اكتشاف أكبر شعاب مرجانية في العالم.. عمرها 300 عام ويمكن رؤيتها من الفضاء
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
في أعماق المحيط الهادي حيث تلتقي أسرار الطبيعة بعجائبها الخفية، اكتشف العلماء «عملاقًا بحريًا» يثير الدهشة والإعجاب، فبالقرب من جزر سليمان، ظهر أكبر مرجان على الإطلاق، بحجمٍ هائلٍ يجعله مرئيًا حتى من الفضاء، هذا الكنز الطبيعي، الذي يبلغ عمره 300 عامٍ، ليس مجرد مشهدٍ خلابٍ، بل شهادة على تاريخ محيطاتنا، وسجل نابض بالحياة للتغيرات البيئية عبر القرون، ما يُعد اكتشافًا مذهلًا يفتح أبوابًا جديدة لفهم التنوع البحري وحمايته.
اكتشف عددٌ من الباحثين أكبر مرجان على مساحة هائلة تبلغ 111 قدمًا «34 مترًا» عرضًا، و105 أقدام «32 مترًا» طولًا، و18 قدمًا «5.5 مترًا».
الشعاب المرجانية، التي أطلق عليها اسم Pavona clavus تعتبر أكبر مرجان في العالم، ويتكون من نحو مليار من السلائل، وهو أكبر بـ3 مرات تقريبًا من حامل الرقم القياسي السابق وجرى اكتشافه بالصدفة في أثناء رحلة استكشافية قبالة جزر سليمان، فهو عبار عن بنية واحدة قائمة بذاتها، على عكس الشبكات المترامية الأطراف التي تشكل عادةً الشعاب المرجانية، ويقدر العلماء عمرها بنحو 300 عام، ما يجعلها ليست مجرد أعجوبة بيولوجية تمتد بحجم ملعبين لكرة السلة، بل أنّها أيضًا سجل لقرون من الظروف المحيطية، وفقًا لمجلة «live science» العلمية.
يقول سان فيليكس، مصور تحت الماء في برنامج ناشيونال جيوغرافيك بريستين سيز، والذي كان أول من اكتشف الشعاب المرجانية العملاقة، إنّه على الرغم من ضخامة حجمها، ظلت الشعاب المرجانية مخفية عن الأنظار حتى الآن، حتى أن المجتمع المحلي لم يكن على علم بوجودها، اكتشف المرجان من قبل مجموعة من العلماء من برنامج «البحار النقية»، الذي ينفذ مشاريع استكشاف وبحث للمساعدة في حماية محيطات العالم، وكان الفريق يدرس صحة المحيط في المنطقة على متن سفينة الأبحاث Argo عندما اكتشفوا الهيكل العملاق.
وبحسب الصحيفة العلمية، فقد اعتقد العلماء في البداية أنّ الأمر ربما كان حطام سفينة، لكن عمليات التفتيش الدقيقة كشفت عن نظامٍ بيئي بحري نابض بالحياة محمي بين الألوان الصفراء والزرقاء والحمراء للشعاب المرجانية، وتعتمد الروبيان وسرطانات البحر وأسماك الشعاب المرجانية على مجمع المرجان كملجأ ومجموعات تكاثر.
المرجان تكاثر على مر القرونوبحسب البيان الذي أصدره العلماء، فإنّ حجم المرجان العملاق أكبر بـ3 مرات من صاحب الرقم القياسي السابق، وهو يتكون من شبكة من الزوائد اللحمية، وهي مخلوقات صغيرة ذات أجسام ناعمة تشبه شقائق النعمان وقناديل البحر وتعمل كوحدات بناء للمرجان، والزوائد اللحمية التي تشكل المرجان العملاق جاءت من يرقات استقرت على قاع البحر ثم تكاثرت على مر القرون.
وقال إنريك سالا، المستكشف المقيم في ناشيونال جيوغرافيك ومؤسس شركة بريستين سيز، في البيان: «عندما نعتقد أنه لم يتبق شيء لاكتشافه على كوكب الأرض، نجد مرجانًا ضخمًا مكونًا من ما يقرب من مليار بوليب صغير، ينبض بالحياة واللون، هذا اكتشاف علمي مهم، مثل العثور على أطول شجرة في العالم».
وتقف جزر سليمان، المعروفة باستضافة ثاني أعلى تنوع مرجاني في العالم، في طليعة الحفاظ على المحيطات، إذ تعد الشعاب المرجانية في المنطقة أنظمة بيئية حيوية تدعم التنوع البيولوجي البحري وتعمل كحواجز ضد العواصف الساحلية، وتهدد التغيرات المناخية استقرار وصحة العديد من الموائل البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية، ومع ارتفاع درجات الحرارة المتوسطة وانبعاثات الغازات الدفيئة، يذوب المزيد من ثاني أكسيد الكربون في المحيط، مما يتسبب في زيادة حمضيته.
وأدى ارتفاع حموضة المحيطات إلى موت عدد كبير من المرجان، مما أدى إلى تقليل قدرته على نمو هياكل الكالسيوم وتبييضها إلى لون أبيض شبحي، إلا إنّ حجم وصحة المرجان سليمان يمنحان الأمل، لكن الباحثين يسلطون الضوء على الحاجة إلى مزيد من العمل لحماية هذه العجائب الطبيعية ليس فقط لقيمتها البيئية ولكن أيضًا لسبل العيش والهوية الثقافية التي توفرها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أكبر مرجان في العالم الشعاب المرجانية أكبر شعاب مرجانية جزر سليمان المحيط الهادئ الشعاب المرجانیة فی العالم
إقرأ أيضاً:
كيف تستطيع الحيتان القاتلة صيد أكبر سمكة في العالم؟
عملية صيد فريدة تشهدها المحيطات، حيث تقوم حيتان الأوركا القاتلة -وهي المفترس الأكبر في المحيطات- بصيد أكبر سمكة في العالم وهي سمكة القرش الحوتي التي يصل طولها إلى 18 مترا.
لكي تتم عملية الصيد هذه بنجاح، تحتاج حيتان الأوركا القاتلة لآلية صيد فريدة ومميزة رصدها هذا التقرير البحثي الذي نشر مؤخرا في مجلة "فرونتيرز"، حيث حلل الباحثون لقطات الصور والفيديو التي تم جمعها من أربع عمليات افتراس فريدة امتدت على مدى ست سنوات (2018-2024) في جنوب خليج كاليفورنيا.
وبحسب التقرير البحثي، وجد الفريق أن آلية الصيد والقتل هذه تتميز بالتركيز على مهاجمة منطقة الحوض لدى سمكة القرش، مما يتسبب في نزيف شديد يسمح للحيتان القاتلة بالوصول إلى الكبد الغني بالدهون. وتكمن أهمية كبد القرش بالنسبة للحوت القاتل في احتوائه على قدر عال من السعرات الحرارية، مما يوفر طاقة إضافية للحوت.
الباحثون يرون أن طريقة الصيد الفريدة التي تستخدمها قد تشير إلى أن بعض الحيتان القاتلة بخليج كاليفورنيا اكتسبت مهارات خاصة (رويترز) عمل جماعيوكان عمل حيتان الأوركا القاتلة معًا بشكل إستراتيجي وذكي للوصول إلى منطقة محددة للغاية من الفريسة مثيرا لإعجاب الباحثين، مما سلط الضوء على القدرات المذهلة للحيتان القاتلة، خاصة أن الحيتان تقوم بشكل جماعي قبل الافتراس بتوجيه ضربات مؤثرة تركز على الجانب البطني من رأس سمكة القرش الحوتية.
وتقول الباحثة المشاركة في التقرير الدكتورة فرانشيسكا بانكالدي -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- إن الحيتان القاتلة تتبع إستراتيجية صيد تعتمد على ضرب السمكة ثم قلبها رأسا على عقب مما يفقدها القدرة على الحركة.
وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، يقول خبير الأحياء البحرية جيمس موسكيتو -وهو أحد المشاركين في التقرير البحثي- إن الحيتان القاتلة تقوم بالصيد والبحث عن الطعام في مجموعات، وفي حالة الهجوم على القرش الحوتي تتحرك العديد من الحيتان القاتلة لإجبار قرش الحوت على تغيير الاتجاه، ثم يتمكن فرد واحد من الحيتان من عض القرش الحوتي.
إعلانويضيف جيمس موسكيتو أن الحيتان القاتلة تستخدم تقنيات مختلفة للوصول إلى الفريسة ويمكنها دمج هذه التقنيات جميعًا. فتستخدم الرؤية البصرية، إذ إن تحرك الحيتان في مجموعات يعطيها فرصة أكبر لرؤية الفريسة.
وتستخدم أيضا تقنية تحديد موقع الفريسة عن طريق صدى الصوت، حيث يصدر الحوت مجموعة من الأصوات، ثم يستمع الحوت بعد ذلك إلى أصداء الأصوات التي ترتد من الأجسام القريبة.
ويقود موسكيتو مجموعات من جميع أنحاء العالم للغوص مع أسماك القرش. ومنذ عام 2000 قام باصطحاب آلاف الأشخاص لرؤية أسماك القرش البيضاء الكبيرة وقرش النمر والثور وأسماك المطرقة وأنواع مختلفة من الحيتان. ويقول جيمس إنه غاص في البحر مع الحيتان الزرقاء والحيتان الزعنفية والحيتان القاتلة والحيتان الرمادية وحيتان المنك وحيتان العنبر وغيرها، والتقط صورا ومقاطع فيديو لها.
وأيضا قامت كيلسي ويليامسون، وهي مصورة تحت الماء وخبيرة في الحفاظ على المحيطات، بالتقاط صور فريدة ومثيرة للحيتان القاتلة وهي تقوم بعملية مهاجمة وعض القرش الحوتي، وساعدت هذه الصور والمقاطع التي التقطتها ويليامسون الباحثين في هذا التقرير البحثي.
في العقد الماضي، ومع ارتفاع معدل السياحة البحرية في مناطق معينة من العالم، ومع التقدم في التكنولوجيا وتوفر كاميرات عالية الدقة بأسعار معقولة، زادت إمكانية تسجيل السائحين لأحداث نادرة متعلقة بالكائنات الحية، الذين شاركها بعضهم مع الباحثين، وفي هذه الدراسة كانت 4 أحداث من أحداث الافتراس من هذا المصدر.
ففي عام 2018 سجل مجموعة من السائحين مقاطع فيديو لذكر حوت قاتل يُقدر طوله بـ8 أمتار يقترب من سمكة قرش حوت صغيرة يُقدر طولها بـ5 أمتار فوق مستوى سطح البحر، وبعد عملية الهجوم ظهرت بقعة كبيرة من الدم والأنسجة العائمة على سطح الماء واختفت جثة سمكة القرش الحوتية.
إعلان هل اكتسبت حيتان الأوركا مهارات خاصة للصيد؟تمتلك الحيتان القاتلة نسبة كتلة أدمغة بالنسبة إلى جسمها هي الأعلى بين جميع الحيوانات المفترسة، مما يشير إلى قدرات معرفية عالية لديها.
ويرى الباحثون أن طريقة الصيد الفريدة التي تستخدمها قد تشير إلى أن بعض الحيتان القاتلة في خليج كاليفورنيا اكتسبت مهارات خاصة تساعدها على افتراس أسماك القرش الحوتية. وفي مناطق أخرى أيضا ربما تعلمت الحيتان القاتلة القيام بالشيء نفسه، لكن الأدلة على هذا الأمر محدودة، كما يقول الباحثون.
ومما شجع الباحثين على هذا الافتراض أن تحليل الصور كشف أن ذكر حوت واحدا تمت تسميته "موكتيزوما" كان منخرطًا في ثلاثة من أحداث الافتراس الأربعة التي تم رصدها خلال السنوات الست، وأن الإناث المشاركة في الحدث الرابع قد شوهدت معه سابقًا. لذا اقترح الباحثون وجود مجموعة متخصصة من الحيتان القاتلة اكتسبت معلومات بيئية وسلوكية لاصطياد أسماك قرش الحوت في خليج كاليفورنيا.