مخاطر استهداف “نيوم” وأخواتها.. تهشيم رأس الأفعى!
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
بدا السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى استشهاد الإمَـام زيد بن علي -عليهما السلام- ممتعضاً من المراوغة السعوديّة وعدم الجنوح للسلام، باعثاً عدداً من الرسائل التحذيرية للنظام السعوديّ في حال عدم حدوث تطورات إيجابية في جهود الوساطة.
ويفهم المتابعون لحيثيات الخطاب أن الفرصة لا تزال سانحة أمام السعوديّة لتعديل مسارها الخاطئ، وعدم الاستمرار في الخضوع للهيمنة الأمريكية والبريطانية التي هي في الأَسَاس تمثل قيوداً أمام القرار السعوديّ للخروج من مأزقه العسير في اليمن؛ لأَنَّ هناك إصرارًا أمريكيًّا وحرصًا على استمرار الاستهداف لبلدنا، ومشكلة السعوديّ والإماراتي -كما يقول السيد القائد- أنهم خاضعون لأمريكا وبريطانيا.
قد لا يكون مستبعَداً التجاهل السعوديّ للتحذيرات الأخيرة؛ لأَنَّه -كما أسلفنا- لا يمتلك القرار، ولا سيما في ظل الرغبة الجامحة لواشنطن للمضي إلى أبعد مدى في العدوان والحصار على اليمن؛ وهذا يضعنا أمام احتمال عودة التصعيد من جديد، لكنه لن يكون كالسابق، بل سيزداد ضراوة وعنفواناً، إلا إذَا عدل الأعداء عن حماقتهم، واستوعبوا الرسالة جيِّدًا.
وَإذَا كان التصعيد هو الخيار المتاح أمام هذا الواقع المعقد؛ فما هي إمْكَانياتُ صنعاء للضغط على النظام السعوديّ لإيقاف عدوانه ورفع حصاره والخروج من هذا المستنقع؟ وما المصير الذي ينتظر آبار النفط وشركات الاستثمار في المملكة.
لقد أكّـد السيد القائد أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن ولا رفاهية للسعوديّة وتحريك للاستثمارات في “نيوم” وغيرها في ظل استمرار الحصار والمعاناة للشعب اليمني، ولأول مرة تأتي “نيوم” على لسان قائد الثورة، وبمعيتها الاستثمارات في المملكة، وهي رسالة واضحة مفهومة لا تحتاج إلى تفسير أَو تحليل؛ وهي تقول للسعوديّ بأن الحصارَ المفروضَ على اليمن ستقابله ضربات نوعية ودقيقة “لنيوم” والاستثمارات الأُخرى في المملكة؛ وهذا سيؤدي إلى عدم تحريك الاستثمارات.
نيوم.. أكبر المشاريع في المملكة:
ويعد مشروع “نيوم” من أكبر المشاريع الاستثمارية في المملكة والتي شملتها رؤية السعوديّة 2030 التطويرية، وهو عبارة عن مدينة حديثة عالمية شاملة، وسمي مشروع نيوم (NEOM) بذلك، (NEO) تعني الحديث باللغة اللاتينية، أما حرف الـ (M) فيشير إلى المستقبل العربي.
ولا يقتصر المشروع على السعوديّة فحسب، بل يشمل ثلاثَ دول عربية هي: (السعوديّة، الأردن، مصر)، ويقع المشروع على الساحل الغربي الشمالي للمملكة على طول البحر الأحمر، ويمتد على طول 468 كيلو متراً على ساحل البحر الأحمر من مدينة تبوك، كما تبلغ مساحته (26500) كيلو متر مربع.
وتبلغ تكلفة المشروع قرابة (500 تريليون دولار)، وقد بدأت المملكة فيه عام 2017م، وستنتهي المرحلة الأولى من المشروع في عام 2025، وغالبًا ما يتم تنفيذ المشروع نهائيًّا عام 2030؛ تحقيقاً لرؤية المملكة ببناء المدينة الاستثمارية المتطورة والأولى من نوعها.
وبناء على المعلومات أعلاه، لم يكن السيد القائد بحاجة إلى الحديث كَثيراً عن مشروع “نيوم”، وبمُجَـرّد الإشارة إليه سيدرك السعوديّ ما معنى الاستمرار في حصار الشعب اليمني والعدوان عليه دون الوصول إلى أفق واضح، وما معنى أن تتساقط الصواريخ اليمنية الدقيقة على هذا المشروع العملاق في المملكة.
وإذا كان “نيوم” هو المشروع الاستثماري الأكبر في السعوديّة، فَــإنَّ هناك مشاريعَ استثماريةً أُخرى تعمل الرياض على إنشائها، حَيثُ تنطلق السعوديّة من رؤية 2030؛ بهَدفِ رفع المستوى الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وتطمح السعوديّة لتصبح مركَزاً عالميًّا للنقل والخدمات اللوجستية بحلول عام 2030؛ ولهذا فَــإنَّها تعملُ على تحويل مطار الرياض (مطار الملك سلمان الدولي) إلى مركَز طيران ضخم، حَيثُ تخطط السعوديّة بأن يمتد المطار على أكثر من 57 كيلو متراً مربعاً، ويتضمن 6 مدارج متوازنة لتتعامل مع أكثر من 180 مليون مسافر، وخدمة 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2030، ولا يتوقف الطموح السعوديّ عند هذا الحد في الجانب الاستثماري، فرؤية 2030 تسعى إلى تحويل الرياض إلى واحدة من بين أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم.
لكن السؤال الأبرز هنا: كيف يمكنُ للمملكة أن تمضيَ قدماً في هذا المشروع وهي تواصل خنق الشعب اليمني وإغلاق مطار صنعاء الدولي وبقية الموانئ؟ وهل من العدل أن تستمر في نهضتها الاستثمارية في حين تواصل هدم البيت اليمني على رأس مواطنيه، وتكبيده الخسائر الفادحة في الجانب الاقتصادي والمعيشي وغيره؟!
لقد أَدَّى العدوان الأمريكي السعوديّ إلى إيقاف عجلة الاستثمار في اليمن، وإلى التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني، وتسبب الحصار في إغلاق مطار صنعاء الدولي، وموت آلاف المرضى، ولم يتمكّن اليمنيون العالقون في الخارج من العودة إلى بلادهم.
ومن المشاريع الاستثمارية الضخمة الجديدة التي أطلقتها السعوديّة هو مشروع “ذا لاين” وهو مفهوم في بناء مدن المستقبل يضع الإنسان على رأس أولوياته بمنحه تجربة معيشية حضرية غير مسبوقة مع الحفاظ على الطبيعة المحيطة به على عكس المدن التقليدية، وكذلك مشروع “جسر جزيرة شريرة” الذي تم الانتهاء منه مؤخّراً؛ وهو أطول جسر مائي في المملكة العربية السعوديّة، حَيثُ يبلع طوله 3.2 كم، حَيثُ سيربط هذا الجسر الذي أنجزته “شركة البحر الأحمر للتطوير” مع جزيرة “شريرة” لتمكين مشروع البحر الأحمر كوجهة سياحية وفندقية فاخرة.
كما أن هناك العديدَ من المشاريع الأُخرى قيد التنفيذ في المملكة، بما في ذلك مشروع “القدية”؛ وهو مركَزٌ إعلامي وترفيهي وسياحي وفني، ومشروع “أمالا” وهو مشروع سياحة واستجمام فاخر.
وأمام كُـلّ هذه المعطيات والتي لم يتم فيها حصرُ كُـلّ المشاريع الاستثمارية في المملكة، تظل السعوديّة في مأزِق حقيقي؛ فاستمرارها في العدوان والحصار على اليمن سيكلفها أثماناً باهظة، ولا سيما أنها باتت تدرك ما تمتلكه صنعاء من قدرات عسكرية هائلة، وصواريخ دقيقة، وقد استوعبت وفهمت الدرس جيِّدًا في قصف أرامكو قبل الهدنة؛ ولهذا فَــإنَّ مخاطر استهداف “نيوم” والشركات الاستثمارية الأُخرى في المملكة العربية السعوديّة يعني إصابةَ العدوّ في رأسه، والإصابة عندما تكون في الرأس والجمجمة فَــإنَّها تؤدي إلى نزيف الذي قد يعرض صاحبَه للشلل أَو الموت.
المسيرة/ أحمد داوود
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد البحر الأحمر فی المملکة السعودی ة ف ــإن
إقرأ أيضاً:
رانيا المشاط تضع حجر أساس مدرسة الوفاء 2 للتعليم الثانوي بالمنيا
اختتمت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الزيارة التفقدية بمحافظة المنيا، بوضع حجر أساس مدرسة تطوير التعليم الثانوي الوفاء 2 بمنطقة غرب سمالوط، ضمن أنشطة مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة SAIL ، وكذلك افتتاح مبنى الجمعية التعاونية الزراعية بقرية النصرة، بمشاركة الدكتور هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية، و علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظ المنيا اللواء عماد الكدواني.
وتتسع المدرسة الجديدة لـ17 فصلًا وتقام على مساحة 6500 متر مربع، وتأتي من بين أنشطة مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة، الذي تم في إطاره تدشين 9 مدارس تعليم أساسي وثانوي بمناطق عمل المشروع للتغلب على نقص الخدمات التعليمية، وذلك للمساهمة في تقليل الفجوة التعليمية بين الحضر والريف، مما يعزز من فرص العمل والتنمية الاقتصادية، كما أن التعليم في هذه المناطق يساعد في تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي، ويشجع على المشاركة الفعالة في المجتمع، فضلًا عن تطوير وتجهيز 11 حضانات تعليمية للأطفال.
كما تفقدت الوزيرة مدرسة الجهاد للتعليم الأساسي التي تعد ضمن أنشطة المشروع وتم تدشينها تحت مظلة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية مكون التعليم ضمن أنشطة مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة، موضحة أن التوسع في إنشاء المدارس يُعزز رؤية الدولة التي يعد أحد محاورها الرئيسية التعليم، حيث تعكس تلك الخطوة تكامل الجهود لتوفير بيئة تعليمية مناسبة في المناطق الريفية، نتمكن من تمكين الأجيال الجديدة وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية.
وأشارت المشاط، إلى إنجازات المشروع فى مجال تنمية المجتمع، حيث يستهدف المشروع دعم المجتمعات المحلية في مناطق عمل المشروع بالأراضي الجديدة من خلال توفير البنية التحتية الملائمة لتقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية للمستفيدين عن طريق فتح فصول محو الامية وانشاء المدارس ومراكز الشباب وتنفيذ القوافل الطبية وبناء وتجهيز العيادات الصحية والحضانات والمشاغل، بالإضافة إلى جمعيات تنمية المجتمع من خلال تجهيزها ورفع القدرات المؤسسية لأعضائها خاصة المرأة الريفية والشباب.
وأكدت "المشاط" على التنسيق المستمر بين الجهات الوطنية المنفذة للمشروعات ممثلة في وزارة الري والموارد المائية، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وغيرها من الجهات وكذا شركاء التنمية من أجل تحقيق أقصى استفادة من مشروعات التعاون الإنمائي، والوصول إلى النتائج المرجوة التي تنعكس على المواطنين وصغار المزارعين والمستفيدين من مختلف الفئات، من خلال تكامل الجهود والتنسيق فيما بينها.
يشار إلى أن الدكتورة رانيا المشاط ، استمعت إلى عرض تقديمي عن إنجازات مشروع SAIL، وتفقدت مشغل الخياطة بوحدة تنمية المجتمع بالمحافظة، كما شهدت تسليم معدات الميكنة الزراعية للجمعيات الزراعية والتسويقية، بالإضافة إلي قيامها بتسليم عدد من المنح للمرأة الريفية، وتفقد مدرسة الجهاد للتعليم الأساسى والمنفذة بواسطة المشروع.
كما توجهت إلى منطقة غرب سمالوط لتفقد أعمال تطوير الري بخط طرفا ومحطات الطاقة الشمسية، وكذا تفقد محطة رفع طرفا رقم 3 المغذية للمشروع من محطة طرفا الرئيسية على نهر النيل، كما تفقدت نماذج للمدارس الحقلية والزراعات.
جدير بالذكر أنه محفظة التعاون الجارية مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد تشمل تنفيذ 3 مشروعات بتمويلات إنمائية مقدمة من الصندوق وهي مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وتحسين سبل المعيشة SAIL، ومشروع تعزيز الموائمة في البيئات الصحراوية بمحافظة مطروح PRIDE، وبرنامج التحول المستدام للمواءمة الزراعية في صعيد مصرSTAR، وتبلغ قيمة محفظة التعاون الإنمائي على مدار 40 عامًا نحو 1.1 مليار دولار، كما يُعد الصندوق هو شريك التنمية الرئيسي لمشروعات الغذاء ضمن برنامج «نُوَفِّي».