ارتفاع أسعار الملابس الشتوية…معاناة تعجز المواطنين عن مواجهة البرد القارس هذا العام!
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
فصلُ شتاء جديد، جاء بكل قسوة ليقتحم البيوت والمخيمات والكنتيرات الصغيرة المليئة بالناس الضعفاء، شتاءٌ جديد وغلاء فاحش في أسعار الملابس الشتوية، وما بين الشتاء والغلاء قصص معاناةٍ لا يعرفها إلا البسطاء من اليمنيين، الذين تقطعت بهم السبل وأخذت منهم الحرب اللعينة كل جميل.
وتتزايد معاناة المواطنين اليمنيين في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الملابس الشتوية؛ الأمر الذي بات يهدد قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية التي أصبحت بعيدة المنال عن غالبية أبناء الشعب، حتى متوسطي الدخل منهم.
ويشهد الاقتصاد المحلي تدهورًا كبيرًا في ظل استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وتزايد التضخم غير المسبوق في أسعار السلع الأساسية، ما جعل الحياة اليومية تشكل عبئًا على المواطن البسيط، الذي يجد صعوبةً كبيرة في تأمين أبسط احتياجاته، ليأتي له فصل الشتاء بتكاليف شراء الملابس الشتوية، التي أصبحت ترفًا غير متاح لغالبية الأسر.
العزوفُ عن الشراء
بهذا الشأن يقول المواطن، أحمد علي ( 35عاما – يعمل بالأجر اليومي)، إن:” تدهور الأوضاع المعيشية، وغلاء الأسعار، وندرة فرص العمل، جعل أسرتي المكونة من خمسة أفراد تعزف عن شراء الملابس الثقيلة”.
وأضاف علي لموقع” يمن مونيتور” اليوم أقل سعر لبدلة واحدة للأطفال يصل إلى 11ألف ريال، من أين لي بهذه المبالغ إذا ما أردت الشراء لكل أفراد الأسرة، وأنا لا أحصل على فرصة عمل إلا نادرًا، نحن نكافح من أجل توفير المقومات الأساسية لأسرنا ولسنا قادرين على شراء الكماليات وإن كانت ضرورية “.
وتابع” إذا حصلت على عمل استلم مقابل عملي 10ألف في اليوم الواحد وأحيانا 12 ألفا بالعملة الجديدة حسب الشرط، وهذا مبلغ ضئيل لا أستطع من خلاله شراء أدنى متطلبات العيش”.
ومضى قائلا:” خلال هذه الأيام أتمنى فقط أن أحصل على عمل أستطيع من خلاله توفير الحاجات الضرورية من مأكل ومشرب لأسرتي”.
أزمات جديدة ومعاناة لا حصر لها
في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، محمد عامر الحطامي”: جاء الشتاء بمتطلبات جديدة في ظل أزمات جديدة طرأت على الواقع المعاش لتزيد من نكد العيش لدى المواطنين الذين يعيشون اليوم في غيبوبة إثر تراكم الأوجاع”.
وأضاف الحطامي لموقع” يمن مونيتور” في ظل هذا الوضع الصعب، يستغل بعض التجار الفرص الموسمية لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، ما يزيد من أعباء المواطنين الذين أصبحوا عاجزين عن تأمين احتياجاتهم الأساسية، ومع غياب الدور الفعّال من الجهات المجتمعية في تقديم الدعم الكافي، يظل العبء كاملاً على كاهل الأسر التي تفتقر إلى أساسيات التدفئة والحماية من برد الشتاء”.
وأردف” اليوم الآلاف من الأسر اليمنية إذا لم يكن الأكثر من ذلك لا يستطيعون شراء الملابس الثقيلة التي تقي أسرهم البرد الذي جاء بكل قسوة، لا يفرق بين غني أو فقير وبين معدم وذي مال”.
وتابع” ندعو اللجان المجتمعية وأهل الخير إلى التحرك العاجل، فالمواطن بحاجة ماسة إلى مبادرات إنسانية تعينه على تجاوز هذه الظروف القاسية، ونتمنى أن يكون هناك دور أكبر وأقوى لهذه اللجان في تقديم العون للأسر الأكثر تضررا، وتوفير ملابس الشتاء وغيرها من الاحتياجات التي باتت تفوق قدرتهم”.
وأشار إلى أنه” من المهم أن تتحمل مكاتب وزارة التجارة مسؤوليها أمام الله، وأن تضطلع بدورها في الرقابة على الأسعار وضبط السوق، لحماية المواطنين من استغلال بعض التجار، كذلك نحث التجار على أن يتقوا الله، ويتجنبوا رفع الأسعار بشكل غير مبرر، فيراعوا المواطن الذي يواجه صعوبة في تأمين أساسيات الحياة، وأن يضعوا نصب أعينهم واقع الناس ومعاناتهم بدلًا من التركيز على الأرباح الكبيرة”.
وأكد” الظروف الحالية تتطلب من الجميع التضامن وتحمل المسؤولية الجماعية؛ فشعبنا أثبت في أوقات صعبة كثيرة قدرته على التكاتف وتقديم العون، ونتمنى أن تستمر هذه الروح المجتمعية حتى تعود الطمأنينة إلى قلوب الناس، فيعيشوا بكرامة رغم هذه التحديات”.
وواصل” الدعم والمساندة في هذه الفترة الصعبة ليس مجرد واجب، بل أمانة ومسؤولية أمام الله والمجتمع، علّنا بذلك نعيد الأمل إلى الناس، ونخفف من معاناتهم في مواجهة هذا الشتاء القاسي”.
نسبة الإقبال قليلة
من جهته يقول عبد الغفار الوصابي (تاجر ملبوسات في مدينة تعز)” هذا العام ارتفعت أسعار الملابس الشتوية بشكل كبير والأمر يعود إلى ارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية من ناحية، ومن ناحية أخرى ارتفاع الجمارك والضرائب التي تؤخذ منا نحن التجار في المنافذ ونقاط التفتيش وغيرها”.
وأضاف الوصابي لموقع” يمن مونيتور” نسبة الإقبال علينا من المواطنين قليلة جدا مقارنة بالأعوام السابقة؛ الأمر الذي اضطرنا لعمل تخفيضات دون جدوى، فحالة المواطن المعيشية كل يوم تسوء أكثر وأكثر حتى أن الملابس لم يعد شراؤها في باله إطلاقا وإن كان أهله محتاجين لها”.
وتابع” أغلب التجار يعانون من هذا الغلاء مثلهم مثل المواطنين، فأنا عليَّ دين لتاجر جملة بالريال السعودي منذ أن كان سعر الريال يعادل 300 ريال واليوم يطالبني بالدين وبسعر 540 وأنا مضطر لأن أسدد بهذا الفارق الكبير”.
المشتري والبائع في خسارة
وواصل” اليوم المشتري خاسر والبائع لا يربح بالشكل المطلوب، لم تعد التجارة مربحة كما كانت في السابق، نحن اليوم بالكاد نحصل على مصاريفنا اليومية، من وراء الفارق البسيط الذي نحصل عليه من خلال تجارتنا، فعلى سبيل المثال البدلة الصوفية نبيعها بسعر عشرة آلاف ريال، يرفضها المشتري ويلح علينا بأن نخفظ من سعرها مع أننا لن نستفيد إطلاقا إذا خفضنا قليلا”.
ويعلق الناشط الإعلامي، عميد المهيوبي، قائلا: فصل الشتاء جاء حاملًا في طياته كابوسًا مرعبًا للمواطنين بالمزيد من المعاناة وعدم القدرة على شراء الأصواف خاصة في ظل هذا الوضع الاقتصادي المنهار الذي يفتقد فيه الناس لتوفير حاجاتهم الأساسية، وهذا الأمر يطرح الكثير من المواطنين وخاصة الفقراء وعائلي الأسر الكبيرة أمام موقف صعب”.
بين جحيمين
وأضاف المهيوبي لموقع” يمن مونيتور” اليوم الأسر اليمنية مخيرة بين جحيمين إما العزوف عن شراء الملابس الثقيلة أو أن تكون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والالتهابات وخاصة الأطفال الذين لديهم مناعة لا تقاوم البرد وكذلك طلاب المدارس الذين يحضرون بشكل مبكر إلى المدرسة”.
وتابع” يعيش أبناء اليمن وخاصة الذين يقطنون المرتفعات الجبلية فصلاً جليدياً يجعلهم أكثر إصابة بالمرض ولعل المستشفيات أكبر شاهد على ذلك؛ فهي تعاني من ازدحام بالمصابين بالأنفلونزا وأمراض الصدر بسبب نزلات البرد”.
وواصل ” نناشد التجار والمنظمات والمؤسسات وفاعلي الخير أن يمدوا أيادي العون والمساعدة للمواطنين وكذلك نناشد المدارس أن تؤجل ساعات الدوام للطلاب بما يجنبهم ولو قليلاً من ويلات البرد”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البرد الشتاء الملابس الجاهزة أسعار الملابس الشتویة شراء الملابس یمن مونیتور
إقرأ أيضاً:
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية
مضى إلى الدار الباقية
رحم الله الدكتور محمد خير الزبير الذي إرتحل اليوم إلى الدار الباقية وأخلف الله على أهله وأحبابه وإخوانه ووطنه من بعده بخير كثير
*مصابيح التنوير شخوص ورموز
الدكتور محمد خير الزبير
ولد محمد خير الزبير في شمبات ، ولد في العام 1945 ونشأ بها ودرس مراحله الاولى بشمبات. التحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد ونال بكالريوس الإقتصاد في العام 1968
دكتوراة الاقتصاد – جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1983م .
ماجستير الاقتصاد المالي جامعة ويلز – المملكة المتحدة 1976 .
بكالوريوس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية – جامعة الخرطوم 1968 . عمل بوزارة المالية قسم التخطيط الإقتصادي وابتعث في دورة تدريبية
إلى معهد التنمية الاقتصادية – نايلي – ايطاليا لمدة ستة اشهر حول التنمية و التخطيط الإقتصادي. ثم دورة تدريبية في التخطيط في مصر في العام 1973في معهد التخطيط القومي.
بعدها ابتعث في العام 1973 – 1975 لفترة دراسية للتحضير لدرجة الماجستير في الاقتصاد المالي – جامعة ويلز- المملكة المتحدة. وعاد للعمل بوزارة المالية بادارة القروض والمعونات الأجنبية في الفترة من 1975الى1979 ثم
وتسنى له أن يواصل في ذات جامعة ويلز 1979 – 1983 للحصول على درجة الدكتوراة في الاقتصاد المالي فحصل عليها من ذات الجامعة جامعة ويلز-المملكة المتحدة ثم عاد للمالية وبعث بعدها لتلقي دورة
في معهد القانون الدولي – واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية حول مفاوضات الاستثمار في العام 1979 وعاد يعمل بالمالية بالتخطيط الإقتصادي ثم حصل إبان ذلك على دورة تجريبية في معهد هارفارد للتنمية
الدولية – جامعة هارفرد بوسطن.
وعين مديرا لأدارة لأدارة العون السلعي في 1983 ثم مديرا القروض والمنح الخارجية في العام 1986. وشغل منصب وكيل أول التخطيط في الفترة 1988الى1993 وأعتذر عن وكالة وزارة المالية بعد الإنقاذ في العام 1990
ثم عين في1993 – 1996 وزيرا للدولة للتخطيط – وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي عمل بعدها في العام 1996 – 1998 رئيسا لمجلس الإدارة – ومديرا عاما امؤسسة التنمية السودانية واعيد تعيينه وزير دولة للمالية من 1998الى 2001 ثم عين نائبا لمدير بنك الساحل والصحراء( بنك إقليمي رئاسته في ليبيا) من 2002 حتى 2009.
وعين في مارس 2011 رئيسا لمجلس ادارة ومحافظ بنك السودان المركزي . وأعيد محافظا مرة أخرى في سبتمبر في العام 2018. وكان شغل بحكم المنصب رئاسات. وعضوية مجالس أدارات
منها رئيس مجلس ادارة مطابع السودان للعملة
رئيس مجلس ادارة شركة السودان للخدمات المالية
رئيس مجلس ادارة اكاديمية السودان للعلوم المصرفية
وكذلك على المستوى الإقليمي شغل منصب العضو بمجلس ادارة الاكاديمية العربية للعلوم المصرفية بالاردن
والمحافظ المناوب بالبنك الاسلامي للتنمية جدة
وعضو مجلس ادارة شركة سكر كنانة
وعضو مجلس الخدمات المالية الاسلامية بماليزيا وعضو مجلس إدارة الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزيوت النباتية .
عضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزراعة الآلية بالنيل الأزرق .
وعضو مجلس إدارة الشركة العربية السودانية للإنتاج والتصنيع الزراعي
محافظ السودان وشارك بحكم عمله محافظا لبنك السودان في اجتماعات و مؤتمرات البنك الدولي للإنشاء والتعمير .
وصندوق النقد الدولي .
وبنك التنمية الأفريقي .
والبنك الإسلامي للتنمية .
والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي .
وصندوق النقد العربي .
والمصرف العربي للتنمية الاقتصادي في أفريقيا .
والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) محافظ مناوب .
وبنك التجارة التفضيلية لدول شرق ووسط أفريقيا .
ورغم طبيعة جدول أعماله المزدحم فله مؤلفات ودراسات ومطبوعات :
منها دراسة حول الحوافز الممنوحة للاستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية تجربة السودان ورقة مقدمة لورشة عمل نظمتها المؤسسة العربية لضمان الاستثمار – تونس – مارس 1997م .
وورقة حول إدارة الديون الخارجية في السودان ورقة مقدمة للمؤتمر القومي للإصلاح الاقتصادي في السودان 1986م .
ودراسة حول القروض والمعونات الدولية أثرها على التنمية الاقتصادية . تجربة السودان 1960 – 1980 هي رسالته للدكتوراة.
وورقة تقديم المشروعات في قطاع النقل . بحث مقدم لجامعة ويلز المملكة المتحدة بحث مكمل لدرجة الماجستير 1976م.
القروض والمعونات الدولية – أثرها على التنمية الاقتصادية – وله كتاب تجربة السودان في نصف قرن . 1956 – 2006 – صدر في عام 2008.
تعكس دراسات وخبرات الدكتور محمد خير الزبير صورة لخبير إقتصادي إجتمعت لدية علوم وخبرات عملية واسعة وكان أحد شهود تجربة إسلام الإقتصاد في السودان وشارك بخبرات في المجال الإقليمي والدولي ووجد تقديرا عاليا ربما لم يحظ به في موطنه. وإلى جانب تخصصه الإقتصادي نشط د محمد خير الزبير في العمل الإسلامي داخل وخارج السودان إبان دراسته هناك. و لا يزال ينشط بوصفه استشاريا وخبيرا على المستوي الوطني و الإقليمي… مد الله في أيامه ونفع بعمله و كسبه وبارك فيه لنفسه ووطنه العزيز.
أمين حسن عمر عبد الله