يعرض تقرير نشرته صحيفة كالكاليست الإسرائيلية المتخصصة بالاقتصاد بحثا جديدا أعده مركز القدس للسياسات بعنوان "العنصر المعجزة في الاقتصاد الحريدي"، تناول تفاصيل مثيرة حول كيفية صمود العائلات الحريدية اقتصاديا في إسرائيل، رغم ظروف المعيشة المتزايدة الصعوبة.

ويقدم التقرير تحليلا دقيقا للنموذج الاقتصادي الخاص بالمجتمع الحريدي، مع التركيز على التحديات المالية، والطرق غير التقليدية التي يعتمد عليها لتغطية احتياجاته.

امتلاك المنازل رغم العجز

وفقا للتقرير، يمتلك 70% من الحريديم منازلهم، مقارنة بـ63% فقط من اليهود غير الحريديم. هذا الرقم يثير التساؤلات، لا سيما عندما يُؤخذ في الاعتبار أن متوسط عدد الأطفال في الأسرة الحريدية هو 6 أطفال، ما يعني أن كل زوجين يحتاجان إلى رأس مال يتراوح بين 200 و500 ألف شيكل (53-133 ألف دولار) كمساهمة تربية لكل طفل.

ومع 6 أطفال، تصل الحاجة إلى ما يقارب من مليون شيكل (267 ألف دولار).

متوسط الإنفاق الشهري لعائلة حريدية يصل إلى 14 ألف شيكل (3750 دولارا) (رويترز)

هذا التحدي -حسب الصحيفة- يبدو أكثر تعقيدا عند معرفة أن غالبية الرجال الحريديم لا يعملون، وأن الدخل الأسري يعتمد عادة على الزوجة فقط، بمتوسط راتب شهري يبلغ 9 آلاف شيكل (2400 دولار).

العجز المالي الحاد

وتشير الدراسة إلى أن متوسط الإنفاق الشهري لعائلة حريدية يصل إلى 14 ألف شيكل (3750 دولارا)، ما يعني عجزا شهريا يُقدر بحوالي 2600 شيكل (700 دولار).

ورغم هذه الفجوة الواضحة بين الدخل والإنفاق، يواصل الحريديم شراء المنازل وتغطية النفقات المتزايدة، وعلى سبيل المثال، تصل أسعار المنازل ذات الثلاث غرف في موديعين عيليت إلى 1.8 مليون شيكل (نحو 480 ألف دولار)، وفي بيتار عيليت إلى 2.1 مليون شيكل (نحو 560 ألف دولار).

دعم مجتمعي وديني

وفقا للتقرير، يعتمد الحريديم على منظومة دعم داخلية واسعة تشمل جمعيات خيرية، توفر قروضا بدون فوائد تصل إلى 240 ألف شيكل (64 ألف دولار) لكل طفل.

إسرائيل تقدم دعما ماليا كبيرا لتغطية نفقات المجتمعات الحريدية لديها (غيتي)

هذه القروض تُموَّل جزئيا من تبرعات مجتمعات حريدية في الخارج، حيث يتمتع الأفراد بأجور مرتفعة نسبيا.

إلى جانب ذلك، تقدم الدولة دعما ماليا كبيرا، من خلال برامج مثل "سعر المستفيد" والإعفاءات الضريبية وسداد جزئي للرهون العقارية، التي غالبا ما تُمنح للعائلات التي لديها عدد كبير من الأطفال، وفق الصحيفة.

ورغم هذه المساعدات، يشير التقرير إلى أن العائلات الحريدية تستمر في مواجهة تحديات ضخمة، ويقول أحد المشاركين في الدراسة: "نلجأ إلى الجمعيات للحصول على قروض، ثم نسددها جزئيا من دخلنا، ولكن دائما نكون بحاجة إلى المزيد".

"التدوير المالي" كإستراتيجية للبقاء

ويلجأ الحريديم إلى إستراتيجيات تدوير مالي تشمل اقتراض الأموال بشكل متكرر لتغطية الفجوات المالية الشهرية.

ويقول يسعياهو، أحد المشاركين في البحث، "لدي التزامات شهرية تصل إلى 20 ألف شيكل (5330 دولارا). أحيانا أتمكن من الحصول على قرض يغطي هذا العجز لمدة شهرين أو أكثر، وعندما يحين موعد السداد، أبحث عن قرض جديد. هذا هو النمط الذي نتبعه، ونتوكل على الله لتدبير الأمور".

ورغم كفاءة نظام الدعم الداخلي، يحذر التقرير من غياب الرقابة الحكومية على الجمعيات المالية الحريدية. هذه الجمعيات تعمل بدون إشراف رسمي، مما يثير تساؤلات حول استدامتها.

ويشير التقرير إلى أن الاعتماد على هذه الجمعيات، مع ارتفاع أسعار العقارات، قد يضع العائلات في وضع مالي حرج، خاصة مع احتمال حدوث أزمات اقتصادية مفاجئة.

ويعتمد الاقتصاد الحريدي على مزيج من الدعم المجتمعي والديني والدعم الحكومي، ولكن مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار العقارات، يقترب هذا النموذج من نقطة الانهيار.

فأي تقليص في الدعم الحكومي أو زيادة في تكاليف المعيشة -تقول الصحيفة- قد يؤدي إلى انهيار سريع لهذا النظام، مما يجعل الحاجة إلى رقابة وإصلاحات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ألف دولار ألف شیکل

إقرأ أيضاً:

جهاز الشاباك يعتقل إسرائيليا يعمل لصالح إيران

اعتقل جهاز الشاباك الإسرائيلي احد مواطني دولة الاحتلال من سكان نتيفوت في غلاف غزة لتصويره منشآت أمنية لصالح إيران.

وتشهد دولة الاحتلال تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، احتجاجًا على فشل حكومة بنيامين نتنياهو في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، بالإضافة إلى قرارها بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار.

وشهدت المظاهرات انتشارًا واسعًا في عدة مدن إسرائيلية، وسط تصاعد الغضب الشعبي ضد السياسات الحكومية.

وقف الإقالة مؤقتًا
وأصدرت المحكمة العليا قرارا بوقف مؤقت لقرار إقالة رونين بار حتى يتم النظر في الاستئناف المقدم ضد القرار. كما أصدرت المدعية العامة الإسرائيلية قرارًا يقضي بعدم وجود أساس قانوني يسمح للحكومة بإقالته، ما يعكس توترًا متزايدًا بين السلطة التنفيذية والجهاز القضائي في البلاد.

ورغم ذلك، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان أصدره مساء السبت، على أن بار "لن يبقى رئيسًا للشاباك"، مؤكدًا أن إسرائيل "ستظل دولة ديمقراطية".

وأضاف نتنياهو أن فقدانه للثقة في بار يعود إلى ما قبل تحقيق الشاباك بشأن الروابط غير القانونية بين عدد من مساعديه وقطر، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة السياسية داخل الحكومة.

مقالات مشابهة

  • غانتس يتجه نحو اليمين ويغازل الحريديم عقب انهياره في استطلاعات الرأي
  • إنقاذ اقتصاد أمريكا من ترامب
  • إسرائيل الشريك التجاري الثاني عشر لمصر
  • روسيا تصبح ثالث أسرع اقتصاد نموا في مجموعة العشرين
  • جهاز الشاباك يعتقل إسرائيليا يعمل لصالح إيران
  • حملة تبرعات .. جامعة حلوان: ساهم في علاج أهالينا لأول مستشفى بجنوب القاهرة
  • حكم إفطار من يعمل في درجات حرارة مرتفعة أو أعمال مجهدة ..فيديو
  • ما هو الشرق الأوسط الذي يعمل له نتنياهو؟
  • فرار عدد من السجناء في ريف حلب والأمن السوري يعمل على ملاحقتهم
  • حجب الدعم.. عقوبة تنتظر الجمعيات المخالفة لنظام المؤسسات الأهلية