البلاد ـ جدة

تشهد المنطقة التاريخية بجدة إقبالًا كبيرًا من محبي ومستكشفي التراث الأصيل من السياح وزوار المنطقة من داخل المملكة وخارجها لما تضمه من شواهد تاريخية تتمثل بأزقتها العتيقة وفوانيسها القديمة المعلقة بمبانيها ذات الطراز القديم والألوان الملفتة وذلك في استحضارٍ للماضي ونمط حياة الآباء والأجداد وتقاربهم الاجتماعي.


ونالت أشكال النوافذ “الرواشين” المصنوعة من أجود ألواح الخشب التي تحكي جماليات جدة القديمة وما تحتضنه من معالم تاريخية تسهم في إثراء المشهد الحضاري والثقافي، القدر الأكبر من إعجاب واهتمام الزوار ومرتادي المنطقة لما اكتسبته من جودة وفن في النحت مما جعلها تحفة أثرية لها قيمتها تتمثل في زخارفها الجميلة.

وتستوقف تفاصيل البيوت التاريخية القديمة الزوار الأجانب الذين تستهويهم ما تحتويه البيوت العتيقة من متاحف أثرية وساحات عريقة وتنوع المخزون الثقافي فيها، حيث تتميز هذه المباني التاريخية بفن البناء من خلال واجهاتها التي صنعت من الخشب الجاوي وأخشاب الساج الهندي الذي يوفر التهوية الطبيعية للمنازل بطوابقها التي تتراوح بين 4 و5 طوابق، وتجذب الأبواب القديمة السياح لالتقاط الصور لها والتي كانت تصنع من لوحين ثقيلين من أخشاب الساج.


ويبهر الفن العمراني القديم الزوار الذي يجسد الماضي وتُراث الأجداد بأعمال هندسية وفنية تربط الحاضر بالماضي من خلال مدى مهارة البنائين والنجارين في عمل البلكونات البارزة والرواشين والأبواب التي تعمل على تخفيف درجات الحرارة، وذلك بطريقتها الفنية التي تسمح بدخول الهواء الخارجي للمنزل وعملها على تهويته، بالإضافة إلى جمال تصاميمها وبأشكالها التي تجعل منها لوحة فنية على جدران المباني، وإطلالتها على شوارعها العتيقة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تشهد زيادة في عدد الزوار ونزلاء الفنادق مع استمرار نمو القطاع السياحي

زيادة في نزلاء الفنادق

عدد زوار سلطنة عمان نحو 3 ملايين بنهاية الربع الثالث من 2024

جهود الترويج تستهدف الأسواق التي تحقق أعلى قيمة مضافة لإنفاق السائحين

تطوير مسار الورد بالجبل الأخضر.. مبادرة تدعم جاذبية سلطنة عمان كوجهة فريدة توفر تجارب مثرية من خلال التنوع التراثي ومقومات الطبيعية الأخاذة وزيادة الخيارات للزائرين

606 ملايين ريال مساهمة السياحة في الناتج المحلي في 2023

ونمو القطاع مهم على عديد من المستويات:

دعم توطين الوظائف وإتاحة فرص مجدية للمشروعات المتوسطة والصغيرة

زيادة المساهمة في نمو الاقتصاد وتنويع مصادر الإيرادات

دور مهم في تنمية المحافظات ودعم المجتمع المحلي.

يمثل نمو قطاع السياحة أهمية على العديد من المستويات منها دعم جهود التعمين وتوطين وإحلال الوظائف، وإيجاد فرص مجدية للمشروعات المتوسطة والصغيرة، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وفي تنويع مصادر الإيرادات العامة للدولة، كما يلعب القطاع دورا مهما في تنمية المحافظات ودعم المجتمع المحلي. وتشير مؤشرات السياحة خلال 2024 إلى أنه بنهاية الربع الثالث من العام، سجل إجمالي عدد زوار سلطنة عمان ما يقرب من 3 ملايين زائر، وارتفع عدد نزلاء الفنادق بنسبة 7 بالمائة بنهاية الربع الثالث من العام الجاري ليبلغ نحو 1.5 مليون نزيل، وبلغت نسبة الإشغال الفندقي 46.6 بالمائة، وقضى النزلاء نحو 2 مليون ليلة في الفنادق من فئة 3-5 نجمة، وسجل حجم إيرادات الفنادق زيادة بنسبة 6.3 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وارتفع إجمالي الإيرادات إلى 163 مليون ريال عماني منها 95 مليون ريال من إيرادات الغرف و68 مليون ريال من الإيرادات الأخرى مثل الخدمات الفندقية والمطاعم.

ومع بدء موسم السياحة الشتوية تشهد تدفقات السائحين إلى سلطنة عمان زيادة ملموسة خلال الموسم الذي يمثل ذروة الحركة السياحية خاصة من الأسواق الأوروبية، وتركز استراتيجية السياحة العمانية على تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة جاذبة للسياحة العالمية وخاصة في الأسواق التي تحقق أعلى قيمة مضافة من حيث حجم الإنفاق السياحي داخل سلطنة عمان مثل الأسواق الأوروبية، وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أنه خلال العام الماضي من بين نحو مليوني نزيل في الفنادق من فئة 3-5 نجمة، بلغ عدد النزلاء من الجنسيات الأوربية 517 ألف نزيل وهو ما يمثل نسبة تزيد عن 25 بالمائة من إجمالي عدد نزلاء الفنادق خلال العام الماضي، ومع استمرار جهود الترويج، شهدت الفترة من بداية العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري زيادة كبيرة في عدد النزلاء الأوروبيين في الفنادق بنسبة 15.8 بالمائة وزاد العدد من 295 ألفا بنهاية الربع الثالث من 2023 إلى 342 ألفا بنهاية الفترة نفسها من العام الجاري ومن المتوقع أن تتواصل زيادة الأعداد خلال الربع الأخير من العام الحالي مع نشاط موسم السياحة الشتوية. وتأتي مشاركة سلطنة عمان في سوق السفر العالمي المنعقد حاليا في العاصمة البريطانية لندن، وجناح سلطنة عمان في المعرض المصاحب لهذا الحدث العالمي الأهم في قطاع السياحة لتمثل فرصة جديدة للترويج للسياحة في سلطنة عمان سواء بين الشركات العالمية الكبرى المنظمة للأفواج السياحية أو المستثمرين الدوليين في القطاع، ويعد قطاع السياحة أحد القطاعات المستهدفة لدعم التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، وبلغ حجم مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 606 مليون ريال عماني خلال العام الماضي، وحقق القطاع مساهمة بقيمة 265 مليون ريال عماني خلال النصف الأول من 2024 مقارنة مع 313 مليون ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ويبلغ إجمالي العاملين في قطاع السياحة، ممثلا في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية حتى نهاية العام الماضي نحو 145 ألفا من بينهم 16432 من العمانيين، ويتوزع العمانيون العاملون في القطاع بين 10639 من الذكور و5792 من الإناث.

وفي إطار تعزيز معدلات التعمين في القطاع وتشجيع تأسيس وإدارة مشروعات السياحة من قبل رواد الأعمال، والعمل على زيادة مساهمة السياحة في دعم نمو الاقتصاد وزيادة العائدات العامة، ويعد تطبيق سلطنة عمان للسياسة الوطنية للمحتوى المحلي في مختلف القطاعات من أهم التطورات التي تنعكس إيجابا على تحقيق مستهدفات قطاع السياحة، وتنفذ وزارة التراث والسياحة سياسة التوسع في المحتوى المحلي لتحقيق مستهدفات الاستدامة من خلال عدد من البرامج والمبادرات التي تركز على استمرارية النمو في القطاع مع الحفاظ على استدامة مقومات الجذب السياحي، ويعزز التوجه نحو المحتوى المحلي مساهمة القطاع في تطوير الشركات المحلية والكوادر البشرية الوطنية. كما تستهدف الوزارة تعظيم القيمة السياحية للمواقع التراثية والسياحية بما يحقق الاستدامة ويساهم في تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع، كما تدعم توجهات المحتوى المحلي سوق العمل والمجتمعات المحلية من خلال زيادة التوظيف والإحلال وتعزيز تدريب وتأهيل القوى العاملة الوطنية وإيجاد فرص استثمارية تسهم في تعزيز المحتوى المحلي ونمو القطاع. ومن بين المبادرات الجديدة في القطاع السياحي، تم مؤخرا إطلاق مبادرة تشجيع العمل الحر في مجالات مثل الإرشاد السياحي من خلال سجل العمل الحر للعاملين في هذه المهنة، وتدشين مبادرة «توقف» بالتعاون مع الطيران العماني لتعزيز مكانة سلطنة عمان في سياحة الترانزيت من خلال برامج للمسافرين العابرين من جميع أنحاء العالم تتيح لهم التمتع بزيارة سلطنة عمان خلال فترة توقفهم في المطارات العمانية.

ويأتي طرح وزارة التراث والسياحة لمناقصة تطوير مسار الورد بولاية الجبل الأخضر لينضم إلى عدد كبير من المبادرات التي تدعم جاذبية سلطنة عمان كوجهة سياحية فريدة توفر تجارب مثرية للزائرين من خلال التنوع التراثي ومقومات الطبيعية الأخاذة وزيادة خيارات السياحة المتاحة للزائرين. وفي أحدث تقاريرها حول آفاق نمو السياحة في سلطنة عمان، توقعت شركة آي بي إم لأبحاث الأسواق التابعة لمؤسسة فيتش سولوشنز أن يتواصل الارتفاع في عدد السائحين الزائرين لسلطنة عُمان خلال العام الجاري مع استمرار الانتعاش الذي يشهده قطاع السياحة، مشيرة إلى أن العام الماضي شهد تعافيا لمعدلات التدفق السياحي إلى سلطنة عمان إلى قرب مستويات ما قبل الجائحة، ومن المتوقع أن يستمر عدد السائحين في الارتفاع على المدى المتوسط خلال الفترة من عام 2024 وحتى عام 2028، وعلى النطاق العالمي، توقعت منظمة الأمم المتحدة للسياحة، (منظمة السياحة العالمية سابقا)، أن تحقق حركة السياحة العالمية تعافيا كاملا في 2024 وأن تتخطي تماما تداعيات جائحة كوفيد-19 وأن يزيد عدد السياح الدوليين بنسبة نحو 2 بالمائة هذا العام مقارنة بعام 2019، وهو العام الذي شهد ذروة نشاط السياحة العالمية قبل تفشي الجائحة في عام 2020.

مقالات مشابهة

  • «بوابة السماء» أغرب كهف بالعالم.. اشتهر في الصين بمدخل العالم الآخر
  • شريف فتحي يبحث سبل زيادة أعداد السياح البريطانيين إلى مصر
  • سلطنة عمان تشهد زيادة في عدد الزوار ونزلاء الفنادق مع استمرار نمو القطاع السياحي
  • حائل في أحضان الطبيعية.. أجواء ماطرة وضبابية تشكلت في لوحات فنية فريدة
  • فيديو. السيارات العتيقة تحتفل بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء بالرباط
  • لماذا تُعتبر هذه المدينة القديمة مهد الثقافة التايلاندية؟
  • وزير الثقافة الفلسطيني: إسرائيل تسرق آثارنا و تنقش عليها برموز للادعاء بوجود تاريخ لها في المنطقة
  • مشاركة دولية لكلية الآثار بالفيوم مع اليونسكو في منتدى التراث الجامعي للقاهرة التاريخية
  • علي الراعي يستحضر جماليات الغواية اللونية في التشكيل السوري
  • "القومي للتنسيق الحضاري" يشارك بجلسة "إحياء القاهرة التاريخية" بالمنتدى الحضري العالمي