متى يكون صحيحاً أن أحكم على أمر ما، أو شخص ما، أو موقف ما، بأنه خطأ ؟
سؤال يمكن أن نوجهه لأنفسنا قبل الحكم ونضعه على ميزان المنطق والأحكام الشخصية، لأننا نتأثر كثيراً بتلك الأحكام بعيداً عن المنطقية في أغلب الأحيان، بل أن المنطقية أصبحت محكومة بتفاصيل تجعل منها أمراً يميل للمرونة حسب تطّور العقل المتغير، فليست هناك ثوابت سوى الثوابت الكونية التي وضعها الله سبحانه وتعالى والمرتبطة بعقائد ثابتة لا تحتمل التغير.
قبل فترة من الزمن قرأت في أكثر من مجموعة من مجموعات الواتس أب عبارات تتحدث عن الصحيح من الخطأ في التعاملات الإنسانية الفردية للأشخاص واعتبار أن لكل “شيخ طريقة” كما يقولون، وكل طريقة يمكن أن تحتمل الصواب والخطأ دون أن نضع لها قالباً يحدد نسبة خطأها من صوابها، المهم كان مضمون تلك العبارات على سبيل المثال لا الحصر يتحدث عن طريقتنا في تربية أبنائنا، طريقة ارتدائنا للملابس، نظامنا اليومي، علاقاتنا مع الآخرين وعلاقتنا مع أفراد أسرتنا ومع الأصدقاء،…. وغيرها)
وكان فحوى ما قرأته أن لكل إنسان بالغ عاقل راشد، الحرية الكاملة في اختيار ما يريد في ممارساته الحياتية مالم يتعدى بتلك الحرية على حريات الآخرين. وهذه بحدّ ذاتها قضية شائكة نحتاج أن نصنّف بها مفهوم حرية الآخرين، فليس بالضرورة أن تجاربك الشخصية ونجاحك فيها يصبح نموذجاً ينطبق على كل من حولك، فذلك النجاح مرتبط بمعطياتك ومعطيات محيطك الضيق، لعلي وقعت في ذلك الأمر مثل الآخرين واعتبرت أن تجربتي التي لا تتعدى كونها تجربة بين بليارات التجارب الإنسانية هي الأفضل، مستندة في ذلك أنني اتبعت فيها الأساليب الصحيحة وطرق التعليم والتدريب الحديثة، وهنا تكمن آراؤنا غير الصحيحة عند إصدار الأحكام وتجريد الآخرين في متعة التجربة بأنفسهم ،تصوراّ منّا أنهم بذلك يهدرون وقتهم فيما قمنا نحن بتجربته ورصد النتائج له، فعليهم أن يتبعونا لأننا الأصوب.
أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل، أن ندرك أننا لم نعطي التقدير الجيد لتجارب الآخريين خير من الإصرار على صوابنا وتجاهل ما تحمله تجارب الآخرين لنا من مفاهيم أشمل وفرص أكبر للاستمتاع بالحياة، ليس عيباً أن أتعلم من إبني كيف أتعامل مع مشكلته التي نظرت لها في يوم من الأيام على أنها كارثة عندما كررها أخوه الأصغر، ليس انتقاصاً عندما يرشدني موظف من فريق عملي إلى تغيير أسلوبي الذي فقدت به عميل سابق حتى لا أكررها مع العميل الجديد، ليس تعدياً أن توضح لي قريبتي الصغيرة أن صوتي كان مرتفعاً عندما تحدثت معها في أخر نقاش بيننا ،وأن هذا الأسلوب سيضعف حجتي، الخطأ في كل ذلك أن أتمسك بأن طريقتي هي الأنجح وأن أؤكد أنني ما أُريكم إلا ما أرى وانتهى النقاش.
لكل أمر متّسع وما أحلى السعة.
eman_bajunaid@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
غزة .. 10 آلاف خيمة تلفت وتشرد النازحون فيها خلال يومين
سرايا - أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن تلف قرابة 10 آلاف خيمة يمكث فيها النازحون مع دخول فصل الشتاء والمنخفض الجوي الأخير، حيث جرفت مياه البحر الخيام بعد امتداد الأمواج بسبب دخول المنخفض الجوي.
وقال المكتب في بيان، الاثنين، إن ما نسبته 81% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، بعد تلف واهتراء 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة لتغيير واستبدال فوري، نتيجة حرارة أشعة الشمس في فصل الصيف، و دخول المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وجرف أمواج البحر لآلاف الخيام المصنوعة من القماش والنايلون، خاصة بعد مرور أكثر من 416 يوم على الحرب.
وبين المكتب أن أعداد النازحين في ازدياد يوميا خاصة في ظل التهجير القسري الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن عدد النازحين بلغ 2 مليون نازح من مختلف محافظات غزة، وهؤلاء نزحوا أكثر من 5 مرات متتالية.
"لدينا في قطاع غزة 543 مركزاً للإيواء والنُّزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة التهجير القسري" بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.
وأطلقت حكومة غزة للمجتمع الدولي وكل المنظمات الدولة والأممية والإنسانية والقانونية نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مئات آلاف النازحين في قطاع غزة.
ولفت إلى أن القطاع مقبل على أزمة وكارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سيصبح 2 مليون إنسان بلا مأوى في فصل الشتاء، وسيفترش النازحون الأرضا وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيامهم وخروجها عن الخدمة تماما.
وبين أن إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، و منع الاحتلال لإسرائيلي إدخال 250,000 خيمة و"كرفان" إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع الإنساني الخطير، يزيد الوضع تفاقما.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 530
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 25-11-2024 05:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...