر. وإذ تتذكرون تاريخ المؤتمرات الكنسية التي طبعت مسيرة الكنيسة في إيطاليا في العقود التي تلت المجمع الفاتيكاني الثاني، ستتمكنون من توجيه الجماعات على درب الشركة والمشاركة والرسالة.
وإن المسيرة السينودسيّة تنمّي أيضًا الطاقات لكي تتمكن الكنيسة من تحقيق التزامها تجاه البلاد على أفضل وجه لقد كان يسوع يتأمل في الجموع وكان يفهم آلامهم وانتظاراتهم، وحاجتهم إلى خبز للجسد وخبز للنفس. لذلك نحن مدعوون لكي ننظر إلى المجتمع الذي نعيش فيه بنظرة شفقة لتهيئة المستقبل، مُتخطّين المواقف غير الإنجيلية مثل اليأس ودور الضحية والخوف والانغلاق. وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول إن الأفق ينفتح أمامكم: استمروا في نثر بذار الكلمة في الأرض لكي تثمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط الكاثوليك البابا فرنسيس البابا فرنسیس فی إیطالیا هو الذی
إقرأ أيضاً:
تمسكن حتى تتمكن!
سمير الهنائي
لطالما أنعم الله علينا بهذا البلد الثري والغني بالمقومات المُتعددة ومنها الطبيعية التي تزخر بها عُمان وتؤهلها عبر هذا الموقع لتكون منافساً قوياً في سوق السياحة العالمي، هذا إذا طورنا من قدراتنا الحالية وكوادرنا لنخطط بشكل أمثل.
ومع كوننا في بدايات المراحل نحو صناعة السياحة إلا أننا لا زلنا نمشي ببطء وهذه صراحة يدركها من هم يعملون في هذا الميدان، نحن حتى اللحظة لم نستطع أن نستقطب أكثر من ثلاثة ملايين سائح سنوياً رغم موقع عُمان ومقوماتها السياحية في هذا العالم مع الأخذ بعين الأعتبار أن إحصائياتنا السنوية تحتاج لآليات متطورة ومراجعة لنتأكد من هذه الأرقام هل هؤلاء الذين يحملون تأشيرات سياحية جميعهم سائحين؟!
نحن نستقبل زواراً أجانب بتأشيرات سياحية لأغراض غير سياحية، وعلى سبيل المثال زيارة صديق أو قريب أو حتى زيارة عمل أو فترة تدريب، وإلخ، وهذه بحد ذاتها توقعنا في أشكالية كبرى عند بناء قاعدة بيانات غير دقيقة لأننا من خلالها وعليها نعمل على دراسات ومشاريع عديدة بأموال هائلة معتقدين أنَّ الرقم المدرج هو الرقم الحقيقي، لذلك ننشئ المدن والمنتجعات السياحية لغرض التوسع وبأبعاد قد تكون مجرد سراب رغم أنها مهمة ونحتاجها في صناعة هذا القطاع ولكنها ليست في أوانها على الأقل، كما أن أسعار فنادقنا تعد من ضمن قائمة أعلى الأسعار في المنطقة حسب إحصائيات دولية ما بين 2010 و2018، ولكي نستقطب أعدادًا سياحية كبيرة علينا أن نقدم تسهيلات كثيرة معقولة.
وحول ما ورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأيام الماضية عن فرض تسعيرة ورسم لزيارة الجامع الأكبر، فأغلب جوامع العالم العربي زيارتها مجانية لأهداف ليست اقتصادية عادة بقدر ما يمثل الموقع من مكانة روحانية دينية وغالباً ماتكون بقصد التعرف على التراث المعماري لدى بعض السائحين، وأعتقد أنه آن الأوان لتسليم مثل هذه المواقع السياحية أو التي يحب السائح ارتيادها في الدولة للجهة المشرفة على قطاع السياحة لتكون أكثر تنظيمًا وبأسعار معقولة لدى جهة متخصصة ومدركة بمقارنة حجم الإنتاج السياحي في السلطنة.
وكوني أحد العاملين في هذا القطاع واختلاطي مع السائح بشكل يومي، تحاورت كثيرا مع عدة سائحين خلال سنوات الخدمة وعبر مراحل يتفق معظمهم على أن بلادنا غالية في أسعار الفنادق وبعض الرسوم في الأماكن السياحية، ولنكن واقعيين لأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم؛ فالوضع المزري للاقتصاد العالمي والأوروبي هنا تحديدا، وكونه المستهدف الأول كسائح للسلطنة يجعل من السائح يبحث عن دول وسياحة أقل تكلفة وأكثر أمانا دائما بغض النظر عن وجود طبقات أخرى يُمكن استقطابها لأرتياد المنتجعات الفخمه والأماكن الفارهة لكن لو نظرنا مقارنة بعدد هؤلاء الأشخاص من هذه الطبقة في إحصائياتنا فكم يبلغ عددها السنوي في قائمة القادمين إلى عُمان؟!
مع الأسف- برأيي- لا يوجد تنسيق ولا تكاملية بين الجهات المعنية التي تمتلك مقومات سياحية في البلد وبين وزارة السياحة كجهة مشرفة على هذا القطاع وذلك لتقديم قراءات مناسبة في فرض الرسوم السياحية وأن لا نبالغ مهما ارتفع الرقم الإحصائي؛ لأننا مازلنا نحبو نحو صناعة السياحة؛ فعلينا أولا أن "نتمسكن حتى نتمكن" وهذا مثل شعبي شهير ينبغي أن نوظفه في طريقنا نحو الجذب السياحي، وأغلب الدول السياحية المتصدرة عالميًا والأكثر استقطابا للسائح أسعارها في متناول الجميع.
وعلى سبيل المثال شرق آسيا دخلها من الاقتصاد السياحي مرتفع جدا وذلك لقلة التكلفة على السائح مما يسهم في زيادة ارتفاع أعداد السائحين لديها وبشكل تصاعدي كل عام وذلك ما يفتح آفاقًا أكبر لخلق فرص عمل ورفع إيرادات الضرائب والعائدات للدولة؛ بل أن نفكر جيدا وكما هو معلوم لديكم بأن هناك دول قائمة وشعوب تعيش على القطاع السياحي كدخل رئيسي لها.
وأخيرا إذا كنا فعلا نريد أن نصل بعُمان إلى مستوى عالٍ في هذا القطاع علينا أولاً أن نمشي بخطى سريعة وأفكار بكر ومنح الشباب الجديد قيادة هذا القطاع وجعلهم يفكرون بحرية لصناعة السياحة وأن نبعد البيروقراطية تماما ونخلق فرصاً أرحب وتسهيلات كبيرة حتى نجلب السائحين في العالم إلينا، كما أناشد المسؤولين المعنيين في هذا البلد، الاهتمام بالسياحة الشبابية بمختلف وكافة أنواعها، وخصوصاً رياضة الفورميلا وما شابهها، مع التركيز على جلب مجموعات سياحية إضافية في القائمة من روسيا والصين وأمريكا والهند.
عُمان أرض عظيمة وتمتلك مقومات لا يملكها ثلثا العالم اليوم، فقط أعملوا ليرى العالم عُمان في مصاف الدول الأولى والرئيسية سياحيًا.
رابط مختصر