هل الكذب لجبر خاطر الوالدين جائز.. أمين الإفتاء يوضح
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً خلال البث المباشر على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، حيث استفسرت إحدى المتابعات عن موقف حساس تواجهه مع والدتها.
قالت السائلة: "لو أمي حلفتني أقول الحق، وأنا عارفة إن لو قولت لها الحقيقة هتزعل، أعمل إيه؟".
جاء الرد من الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذي أوضح أن الإسلام علمنا كيفية التعامل بذكاء وفطنة في مثل هذه المواقف الحساسة.
واستشهد بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "المعاريض مندوحة عن الكذب"، مشيراً إلى أن المقصود بالمعاريض هو استخدام عبارات تحمل أكثر من معنى بهدف تفادي الكذب المباشر.
ونصح الشيخ السائلة بأن تتحلى بالحصافة والذكاء عند الحديث مع والدتها، وأكد أنه يمكنها تجنب الحزن والغضب عبر استخدام عبارات عامة مثل: "والله أقول الحق"، ثم تقول كلاماً يرضي والدتها دون أن يكون مخالفاً للحقيقة.
هل يجوز للزوجة الوقوف بجوار زوجها في صلاة الجماعة بالمنزل؟.. الإفتاء توضحوأضاف الشيخ عبد السميع أن الكذب في الشريعة الإسلامية لا يجوز إلا في حالات محدودة وضرورية، مثل الإصلاح بين المتخاصمين، أو التودد بين الزوجين، أو إرضاء الأم دون إلحاق ضرر بأحد.
وبهذا، يجب أن يكون الهدف من هذه التصرفات تحقيق المصلحة الكبرى.
كيفية التكفير عن الغيبة والنميمةوفي سياق آخر مرتبط بالكذب والذنوب المتعلقة باللسان، ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، من شخص قال: "كيف أكفر عن الكذب والغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس كي أقابل الله نظيفاً؟".
أجاب الدكتور علي جمعة موضحاً أن الذنوب المتعلقة باللسان مثل الكذب والنميمة والغيبة يمكن التكفير عنها بالاستغفار والدعاء الصادق للأشخاص الذين وقع عليهم هذا الظلم.
وأشار إلى ضرورة أن يدعو الشخص لهؤلاء قائلاً: "اللهم اغفر له، اللهم عافه، اللهم ارزقه، اللهم سامحني"، مؤكداً أن هذه الطريقة هي سبيل التوبة الصادقة.
وفيما يتعلق بإخفاء الصدقة، أجاب الشيخ عبد الحميد الأطرش رحمه الله، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، عن سؤال ورد إليه حول حكم الكذب لإخفاء التصدق بمبلغ صغير. ذكر السائل أنه أخبر جامع الأموال في المسجد بأنه عثر على المبلغ، وطلب منه وضعه في مصاريف المسجد إذا لم يظهر صاحب المال.
رد الشيخ الأطرش قائلاً: "الكذب في جميع صوره حرام، ولا يجوز إلا في ثلاث حالات استثنائية، وهي إنقاذ نفس بريئة من القتل، تضليل العدو، أو الحفاظ على استمرار الحياة الزوجية".
وأضاف أن ما قام به السائل يعد كذبة محسوبة عليه، ولكنه يمكنه التوبة والاستغفار، وأن صدقته ستُقبل بإذن الله إذا كانت النية خالصة لوجه الله، مؤكداً أنه ليس بالضرورة أن تكون الصدقة بمبالغ كبيرة، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
في ختام هذه الأسئلة، يتضح أن الشريعة الإسلامية تدعو دائماً إلى الصدق والشفافية، مع مراعاة الظروف الخاصة التي قد تستدعي استخدام الحكمة في التعامل مع الناس دون الوقوع في محظورات شرعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يقبل استغفاري وأنا لا أواظب على الصلاة؟.. أمين الفتوى يرد
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بـدار الإفتاء المصرية، إن أفضل وسيلة للتعود على عبادة الاستغفار هي القيام بها بدون ارتباط بارتكاب ذنب.
وأضاف الورداني، في فتوى منشورة عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه بإمكانك أن تردد "أستغفر الله العظيم" وأنت جالس، حيث إن الاستغفار ليس بالضرورة مشروطًا بوجود ذنب معين، ويمكن أن يكون جزءًا من العبادة اليومية.
وأشار الورداني إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة، لذا فإن تكرار الاستغفار بغير ذنب من شأنه أن يساعد الإنسان على الالتزام بعبادة الاستغفار ويغرسها كعادة طيبة في حياته.
صلاة الغفلة تقرب العبد من الله.. اعرف فضلها وثوابها وكيف تؤديها كيف يحصن الإنسان نفسه من الحسد .. نصائح من دار الإفتاء هل يقبل الاستغفار من شخص لا يصلي؟وفي سياق آخر، طرح سؤال حول ما إذا كان الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تُقبل من الشخص الذي لا يؤدي الصلاة المفروضة.
أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً إن الصلاة تُعتبر الركن الأساسي في الإسلام، فهي الرابط الروحي بين العبد وخالقه.
وأضاف أن الشخص كلما أدرك قيمة الصلاة وحرص على أدائها بانتظام، كانت تلك العبادة خيراً له وأقرب لقلبه عند الله.
وأوضح الشيخ شلبي أن الصلاة تستحوذ على وقت المسلم ليل نهار، وهي رمز لقيمتها العظيمة وأهميتها في الدين، ومن يتركها فإنه يفقد المعنى الروحي والقرب الذي يريده الله منه.
واستدل شلبي على أهمية الصلاة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والذي ينص على أن أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة من عمله هو الصلاة، فإذا كانت صلاته كاملة فقد نجا وأفلح، وإذا كانت ناقصة فقد خسر وخاب، وعند وجود نقص في الفرائض فإن الله عز وجل يكملها من تطوع العبد.
وفي نهاية إجابته، أكد شلبي أن الاستغفار والصلاة على النبي مقبولة من المسلم، لكن على المسلم أن يبذل جهده للمحافظة على أداء الصلوات الخمس المفروضة، لما لها من أهمية بالغة في حياة المؤمن، فهي الصلة الحقيقية بين العبد وربه ومن أهم العبادات التي تقربه إلى الله وتطهر قلبه.