الجزيرة:
2024-12-16@18:52:05 GMT

لماذا ربطت إيران شبكة بنوكها بالمصارف الروسية؟

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

لماذا ربطت إيران شبكة بنوكها بالمصارف الروسية؟

طهران – في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين إيران وروسيا، شهدت العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا حفلا رسميا حضره محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين وعدد من المديرين التنفيذيين للبنوك في إيران وروسيا، وذلك للإعلان عن ربط شبكة الدفع الروسية "مير" بشبكة "شتاب" الإيرانية.

يأتي هذا التطور في خطوة مهمة لمواجهة العقوبات المالية المفروضة على إيران وروسيا، وتوسيع خيارات الوصول إلى الخدمات المالية لكلا البلدين.

وبربط شبكة "مير" الروسية مع شبكة "شتاب" الإيرانية، سيتمكن حاملو البطاقات المصرفية الإيرانية من استخدامها داخل روسيا لسحب أموالهم بعملة الروبل مباشرة من أجهزة الصراف الآلي الروسية.

وتعد هذه الخطوة حلا ميسرا ومباشرا للمواطنين الإيرانيين الذين يسافرون إلى روسيا، حيث ستتيح لهم إمكانية التعامل المالي من دون الحاجة إلى تبادل العملات أو الاعتماد على طرق دفع خارجية، وفق مراقبين.

ويمثل هذا المشروع أولى خطوات التعاون المالي بين البلدين، إذ من المتوقع أن يتم تطبيقه على 3 مراحل:

المرحلة الأولى: ستتيح الخدمة للإيرانيين في روسيا سحب أموالهم بالروبل عبر البطاقات الإيرانية. المرحلة الثانية: سيتمكن المواطنون الروس المقيمون في إيران من الاستفادة من الخدمة داخل إيران، مما يسمح لهم بسحب أموالهم بالعملة المحلية أو الروبل حسب الحاجة. المرحلة الثالثة: سيتمكن حاملو بطاقات "شتاب" الإيرانية من استخدامها مباشرة في نقاط الدفع التابعة للمحال التجارية الروسية، مما يسهل عمليات الشراء والبيع ويزيد من كفاءة التبادل التجاري بين الدولتين. تسهيل التجارة والسياحة

ويمثل هذا الربط البنكي لأول مرة بين نظام الدفع الإيراني ونظام دفع أجنبي خطوة تاريخية في ظل العقوبات الغربية التي تواجهها كل من إيران وروسيا، فقبل هذه العملية لم يكن المواطن الإيراني قادرا على استخدام بطاقته البنكية في أي بلد آخر، وذلك بسبب العقوبات المفروضة على إيران.

ويعكس هذا التعاون رغبة البلدين في تحقيق قدر من الاستقلال المالي والقدرة على التبادل التجاري بعيدا عن الأنظمة المالية الغربية التي تعوقها العقوبات.

ويأتي هذا التعاون في وقت حساس بالنسبة لإيران وروسيا، إذ تخضع كلتا الدولتين لعقوبات اقتصادية واسعة النطاق من قبل الدول الغربية، مما أدى إلى تعطيل كثير من الأنشطة المالية والتجارية الدولية لهما.

ووفق الجمارك الإيرانية، منذ أبريل/نيسان الماضي حتى اليوم شكّل الاستيراد من روسيا 2.42% من الواردات الإيرانية. وزار إيران في عام 2023 أكثر من 60 ألف سائح روسي.

الاتفاق الإيراني الروسي سيمكّن الروس من سحب أموالهم بالعملة الإيرانية أو الروبل حسب الحاجة (شترستوك)

وكان رئيس البنك المركزي الإيراني قد أعلن في السابع من يوليو/تموز 2024 توقيع أول اتفاقية تبادل نقدي ثنائي للتبادل التجاري بين إيران وروسيا، موضحا أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تسهيل التجارة بين البلدين وتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.

وبموجب هذا الاتفاق، سيتم إجراء التبادلات التجارية بين إيران وروسيا مباشرة باستخدام العملات الوطنية للبلدين (الريال والروبل)، كما سيساهم ذلك في التخلص من الوسطاء وتقليل تكاليف تحويل الأموال، وفق قوله.

ماذا عن الأهمية الاقتصادية؟

من جانبه، يرى أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان أن عملية ربط شبكتي البنوك في إيران وروسيا لن تنعكس على اقتصاد إيران إيجابيا، ويعود ذلك إلى العقوبات التي تخضع لها كلتا الدولتين، إيران وروسيا.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أنه باتصال شبكتي البنوك الإيرانية والروسية سيتم تسهيل عمليات التجارة، مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين قليلة.

طهران وموسكو لا تستطيعان الالتفاف على العقوبات وإفشالها من خلال ربط شبكتي بنوكها حسب محللين (أسوشيتد برس)

كما أوضح سعيديان أن العقوبات لن يمكنها أن تجهض هذا الاتفاق بين طهران وموسكو، إذ إنه لا يدور في فلكها، ولكن من جانب آخر، لا تستطيع طهران وموسكو الالتفاف على العقوبات وإفشالها من خلال ربط شبكتي بنوكها، لأنهما بلا شك بحاجة إلى التعامل مع البلدان الأخرى، وفق رأيه.

من جانبه، رأى أستاذ الاقتصاد بيمان مولوي أن هذه خطوة جيدة في مجال علاقات البلدين والسياحة والتجارة، لكنها لا تؤثر كثيرا على اقتصاد إيران، إذ إنها بلاد كبيرة وتضم نحو 86 مليون نسمة، ولديها احتياجات كثيرة وهي منقطعة تماما عن شبكة مصارف العالم، ما عدا الاتصال الآن بالبنوك الروسية.

وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن يكون المستقبل مبنيا على عدد من العملات العالمية، وهذا يزيد من عزلة البلدان التي تخضع للعقوبات، مثل إيران وروسيا.

وأوضح مولوي أن الحل الوحيد هو ربط شبكة البنوك الإيرانية مع كل بلدان العالم أو عدد كبير من البلدان، كل على حدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إیران وروسیا

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: لا مكان لإيران وروسيا في سوريا

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس للصحفيين اليوم الإثنين، بعد اجتماعها مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن التطرف وروسيا وإيران يجب ألا يكون لهم مكان في مستقبل سوريا.

وأضافت كالاس "شدد كثير من وزراء الخارجية على أن القضاء على النفوذ الروسي (في سوريا) يجب أن يكون شرطاً على الإدارة الجديدة".

أول بيان للأسد بعد سقوطه يُحذف سريعاً.. تفاصيل ما جاء فيه - موقع 24نشرت صفحة الرئاسة السورية، التي كانت الصفحة الرسمية الخاصة بأخبار الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بياناً اليوم الإثنين، قالت إنه صادر عن الرئيس المتواجد حالياً في روسيا بعد سقوط نظامه على أيدي فصائل المعارضة السورية المسلحة، لكنها عادت وتراجعت لاحقاً وحذفت هذا البيان، ثم أعادت نشره سريعاً.

وقال أربعة مسؤولين سوريين لرويترز يوم السبت إن موسكو لن تغادر قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد على الرغم من سحب روسيا جيشها من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين على الساحل السوري.

مقالات مشابهة

  • كاميرا الجزيرة داخل نفق بدير الزور يخص عمل المليشيات الإيرانية
  • الاتحاد الأوروبي: لا مكان لإيران وروسيا في سوريا
  • بسبب الحرب في أوكرانيا.. أمريكا تفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وروسيا
  • العراق والأردن يؤكدان على التعاون القضائي بين البلدين
  • سويسرا تكشف عن قيمة أموال سوريا المجمدة في بنوكها
  • سوريا - العراق: تحسين العلاقات يمر بتشغيل خط النفط بين البلدين
  • لماذا تخلت إيران وروسيا عــــــــن بشار؟.. وكواليس اللحظات الأخيرة من حـــــــــــــكم الأسد
  • تأثير سقوط الأسد على إيران ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية
  • مصر والولايات المتحدة تؤكدان على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • حزب الريادة: موقف مصر تجاه سوريا يعكس تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين