اليمن وثرواته الطبيعية .. حقوق مغتصبة ومنافع مسلوبة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
لا شك أن اليمن بلدٌ غنيٌّ بالثروات الطبيعية المتنوعة، التي تشكل مورداً هاماً لتنمية شعبه وبناء دولته، ولكن للأسف، فَــإنَّ هذه الثروات تعاني من الاستغلال والسرقة والتدخل من قبل الأطراف الخارجية، التي تسعى إلى الاستيلاء على حقوق أبناء اليمن فيها، والتحكم في مصيرها، والتأثير في شؤونها.
من بين هذه الثروات، نجد النفط والغاز، اللذَين يشكلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ويسهمان بنسبة تتراوح بين 85 ٪ إلى 90 ٪ من إيرادات الموازنة العامة للدولة، والذي يفترض أن يستفيد منهما المواطنون في تحسين مستوى معيشتهم، وتلبية احتياجاتهم الأَسَاسية، وتحقيق طموحاتهم المشروعة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً، فالعائدات المالية من هذه الثروات تذهب إلى جيوب الفاسدين والخونة، الذين يتآمرون مع تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي السعوديّة الذي يستولي على هذه الأموال، ويودعها في حساباته المصرفية، دون أن تصل إلى المستحقين من شعب اليمن.
هذه الموارد لم تسلم من جشع دول تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي، الذي يشن حربًا ظالمة على اليمن منذ تسع سنوات، بحجّـة استعادة الشرعية المزعومة، في حين تكمن من هذه الحجّـة مصالح مادية وجيوسياسية كبيرة تتعلق بثروات اليمن الطبيعية، حَيثُ تقوم قوى العدوان بالتواطؤ مع مليشياتها بنهب كميات كبيرة من النفط والغاز من المحافظات التي تحتلها، مثل مأرب وشبوة والجوف والمهرة، وتهربها إلى خارج البلاد عبر موانئ تابعة لها، مثل عدن والمكلا والغيضة، ناهيك عن تدميرها بنية قطاع النفط في البلاد، وإيقافها عمليات التصدير والتكرير، مما كلف بلادنا خسارة مليارات الدولارات سنويًا.
ولكن هذه ليست كُـلّ المآسي التي يتعرض لها شعب اليمن؛ بسَببِ طمع دول تحالف العدوان، فقد نقلت حكومة الخائن هادي بأمر من دول التحالف بنك اليمن المركزي من صنعاء إلى عدن، وقطعت رواتب الموظفين في المؤسّسات الحكومية، بذريعة عدم اعترافها بسلطة صنعاء، بل وذهبت قوى العدوان إلى إضرَام النار في الاقتصاد اليمني بطبع العملة بلا حدود؛ مما أسفر عن تضخم ضخم وسقوط قيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة مقابل العملات الأجنبية؛ وهذا؛ ما أَدَّى إلى انهيار مستوى المعيشة للموظفين وأسرهم، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حَيثُ أصبح الكثير من موظفي مؤسّسات الدولة يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاته الضرورية، مثل الغذاء والصحة والتعليم، كما اضطر بعضهم إلى الخروج من وظائفهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة، أَو حتى التسول.
من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأبرز لقوى العدوان على اليمن، وأنها تشارك في الحرب بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والسياسي والعسكري للتحالف السعوديّ الإماراتي. ولكن ما لا قد يعرفه الكثيرون هو أن السفير الأمريكي يلعب دورًا خطيرًا في العدوان على الشعب اليمني وتدمير الاقتصاد الوطني، ففي إحدى جولات المفاوضات في الكويت كان السفير الأمريكي يهدّد وفدنا الوطني بضرب العملة الوطنية، واعتبر مطالبة الوفد بالمرتبات شروطًا تعجيزية، وقال في إحدى جلسات التفاوض: “إذا لم توافقوا على مطالب التحالف، فَــإنَّ قيمة الحبر المطبوع على أرواق العملة سيكون أغلى من قيمة العملة نفسها”.
ولم يخفِ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، في إحدى خطاباته حقيقة ما يحدث، حَيثُ أكّـد أن “النظامين السعوديّ والإماراتي يسرقان نفط اليمن وثرواته”، وقال: “لدينا كُـلّ الموارد. لدينا كميات هائلة من النفط. بعضها أخرجوه، وكان يُنهب الكثير منه، وعائداته كانت تضيع، وبعضها لم يستخرج استرضاء لدول معينة أرادت الانتظار حتى يتهيأ لها فرصة السيطرة المباشرة لتسرقه، أمثال النظام السعوديّ برعاية شركات أمريكية وغربية، والنظام الإماراتي كذلك”.
إلى ما قبل نقل قوى العدوان بنك اليمن المركزي، كانت عاصمة اليمن الشرعية صنعاء توفر رواتب الموظفين بشكل منتظم حتى عام 2016، بما في ذلك مرتبات الجنود الموالين لتحالف العدوان. ولكن بعد أن نقل البنك اليمن إلى عدن، واستهدفت سيولته النقدية في صنعاء، وجمدت احتياطيه من العملة الصعبة وإيراداته من الموارد الطبيعية توقفت عملية دفع الرواتب.
أمام هذه المؤامرة الشنيعة على ثروات اليمن ورواتب شعبه، اتخذت حكومة صنعاء إجراءات عديدة لحماية اقتصادها وأمنها، وتأمين رواتب الموظفين في المؤسّسات التابعة لها، رغم انخفاض إيراداتها إلى مستوى زهيد. فقد أصدرت توجيهات يجرِّم طبع وترويج وحيازة وتداول الأوراق المالية غير المصدَّق عليها من قِبَل بنك صنعاء المركزي. كما أطلقت حملات تبرعية لجمع التبرعات من أبناء الشعب والقطاعات المختلفة لصالح صندوق رواتب الموظفين.
وقد نجحت صنعاء في الحفاظ على سعر ثابت لقيمة العملة الوطنية في مناطق السيادة الوطنية، كما تمكّنت من دفع رواتب بعض الموظفين في قطاعات محورية، بالإضافة إلى دفع مخصصات لبعض المحافظات التي تحت سيطرتها، وأحدثت نوعًا من التنمية في هذه المحافظات، بإطلاق مشاريع إنشائية وخدمية، كما تمكّنت أَيْـضاً من تأمين احتياجات مواطنيها إلى حَــدّ كبير من الغذاء والوقود والكهرباء، رغم الحصار المفروض على موانئها ومطارها وافتقارها لمواردها الرئيسة.
تجاه ما يتعرض له اليمن من حرب ظالمة ومدمّـرة من قبل قوى العدوان التي تسعى إلى فرض سيطرتها على البلاد، وقيام هذه القوى بشن هجوم عسكري هو الأعنف في التاريخ على الشعب اليمني، مستخدمة كُـلّ أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ومدمّـرة البنية التحتية والمؤسّسات والمنشآت الحيوية، فَــإنَّ ذلك لم يكن كافيًا لإرضاء جشع قوى العدوان، فقد أطلقت حربًا اقتصادية شرسة على اليمن، تهدف إلى نهب ثرواته من النفط والغاز، وإلى شل حركة الاقتصاد الوطني عبر تعطيل عمل بنك اليمن المركزي، وإلى حرمان الموظفين عن رواتبهم. كما فرضت حصارًا خانقًا على البلاد، مانعة دخول المواد الغذائية والدوائية والإنسانية، ومحاولة قطع خطوط التواصل والاتصال بين الشعب اليمني والعالم.
ولكن في مواجهة هذه العدوان، لم يستسلم الشعب اليمني، بل قاوم بكل شجاعة، حاملا شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، بإرادَة حديدية وصمود أُسطوري، وتَحَدٍّ منقطع النظير لكل المؤامرات؛ ليثبت حقه في الحرية والسيادة، ويكتب تاريخًا جديدًا من دمائه وتضحياته، موجهاً إلى كُـلّ شعوب الأُمَّــة، رسالة تقول: إن الحق لا يضيع ما دام هناك من يدافع عنه.
حسام باشا
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: رواتب الموظفین الشعب الیمنی قوى العدوان بنک الیمن
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو والصور| طوفان هائل وسيل عرمرم يجتاح العاصمة صنعاء.. وهذا ما حدث قبل ساعات قليلة من الآن موثقاً بالصوت والصورة
يمانيون/ صنعاء شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشدا مليونيا في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
وأكدت الجماهير التي خرجت تحت الأمطار استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأدانت استمرار أمريكا في استخدام حق النقض “الفيتو” لعرقلة قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذا الفيتو يكشف مجدداً أن أمريكا هي الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل واتخاذ موقف قوي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المجرم، والتنديد بموقف وعرقلة الإدارة الأمريكية لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، ومواصلة المضي على خطى الشهداء في العطاء والبذل والتضحية لردع كل طواغيت العصر.
ورددت الهتافات المؤكدة على أن دماء الشهداء الأبرار هزمت دول الاستكبار، وأن مشروع شهيد القرآن أفشل مشروع الشيطان.. مؤكدة أن أمريكا سبب الحروب ورأس العدوان على غزة ولبنان، وعدوة كل الشعوب.
وهتفت بالشعارات المناهضة لقوى العدوان والاستكبار العالمي، والمؤكدة على أن يمن العزة والإسلام أسقط هيبة إبراهام، مجددة التأكيد على جهوزية الشعب اليمني لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرة لفلسطين ولبنان.
وأشار بيان صادر عن المسيرة ألقاه قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل الوهبي، إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه كذلك في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل وصمت عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.
وأكد استمرار الخروج الأسبوعي بمسيرة مليونية، استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، ومساندين للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور، حتى النصر بإذن الله.
وأوضح البيان، أنه في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمانٍ وثباتٍ على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، نؤكد استمرارانا في رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداةِ إلى دينه، دون تردد أو تراجع.
وأضاف “وبكل ما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كل أشرار العالم، متأسين بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾”.
وتوجه بالحمد والشكر لله والثناء عليه سبحانه وتعالى على ما منّ به علينا من انتصارات متواصلة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام لينكولن) على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة.
ودعا البيان، مجاهدي القوات المسلحة إلى مواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله.. وأضاف “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الأشنع والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجز مجلس الأمن مجدداً في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان؛ كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا.
كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وأدان واستنكر الاساءات المتكررة والمستمرة لمقدساتنا من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين، بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة، تمهيداً لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وجدد البيان، الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف فعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
إلى ذلك تلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2″، وأن العملية حققت هدفها بنجاح.. مؤكدا أنه ورداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان ستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/مسيرة-حاشدة-في-السبعين.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/بيان-المسيرة.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/بيان-القوات-المسلحة-23-1.mp4