“ميسان.. نموذج ريادي في مواجهة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي”
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
في خطوة تعكس الوعي المتزايد بخطورة الأفكار المتطرفة وتأثيرها على استقرار المجتمعات، أطلقت اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب خططاً فرعية شملت محافظات العراق، مع التركيز على مناطق الجنوب. وتأتي محافظة ميسان في طليعة هذه الجهود، حيث أظهرت خصوصية لافتة في التحضير والتنفيذ، متفردة بتعاون حكومي ومجتمعي مشهود لإنجاح عمل اللجنة الفرعية.
تستهدف هذه الخطط الشباب بشكل أساسي، كونهم الأكثر عرضة للتأثير بالأفكار الدخيلة. وتسعى عبر توظيف موارد الدولة وتكاتف الشخصيات المجتمعية المؤثرة إلى تعزيز الوقاية المجتمعية وبناء حصانة فكرية وثقافية.
ميسان، بتنوعها الثقافي والاجتماعي، تشكل نموذجاً للتعايش السلمي، حيث يظهر التفاعل الإيجابي بين مختلف الأطراف الرسمية والشعبية، ما يعكس التزاماً واضحاً بتحقيق الاستقرار وترسيخ قيم الوحدة والتماسك.
هذه الجهود ليست مجرد خطوات وقتية، بل تمثل استراتيجية بعيدة المدى لتجفيف منابع التطرف، عبر بناء شراكات مستدامة تهدف إلى تمكين الشباب فكرياً واجتماعياً، وجعلهم قوة دافعة نحو السلام والتنمية.
التجربة الميسانية، بما تحمل من خصوصية ودروس، تمثل دعوة لمختلف المحافظات لاتباع نهج متكامل يسهم في حماية العراق من خطر الأفكار المنحرفة، ويعزز من مكانته كدولة موحدة وقادرة على مواجهة التحديات.
لا يمكن إغفال أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الحكومية في ميسان في دعم هذه الجهود، حيث أبدت الجهات المعنية استعداداً لوجستياً ومادياً لإنجاح المبادرات الفرعية لمكافحة التطرف. ولم يكن هذا التعاون ليؤتي ثماره لولا الشراكة الفاعلة مع الشخصيات المجتمعية المؤثرة، من شيوخ عشائر وأكاديميين ورجال دين، الذين عملوا جنباً إلى جنب لتعزيز الخطاب المعتدل ونشر ثقافة التسامح.
كما أن محافظة ميسان، بخصوصيتها الاجتماعية، تمثل بيئة مهيأة لنجاح هذه الخطط، نظراً لما تتميز به من تقاليد عريقة في حل النزاعات بطرق سلمية، وهو ما يمنح المبادرات زخماً أكبر ويعزز فرص نجاحها. التمازج بين الدعم الحكومي والتفاعل الشعبي في ميسان أسهم في خلق نموذج فريد يمكن أن يُستنسخ في محافظات أخرى تعاني من التحديات ذاتها.
“الاستثمار في الشباب ” التركيز على فئة الشباب في خطط اللجنة الوطنية ليس اختياراً اعتباطياً، بل هو استثمار استراتيجي طويل الأمد. فالشباب هم العمود الفقري للمجتمع، وهم الأكثر تأثراً بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تُغذي التطرف. لذلك، جاءت هذه الخطط لتوفير منصات ثقافية ورياضية واجتماعية تسهم في إشغال وقت الشباب بما هو نافع وإيجابي، فضلاً عن إكسابهم مهارات تمكنهم من مواجهة الأفكار المنحرفة بالحوار والمنطق.
وتعزيز التمويل “لضمان استدامة هذه الخطط، لا بد من تخصيص ميزانيات كافية لدعم الأنشطة والبرامج الموجهة للشباب. مع ” بناء شراكات أوسع ” و إدخال المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية كشركاء في تصميم وتنفيذ البرامج. كذلك ” قياس الأثر ” و إنشاء آليات واضحة لقياس تأثير هذه المبادرات على أرض الواقع لتطويرها وتحسينها مستقبلاً. ومن الضروري جدا “التركيز على الإعلام ” وتعزيز دوره في نشر رسائل السلام ومواجهة الخطاب المتطرف.
ختاماً، ما حققته ميسان يُثبت أن التكاتف بين الحكومة والمجتمع هو المفتاح لنجاح أي مبادرة تسعى لتحقيق التماسك المجتمعي ومكافحة الفكر المتطرف. هذه التجربة تحمل في طياتها رسالة أمل بأن العراق، بمختلف أطيافه، قادر على الوقوف صفاً واحداً في وجه أي تهديد يهدد نسيجه الاجتماعي ومستقبله. سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الخطط
إقرأ أيضاً:
الخطط محمية وأصولها محفوظة
كلام الناس
نورالدين مدني
خطط الغيطاني الصادرة ضمن إصدارات مكتبة مدبولي بالقاهرة تأليف جمال الغيطاني كتاب لايمكن تصنيفه إدبياً لكنه يجسد حال البلاد التي تعصف بها المتغيرات السياسية بلا هدى ولا بصيرة.
لم أحاول معرفة جغرافية الخطط أو تاريخها بل انتقلت مباشرة لتدبر ما الت اليه الخطط وناسها وحضارتها وثقافتها وسط تقلبات الأجواء السياسية والثقافية للدرجة التي لجاً فيها البعض إلى كهف التقية بمنطقة الخلاوي.
في الظاهر نلحظ تصاعد الصراع بين سلطة الخطط وبين العجم أو بين يدعون أنهم حماة تراث وموروثات الخطط وما يعتبره البعض تامر خارجي ضد الخطط لتظهر المخاطر الحقيقية من ضعاف النفوس في الخطط الذين باعوا مستقبل الخطط لصالح أجندتهم ومصالحهم الخاصة.
لن أشغلكم بأبطال الخطط وبطلاتها لأنهم جميعاً لم يسلموا من التقلبات السياسية التي أخفت نجوم كانت ساطعة في سماء الخطط ولمعت نجوم كانت مطمورة .. وانتقل بكم إلى خواتيم الخطط.
بعد الدمار المتعمد الذي حدث للخطط وحضارتها خرجت قلة صالحة سعت لاسترداد الأراضي المغتصبة من الخطط القديمة.
الخضر لم يمت، إنه يظهر يومياً عند جسور الفجر وحدود الضحى ويتحول إلى ضوء فوق ذرى الخلاوي ويلتقي بسليمان المولود في شارع المفاجأة وربيب الصعاب كلها وحافظ أصول الخطط ومنطوقها وجمادها.
أهالي الخطط يستعيدون طمي الخصوبة ويلقحون الأرض المغمورة بالماء والملح، وفي كل يوم تزداد مساحة الطمي وتنمو اليابسة، المغارة سليمة والموميات العظمى سليمة، الاناجيل والمصاحف والاناشيد القديمة ونصوص الحكمة والمتن الأصلية وما جادت به القرائح.
ياناس الخضر والياس وسليمان لم يموتوا لأنهم شربوا من نبع الحياة الخفي في الخطط وعبروا النيران الأزلية، حدقوا بالبصر الحديد .. الخطط محمية وأصولها محفوظة.
هكذا انتهت خطط الغيطاني إلى حالة أشبه بحالات البعث والصحوة العامة التي تنفض الغبار عن التارخ المطمور وتضيء عتمة الزمن لإنارة طريق المستقبل الواعد للخطط الصامدة في مواجهة كل صنوف التامر.