"COP29" تغيير وجه الحياة في باكو.. مكاسب تجارية وشوارع شبه خالية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ما بين مكاسب تجارية ملموسة للشركات والفنادق ومعاناة يومية للسكان، غيرت قمة المناخ COP29 نمط الحياة فى باكو عاصمة أذربيجان التي تنتهي فعالياتها في 22 نوفمبر الجاري والتي بدأت في 16 من نفس الشهر تحت شعار " تضامنًا من أجل عالم أخضر".
وفي تقرير موسع ألقت وكالة بلومبرج الضوء على التناقضات الحادة في المجتمع الأذربيجاني، حيث تسعى الحكومة لتقديم صورة مشرفة للعالم عبر تحضيرات مكثفة، بينما يواجه السكان في باكو خاصة الفئات الأقل دخلا، تحديات حقيقية بسبب الإجراءات المصاحبة.
واستعرض التقرير التحديات التي واجهها سكان باكو جراء التحضيرات للقمة، بما في ذلك تعطيل أنشطة الباعة وتجميل المدينة على حساب الفئات الأقل دخلا، كما تناول التقرير التباينات الاقتصادية في المجتمع الأذربيجاني، رغم استفادة البلاد من عائدات النفط والغاز.
وذكر التقرير أن شوارع العاصمة باكو بدت شبه مهجورة خلال استضافة القمة التاسعة والعشرين للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP29)، حيث استقبلت المدينة أكثر من 50،000 زائر، وكانت السيارات الفارهة المخصصة للوزراء، إلى جانب أسطول من الحافلات الكهربائية المخصصة للوفود الأخرى، تتحرك بسهولة على الطرق السريعة التي كانت شبه خالية.
لكن بالنسبة لـ 4 ملايين أذربيجاني يعيشون في باكو وضواحيها، فإن الوضع كان غريبا للغاية، حيث أصبحت الشوارع التي عادة ما تعج بالعمال والمتسوقين شبه فارغة، واختفى الباعة الجائلون الذين يبيعون الفواكه والخضروات الرخيصة، كما اختفت أسواق العمال الشهيرة، حيث يتجمع العاطلون عن العمل، ومعظمهم من الرجال، بحثا عن وظائف يدوية غير رسمية، وذلك منذ بداية نوفمبر قبل أيام من بدء القمة.
كما قام رئيس أذربيجان، إلهام علييف، بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية عدة أشهر إلى الأول من سبتمبر لتجنب تزامنها مع القمة، كما وقع رئيس وزرائه قرارات بإغلاق المدارس والجامعات أثناء انعقاد القمة.
وتم تمديد عطلة الخريف التي كانت تدوم خمسة أيام للطلاب إلى 17 يوما، وتحولت الجامعات في باكو والبلدات المحيطة إلى التعليم عن بعد، وتلقى ثلثا موظفي القطاع العام أوامر بالعمل من المنزل.
وشملت التحضيرات لاستضافة قادة العالم والدبلوماسيين والمديرين التنفيذيين للشركات وآلاف الخبراء في مجال المناخ حملة تجميل واسعة النطاق، تضمنت إعادة تجديد الطرق الرئيسية، وطلاء واجهات المباني السكنية في شوارع وسط المدينة، وتجديد الحدائق العامة.
ووفقا لتقرير "بلومبرج"، تم هدم سوق مؤقت في ضواحي المدينة، كان يحظى بشعبية بين السكان ذوي الدخل المحدود، بشكل مفاجئ خلال ليلة واحدة، قبل أيام فقط من بدء محادثات المناخ وأُبلغ الباعة بأنهم سيستعيدون أكشاكهم بعد انتهاء الحدث الذي يستمر أسبوعين.
وعلى جانب اخر، جلبت استضافة القمة فوائد لبعض الأعمال التجارية، فقد تم حجز جميع غرف الفنادق تقريبا في باكو، البالغ عددها 17،500 غرفة، قبل أسابيع من بدء الحدث، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، حيث ارتفعت تكلفة الإقامة من حوالي 30 دولارا إلى ما لا يقل عن 120 دولار لليلة الواحدة، كما أصبح حجز المطاعم أمرا صعبا بسبب الطلب الكبير من الزوار.
وأشار التقرير إلى أن باكو ليست غريبة على استضافة الأحداث الدولية الكبرى – فقد استضافت مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) عام 2012 ونظمت سباقات فورمولا 1 منذ عام 2016، لكن قمة COP29 تعد أكبر تدفق للزوار في تاريخ المدينة، وقد بذلت الحكومة كل ما في وسعها لتقديم تجربة إيجابية.
وتعد أذربيجان ثالث أكبر منتج للنفط في دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد روسيا وكازاخستان، رغم أن إنتاجها شهد انخفاضا حادا بعد أن بلغ ذروته بحوالي مليون برميل يوميًا في عام 2010. ومع ذلك، لا يزال إنتاج الغاز الطبيعي في ازدياد، حيث يتم تصديره إلى تركيا وجورجيا وأوروبا.
كما ساعدت عائدات التصدير من الوقود الأحفوري – التي وصفها علييف بأنها "هدية من الله" في كلمته الافتتاحية في قمة COP29 – في انتشال الملايين من الفقر، ومع ذلك، لا تزال الحياة صعبة بالنسبة للكثيرين، حيث يبلغ متوسط الراتب الشهري حوالي 400 مانات (235 دولار).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باكو أذربيجان فی باکو
إقرأ أيضاً:
خبراء: مصر قادرة على تحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية بتحويل أعداد أكبر من السيارات للغاز
أشاد خبراء بتحرك مصر نحو تحويل المركبات للغاز، مؤكدين أن مصر قادرة على تحويل أعداد أكبر من السيارات خلال الفترة المقبلة.
وقال د. جمال القليوبى، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن «الدولة لديها القدرة بالفعل لتحويل السيارات للغاز الطبيعى، حيث يصل إنتاج مصر من الغاز الطبيعى 6.3 مليار قدم مكعب غاز يومياً، والجزء الأكبر من الاستهلاك يتجه نحو محطات الكهرباء بحوالى 3.1 مليار، وبالنسبة للصناعات الثقيلة كلها 0.3 مليار قدم مكعب غاز يومياً، أما الجزء الذى يخص عمليات التكرير والأسمدة وأيضاً البتروكيماويات فتصل إلى حوالى 650 مليون قدم مكعب غاز يومياً».
أوضح «القليوبى»، لـ«الوطن»، أن كمية الغاز الطبيعى المستخدمة فى السيارات ومحطات الوقود تُقدر بـ345 مليون قدم مكعب غاز يومياً، أما عن الكمية المستخدمة فى المنازل فهى 104 ملايين قدم مكعب، كذلك فقيمة الاستهلاك تقدر بحوالى 5.4 مليار قدم مكعب غاز يومياً، إضافة إلى أن هناك زيادات أو زيادة العرض والطلب لدخول الغاز فى المنازل وخصوصاً منذ بدء المرحلة الأولى لحياة كريمة وتحديث الدولة للبنية التحتية بزيادة قدرتها من محطات الغاز والوقود فى الوقت الحالى.
وأشار أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إلى أن هناك تركيزاً كبيراً وقوياً لتحويل السيارات للغاز الطبيعى لأن له 3 عوامل أساسية، الأول: وقود اقتصادى بالدرجة الأولى بالمقارنة لاستيراد الدولة فاتورة البنزين والسولار، وتعمل الدولة على زيادة البنية التحتية من محطات الغاز الطبيعى على مستوى الجمهورية حيث يوجد الآن حوالى 1010 محطات لتموين السيارات بالغاز الطبيعى.
وأكد «القليوبى» أن هناك توجهاً للتحويل خاصة فيما يتعلق بـCOP27، الذى يشير إلى التزام مصر بتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث إن قيمة استخدام الغاز الطبيعى مقارنة بالسولار وبالنسبة للبنزين، فهناك توفير من نواتج عوادم الكربون والانبعاثات الكربونية يصل متوسطها فى العام لحوالى 40.2 مليون طن من الكربون، بدلاً من السولار والبنزين.
«القليوبى»: الدولة وضعت حافزاً أخضر لـ«تخريد السيارات القديمة»وقال أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن الدولة تستمر فى عملية تحويل السيارات، خاصة أن الدولة وضعت البنية التحتية الخاصة بها كاملة، موضحاً أن شركات إنتاج السيارات التى يتم تصنيعها من بعض الشركات مثل «بى واى دى ونيسان» أو بقية الشركات الأخرى يتم تصنيع السيارة لتكون مؤهلة لاستخدام الغاز والبنزين، لافتاً إلى أن الدولة وضعت حافزاً أخضر لكل من لديه قدرة على عملية تخريد السيارات القديمة التى تعدى العمر الافتراضى لها أكثر من 30 سنة، ويحصل على قرض من البنك يسمى القرض الأخضر الذى يذهب إلى شراء سيارة.
من جانبه، قال د. أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، إن إطلاق الحكومة مبادرة لتحويل نحو 1.5 مليون سيارة للعمل بالغاز الطبيعى خلال العام الجارى، مهم جداً وله العديد من المكاسب، أولها أن التحويل يحافظ على البيئة ويقلل من الانبعاثات الكربونية لأن الغاز أقل تلويثاً، وهذا يتوافق مع التزام الدولة وفقاً لمؤتمر المناخ COP27 بتقليل الانبعاثات الكربونية فى قمة المناخ حتى عام 2030، كما أنه يعد أحد الحلول التى تتبناها مصر لتحقيق التنمية المستدامة.
وتابع «غراب» أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة أن يزيد الإنتاج المحلى لمصر من الغاز الطبيعى، خاصة بعد حصول الشركات الأجنبية العاملة فى البحث والاستكشاف على مستحقاتها بانتظام، إضافة لاستمرار عمليات البحث والتنقيب والتطوير فى حقل ظهر، ومناطق أخرى بشمال الصحراء الغربية لزيادة الإنتاج المحلى من الغاز للوصول للاكتفاء الذاتى، خاصة أن مصر بها احتياطى من الغاز الطبيعى على مستوى مناطق كثيرة لم تكتشف بعد، مضيفاً أن التوسع فى تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى يوفر العملة الدولارية للدولة ويقلل من استنزافها فى استيراد البنزين والسولار، إضافة إلى أنه أقل تكلفة بالنسبة لقائدى سيارات النقل والأجرة ما يقلل من مصاريف الإنفاق على السيارات.
وقال أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن مصر تملك حقول غاز طبيعى من أكبر حقول الشرق الأوسط، وهو ما يوفر فى ميزانية الاستيراد وتدبير العملة، لأن الدولة تصرف حوالى 8.7 مليار دولار على بند المحروقات، وهو ما يدعم الجنيه والأموال التى يتم إنفاقها على المحروقات.