عودة اجواء الشتاء إلى بلاد الشام ومصر والعراق والسعودية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
#سواليف
بدأ مؤشر تذبذب القطب الشمالي (AO) في التحرك نحو القيم السلبية، مما يشير إلى ارتفاع الضغط الجوي في أجزاء واسعة من #القبة_القطبية الشمالية. هذه الحالة تعزز احتمالية انحراف #الهواء_البارد المتكدس في القبة القطبية وتوجهه نحو مناطق متعددة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
هذه الوضعية ستتيح للكتل الهوائية الباردة جداً التوجه نحو القارة الأوروبية، حيث يتمركز المرتفع الجوي الأوزوري الذي يغطي مناطق واسعة من وسط وغرب أوروبا.
مع مساء يوم السبت الموافق 16-11-2024، من المتوقع أن يتمركز المنخفض الجوي “الضحل” والمصحوب بالكتلة الهوائية الباردة شمال شرق جزيرة كريت. ومع نهاية يوم الأحد وصباح الاثنين، سيتجه شرقاً ليتخذ مركزه حول جزيرة قبرص، مما سيؤدي إلى تأثيرات جوية على #الأردن و #فلسطين وسوريا ولبنان، إضافة إلى أجزاء من غرب العراق وشمال مصر وشمال السعودية.
يوم الأحد، من المتوقع أن تتأثر المنطقة بمقدمة المنخفض الجوي والكتلة الهوائية الباردة، ما يؤدي إلى انخفاض تدريجي في درجات الحرارة في بلاد الشام وشمال مصر. ليحدث نشاط على سرعة الرياح، مما يجعلها مثيرة للغبار والأتربة، بينما ستتكاثر الغيوم على ارتفاعات مختلفة، مما يزيد من فرص تساقط زخات من الأمطار على طول سواحل بلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) وأجزاء من السواحل الشمالية المصرية.
يوم الاثنين، يتعمق تأثير الكتلة الهوائية الباردة والمنخفض الجوي والجبهة الهوائية المرافقة له، مما يؤدي إلى انخفاض كبير وملحوظ في درجات الحرارة. تصبح الأجواء باردة وغائمة، وتتهيأ الفرصة لسقوط زخات من الأمطار تكون غزيرة ومصحوبة بالرعد وتساقط زخات البرد احياناً ، تشمل الأجزاء الغربية من سوريا ولبنان وفلسطين وشمال الأردن. من المتوقع أن تمتد الهطولات لتشمل وسط وجنوب الأردن خلال اليوم، كما يُتوقع تساقط زخات من الأمطار على طول السواحل الشمالية المصرية وأجزاء من غرب العراق. درجات الحرارة ستنخفض بشكل ملحوظ في شمال السعودية وغرب العراق أيضاً.
يوم الثلاثاء، يستمر تأثر المنطقة ببقايا الكتلة الهوائية الباردة والمنخفض الجوي المصاحب لها، حيث يتوقع تساقط زخات متفرقة من #الأمطار بشكل عشوائي في مختلف المناطق بمشيئة الله.
الجدير بالذكر أن هذا المنخفض الجوي يُعد الأول لهذا الموسم في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومن المتوقع أن يتسبب في هطولات مطرية جيدة على الأجزاء الغربية من بلاد الشام، بما في ذلك السواحل وبعض المناطق الداخلية من سوريا ولبنان وشمال ووسط فلسطين، بالإضافة إلى شمال ووسط الأردن.
كنا قد أشرنا في نشرتنا الجوية الشهرية إلى احتمالية تأثر المنطقة بمنخفض جوي بارد في الفترة القريبة من منتصف نوفمبر. والآن نترك لكم التقييم حول مدى دقة هذه التوقعات، ومدى تطابقها مع الظروف الجوية المقبلة:
والله دائماً اعلى واعلم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف القبة القطبية الهواء البارد شرق البحر المتوسط منخفض جوي شتوي ماطر الأردن فلسطين الأمطار الهوائیة الباردة من المتوقع أن بلاد الشام
إقرأ أيضاً:
في مديح «البلدان» و«رعاة البلاد»
«سايرين البلاد» هو تعبير تعوّده سكان العاصمة ممن أتوا من ولايات بعيدة عنها، متصلين ببلدة أو قرية بعيدة يعودون إليها صلة للأرحام بين الحين والحين، وهكذا يميل الناس إلى سكنى العواصم لما في العواصم من فرص متاحة، وإمكانيات متعددة، ما تتضمن من تنوع عمراني وكثافة تواصلية وتلوّن سكاني وفقا لاختلاف ثقافة مقيمي العواصم المكونة تشكيلا من كل لون وكل نوع بخلفيات ثقافية اجتماعية متباينة وطبائع مختلفة، يريد الأغلبية سكنى العواصم -بلاشك- سعيًا للتنافس وإثبات الذات على مسرح مدني رحب، لا يضيق بالأفراد ولا تنقصه المؤسسات والخدمات، هنالك حيث ارتفاع الأجور والتعارف والشهرة ومُمَكِّنَاتِ الظهور، لكن للعواصم سلبياتها كذلك متمثلة في صخب الحياة وتهافتها، الروتين اليومي المتسارع بين ضجيج المركبات الكثيرة وازدحام الطرق المتشعبة، المهمات اليومية التي تأكل الوقت تماما كما تأكل العمر، وما لم يكن المرء ذكيا قادرا على صنع التوازن بين الضرورات الحتمية والكماليات اليومية، التكامل بين مستلزمات العقل وحاجات الروح واستراحات القلب المتوالية فهو واقع لا محالة فريسة سهلة للأمراض النفسية العصبية من أرقٍ واكتئابٍ وقلقٍ وتوترٍ وعُصَاب. قد ينجو من كل ذلك إن كان «راعي بلاد» متمرّس أمسك العصا من الوسط موفقا بين إيجابيات العواصم ومتنفس «البلدان» مراوحا بين طموحه في تحقق أحلامه الوظيفية في العاصمة وتحقق راحته النفسية في «البلدان» حيث الطبيعة والفضاء المفتوح، حيث الأهل هم المجتمع والألفة هي أمان المكان والزمان. لا يعني ذلك بالضرورة الحكم بعدم إمكانية ذلك في العاصمة، لكنه السعي الصحي للتغيير والتبدل، ومن استطاع تحقيق تلك المعادلات في العاصمة فليُقدِم دون تردد، سيّما إن لم يكن «راعي بلاد» وبلاده هي ذاتها العاصمة.
يتساءل المرء مع كل تغيرات الحياة وتبدلات الواقع اليومي: هل ما زالت مقارنات العواصم والقرى أو الأرياف قائمة؟ وهل يمكن تفعيل دور العواصم خدمة للأطراف بعيدا عن الفكرة التقليدية التي تقضي بتوحش المركزية في التهام الفرص والكفاءات مع معاناة الأطراف والهوامش في القرى والمدن الصغيرة من التهميش والإهمال؟
مقالتي اليوم بعيدا عن الإطراء على العواصم وتمجيد المركزية تحاول تأمل الأطراف حيث القرى والأرياف، حيث «رعاة البلدان» -وفقا للتعبير الشعبي- مستشعرون مسؤولياتهم تجاه «بلدانهم» ملتزمون بتطويرها والنهوض بالممكن من قدراتهم ومهاراتهم وحتى ثرواتهم لتنميتها وعيا وإنسانا ومكانا، أما أولئك الذين لم يقوا شح أنفسهم، فاستأثروا بفرديتهم عن المواطنة الحقة، وبعزلتهم الأنانية عن مجتمعاتهم الفخورة بهم المتباهية بنجاحاتهم وبلوغ طموحاتهم رغم ابتعادهم وتنكرهم، وقد يعودون إليها بعد أمد طويل سعيا لمجد مجتمعي أخير حيث لن يعرفهم مكان أكثر من المكان الذي تَعَهدهم طفولةً وشبابا، واحتفى بأسمائهم وأحلامهم حضورا وغيابا، وقد يجدون مبتغاهم حينها رغم كل شيء أو أنهم يعودون بما قدموا من نكرانٍ وبُعْدٍ عتابا من «بلاد» أرهقتها حسرة عقوق الأبناء، وتعاقب الأنواء. أزور «البلدان» في عماننا السخيّة دوما فيسرني بِرّ وإخلاص بنيها المؤمنين بأنهم أجمل وأنبل مخلصين لقراهم و«بلدانهم»، وبأنها أجمل بهم ومعهم بنيانا وإنسانا، أولئك المبادرون بمشروعات ترفيهية وأخرى تنموية، مبادرات تطوعية، جمعيات خيرية وفرق أهلية تنهض بهمتهم لتوثيق بصمة قبليّة ريفيّة رائعة لمكان أجمل بإنسان أنبل.
مجلس «البلاد» العام أو «السبلة» مستقبلا أهله في مناسباتهم فرحا أو ترحا، كما يستقبل فعالياتهم الثقافية والاجتماعية بتناغم في كل وقت، وبعد أن اقتصر على الرجال ردحا من الزمن اتسع بوعي وإيجابية أهله ليستقبل الفعاليات الثقافية والتربوية النسائية كذلك، فِرَقُ «البلاد» الأهليّة التي أسسها بعض الأهل تعهد بعضهم الآخر بتوفير مقرها مجانا وآخر لتمويل أنشطتها ترويجا ودعما، التاجر المتعثر في بداياته ستقيل عثرته يد من أهالي «البلاد» حبا وكرما إذ لا ترضى الجماعة بخسارة أفرادها الساعين لخيرها، وتكبر «البلاد» وتتسع لشراكات أروع مع «البلدان» المجاورة لأن «البلاد بلادنا والكل أهل» وتقوى هذه لتقوى تلك بشراكة رائعة لاتحاد اجتماعي اقتصادي جغرافي نحبه.
ختاما: أتمنى من المراكز الرئيسة دعم «البلدان» السخية الطيبة بكل الممكن من أسباب التنمية والتطوير اقتصاديا واجتماعيا، والتسهيل بعيدا عن التعجيز، وتذليل كل العقبات لتجاوز كافة التحديات وصولا لتفعيل حقيقي لمسارات اللامركزية الإيجابية، على كل منا احترام وتقدير الجهد المُضاعف المبذول إخلاصا وحبا لهذه الأرض وهذه البلاد، خصوصا في الولايات البعيدة عن العاصمة، ولن يتأتى ذلك التقدير دون الحرص على تكامل مجتمعي يؤمن بأن الوطن لوحة واحدة نرسمها جميعا ولا تجمل دون حرص الجميع على كل تفاصيلها، من كل زواياها بكل ألوانها، ولا ننسى أننا نتكامل بتناغم اختلافنا الإيجابي الرائع بين أرياف وحواضر، سهول وجبال، شواطئ ورمال، نساء ورجال كلنا لعمان وعمان لنا.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية