عربي21:
2025-01-15@21:17:53 GMT

الضم: إسرائيل تكتب القوانين بنفسها

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

يواجه المجتمع الدولي اختباراً حاسماً أمام التصعيد الإسرائيلي المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمع تزايد عمليات الضم الفعلي لأجزاء من الضفة الغربية بعد ضم القدس الشرقية، تبدو إسرائيل وكأنها ماضية في تكريس واقع جديد يتحدى أسس القانون الدولي ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

الضم الإسرائيلي يتناقض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية التي أقرها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف.

إذ يُحظر بموجب القانون الدولي أي استيلاء على الأراضي بالقوة. ورغم ذلك، تواصل إسرائيل استراتيجيتها التوسعية عبر نقل صلاحيات إدارية وسياسية إلى شخصيات مدنية مثل الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي تم منحه صلاحيات شبه سيادية في الضفة الغربية.

إن هذه الخطوات لا تقتصر على كونها انتهاكات للقانون الدولي، بل تعد جرائم تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، فإن غياب الإرادة الدولية لمعاقبة هذه الانتهاكات يعزز الشعور بالإفلات من العقاب ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى في النظام العالمي.

من أبرز التحديات التي تواجه العدالة الدولية هي ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ففي حين واجهت روسيا عقوبات صارمة بعد ضمها لأجزاء من أوكرانيا، يتم التعامل مع الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بخطابات سياسية فارغة. هذه الازدواجية ليست مجرد مسألة أخلاقية، بل تنعكس بشكل مباشر على مصداقية المؤسسات الدولية التي أنشئت لضمان العدالة.

وهنا سأضع الأبعاد الإنسانية والسياسية للضم على شكل نقاط مختصرة يجب علينا التركيز عليها على الصعيد العالمي:
1. تعميق الفصل العنصري: يعيش المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي المحتلة ضمن نظام مدني يوفر لهم حقوقاً واسعة، بينما يُحرم الفلسطينيون من حقوقهم الأساسية تحت نظام عسكري صارم. هذه السياسة تؤدي إلى تعزيز واقع الفصل العنصري، وهو أمر يهدد النسيج الاجتماعي للمنطقة.

2. تصعيد العنف: مع تصاعد عمليات الضم، تتزايد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين من خلال القتل والاعتقال والتهجير القسري. هذه الممارسات تغذي دائرة الكراهية وتزيد من احتمالات اندلاع مواجهات أكثر عنفاً.

3. نهاية حل الدولتين: الضم يعني فعلياً تدمير أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ما يؤدي إلى تعقيد الصراع وجعله أكثر استعصاءً على الحل.

التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي، الذي دعا علناً إلى ضم الضفة الغربية إذا قضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات، تعكس تصعيداً خطيراً يعمق الانتهاكات. كما أن سياسات الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات وبناء البنية التحتية اللازمة لربطها بإسرائيل تؤكد نيتها فرض واقع دائم يتجاهل تماماً الحقوق الفلسطينية.

يتطلب الوضع الراهن استجابة دولية تتسم بالحزم والفعالية. على المجتمع الدولي:
1. فرض عقوبات: كما تم مع روسيا، يجب تطبيق عقوبات رادعة على إسرائيل لخرقها القانون الدولي.

2. تعزيز صمود الفلسطينيين: من خلال دعمهم اقتصادياً وسياسياً لمواجهة مخططات الضم.

3. إعادة تفعيل القانون الدولي: رفض ازدواجية المعايير وإلزام جميع الأطراف باحترام القوانين الدولية.

يمثل الضم الإسرائيلي تهديداً وجودياً للنظام الدولي القائم على القانون. إن الصمت أو التردد في مواجهة هذه السياسات لن يؤدي سوى إلى تعزيز ثقافة القوة وغياب العدالة. اليوم، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تاريخية في وقف هذه الانتهاكات والعمل على تحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الضم الضفة الغربية فلسطين الضفة الغربية الضم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

مدعي عام الجنائية الدولية يدعو القضاة لرفض الاستئناف الإسرائيلي

#سواليف

حث المدعي العام للمحكمة #الجنائية_الدولية في #لاهاي، كريم خان، القضاة في المحكمة على وجوب #رفض #الاستئناف_الإسرائيلي بشأن التحقيق في #الحرب في قطاع #غزة.

يأتي ذلك، بعدما قدمت إسرائيل استئنافا إلى المحكمة الجنائية الدولية، تطالب فيه بتعليق مذكرتي #الاعتقال اللتين أصدرهما خان في نوفمبر 2024، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف #غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب #جرائم_حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية في غزة، وإعادة النظر فيهما.

وسبق أن دعا خان في ديسمبر 2024، غرفة الاستئناف إلى رفض هذا الطلب، معتبرا أنه غير ذي صلة في الوقت الحالي، مع إمكانية تقديم مثل هذا الطلب في مراحل لاحقة من العملية القضائية.

مقالات ذات صلة أهالي غزة يستبقون “إعلان التهدئة” بالأهازيج والتكبيرات وشراء الحلوى / فيديو 2025/01/14

تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتي الاعتقال استنادا إلى تحقيقات حول الانتهاكات المرتكبة في غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية.

من جانبها، انتقدت إسرائيل بشدة هذه الخطوات، ووصفتها بأنها مسيسة وتفتقر إلى الشرعية، داعية المجتمع الدولي إلى رفض مذكرات الاعتقال الصادرة بحق قادتها.

في هذا السياق، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، ردا على الأحكام الصادرة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية تدين جريمة الاحتلال في مخيم جنين
  • والي الخرطوم يطالب بتطبيق القوانين الدولية تجاه اللاجئين وابعاد الذين حملوا السلاح ضد الدولة والمواطن
  • الفصائل الفلسطينية تقصف مقر القيادة الإسرائيلي وسط غزة
  • مدعي عام الجنائية الدولية يدعو القضاة لرفض الاستئناف الإسرائيلي
  • بلينكن: "صفقة غزة" جاهزة للتنفيذ بانتظار موافقة حماس.. وعلى إسرائيل التخلي عن "أسطورة الضم" .. عاجل
  • حكاية قانون غير شرعي| أمريكا تعاقب الجنائية الدولية لأجل إسرائيل.. وخبير: تقويض للعدالة
  • لوكسمبورج: يجب إيقاف إنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • اختبار لجدية المنظومة الدولية.. الخارجية الفلسطينية تحذر من أي فصل بين الضفة وغزة
  • وزير العدل لم يقدم أجلا لإخراج القانون الجنائي ويقول إنه من أصعب القوانين
  • الإمارات: القضية الفلسطينية من أهم القضايا المركزية في السياسة الخارجية