لماذا ربطت إيران شبكة بنوكها بالمصارف الروسية؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
طهران – في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين إيران وروسيا، شهدت العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا حفلا رسميا حضره محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين وعدد من المديرين التنفيذيين للبنوك في إيران وروسيا، وذلك للإعلان عن ربط شبكة الدفع الروسية "مير" بشبكة "شتاب" الإيرانية.
يأتي هذا التطور في خطوة مهمة لمواجهة العقوبات المالية المفروضة على إيران وروسيا، وتوسيع خيارات الوصول إلى الخدمات المالية لكلا البلدين.
وبربط شبكة "مير" الروسية مع شبكة "شتاب" الإيرانية، سيتمكن حاملو البطاقات المصرفية الإيرانية من استخدامها داخل روسيا لسحب أموالهم بعملة الروبل مباشرة من أجهزة الصراف الآلي الروسية.
وتعد هذه الخطوة حلا ميسرا ومباشرا للمواطنين الإيرانيين الذين يسافرون إلى روسيا، حيث ستتيح لهم إمكانية التعامل المالي من دون الحاجة إلى تبادل العملات أو الاعتماد على طرق دفع خارجية، وفق مراقبين.
ويمثل هذا المشروع أولى خطوات التعاون المالي بين البلدين، إذ من المتوقع أن يتم تطبيقه على 3 مراحل:
المرحلة الأولى: ستتيح الخدمة للإيرانيين في روسيا سحب أموالهم بالروبل عبر البطاقات الإيرانية. المرحلة الثانية: سيتمكن المواطنون الروس المقيمون في إيران من الاستفادة من الخدمة داخل إيران، مما يسمح لهم بسحب أموالهم بالعملة المحلية أو الروبل حسب الحاجة. المرحلة الثالثة: سيتمكن حاملو بطاقات "شتاب" الإيرانية من استخدامها مباشرة في نقاط الدفع التابعة للمحال التجارية الروسية، مما يسهل عمليات الشراء والبيع ويزيد من كفاءة التبادل التجاري بين الدولتين. تسهيل التجارة والسياحةويمثل هذا الربط البنكي لأول مرة بين نظام الدفع الإيراني ونظام دفع أجنبي خطوة تاريخية في ظل العقوبات الغربية التي تواجهها كل من إيران وروسيا، فقبل هذه العملية لم يكن المواطن الإيراني قادرا على استخدام بطاقته البنكية في أي بلد آخر، وذلك بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
ويعكس هذا التعاون رغبة البلدين في تحقيق قدر من الاستقلال المالي والقدرة على التبادل التجاري بعيدا عن الأنظمة المالية الغربية التي تعوقها العقوبات.
ويأتي هذا التعاون في وقت حساس بالنسبة لإيران وروسيا، إذ تخضع كلتا الدولتين لعقوبات اقتصادية واسعة النطاق من قبل الدول الغربية، مما أدى إلى تعطيل كثير من الأنشطة المالية والتجارية الدولية لهما.
ووفق الجمارك الإيرانية، منذ أبريل/نيسان الماضي حتى اليوم شكّل الاستيراد من روسيا 2.42% من الواردات الإيرانية. وزار إيران في عام 2023 أكثر من 60 ألف سائح روسي.
الاتفاق الإيراني الروسي سيمكّن الروس من سحب أموالهم بالعملة الإيرانية أو الروبل حسب الحاجة (شترستوك)وكان رئيس البنك المركزي الإيراني قد أعلن في السابع من يوليو/تموز 2024 توقيع أول اتفاقية تبادل نقدي ثنائي للتبادل التجاري بين إيران وروسيا، موضحا أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تسهيل التجارة بين البلدين وتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.
وبموجب هذا الاتفاق، سيتم إجراء التبادلات التجارية بين إيران وروسيا مباشرة باستخدام العملات الوطنية للبلدين (الريال والروبل)، كما سيساهم ذلك في التخلص من الوسطاء وتقليل تكاليف تحويل الأموال، وفق قوله.
ماذا عن الأهمية الاقتصادية؟من جانبه، يرى أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان أن عملية ربط شبكتي البنوك في إيران وروسيا لن تنعكس على اقتصاد إيران إيجابيا، ويعود ذلك إلى العقوبات التي تخضع لها كلتا الدولتين، إيران وروسيا.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أنه باتصال شبكتي البنوك الإيرانية والروسية سيتم تسهيل عمليات التجارة، مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين قليلة.
طهران وموسكو لا تستطيعان الالتفاف على العقوبات وإفشالها من خلال ربط شبكتي بنوكها حسب محللين (أسوشيتد برس)كما أوضح سعيديان أن العقوبات لن يمكنها أن تجهض هذا الاتفاق بين طهران وموسكو، إذ إنه لا يدور في فلكها، ولكن من جانب آخر، لا تستطيع طهران وموسكو الالتفاف على العقوبات وإفشالها من خلال ربط شبكتي بنوكها، لأنهما بلا شك بحاجة إلى التعامل مع البلدان الأخرى، وفق رأيه.
من جانبه، رأى أستاذ الاقتصاد بيمان مولوي أن هذه خطوة جيدة في مجال علاقات البلدين والسياحة والتجارة، لكنها لا تؤثر كثيرا على اقتصاد إيران، إذ إنها بلاد كبيرة وتضم نحو 86 مليون نسمة، ولديها احتياجات كثيرة وهي منقطعة تماما عن شبكة مصارف العالم، ما عدا الاتصال الآن بالبنوك الروسية.
وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن يكون المستقبل مبنيا على عدد من العملات العالمية، وهذا يزيد من عزلة البلدان التي تخضع للعقوبات، مثل إيران وروسيا.
وأوضح مولوي أن الحل الوحيد هو ربط شبكة البنوك الإيرانية مع كل بلدان العالم أو عدد كبير من البلدان، كل على حدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إیران وروسیا
إقرأ أيضاً:
إيران تكشف محاولة إسرائيلية لاستهداف برنامجها النووي بزرع متفجرات في أجهزة الطرد المركزي
كشف محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، عن محاولة إسرائيلية خطيرة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني من خلال زرع متفجرات في منصة أجهزة الطرد المركزي التي تعتمد عليها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
تفاصيل الحادثةصرّح ظريف، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية، أن إيران اكتشفت متفجرات مزروعة داخل منصة مستوردة لأجهزة الطرد المركزي.
وأشار إلى أن طهران اشترت هذه المنصة عبر وسطاء، دون تحديد توقيت اكتشاف المتفجرات أو عملية الشراء.
وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني صادر أجهزة الاتصال المرتبطة بالحادثة، واتخذت الحكومة قرارات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، بما في ذلك حظر الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة على الرحلات الجوية التجارية.
العقوبات ودورها في تسهيل الاختراق الإسرائيليوأوضح ظريف أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران دفعت طهران للاعتماد على وسطاء لشراء المعدات اللازمة لبرنامجها النووي، مما أتاح لإسرائيل فرصة استغلال سلسلة التوريد لتنفيذ هذا الهجوم.
وأضاف أن الاعتماد على وسطاء كان "ثغرة استغلتها إسرائيل لتنفيذ مخططها، مشيرًا إلى أضرار العقوبات التي تجعل التهرب منها أمرًا ضروريًا لإيران".
ظريف أشار إلى وجود تنسيق إسرائيلي دقيق في عمليات مشابهة استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية "بيجر" في لبنان على مدار سنوات، ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد من قبل تل أبيب.
التوتر الإقليمي والبرنامج النووي الإيرانييُعد البرنامج النووي الإيراني محط اهتمام دولي، خاصة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، براد كوبر، ناقش مع نائب رئيس الأركان الإسرائيلي استعدادات محتملة لهجوم مشترك على المنشآت النووية الإيرانية.