تحليل: سياسة ترامب أمريكا أولا تدفع الصين بسرعة نحو الزعامة العالمية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
شدد تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" البريطاني، إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الشؤون الخارجية، والتي تحمل شعار "أمريكا أولا"، قد تعجل بتقدم الصين بسرعة نحو زعامة العالم.
وأوضح معد التحليل ويليام ماتيوس، وهو باحث بارز في برنامج آسيا والمحيط الهادئ في المعهد، أن ترامب لم يخفِ نيته في اتخاذ موقف صارم تجاه الصين، مشيرا إلى تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 بالمئة على الواردات الصينية، بالإضافة إلى تعيين مسؤولين مناوئين للصين في إدارته.
وقال الباحث إن هذه السياسات قد تسبب مشكلات للصين في علاقاتها الثنائية مع واشنطن، لكنها أيضا تمثل فرصة كبيرة لها لتعزيز نفوذها على الصعيد الدولي.
وأضاف أن سياسة "أميركا أولا" التي انتهجتها إدارة ترامب قد تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة كليا أو جزئيا من المنظمات والمبادرات الدولية التي كانت تشكل حجر الزاوية لهيمنتها، موضحا أن هذا الانسحاب قد يخلق فراغا تسعى بكين إلى استغلاله لترسيخ دورها كزعيمة عالمية وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب بما يخدم مصالحها.
وأشار إلى أن رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ للنظام الدولي تتمثل في بناء نظام مستقر وليس فوضويا، ولكنه يختلف عن النظام القائم على القيم العالمية المشتركة. وبدلا من ذلك، يعتمد النظام الذي تسعى إليه الصين على شراكات مرنة قائمة على المصالح المشتركة، وهو ما يمنحها نفوذا كبيرا نظرا لحجم اقتصادها وقوتها التكنولوجية والعسكرية المتنامية.
وبحسب التحليل، فإن بكين تسعى لتحقيق هذه الرؤية من خلال إعادة تشكيل الأمم المتحدة ودفع مبادراتها العالمية مثل "مبادرة التنمية العالمية"، و"مبادرة الأمن العالمي"، و"مبادرة الحضارة العالمية".
ولفت الكاتب إلى أن هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز دور الصين كقائد عالمي، مع التركيز على القضايا التي تتماشى مع مصالحها الاستراتيجية.
وأوضح أن الأمم المتحدة أصبحت أداة رئيسية تسعى الصين من خلالها إلى ترسيخ دورها كوسيط عالمي، مؤكدا أن مبادرات مثل "مبادرة الأمن العالمي" تعد تطورا لمبادرة الحزام والطريق، إذ توفر إطارا للتعاون الأمني الدولي يركز على المصالح الأمنية المشتركة بعيدا عن التحالفات العسكرية التقليدية التي تقودها الولايات المتحدة.
وأشار ماتيوس إلى أن خفض التزامات الولايات المتحدة في المجال الأمني قد يتيح للصين نشر معاييرها الأمنية وحماية مصالحها الاقتصادية، مستشهدا بمثالين بارزين: تعزيز التعاون الأمني بين الصين وباكستان، أحد الحلفاء الرئيسيين لواشنطن من خارج حلف الناتو، وتزايد الحديث عن إمكانية استبدال مصر لمقاتلاتها الأمريكية بطائرات صينية.
السلاح الأقوى للصين
قال ماتيوس إن التكنولوجيا تمثل أحد أهم أدوات الصين لتوسيع نفوذها العالمي، مشيرا إلى أنها حققت ريادة في مجالات مثل التكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي.
وأوضح الكاتب أن هيمنة الصين على سلاسل التوريد الخاصة بالتكنولوجيا الخضراء، من الطاقة المتجددة إلى المركبات الكهربائية، قد تجعل العالم أكثر اعتمادا عليها.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق لم تقتصر على القضايا الاقتصادية فحسب، بل أصبحت أداة لتعزيز قيم ومفاهيم سياسية بديلة للنظام القائم على حقوق الإنسان الذي تقوده الدول الغربية.
وبحسب التحليل، فإن الصين تعمل على وضع معايير دولية للذكاء الاصطناعي من خلال التعاون مع دول الجنوب العالمي، خاصة في مشاريع المدن الذكية، ما يمنحها دورا قياديا في هذا المجال في غياب منافسة جادة من الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أشار ماتيوس إلى أن تراجع الدور الأمريكي على الساحة العالمية في عهد ترامب أتاح للصين فرصة ذهبية لتوسيع نفوذها، مشيرا إلى أن استراتيجية "أميركا أولا" ساهمت في تعزيز ديناميكية النظام العالمي المتعدد الأقطاب، ما يسمح لبكين بتشكيل المعايير العالمية بما يتناسب مع مصالحها.
اختتم ماتيوس تحليله بدعوة حلفاء الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم للتعامل مع النفوذ الصيني المتزايد. وشدد على ضرورة بناء علاقات جديدة قائمة على المصالح المشتركة مع دول الجنوب العالمي، والعمل على حماية القيم والمعايير التي يرونها أساسية في النظام العالمي الجديد.
وأشار إلى أن "أميركا أولا" لم تقوض فقط زعامة الولايات المتحدة، بل ساهمت أيضا في إعادة صياغة الديناميكيات العالمية بطريقة تتماشى مع مصالح الصين، ما يفرض على المجتمع الدولي التكيف مع حقائق عالم متعدد الأقطاب، على حد قوله.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب الصين الولايات المتحدة بكين الولايات المتحدة الصين بكين ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحفي بريطاني: ترامب يغامر بتحويل الولايات المتحدة إلى دولة مارقة
انتقد الصحفي البريطاني جدعون راكمان طموحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوسعية المثيرة للجدل، واصفا إياها بأنها تهديد لجيران الولايات المتحدة وحلفائها.
وكان ترامب قد هدد في تصريح أدلى به خلال مؤتمر صحفي في السابع من الشهر الجاري، باستخدام القوة العسكرية لضم قناة بنما وغرينلاند وتغيير اسم خليج المكسيك واستخدام "القوة الاقتصادية" ضد كندا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ابنة رونالد ريغان: حلم كاليفورنيا ذهب أدراج الرياح بسبب أخطائناlist 2 of 2موقع أميركي: حراك الطلاب لأجل غزة ما يزال قويا رغم القمعend of listومنذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعرب الرئيس المقبل مرارا عن تطلعه إلى السيطرة على غرينلاند وقناة بنما، كما دعا لضم كندا إلى الولايات المتحدة.
وفي ردها على اقتراح ترامب بأن تصبح بلادها الولاية الأميركية الـ 51، قالت السفيرة الكندية لدى واشنطن كريستين هيلمان "أعتقد أن الرئيس المنتخب يمزح قليلا".
أسلوب مفضل لترامب
واعتبر راكمان في مقال رأي بصحيفة فايننشال تايمز أن هذا "المزاح"، الذي قال إنه ينطوي على تهديد، هو أحد أساليب التواصل المفضلة لدى ترامب.
واستطرد قائلا إن الكنديين يجدون بعض العزاء في أن ترامب استبعد غزو بلادهم والاستعاضة عنه بالقوة الاقتصادية، إلا أنه رفض استبعاد العمل العسكري لتحقيق طموحاته في "استعادة" قناة بنما والاستيلاء على غرينلاند، وهي إقليم تابع للدانمارك يتمتع بالحكم الذاتي.
إعلانورغم أن كاتب المقال يقول إن المدافعين عن ترامب "الذين يتملقونه" يتعاملون مع الأمر برمته على أنه مزحة كبيرة، لكنه يؤكد أن حقوق الشعوب الصغيرة ليست للمزاح.
ناقوس خطرويرى راكمان أن "الاستيلاء بالقوة أو بالإكراه على بلد ما من قبل جار أكبر هو أكبر ناقوس خطر يُقرع في ساحات السياسة الدولية"، معتبرا هذا التهديد بمثابة إشارة إلى أن "دولة مارقة" -يقصد الولايات المتحدة- تمضي في طريق التوسع.
وقال راكمان إنه لهذا السبب أدرك التحالف الغربي أنه من الضروري دعم مقاومة أوكرانيا لروسيا، وهو أيضا السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل دولي لإخراج العراق من الكويت أوائل تسعينيات القرن المنصرم.
ووفقا للمقال، فحتى لو لم ينفذ ترامب تهديداته أبدا، فقد ألحق بالفعل ضررا هائلا بمكانة أميركا العالمية وبنظام تحالفاتها، قبل أن يتسلم بعد مقاليد الحكم رسميا.