المزيج السام من معاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب بكواليس العنف بأمستردام
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
(CNN)-- لا يزال الغضب والخوف والقلق يغلي في أمستردام، بعد أحداث الأسبوع الماضي، حيث تعرض مشجعو كرة القدم الإسرائيليون للهجوم في الشوارع، وتمزيق الأعلام الفلسطينية على الجدران، وتم إطلاق شتائم معادية للسامية خلال أعمال الشغب.
وبينما تشعر العاصمة الهولندية الآن بالهدوء، يخشى السكان والمشرعون من أن التوترات لم تبلغ ذروتها بعد.
وقال عضو مجلس المدينة، شهر خان، زعيم حزب محلي يهدف إلى معالجة العنصرية المؤسسية وكراهية الإسلام، لشبكة CNNإن "الأمر لا يتعلق بمعاداة السامية فحسب، بل يتعلق أيضًا بالعنصرية المعادية للمسلمين، يتعلق الأمر أيضًا بكراهية الأجانب، إننا نشهد ارتفاعًا في كل هذه الأنواع من التمييز والعنصرية".
وأضاف: "لا أعتقد حتى، ويؤسفني أن أقول، أننا وصلنا إلى نقطة الغليان، لأن الأسباب الجذرية للتوترات المستمرة لم تتم معالجتها"، لافتا بالقول: "إلى جانب ذلك، لدينا حكومة يمينية متشددة، عازمة بشدة على إلقاء اللوم في المشاكل المجتمعية على الأقليات، وخاصة المسلمين".
وتابع خان أن أكبر قضية أساسية بالنسبة لناخبيه هي تواطؤ الحكومة الهولندية في نقل الأسلحة والأموال إلى الحرب الإسرائيلية في غزة، يبلغ عدد الجالية المسلمة في هولندا حوالي مليون شخص، وقد أعرب العديد منهم بصوت عالٍ عن دعمهم للفلسطينيين.
لكن الجدول الزمني لكيفية اشتعال التوترات في أمستردام يختلف اعتمادًا على المجتمع الذي تسأله.
ويقول بعض السكان إن الشرارة كانت في الأسبوع الماضي فقط، عندما قام مشجعو فريق مكابي تل أبيب لكرة القدم بإنزال الأعلام الفلسطينية، وتخريب سيارات الأجرة، وتظاهروا في الشوارع وهم يرددون شعارات عنصرية، بما في ذلك "تبا للعرب"، ويحتفلون بالهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وما تلا ذلك كان هجمات عنيفة على المشجعين الإسرائيليين، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص وتلقي خمسة منهم العلاج في المستشفى. وقال عمدة المدينة في الأسبوع الماضي إن مثيري الشغب تحركوا في مجموعات صغيرة في هجمات "كر وفر" معادية للسامية، وفتشوا المدينة واستهدفوا أنصار مكابي.
وأضرمت النيران، الاثنين، في "ترام" في غرب أمستردام وتعرض ضباط الشرطة للرشق بالحجارة. وفي مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن سماع مجموعة صغيرة من مثيري الشغب وهم يصرخون بألفاظ معادية للسامية. وقالت الشرطة، الثلاثاء، إنها اعتقلت 68 شخصا في أنحاء المدينة على خلفية أعمال الشغب، من بينهم 10 إسرائيليين.
ويقول سكان آخرون في أمستردام إن النار مشتعلة في المدينة منذ 15 إلى 20 عامًا، مع صعود اليمين المتشدد، وزيادة معاداة السامية وكراهية الأجانب في جميع أنحاء أوروبا.
وقال عضو مجلس المدينة، إيتاي غارمي، لشبكة CNNإن ما حصل "مزيج من المشاعر، معاداة السامية، وكراهية المسلمين، والهجمات التي وقعت (في أمستردام)، والحرب في إسرائيل وفلسطين"، ويحث غارمي، وهو مواطن هولندي إسرائيلي، الناس على توخي الدقة في كيفية تحدثهم عن حقائق الأسبوع الماضي.
وتابع غارمي قائلا: "أشعر أن بعض الناس يقللون من أهمية معاداة السامية من خلال عدم ذكرها حتى أو القول إنه بسبب مثيري الشغب في مكابي فإن العنف كان مبررا، أو أن العنف كان موجها فقط إلى مثيري الشغب في مكابي.."، لافتا إلى أن الخوف واضح بين السكان اليهود هنا، خاصة بعد أحداث الخميس الماضي عندما ظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حيث ناقش الناس "مطاردة اليهود"، وفقًا لتقرير صادر عن عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما.
وأخبر الناخبون والأصدقاء غارمي أنهم يخشون الآن ارتداء نجمة داود أو الكيباه في الأماكن العامة، وقد قام البعض بتغيير أسمائهم في تطبيقات سيارات الأجرة ومشاركة الرحلات لتجنب التعرف على اليهود، حيث قال غارمي: "عندما أقول ذلك، أشعر أن هناك قادة، على سبيل المثال، رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) يبالغ في تقدير هذا الأمر لصالح سياساته الداخلية، وكذلك الزعيم اليميني المتطرف هنا، خيرت فيلدرز، يبالغ في تقديره أيضًا".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد شهر من بدء الحرب بين إسرائيل وغزة، فاز فيلدرز اليميني المتشدد وحزب الحرية الذي يتزعمه بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان الهولندي، وهو ما شكل صدمة لكثير من الناس نظراً لسياسات فيلدرز المناهضة للإسلام والهجرة.
وطلب فيلدرز، الأربعاء، مناقشة المشرعين حول العنف ضد مشجعي مكابي، وطرح حزبه فكرة سحب الجنسية الهولندية من بعض الأشخاص المتورطين في الهجمات.
وفي أعقاب الهجمات على الإسرائيليين مباشرة، حث نتنياهو السلطات الهولندية على التصرف بحزم، حتى أنه قال إنه سينظم رحلات إجلاء جوية، في حين قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن أعمال العنف تذكرنا بهجمات "الهولوكوست" التي وقعت في القرون السابقة ضد اليهود الأوروبيين، لكن في أمستردام، حث العديد من المسؤولين اليهود المحليين وكذلك رئيس البلدية على عدم استخدام هذا الوصف.
ويذكر أنه يوجد حوالي 40 ألف يهودي في هولندا، وهو عدد أقل بكثير مما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية، وهم ليسوا مجتمعًا واحدًا، هناك يهود علمانيون، ويهود أرثوذكس، ويهود إسرائيليون، ويهود من الشتات الأوسع وغيرهم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: معادية للسامية الفلسطينيون القضية الفلسطينية تحليلات كرة القدم مظاهرات معاداة السامية الأسبوع الماضی معاداة السامیة مثیری الشغب فی أمستردام
إقرأ أيضاً:
المدينة التي تبكي بأكملها.! (1)
صادق سريع
“من يُقنع الريح أنَّ بيوتنا تدُمرت لا تستطيع صد هديرها !؟ من يقنع المطر أن خيامنا تبللت وذابت بقطراته كما ذابت أحلامنا !؟ فلا دفئ يرجئ ولا أمان يوجد ، ولا بطون تشبع”.. هكذا يردد أهل غزة.
سُئل نازح في مخيمات النزوح بغزة: “ما شعورك تجاه من يعدْبوك، ويشردوك ويجوعوك!؟”.. أجاب بصوت جَهيرُ مُزج بجهشة البكاء، بعدما اتسعت حدقات عينيه وانهارت بالدموع: “حسابهم على الله”.
وبينما يحتمي العالم بدفء البيوت، يعيش مئات الآلاف في غزة برحمة برد الخيام المهترئة، ووحشة الدمار، وانعدام الطعام والماء والدواء، وتحت أزيز الطائرات، وأصوات الانفجارات، ونيران حمم الصواريخ، وشظايا القذائف، وصرخات الجرحى، ونُواح العزاء.
وتحت رحى طاحونة حرب الإبادة، وقانون فرض الحصار، وسياسة التجويع والتشريد والتهجير، وقهر الاغتصاب، وسجون الاعتقال وبلا حساب، والسحل والتعذيب والقتل، وسفك الدماء وحملات التطهير العِرقي على الطريقة الفاشية والخبرة النازية والنكهة الهولوكوستية.
وبعد اليوم الـ435، يحل ضيف برد الشتاء الثقيل في عامه الثاني، بينما حال أجساد أهل القطاع باردة ,قلوبهم خائفة وعيونهم باكية، وأمعائهم خاوية، ولا يزال مليارا مسلم لم يشعروا ببرد الشتاء وشدته، وألم جوع البطون في مخيمات النزوح؛ وهكذا الحال يستمر طوال العام بين برد الشتاء ولهيب الحرب.
في ليلة باردة، أرسلت من مخيمات النزوح بغزة رسائل للعرب؛ هذه واحدة منها، عنونت بـ “إلى لمن يهمه الأمر”: ” يعيش أطفالنا تحت أعمدة الخيام المهترئة، وألم الجوع وشدة البرد، وينامون جوعى في انتظار رغيف الخبز مرهقون من التعب وقهر العرب”.
في تلك الليلة الباردة، وصلت رسالة أخرى من سكان الخيمة المجاورة، مفادها: “كانت ليلة البارحة أبرد ليلة مرت علينا، تجمَّد أطفالنا من شدة البرد تحت لحاف الخيام المبللة، وبلا جدران تحميها من عواصف الريح، ولا ملابس تدفِئ أجساد الأطفال العارية، ولا طعام يشبع بطونهم الخاوية؛ ولا، ولا، ولا..!”، انتهت الرسالة بتنهيدة..
الخبر السار، الذي ينتظر النازحين وكل أهل غزة، هو إعلان وقف إطلاق النار، لكن متى يُعلن!؟ ومتى يدخل حيز التنفيذ!؟ اللهم أجعله بُشرى عاجلة.. اللهم آمين يا رب العالمين.
للتذكير، بلغت فاتورة الموت في غزة، اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، 45 ألف شهيد و106 ألف و625 جريح وأكثر من 15 ألف مفقود، منذ بدء العدوان الصهيو – أمريكي على غزة في أكتوبر 2023، لليوم الـ435.
اللهم هوِّن برد الخيام على المستضعفين في غزة وأبسط دفء رحمتك عليهم يا رحمن يا رحيم..