يمانيون:
2025-02-06@14:36:35 GMT

اليمن وثرواته الطبيعية .. حقوق مغتصبة ومنافع مسلوبة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

اليمن وثرواته الطبيعية .. حقوق مغتصبة ومنافع مسلوبة

يمانيون – متابعات
لا شك أن اليمن بلدٌ غنيٌّ بالثروات الطبيعية المتنوعة، التي تشكل مورداً هاماً لتنمية شعبه وبناء دولته، ولكن للأسف، فَــإنَّ هذه الثروات تعاني من الاستغلال والسرقة والتدخل من قبل الأطراف الخارجية، التي تسعى إلى الاستيلاء على حقوق أبناء اليمن فيها، والتحكم في مصيرها، والتأثير في شؤونها.

من بين هذه الثروات، نجد النفط والغاز، اللذَين يشكلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ويسهمان بنسبة تتراوح بين 85 ٪ إلى 90 ٪ من إيرادات الموازنة العامة للدولة، والذي يفترض أن يستفيد منهما المواطنون في تحسين مستوى معيشتهم، وتلبية احتياجاتهم الأَسَاسية، وتحقيق طموحاتهم المشروعة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماماً، فالعائدات المالية من هذه الثروات تذهب إلى جيوب الفاسدين والخونة، الذين يتآمرون مع تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي السعوديّة الذي يستولي على هذه الأموال، ويودعها في حساباته المصرفية، دون أن تصل إلى المستحقين من شعب اليمن.

هذه الموارد لم تسلم من جشع دول تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي، الذي يشن حربًا ظالمة على اليمن منذ تسع سنوات، بحجّـة استعادة الشرعية المزعومة، في حين تكمن من هذه الحجّـة مصالح مادية وجيوسياسية كبيرة تتعلق بثروات اليمن الطبيعية، حَيثُ تقوم قوى العدوان بالتواطؤ مع مليشياتها بنهب كميات كبيرة من النفط والغاز من المحافظات التي تحتلها، مثل مأرب وشبوة والجوف والمهرة، وتهربها إلى خارج البلاد عبر موانئ تابعة لها، مثل عدن والمكلا والغيضة، ناهيك عن تدميرها بنية قطاع النفط في البلاد، وإيقافها عمليات التصدير والتكرير، مما كلف بلادنا خسارة مليارات الدولارات سنويًا.

ولكن هذه ليست كُـلّ المآسي التي يتعرض لها شعب اليمن؛ بسَببِ طمع دول تحالف العدوان، فقد نقلت حكومة الخائن هادي بأمر من دول التحالف بنك اليمن المركزي من صنعاء إلى عدن، وقطعت رواتب الموظفين في المؤسّسات الحكومية، بذريعة عدم اعترافها بسلطة صنعاء، بل وذهبت قوى العدوان إلى إضرَام النار في الاقتصاد اليمني بطبع العملة بلا حدود؛ مما أسفر عن تضخم ضخم وسقوط قيمة الريال اليمني في المناطق المحتلّة مقابل العملات الأجنبية؛ وهذا؛ ما أَدَّى إلى انهيار مستوى المعيشة للموظفين وأسرهم، وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حَيثُ أصبح الكثير من موظفي مؤسّسات الدولة يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاته الضرورية، مثل الغذاء والصحة والتعليم، كما اضطر بعضهم إلى الخروج من وظائفهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة، أَو حتى التسول.

من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأبرز لقوى العدوان على اليمن، وأنها تشارك في الحرب بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والسياسي والعسكري للتحالف السعوديّ الإماراتي. ولكن ما لا قد يعرفه الكثيرون هو أن السفير الأمريكي يلعب دورًا خطيرًا في العدوان على الشعب اليمني وتدمير الاقتصاد الوطني، ففي إحدى جولات المفاوضات في الكويت كان السفير الأمريكي يهدّد وفدنا الوطني بضرب العملة الوطنية، واعتبر مطالبة الوفد بالمرتبات شروطًا تعجيزية، وقال في إحدى جلسات التفاوض: “إذا لم توافقوا على مطالب التحالف، فَــإنَّ قيمة الحبر المطبوع على أرواق العملة سيكون أغلى من قيمة العملة نفسها”.

ولم يخفِ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، في إحدى خطاباته حقيقة ما يحدث، حَيثُ أكّـد أن “النظامين السعوديّ والإماراتي يسرقان نفط اليمن وثرواته”، وقال: “لدينا كُـلّ الموارد. لدينا كميات هائلة من النفط. بعضها أخرجوه، وكان يُنهب الكثير منه، وعائداته كانت تضيع، وبعضها لم يستخرج استرضاء لدول معينة أرادت الانتظار حتى يتهيأ لها فرصة السيطرة المباشرة لتسرقه، أمثال النظام السعوديّ برعاية شركات أمريكية وغربية، والنظام الإماراتي كذلك”.

إلى ما قبل نقل قوى العدوان بنك اليمن المركزي، كانت عاصمة اليمن الشرعية صنعاء توفر رواتب الموظفين بشكل منتظم حتى عام 2016، بما في ذلك مرتبات الجنود الموالين لتحالف العدوان. ولكن بعد أن نقل البنك اليمن إلى عدن، واستهدفت سيولته النقدية في صنعاء، وجمدت احتياطيه من العملة الصعبة وإيراداته من الموارد الطبيعية توقفت عملية دفع الرواتب.

أمام هذه المؤامرة الشنيعة على ثروات اليمن ورواتب شعبه، اتخذت حكومة صنعاء إجراءات عديدة لحماية اقتصادها وأمنها، وتأمين رواتب الموظفين في المؤسّسات التابعة لها، رغم انخفاض إيراداتها إلى مستوى زهيد. فقد أصدرت توجيهات يجرِّم طبع وترويج وحيازة وتداول الأوراق المالية غير المصدَّق عليها من قِبَل بنك صنعاء المركزي. كما أطلقت حملات تبرعية لجمع التبرعات من أبناء الشعب والقطاعات المختلفة لصالح صندوق رواتب الموظفين.

وقد نجحت صنعاء في الحفاظ على سعر ثابت لقيمة العملة الوطنية في مناطق السيادة الوطنية، كما تمكّنت من دفع رواتب بعض الموظفين في قطاعات محورية، بالإضافة إلى دفع مخصصات لبعض المحافظات التي تحت سيطرتها، وأحدثت نوعًا من التنمية في هذه المحافظات، بإطلاق مشاريع إنشائية وخدمية، كما تمكّنت أَيْـضاً من تأمين احتياجات مواطنيها إلى حَــدّ كبير من الغذاء والوقود والكهرباء، رغم الحصار المفروض على موانئها ومطارها وافتقارها لمواردها الرئيسة.

تجاه ما يتعرض له اليمن من حرب ظالمة ومدمّـرة من قبل قوى العدوان التي تسعى إلى فرض سيطرتها على البلاد، وقيام هذه القوى بشن هجوم عسكري هو الأعنف في التاريخ على الشعب اليمني، مستخدمة كُـلّ أنواع الأسلحة والطائرات والصواريخ، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، ومدمّـرة البنية التحتية والمؤسّسات والمنشآت الحيوية، فَــإنَّ ذلك لم يكن كافيًا لإرضاء جشع قوى العدوان، فقد أطلقت حربًا اقتصادية شرسة على اليمن، تهدف إلى نهب ثرواته من النفط والغاز، وإلى شل حركة الاقتصاد الوطني عبر تعطيل عمل بنك اليمن المركزي، وإلى حرمان الموظفين عن رواتبهم. كما فرضت حصارًا خانقًا على البلاد، مانعة دخول المواد الغذائية والدوائية والإنسانية، ومحاولة قطع خطوط التواصل والاتصال بين الشعب اليمني والعالم.

ولكن في مواجهة هذه العدوان، لم يستسلم الشعب اليمني، بل قاوم بكل شجاعة، حاملا شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، بإرادَة حديدية وصمود أُسطوري، وتَحَدٍّ منقطع النظير لكل المؤامرات؛ ليثبت حقه في الحرية والسيادة، ويكتب تاريخًا جديدًا من دمائه وتضحياته، موجهاً إلى كُـلّ شعوب الأُمَّــة، رسالة تقول: إن الحق لا يضيع ما دام هناك من يدافع عنه.

حسام باشا

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رواتب الموظفین الشعب الیمنی قوى العدوان بنک الیمن

إقرأ أيضاً:

جامعة صنعاء.. محاضرة للباحث الدولي “تيم أندرسون” حول دور اليمن في مساندة غزة

يمانيون../
استضافت جامعة صنعاء اليوم الأكاديمي والناشط الحقوقي الدولي البروفيسور تيم أندرسون لإلقاء محاضرة حول دور اليمن في مساندة مقاومة الشعب الفلسطيني بغزة وأثر ذلك في كسر الهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة.

وأشار الباحث والمفكر الاسترالي “أندرسون” في المحاضرة التي نظمها قسم العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد إلى دور اليمنيين في مناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة قوى الشر وعلى رأسها أمريكا وكسر هيمنتها.

ولفت إلى خيانة الأسرة الدولية تجاه الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان غزة بإيعاز من الإدارة الأمريكية، وكذا التحول الكبير في غرب آسيا وتحديدا ًمحور المقاومة، الذي أصبح واقعاً يزعزع التواجد والهيمنة الأمريكية في المنطقة.

وأكد أن شعوب العالم تنظر إلى ما يقوم به اليمن في نصرة المستضعفين ودعم وإسناد المقاومة في فلسطين، بأنه الشيء الصحيح.. محذرا من خطورة الهيمنة التي تسعى إليها الدول الكبرى للقضاء على القيم وتغيير الهوية وتشكيل وعي مجتمعي جديد.

وذكر الباحث الدولي أن الأمريكيين لا يتعلمون من خسارتهم أمام أي مقاومة تحمل قضية حقيقية.. داعياً الأمم والمجتمعات الصغيرة للتكتل وتكوين قوة إقليمية قادرة على فرض القرار على الدول التي تحاول أن تهيمن على الشعوب المستضعفة.

وأكد أن مصير الكيان الإسرائيلي بعد معركة “طوفان الأقصى” كمصير النظام العنصري في جنوب إفريقيا، حيث تداعى العالم للتخلص من جرائم العنصرية الصهيونية، وباتت نظرة الرأي العام العالمي أكثر سلبية تجاه هذا الكيان.

ولفت إلى أن حرب غزة عززت ضرورة التخلص من القطبية الواحدة.. مستعرضاً جانباً من كتابه “غرب آسيا ما بعد واشنطن، تقويض الاستعمار في الشرق الأوسط” والذي يتناول كيف تحول النظام العالمي ضد عملاق أمريكا الشمالية بعد فشل حروب واشنطن المتعددة للوصول إلى شرق أوسط جديد، وكيف حلت الصين محل الولايات المتحدة كمركز إنتاجي واقتصادي للعالم، بالإضافة إلى تنافس المنظمات العالمية الجديدة مع تلك التي أنشأها الأنجلو أمريكيون.

وأوضح من خلال كتابه أن مستقبل الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط والتي تسمى الآن غرب آسيا هو انعكاس لهذا التوجه الجديد، والتأكيد على حق الشعوب في تقرير المصير كنقطة انطلاق، وما يترتب على ذلك من حاجة دول ما بعد الاستعمار إلى بناء أنظمة اجتماعية قوية ومستقلة في مواجهة القوة المهيمنة.

وأكد أندرسون أن العقلية الأمريكية الإمبريالية هي التي تقود جميع الحروب في الشرق الأوسط وتغذيها، وأن هيمنة الولايات المتحدة على العالم زائلة لا محالة.. لافتا إلى تشكل قوس مقاومة عالمي يشمل “الصين، وروسيا، وإيران، فنزويلا، البرازيل” وحركات المقاومة العربية المناهضة للهيمنة الأمريكية ولمشروع الشرق الأوسط الجديد، وسيكون هذا القوس الجيوسياسي رديفا اقتصاديا صاعدا يتمثل في تحالفي شنغهاي وبركس الاقتصاديين ما يرفع حظوظه في إنهاء نظام القطبية الأحادية.

وتطرق إلى أن التدابير القسرية الأحادية التي تتخذها واشنطن تحت مسمى عقوبات هي غير قانونية، لأن القانون الدولي يحظر الإكراه الاقتصادي من خلال مبدأ عدم التدخل الضمني في ميثاق الأمم المتحدة، كما أنها غير شرعية لوجود النية غير القانونية وهي الإضرار باقتصاد دولة أخرى وحقوق دول الطرف الثالث بغرض الإكراه السياسي، إلى جانب أنها تنتهك الأعراف والمعاهدات الدولية.

واعتبر ما تسميها أمريكا “العقوبات” المترافقة مع الحصار البري والبحري والحروب الدعائية والتي تهدف لتغيير نظام الحكم، شكلا من أشكال الحصار، مستشهدا في ذلك بالحروب الاقتصادية ضد سوريا وكوبا وإيران ونيكاراغوا وفنزويلا واليمن وذلك يتشابه مع العقوبات الجزئية على مجموعات المقاومة في العراق لبنان والتي تجسد المعنى الحقيقي للإكراه السياسي.

وأكد حاجة الأمة اليوم إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ودعم الأنظمة القطبية المتصاعدة “الصين، إيران، وروسيا” ونظام “البريكس” وعدم التعامل بالدولار للخروج من التبعية لدول الهيمنة.

فيما أوضح السفير الدكتور أحمد العماد، وعميد كلية التجارة الدكتور هاني مغلس أن الباحث والمفكر الدولي “تيم أندرسون” لاحظ خلال زياراته للعديد من الدول أن الجميع يثنون على دور اليمن المشرف في دعم محور المقاومة الذي يتطلع إلى الحرية والتخلص من نظام هيمنة القطب الواحد.

وأشارا إلى أن أمريكا تتراجع بشكل مضطرد بفعل ضربات الشعوب الحرة والمقاومة ما يتطلب تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي فيما بينها لأنها تمثل حالة بديلة عن الهيمنة الأمريكية القائمة.

وأوضحا أن “أندرسون” انخرط على مدى 15 شهراً في المظاهرات الأسبوعية التي شهدتها العاصمة الأسترالية سدني للتنديد بالمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في عدوانه الهمجي على غزة، وأسهم من خلال كتاباته ومواقفه في فضح عدوانية الغرب، واعتبر التدخلات غير المشروعة منبعاً للشرور وأداة للهيمنة واستعباد الشعوب المقهورة.

وذكر العماد ومغلس أن العالم ينظر بإجلال إلى دور اليمن في إطار منظومة قوس المقاومة العالمية لحالة الهيمنة الأمريكية، وأنه لعب دورا أساسيا في هذه المرحلة.. لافتين إلى دور جامعة صنعاء في مناصرة القضية الفلسطينية من خلال المظاهرات الأسبوعية التي استمرت طوال العام.

وفي ختام المحاضرة التي حضرها نخبة من قيادات الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والباحثين، أهدى المفكر “أندرسون” نسخة من أهم مؤلفاته لمكتبة كلية التجارة، فيما قدم عميد كلية التجارة درع الكلية للباحث “أندرسون” تقديرا لمواقفه الشجاعة في الدفاع عن المستضعفين في العالم.

سبأ

مقالات مشابهة

  • خبير أرصاد يحدد موعد هطول الأمطار على اليمن
  • منتخب اليمن للناشئين يبدأ استعداداته لكأس آسيا
  • تحولات صنعها مشهد الإسناد اليماني لغزة
  • 4 فبراير خلال 9 أعوام.. 94 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • أكثر من 14 ألف امرأة وطفل ضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • الكشف عن إحصائية صادمة لضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • صنعاء تحذر واشنطن من أي تصعيد اقتصادي ضد اليمن
  • جامعة صنعاء.. محاضرة للباحث الدولي “تيم أندرسون” حول دور اليمن في مساندة غزة
  • مِلف الأسرى أسيرًا لدى العدوان وأدواته برعاية أممية
  • بالأرقام.. عين الإنسانية ينشر إحصائية جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم (تفاصيل + انفوجرافيك)