في قصة تُجسد انتصار الإرادة على المحن واجه «جو دي ميو» تحديًا يفوق الخيال بعدما تعرّض لحروقٍ مدمرة غيّرت ملامحه وقلبت حياته؛ لكنه لم يكتفِ بالنجاة، بل صنع تاريخًا طبيًا كأول إنسان في العالم يخضع لزراعة وجه ويدين معًا.

وبعد 4 سنوات من تلك العملية التي كانت فرصة نجاحها لا تتعدى 6%، يعود جو ليخطف الأضواء مجددًا، ليس بمعجزته الطبية فقط، بل بحكاية حبٍ استثنائيةٍ تُثبت أنّ الأمل دومًا أقوى من الألم.

قبل نحو 4 أعوام، خضع رجل أمريكي من ولاية نيوجيرسي، لأول عملية زراعة وجه ويدين في العالم، بعدما تعرّض لحروق وصلت إلى 80% من أنحاء جسده، وبعد مرور السنوات احتفل الشاب العشريني بخِطبته على شابة ثلاثينية، وشارك متابعيه عبر صفحته الشخصية صورًا مؤثرة تجمعه بشريكة حياته، التي غيّرت حياته إلى الأفضل.

«جو» يعيش حياته بشكل طبيعي 

الشاب «جو دي ميو» البالغ من العمر 26 عامًا، لم يكن يتوقع أنّه سيعيش حياته بشكل طبيعي بعد الحادث الذي تعرّض له عام عام 2018، وكان سببًا في اشتعال النيران بسيارته ما أصابه بحروق في جسده من الدرجة الثالثة، إلا أنّه نجح في إجراء 20 عملية جراحية ترميمية قبل أن يتمكن أطباؤه أخيرًا من العثور على شخص مناسب لإجراء عملية زرع وجه ويد.

وفي أغسطس 2020، خضع «جو» لعملية جراحية شاقة استمرت 23 ساعة، وكانت فرص نجاحها 6% فقط، وبعد قراءة نبأ المأساة، ألهمت جيسيكا كوبي، 33 عامًا، نظرة جو الإيجابية للحياة وأرسلت له رسالة على حسابه على إنستجرام، وبدأ الشريكان بتبادل الرسائل كل يوم، وفي النهاية ذهبا في نزهات رومانسية حتى وقعا في الحب، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

العاشقان قررا أن يأخذا علاقتهما إلى المستوى التالي، ونزل «جو» مؤخرًا على إحدى ركبتيه وطلب من «جيسيكا» أن تقضي بقية حياتها معه، وأعلن الثنائي خطبتهما على صفحاتها الشخصية، وتحدثت الشابة الثلاثينية عن علاقتهما الرومانسية، حيث قالت: «لقد طورنا علاقة طويلة المدى في البداية ثم انتقلت من جنوب كاليفورنيا لأكون أقرب إليه وكان الأمر رائعًا منذ ذلك الحين».

«جيسيكا» تكشف تفاصيل علاقتهما العاطفية

كما شاركت «جيسيكا» بعض التفاصيل عن علاقتها العاطفية قائلة: «إنه رجل هادئ جدًا، لذلك في البداية عندما تتعرف عليه للتو فإنه يبقى منعزلاً ويراقب محيطه فقط، وهو أيضًا واسع المعرفة ويمكنه إجراء محادثة مع أي شخص يتحدث معه، أنا أحب ذلك حقًا لأنه يجعلني أعتقد أن الشخص المتعلم والمتحدث جيدًا جذاب للغاية، أحب أنه لطيف وطيب وشجاع للغاية، وعلى الرغم من كل ما مر به، فإنه يظل إيجابيًا للغاية، أنا أحب جو من الداخل والخارج لأنه رجل مضحك، كان يعرف ما يريد في الحياة وكان ناضجًا جدًا بالنسبة لعمره».

يذكر أنّ جراحة «جو» كانت بمثابة معجزة بالنسبة لعائلته ولقطاع الصحة، إذ منح الأطباء العملية في البداية نسبة نجاح بلغت 6% فقط، إلا أنّه نجح في أن يكون أول شخص في العالم يحصل على وجه جديد وكلا اليدين من نفس المتبرع «رجل مجهول الهوية في ديلاوير»، وبدأ الآن بفضل العلاج المكثف، أن يستعيد استقلاليته ببطء، وأصبح قادرًا على القيادة مرة أخرى، ويصف الحادث بأنّه قد غيّر حياته تمامًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أول عملية زراعة وجه في العالم زراعة وجه زراعة الوجه أول عملية زراعة وجه فی العالم

إقرأ أيضاً:

برج إيفل بالحجاب.. إعلان تجاري يتحول إلى معركة سياسية

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: أثار إعلان ترويجي لشركة الأزياء الهولندية “مرّاشي” موجة من الجدل في فرنسا، بعدما ظهر فيه برج إيفل مغطى بحجاب إسلامي. الإعلان، الذي انتشر عبر حساب العلامة التجارية على إنستغرام، كان مصحوبًا بتعليق ساخر: “رُصدت: برج إيفل مرتديا أزياء مرّاشي، ما شاء الله! يبدو أنه انضم للتو إلى مجتمع الأزياء المحتشمة”.

الخطوة التي بدت للبعض مجرد دعاية تسويقية، فجّرت جدلاً سياسياً واسعاً، حيث اعتبرها عدد من السياسيين الفرنسيين استفزازًا لقيم الجمهورية وعلمانيتها. في المقابل، رأى آخرون أنها إبداع تسويقي يُسلط الضوء على النقاش المستمر في فرنسا حول حرية اللباس والتعبير الديني.

انتقادات سياسية وردود فعل غاضبة

سرعان ما توالت الانتقادات من أطراف سياسية عدة، وعلى رأسها النائبة عن حزب التجمع الوطني اليميني، ليزيت بوليت، التي كتبت عبر منصة “إكس”: “أمر غير مقبول! لقد اختطفت علامة مرّاشي برج إيفل، رمز فرنسا، وغطته بحجاب إسلامي في إعلان استفزازي”. وأضافت أن “هذا النوع من الحملات يهدد القيم الجمهورية ويشجع على الانفصالية الثقافية”.

تصاعدت حدة الغضب مع تصريحات الخبير الاقتصادي الفرنسي فيليب مورير، الذي دعا إلى مقاطعة “مرّاشي” وإغلاق متاجرها في فرنسا، معتبراً أن الإعلان “محاولة لاستفزاز الفرنسيين ودفعهم إلى القبول بانتشار الأزياء الإسلامية في الفضاء العام”.

في المقابل، انقسم الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض الإعلان مجرد دعاية تجارية غير مقصودة للإساءة، بينما رأى آخرون أنه يسلط الضوء على إشكالية تقييد حرية المسلمات في اختيار ملابسهن، خاصة في بلد يفرض قوانين صارمة على الحجاب في المدارس والأماكن العامة.

تاريخ طويل من الجدل حول الحجاب في فرنسا

يأتي هذا الجدل في سياق حساس داخل فرنسا، التي شهدت على مدار العقود الماضية تقييداً متزايداً على ارتداء الرموز الدينية، خصوصًا الحجاب الإسلامي. فمنذ عام 2004، تم حظر الحجاب في المدارس الحكومية، وتبع ذلك في 2010 قانونٌ يمنع تغطية الوجه بالكامل في الأماكن العامة، وهو قانون استهدف النقاب والبرقع، إلى جانب الأقنعة والخوذات.

في السنوات الأخيرة، استمرت القيود مع قرارات بمنع العباءات والحجاب في المدارس، وصولًا إلى تصريحات وزير الداخلية برونو ريتايو، الذي أكد أن حتى المرافقات المدرسيات خلال الرحلات الدراسية لا يُسمح لهن بارتداء الحجاب، باعتبار أن هذه الرحلات جزء من البيئة التعليمية الخاضعة لقوانين العلمانية.

رغم هذه القوانين، تظل قضية الحجاب أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل في فرنسا، بين من يعتبره رمزا للحرية الشخصية وحق المرأة في اختيار ملابسها، ومن يراه تحديًا للقيم العلمانية التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية. وبينما تسعى فرنسا لترسيخ هويتها العلمانية، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى قدرتها على التوفيق بين هذا النهج واحترام التعددية الثقافية والدينية التي باتت جزءًا من نسيجها الاجتماعي.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كل نجاح وراه نقطة تحول.. مدير إحدى شركات التجارة يكشف عن لحظة غيرت حياته
  • من العالم.. ذبح طفل سوري في لبنان وخلاف «طالبات» يتحول إلى كارثة
  • واقعة اعتداء في مدرسة بشفرة حلاقة يتحول لقضية.. إيه اللي حصل بالضبط؟
  • بمناسبة احتفال العالم بالمرأة.. المستشارة هبة منصور لـ«صدى البلد»: محاضرة لـ عائشة راتب غيرت حياتي
  • واشنطن تقول إنها غيرت نهجها تجاه هجمات الحوثي على السفن بشكل كامل
  • برج إيفل بالحجاب.. إعلان تجاري يتحول إلى معركة سياسية
  • بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حريق بمخزن بالإسكندرية
  • ننشر أسماء مصابي حريق مخزن بمنطقة ميامي شرق الإسكندرية
  • الفن الجداري الجرافيتي السوري… ذاكرة الثورة وألوان من ألم وأمل
  • طفل مغربي يتحول إلى بطل شعبي بهولندا بعد إنقاذه فتاةً من الغرق