شدد الكاتب في مجلة "ناشيونال إنترست"، جوشوا يافي، على وجود حماس حقيقي في السعودية لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الثانية، مشيرا إلى ضرورة أن تغتنم الإدارة الجديدة الفرصة لإعادة ضبط العلاقة على أساس أكثر استقرارا من خلال دعوة ولي العهد محمد بن سلمان للعودة إلى واشنطن.

وقال الكاتب، وهو زميل زائر في مركز "ناشيونال إنترست"، في مقال ترجمته "عربي21"، إن ترامب جعل من السعودية المحطة الأولى له في أول رحلة إلى الخارج في عام 2017، ما أرسل إشارة إلى أنه ينظر إلى العلاقة باعتبارها محورا للسياسة الأمريكية في العالم العربي.



وكانت هناك رغبة في وضع الرياض في المقدمة والمركز كوجه للشرق الأوسط المتغير، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تعمل كشريك استراتيجي لمستقبل تحولي. ربما يكون هذا على جدول الأعمال مرة أخرى، خاصة مع طرح ولي العهد لاحتمال التطبيع مع "إسرائيل" والترويج بنشاط لمحادثات السلام الإقليمية من أجل حل الدولتين، وفقا للمقال.

وأضاف الكاتب أنه من المهم للإدارة الجديدة أن تفهم أنها بنت قدرا لا يصدق من رأس المال السياسي والاجتماعي في المملكة، ما سيسمح لها باستكشاف مجموعة واسعة من القضايا التي تتجاوز صنع السلام في الشرق الأوسط. ويتعين عليها أن تستفيد من هذه النوايا الحسنة وترحب بالزعماء السعوديين في واشنطن. وتتمثل الخطوة الأولى في فهم وتقدير الخزان الواسع من الدعم الموجود بين العديد من السعوديين للمحافظين الأمريكيين والحزب الجمهوري والأجندة السياسية للرئيس ترامب.


وأشار إلى أن السعوديين يميلون إلى مشاركة شعور بالحنين إلى الحزب الجمهوري الذي يعتقدون أنه كان تاريخيا أكثر ودية تجاه المملكة. وسواء كان هذا التصور صحيحا تماما أم لا، فهو أمر قابل للنقاش، كما سارع أحد الأكاديميين السعوديين البارزين إلى تذكير الناس. كان الأمر كذلك بلا شك في ذروة الأمير بندر بن سلطان كسفير سعودي في واشنطن، والذي لا يزال في الذاكرة الحية. وبالمثل، تم إنجاز قدر لا يصدق في عهد الرئيسين نيكسون وفورد لمساعدة السعوديين في بناء البنية التحتية والحفاظ على موارد المياه وزيادة قدرة الحكومة.

بغض النظر عن ذلك، يركز العديد من المعلقين على رسم مقارنة بين ما يرون أنه جهود إدارة ترامب لإضفاء الاحترام والكرامة على المملكة وإشارات الفضيلة من إدارة جو بايدن، حسب المقال.

وقال الكاتب إن الكثيرين يواصلون تذكر ملاحظة الرئيس بايدن أثناء الحملة الانتخابية في عام 2019 بأنه سيجعل السعودية "منبوذة". في بعض الأحيان، يتم الخلط بين هذا والشك العام في الحزب الديمقراطي. أظهر استطلاع رأي واحد على الأقل أجراه معهد واشنطن في عام 2022 أن زيارة بايدن إلى الرياض في محاولته لإعادة ضبط العلاقة "لم يكن لها أي تأثير تقريبا على المواقف الشعبية السعودية". إن الأساليب الأكثر إبداعا هي تلك التي تجمع بين مزيج من القومية العربية والعروبة في مهاجمة هيلاري كلينتون وجماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف الكاتب أن استطلاعات الرأي العام حول السعودية نادرة للغاية. ومع ذلك، أظهرت أمثلة نادرة أن المواطنين السعوديين لديهم آراء أكثر إيجابية عن ترامب مقارنة بالعرب الآخرين في المنطقة، مع تحسن آرائهم بعد زيارته في أيار/ مايو 2017. إن فكرة العظمة السعودية مزخرفة في الإعلانات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن عبارة "اجعل السعودية عظيمة مرة أخرى" في حد ذاتها ليست شعارا. إن الدولة السعودية تشترك في بعض جوانب السرد السياسي الأمريكي - زعيم عظيم يحقق التغيير والأمل، وتصحيح المسار بعد سنوات من الانحراف الثقافي، وشعار "السعودية أولا" الذي يجذب المشاعر الوطنية.

ولفت المقال إلى أن هناك أيضا أوجه تشابه في السياسة. لفترة طويلة، عانت السعودية من أزمة وجودية بسبب الأسلحة والمخدرات والجريمة القادمة عبر حدودها الجنوبية. تتضمن استراتيجية التنمية الحفاظ على الثقافة وجلب الاستثمار إلى المجتمعات المحرومة خارج العاصمة. إن الدافع قائم لنقل المقرات والتكنولوجيات والمهارات إلى المملكة لتعزيز نمو الوظائف والاستفادة من الصناعات المحلية.


في حين هاجم بعض الكتاب في أجزاء أخرى من العالم العربي أنصار "ماغا" لترويجهم لنظريات المؤامرة الخطيرة والتهديد بنهاية الديمقراطية، باستخدام لغة تردد صدى الخطاب الذي يسمعونه في وسائل الإعلام الأمريكية، كان عدد من السعوديين أكثر دقة. يرى البعض قيمة حقيقية في الأجندة السياسية لترامب ومع ذلك يدركون أن مجموعة متطرفة من اليمين المتطرف من أنصار "ماغا" يمكن أن تعرقلها، وتدعو ترامب إلى التبرؤ منهم. في كانون الأول/ ديسمبر 2020، كان هناك كتاب سعوديون صرحوا بوضوح تام بأن رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات كان بمثابة وضع الطموح الشخصي فوق الحزب والبلاد.

ووفقا للكاتب، فإن واشنطن اعتمدت لفترة طويلة على القاهرة وعمّان كدعائم أساسية للدبلوماسية في العالم العربي. وكان هذا جزئيا كمكافأة على استعدادهما لإحلال السلام مع إسرائيل وجزئيا لأن تلك الدول كانت تريد المساعدة والاهتمام الأجنبي. منذ الربيع العربي واتفاقيات أبراهام، أصبحت الدبلوماسية الأمريكية أكثر لامركزية. قد تكون هناك فوائد لهذا النهج، ولكن هناك أيضا مزايا لوجود نقطة محورية للمبادرات الكبرى. على سبيل المثال، يجب أن يعلم الرئيس أن لديه شريكا موثوقا به جاهزا لتزويده بمنصة لإعلان سياسي رئيسي في لحظة حرجة عندما يكون الرأي العام العربي ضد الولايات المتحدة.

وشدد الكاتب على أن الحماس الموجود في السعودية الآن ملموس ومهم للسياسة الأمريكية في المنطقة. كان كثيرون في المملكة يأملون في وضع حد للسياسات الليبرالية التي ينتهجها معسكر بايدن-هاريس، واستعادة سياسات الحزب الجمهوري كما يتذكرونها، واستئناف النهج الشخصي للرئيس ترامب في التعامل مع القضايا الإقليمية. قد تكون تصورات السعوديين دقيقة وانتقادية في بعض الأحيان. وقد تكون مشاعرهم مدفوعة بمجموعة من العوامل المحلية. ومع ذلك، فإن النقطة الأساسية هي أن هذا المنبع من المشاعر الإيجابية سيسمح لإدارة ترامب باستكشاف التعامل مع الرياض بشأن الأولويات العالمية بطريقة لم يكن من الممكن أن تحدث في عام 2017.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السعودية ترامب الولايات المتحدة السعودية الولايات المتحدة ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام

إقرأ أيضاً:

رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب عن السنوات الأربع القادمة لترامب: اختبار دقيق للصمود العالمي

هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

العالم يقف على حافة اللايقين بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي في العشرين من يناير. خطابه، الذي غالباً ما يكون استفزازياً، انتقل من القومية الاقتصادية إلى ما يراه العديد من المحللين الآن كأجندة توسعية مستترة. 

في تصريحات حديثة، طرح ترامب فكرة ضم كندا، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، وحتى الاستحواذ على غرينلاند. هذه التصريحات تثير تساؤلات مقلقة: هل تشير إلى تحول أوسع، مشابه لتدخل إيلون ماسك الأخير في الانتخابات الألمانية أو إعادة توجيه بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي نحو الولايات المتحدة؟ هل نحن بصدد عصر استعماري حديث أم مجرد نسخة أخرى من الصخب المحسوب لترامب؟

ادعاءات ترامب بأنه كان بإمكانه حلّ النزاع الروسي-الأوكراني تسلّط الضوء على تناقض صارخ. فمن جهة، يقدم نفسه كصانع سلام، ومن جهة أخرى، تشير أفعاله وأقواله إلى استراتيجيات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات العالمية. جدول أعماله في السياسة الخارجية يبدو وكأنه يتجاهل سيادة الدول، مما يثير القلق بين الحلفاء والخصوم على حدّ سواء. السنوات الأربع القادمة ستكون اختباراً ليس فقط لمكانة أمريكا، ولكن أيضاً لصمود المجتمع الدولي.

اقتراح ترامب بضم كندا قوبل بإدانة سريعة من القادة الكنديين الذين اعتبروا الفكرة سخيفة ومسيئة. رئيس الوزراء جاستن ترودو رفض الفكرة بشكل قاطع، مشدداً على سيادة كندا الثابتة. وبالمثل، أثارت تعليقاته بشأن قناة بنما قلقاً في أمريكا اللاتينية. القناة، التي تُعد شرياناً حيوياً للتجارة الدولية، تخضع للسيطرة البنمية منذ عام 1999. وأي اقتراح باستعادتها لن ينتهك فقط الاتفاقيات الدولية، بل قد يزعزع استقرار المنطقة.

تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" يعكس بشكل أكبر تجاهل ترامب للروابط التاريخية والثقافية. يرى المسؤولون المكسيكيون، إلى جانب المجتمع اللاتيني الأوسع، هذا الخطاب كإهانة لهويتهم الوطنية وربما تمهيداً لسياسات أكثر عدوانية. هذه التصريحات مهدت الطريق لتوترات متزايدة في جميع أنحاء الأمريكيتين، حيث تستعد الدول لما قد يحدث لاحقاً.

اهتمام ترامب بغرينلاند عاد إلى السطح خلال خطبه الأخيرة، حيث أكد مجدداً أن الاستحواذ على غرينلاند هو مسألة أمن قومي. رفضت الدنمارك، التي تحكم غرينلاند، هذه الادعاءات وكررت تأكيدها على استقلال غرينلاند. حيث وصف المسؤولون الدنماركيون اقتراحات ترامب بأنها "إهانة سخيفة" لسيادتهم. التداعيات الجيوسياسية لمثل هذا الاستحواذ يمكن أن تغير ميزان القوى في القطب الشمالي، وهو منطقة حيوية للتجارة والأمن العالميين.

هذه الطموحات قد تأتي بنتائج عكسية، مما يهدد الأمن والمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة. من خلال استفزاز الحلفاء وزعزعة استقرار المناطق الرئيسية، تخاطر سياسات ترامب بتقويض الشراكات الاستراتيجية لأمريكا وكشف نقاط ضعفها. ماذا يمكننا أن نتوقع أكثر من إدارة ترامب؟ هذه الأسئلة تلوح في الأفق مع تشكيل أجندته للسياسة الخارجية.

بالنسبة للمنطقة العربية، قد تعني عودة ترامب تحديات متزايدة. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد عسكرية كبيرة في دول عربية رئيسية، وعشرات الآلاف من الجنود على الأرض. هذه التواجدات العسكرية تمثل هيمنة استراتيجية، لكنها أيضاً تجعل هذه الدول أهدافاً محتملة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

تصريحات ترامب السابقة تزيد من حالة القلق. ففي مناسبات مختلفة، أشار إلى أن الدول العربية "مدينة" للولايات المتحدة بجزء من ثروتها كتعويض عن الحماية العسكرية. والأشدّ إثارة للجدل، حين ألمح إلى أن القادة العرب يجب أن "يدفعوا"، مما يشير إلى أن المظلة الأمنية الأمريكية لها ثمن. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول نهجه تجاه الحلفاء وما إذا كان النفوذ المالي سيصبح ركيزة أساسية لسياسته الخارجية.

تمتد تداعيات هذه التطورات إلى ما وراء العالم العربي. موقف ترامب العدائي تجاه كندا والدنمارك وبنما يهدد بتوتر التحالفات الطويلة الأمد. رؤيته الجريئة يمكن أن تقوض المبادئ الأساسية للقانون الدولي والدبلوماسية. الدول ذات السيادة لن تقف مكتوفة الأيدي. سوف تردّ — ربما دبلوماسياً، وربما اقتصادياً، أو بطرق قد تتصاعد إلى صراعات أوسع.

بالنسبة لأوروبا، المخاطر عالية. انتقادات ترامب لحلف الناتو زعزعت بالفعل الدول الأعضاء. قد يؤدي تجاهله المحتمل للاتحاد الأوروبي ككتلة متماسكة إلى تشجيع القوى المعادية، مما يزيد من زعزعة الاستقرار في مشهد جيوسياسي هشّ بالفعل.

بينما يتعامل العالم مع هذه الشكوك، يبقى السؤال: هل ترامب جاد، أم أن هذا مجرد استعراض؟ بشكل أكثر خطورةً، هل يمكن أن تقود أفعاله العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ لقد شهدت فترته السابقة مزيجاً من الخطاب والعمل. انسحب من الاتفاقيات الدولية، وفرض تعريفات جمركية، وأعاد تعريف التحالفات. ومع ذلك، فإن بعض تهديداته الأكثر تصعيداً لم تتحقق.

إذا علمنا التاريخ شيئاً، فهو أخذ مثل هذه التهديدات بجدية. عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب هي السمة المميزة لديه، ويجب على المجتمع الدولي أن يستعد لجميع الاحتمالات. على العالم العربي، على وجه الخصوص، إعادة تقييم تحالفاته الاستراتيجية والاستعداد لتحول محتمل في السياسة الأمريكية. هذا وقت للوحدة والصمود واليقظة.

السنوات الأربع القادمة ستكون محورية. سوف تختبر ليس فقط صمود الدول، بل أيضاً مبادئ السيادة والتعاون الدولي. يجب على قادة العالم أن يقفوا بحزم، مستعدين للدفاع عن شعوبهم وأراضيهم ضد أي اعتداء. هل يمكن أن يتماشى هذا مع تأثيرات عالمية أخرى، مثل دور إيلون ماسك المثير للجدل في ألمانيا وإعادة تنظيم بريطانيا استراتيجياً؟ ومع انكشاف أجندة ترامب، هناك أمر واحد مؤكد: هذا ليس وقتاً للتهاون، بل لاتخاذ إجراءات حاسمة وموحدة. التاريخ سيحكم علينا من خلال كيفية استجابتنا لهذه التهديدات الوشيكة.

نشر الاثنين، 13 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • المليشيات الحوثية تتوسل السعودية للتوسط لدى الإدارة الأمريكية .. والرياض ترفض
  • أستاذ علوم سياسية: هناك ضغط من الإدارة الأمريكية على نتنياهو
  • مشهد ساخر لترامب وأوباما وهما يقللان من بايدن وهاريس .. فيديو
  • بايدن: سأترك لترامب أمريكا أقوى مما كانت عليه قبل 4 أعوام
  • «القاهرة الإخبارية»: مباحثات وقف إطلاق النار تحدث بتنسيق بين إدارتي ترامب وبايدن
  • رأي.. خلف بن أحمد الحبتور يكتب عن السنوات الأربع القادمة لترامب: اختبار دقيق للصمود العالمي
  • وفقا للخبراء.. هكذا "خضع" زوكربرغ وفيسبوك لترامب
  • أول استطلاع لسكان غرينلاند.. مفاجئة سارة لترامب
  • دعوات للمحكمة الأمريكية العليا بدعم حظر "تيك توك"
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية يزور السعودية ويلتقي رئيس هيئة الأركان العامة في المملكة