صحيفة البلاد:
2025-01-10@06:50:40 GMT

خطأ

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

خطأ

متى يكون صحيحاً أن أحكم على أمر ما، أو شخص ما، أو موقف ما، بأنه خطأ ؟
سؤال يمكن أن نوجهه لأنفسنا قبل الحكم ونضعه على ميزان المنطق والأحكام الشخصية، لأننا نتأثر كثيراً بتلك الأحكام بعيداً عن المنطقية في أغلب الأحيان، بل أن المنطقية أصبحت محكومة بتفاصيل تجعل منها أمراً يميل للمرونة حسب تطّور العقل المتغير، فليست هناك ثوابت سوى الثوابت الكونية التي وضعها الله سبحانه وتعالى والمرتبطة بعقائد ثابتة لا تحتمل التغير.

قبل فترة من الزمن قرأت في أكثر من مجموعة من مجموعات الواتس أب عبارات تتحدث عن الصحيح من الخطأ في التعاملات الإنسانية الفردية للأشخاص واعتبار أن لكل “شيخ طريقة” كما يقولون، وكل طريقة يمكن أن تحتمل الصواب والخطأ دون أن نضع لها قالباً يحدد نسبة خطأها من صوابها، المهم كان مضمون تلك العبارات على سبيل المثال لا الحصر يتحدث عن طريقتنا في تربية أبنائنا، طريقة ارتدائنا للملابس، نظامنا اليومي، علاقاتنا مع الآخرين وعلاقتنا مع أفراد أسرتنا ومع الأصدقاء،…. وغيرها)

وكان فحوى ما قرأته أن لكل إنسان بالغ عاقل راشد، الحرية الكاملة في اختيار ما يريد في ممارساته الحياتية مالم يتعدى بتلك الحرية على حريات الآخرين. وهذه بحدّ ذاتها قضية شائكة نحتاج أن نصنّف بها مفهوم حرية الآخرين، فليس بالضرورة أن تجاربك الشخصية ونجاحك فيها يصبح نموذجاً ينطبق على كل من حولك، فذلك النجاح مرتبط بمعطياتك ومعطيات محيطك الضيق، لعلي وقعت في ذلك الأمر مثل الآخرين واعتبرت أن تجربتي التي لا تتعدى كونها تجربة بين بليارات التجارب الإنسانية هي الأفضل، مستندة في ذلك أنني اتبعت فيها الأساليب الصحيحة وطرق التعليم والتدريب الحديثة، وهنا تكمن آراؤنا غير الصحيحة عند إصدار الأحكام وتجريد الآخرين في متعة التجربة بأنفسهم ،تصوراّ منّا أنهم بذلك يهدرون وقتهم فيما قمنا نحن بتجربته ورصد النتائج له، فعليهم أن يتبعونا لأننا الأصوب.

أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل، أن ندرك أننا لم نعطي التقدير الجيد لتجارب الآخريين خير من الإصرار على صوابنا وتجاهل ما تحمله تجارب الآخرين لنا من مفاهيم أشمل وفرص أكبر للاستمتاع بالحياة، ليس عيباً أن أتعلم من إبني كيف أتعامل مع مشكلته التي نظرت لها في يوم من الأيام على أنها كارثة عندما كررها أخوه الأصغر، ليس انتقاصاً عندما يرشدني موظف من فريق عملي إلى تغيير أسلوبي الذي فقدت به عميل سابق حتى لا أكررها مع العميل الجديد، ليس تعدياً أن توضح لي قريبتي الصغيرة أن صوتي كان مرتفعاً عندما تحدثت معها في أخر نقاش بيننا ،وأن هذا الأسلوب سيضعف حجتي، الخطأ في كل ذلك أن أتمسك بأن طريقتي هي الأنجح وأن أؤكد أنني ما أُريكم إلا ما أرى وانتهى النقاش.
لكل أمر متّسع وما أحلى السعة.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

"فيها حاجة حلوة".. شيخ يوزّع العيدية على الأطفال داخل كنيسة في مصر

وسط فرحة وسعادة عارمة، شارك شيخ أزهري في توزيع العيدية على الأطفال داخل كنيسة العذراء مريم، في قرية القلمينا بمركز الوقف شمالي محافظة قنا المصرية.

وتصدر مشهد الشيخ وهو يوزع العيدية تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، واحتوى الفيديو قيام قارئ قرآن يرتدي الزي الأزهري، ويُدعى الشيخ محمد رمضان، بتوزيع العيدية على الأطفال داخل الكنيسة، خلال زيارته لتهنئة الأقباط في عيد الميلاد المجيد. 

وسرعان ما تحدث الشيخ رمضان لوسائل إعلام محلية قائلاً: "إن الموقف عفوي، ولم يتم الإعداد أو التجهيز له، لكنه طقس طبيعي يمارس في كافة الأعياد، كنوع من إدخال السرور والفرح على الأطفال الصغار.".

بيوزع العيدية.. قارئ يشارك الصغار فرحتهم بعيد الميلاد داخل كنيسة العذراء مريم في قنا pic.twitter.com/jPupFRv9oF

— George 2 ???? ???? (@jwrj_fthygeorge) January 7, 2025

وأشار رمضان إلى أنه لم يتوقع ردود الفعل التي تلقاها عقب انتشار الصور، وأضاف "هذا الموقف الطبيعي والمعتاد في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بقنا".

واعتبر البعض أن المشهد ليس غريباً بالفعل في محافظة قنا، فقد اعتاد أبناؤها، من المسلمين والمسيحيين، مشاركة بعضهم البعض في احتفالاتهم وأعيادهم.


مقالات مشابهة

  • ترودو يرد على تهديدات ترامب بضم كندا
  • مصادرة أكثر من ألف مصحف في سرت الليبية.. ماذا وُجد فيها؟
  • خالد الجندي: عبادة السكوت نتقرب فيها لله في هذا الوقت
  • ما هي المدة التي يجب أن يخضع فيها مرضى القلب للفحص؟.. أطباء يجيبون
  • (دي مصيبة شنو الوقعنا فيها) !!
  • رغم استثمار "أبل" فيها.. هذه الدولة تحظر بيع "آيفون 16"
  • ترامب ينشر تغريدة يهاجم فيها نتنياهو
  • "فيها حاجة حلوة".. شيخ يوزّع العيدية على الأطفال داخل كنيسة في مصر
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • ما الفوائد الصحية التي تضيعها عندما لا تتناول وجبة الإفطار؟