في حوارات الناس مع بعضهم بعضًا، نسمعهم يتكلمون ويرددون أن الزمن تغير، وقد ينادي أحدهم لو الزمان يعود يومًا لفعلت كذا وعملت كذا، قد يكون فيها نوع من الحسرة أو التمني لما مضى عليه من الزمن، معتقدًا أن الزمن الفلكي هو الذي تغير عليه متناسيًا زمنه الاجتماعي.
يُعد الزمن الاجتماعي تعبيرًا عن إيقاع الحياة الاجتماعية طبقًا للإطار المرجعي الثقافي الاجتماعي الذي يتمثل في المعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف المتوارثة تسلسليًا، ويقبلها أغلبية أفراد المجتمع كمعيار لتنظيم أوجه نشاطهم الاجتماعي في المجتمع.
لكن هل الإنسان تغافل بأنه هو الذي تغيّر وأصبح هرمًا مسنًا كبيرًا عاجزًا على مجاراة إرثه الاجتماعي؟
إنّ الإنسان يحاول أن يعيب زمنه الفلكي، ويُعطي نفسه مبررًا بأنه ما زال قويًا في مواجهة واقعه الاجتماعي، فيقع فيه قول القائل: (نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا).
أيها الإنسان،
أنت نواة تغيير زمنك الاجتماعي وصانعه بمواقفك وأحداثك، أنت من تمتلك كل أدوات التغيير من خلال تفكيرك الذي يتطور ويتقدم وينمو ويتقلب ويتبدل ويتحول إلى أن تكون مُعمّرًا في هذه الأرض، فلا بدّ أن نصنع لنا واقعًا اجتماعيًا يتناسب مع زماننا الفلكي، ونسعى أن نكمل ما فعله السابقون من تطورات تتناسب
مع واقعنا الاجتماعي بأفكارنا المتغيرة وميولنا المتحولة وقناعتنا المتنقلة وأحلامنا المتبدلة، فنحن مَن نتغير بأفعالنا وأعمالنا وبزمننا الاجتماعي لا الفلكي، لذلك غيروا من أنفسكم أولًا، واسعوا إلى تغيير واقعكم الإجتماعي، وغيّروا ضمائركم ونفسيتكم التي يسكنها الشر، وانهضوا بخيركم، وانتصروا بعملكم الصالح.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تسارع الزمن ومبادرة اعادة الضبط !
الجميع بدأ يلاحظ سرعة مرور الزمن السنة تمضي وكأنها شهر والشهر وكأنه اسبوع واليوم وكانّه سويعات .
من هذا المنطلق هل يجب على العالم أن يبادر ويعيد ضبط الزمن ومنها مراحل كثيرة من حياتنا وأعمالنا وواجباتنا ، مثل هذه الأمور الشاب بعمر العشرون سنة تصرفاته وسلوكه وكانّه مراهق بعمر الرابعة عشر سنة وكذلك تصرفات الرجل مافوق الثلاثين سنة توازي تصرفات الشاب ذو العشرين عام وتصرفات الرجل مافوق الخمسين تجدها وكانّه بعمر الثلاثين وقس على ذلك الفتيات والنساء ، كذلك ساعات العمل اليومية الثمان او التسع ساعات تمضي بسرعة دون إنجاز جميع الأعمال .
لذلك على العالم أن ينظر في اعادة ضبط الإعدادات الحياتية والتنظيمية من جديد على سبيل المثال سن المراهقة المتأخر حسب المتعارف عليه من 18 إلى 21 في حالة التسارع الجاري في هذا الزمن من المفروض ان يرفع سن المراهقة المتأخرة من 21 إلى 26
كذلك سن التقاعد بدلا من سن الستين يرفع إلى سن 70 ونقيس عليها دخول المدارس من عمر السبع سنوات إلى عمر التسع سنوات ، كذلك زيادة العمر الافتراضي لبعض المنتجات والصناعات وتعديل الفترة الزمنية للعقود والإنشاءات .
تسارع الزمن والله اعلم ربما يكون ناتج عن سرعة دوران الارض وساعد على ذلك من الممارسات التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في اختصار كثير من المهام
لذلك هل يكون هناك مبادرة عالمية في صياغة العديد من الامور وخصوصا ماذكرته سابقا نتيجة هذه التغيرات والتسارعات العجيبة لا اعتقد ان بقاء بعض التشريعات والممارسات تكون مفيدة في ظل هذا التسارع المخيف في الزمن .
ولن يكون بتلك السهولة اعادة الضبط او التغيير سوف يترتب على ذلك التغيير في قوانين وتشريعات كثيرة في العديد من الدول مثل القوانين الجنائية او الجزائية وقوانين الأحوال الشخصية والأسرة وتقسيم التركة وكل مايتعلق بالمراحل العمرية .
ولكن لايمنع ان تدرس هذه المبادرة من قبل خبراء في مجالات عديدة لامكانية تطبيقها