لقد تبين أن التعايش مع الدعم السريع خطأ، وأنهم إن تركوك اليوم سيغدرون بك غدا أو بعده
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
ما يزال القتل والتهجير الذي تمارسه مليشيا الدعم السريع مستمرا في الجزيرة. بشكل شبه يومي نسمع عن إقتحامات وتهجير وعشرات الضحايا. أحداث مكررة متشابهة حتى أصبحت إعتيادية.
عند دخول قوات الدعم السريع إلى الجزيرة حاولت أن تلعب دور الحكومة؛ قوات تحتل الأرض وتؤسس سلطة فوقها. حاولت المليشيا تأسيس ما سمى بالإدارة المدنية واستسلم المواطنون للأمر الواقع وحاولوا التعايش معه، وذلك على افتراض أن هدف الدعم السريع هو السطيرة على الأرض والسلطة والحكم، وخرجت دعوات للتعايش مع الدعم السريع في الجزيرة وبرزت عدة نماذج لذلك.
ولكن ما حدث بعد ذلك (وما يزال يحدث) يؤكد أن نتيجة دخول الدعم السريع للجزيرة ليست هي السيطرة وتأسيس حكم مدني أو أيا كان اسمه، ولكن النتيجة كانت قتل وتهجير سكان الجزيرة.
لقد تبين أن التعايش مع الدعم السريع خطأ، وأنهم إن تركوك اليوم سيغدرون بك غدا أو بعده. لا يمكن التعايش مع الجنجويد لأنهم لا يريدون أن يتعايشوا مع الناس حتى لو قبل الناس بهم واستسلموا ورضخوا لهم. واضح أن هدف الجنجويد ليس التعايش ولا تأسيس سلطة وحكم أيا كان شكله، ممارساتهم في الجزيرة تقول أنهم يريدون أرض الجزيرة خالية من السكان.
ما يحدث في الجزيرة يرسخ قاعدة لكل الشعب السوداني في كل مكان، إذا دخل الجنجويد أرضك قاتلهم أو ارحل ومن ثم استعد، إن شئت، لقتالهم، ولكن لا تبقى معهم. لأنك لا تعرف متى سيستبيحونك، الأمر متوقف كليا على رغبتهم، ولا شيء يمنعهم أو يردعهم.
إن الصراع بين الجنجويد وبقية الشعب السوداني بمختلف مكوناته ليس صراعا حول السلطة والحكم، ولكنه صراع وجود. لأن الجنجويد عندما يدخلون منطقة يقتلعون الناس من جذورهم ويجرفونها بشكل كامل. وهذا أسوأ من الاحتلال وإقامة سلطة أو مملكة لآل دقلو أو غيرهم. فما يقوم به الجنجويد يدل على أنهم لا يريدون، كما كنا نظن، إخضاع الناس، وإنما طردهم أو إبادتهم.
حليم غباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع فی الجزیرة التعایش مع
إقرأ أيضاً:
مقتل «8» مدنيين و إصابة «4» آخرين في قصف لـ «الدعم السريع» استهدف أم درمان
قتل 8 مدنيين و أصيب 4 آخرين في قصف نفذته قوات الدعم السريع استهدف أحياء سكنية في محلية كرري التابعة لمدينة أم درمان.
الخرطوم ــ التغيير
وقالت وزارة الصحة، في بيان إن “قوات الدعم السريع قصفت أحياء الثورات بمحلية كرري لليوم الثاني على التوالي، أودى القصف بحياة 8 أشخاص وأصاب 4 آخرين”.
و أوضحت وزارة الصحة أن الضحايا توفوا أثناء إسعافهم إلى مستشفى النو التعليمي، فيما يتلقى الجرحى الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة بشظايا القصف المدفعي العلاج.
و كان قد قُتل 7 أشخاص بينهم طفلان، وأصيب 43 آخرين، منهم 18 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عامًا، جراء قصف شنته قوات الدعم السريع ليل الأحد على الحارتين 29 و43 بمحلية كرري.
وأفاد البيان بأن القصف استهدف الحارة الثامنة والعاشرة في كرري، في وقت تنشط فيه حركة المدنيين.
وأوضح الصحة أن مدير إدارة الطب العلاجي في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، أحمد البشير، ومدير مستشفى النو، جمال الطيب، وقفا على ضحايا القصف للاطمئنان على حالة المصابين ومتابعة الإجراءات الخاصة بالقتلى.
وظلت قوات الدعم السريع تقصف باستمرار أحياء وأسواق ومستشفيات محلية كرري الواقعة في شمال أم درمان من مناطق انتشارها في غرب المدينة، مما تسبب في مقتل عشرات المدنيين