لبنان ٢٤:
2025-03-25@23:57:43 GMT

إحتلالٌ وضمٌّ حتى الليطاني أو أكثر

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

كتب طوني عيسى  في " الجمهورية": في لبنان، فقد بات الحديث عن توسع جغرافي وديموغرافي إسرائيلي على حسابه متداو لاً جدّياً. وهناك شكوك قوية في أنّ المناطق المدمّرة والمحروقة التي تنشئها إسرائيل في الجنوب، وتريد تسميتها "مناطق عازلة"، ستبقى خالية من أهلها اللبنانيين في شكل دائم، وستخضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية صارمة لا أفق زمنياً لها.

ومع الوقت، لن يكون صعباً أن تطلق إسرائيل مشاريع الاستيطان فيها. وفي أول فرصة دولية إقليمية سانحة سيكون ممكناً الإعلان عن ضمّ هذه المناطق اللبنانية إلى خريطة إسرائيل، وبصمت كامل، كما تمّ ضمّ الجولان. في الحقيقة، ليس واضحاً تماماً حدود الأطماع الإسرائيلية في الجنوب. وربما يفكر الإسرائيليون في توسيع حدود احتلالهم بالمقدار الذي تسمح به الظروف. وفيما يصرّ البعض على القول إنّ الإسرائيليين لا يريدونمن لبنان سوى ضمان أمنهم على الحدود الشمالية، وإنّهم لايطمعون بأرضه، يعتقد آخرون أنّ الفكر اليميني الممسك حالياً بالحكم في إسرائيل، والمستند إلى خلفيات توراتية، سيستغل الفرصة التاريخية لتوسيع خريطة إسرائيل شمالاً نحو لبنان، ضمن مسعاه إلى تغيير هذه الخريطة ديموغرافياً أيضاً، بتهجير قسم كبير من السكان العرب، تطبيقاً لمبدأ يهودية الدولة. وتأكيداً لذلك، ومنذ اللحظة الأولى لانتخاب ترامب، قبل أيام، يقوم الإسرائيليون بحملة مركّزة لتذكيره ب "الوعد" الذي قطعه ذات يوم بتوسيع خريطة إسرائيل، "لأنّها ضيّقة على شعبها". ولم تعد من نسج الخيال مخاوف البعض من وصول إسرائيل إلى مياه الليطاني التي لطالما حلمت بها. علماً أنّ هناك مَن يسأل عن المانع من تمدّدها حتى نهر الأولي، في مراحل لاحقة، إذا سمحت لها الظروف وموازين القوى. فهل دعوة أدرعي لسكان الجنوب إلى تجاوز هذا النهر يندرج في هذا السياق الخبيث؟ عند هذه الوقائع والأسئلة، يكمن خطر ا لاستهتار بمستقبل الجنوب. فالدولة اللبنانية عاجزة عن القيام بأي خطوة ذات معنى لوقف الحرب وحماية الأرض التي يجري إحراقها واحتلالها، وإنقاذ الشعب الذي يتعرّض للقتل والتهجير. وأما القرار، فهو بكامله في أيدي الإيرانيين والإسرائيليين. وإذ يستشرس عناصر "حزب الله" في التصدّي للقوات الإسرائيلية التي تحاول التقدّم في قراهم، فإنّ القرارات الكبرى والفاعلة التي تقود "الحزب"، كإطلاق الصواريخوالمسيّرات على إسرائيل، تتولاّها إيران حصراً وبناءً على حسابات الربح والخسارة بينها وبين إسرائيل والولايات المتحدة وليس أي حسابات أخرى. فإذا استمر عجز اللبنانيين، بشقيهم الرسمي والحزبي، عن الإمساك بزمام الحرب، فإنّ الفرصة ستكون سانحة لإسرائيل لكي تقوم بمناورات ابتزاز وبيع وشراء، مع أي كان في الشرق الأوسط والعالم، من أجل ضمان مستقبلها الآمن والتوسع جغرافياً وديموغرافياً، على حساب لبنان الكيان والدولة، كما على حساب سوريا والأردن ومصر، وسائر الكيانات التي شاء القدر أن تكون على تماس مع إسرائيل. فهل بقي مجال لتجنّب هذا الخطر الكياني على لبنان، أم فات القطار وما كُتِب قد كُتِب؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لبنان يواجه العاصفة.. تصعيد حاد في الجنوب وتحذيرات من الانزلاق إلى الحرب

تشهد الحدود الجنوبية للبنان تصعيدا عسكريا متسارعا، مما يزيد من المخاوف من انزلاق البلاد إلى مواجهة واسعة النطاق، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أطلق رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، تحذيرا شديد اللهجة من تداعيات التصعيد، مشددا على ضرورة منع أي انجرار إلى حرب جديدة قد تكون عواقبها كارثية على لبنان.

وفي هذا الصدد، يقول أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه سيظل العالم أجمع أمام الألم والصدمات حين استمرار الاحتلال ضرب لبنان وغزة، ونحن لم نخرج من قطاع غزة، ولن نخرج منه وسنبقى بداخله حتى ينتهي هذا الاحتلال، الذي يمارس ضغط كبير على لبنان خلال هذه الفترة.

وأضاف الرقب خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدعم الدولي سيساعد لبنان في القضاء على 70% من مشكلاتها، كما أن البلد بأكملها تتفق على هذا الموضوع، متمنيا أن يأتي هذا الدعم الدولي بالمال والعتاد وكل شيء.

وفي إطار جهود التهدئة، أجرى سلام سلسلة من الاتصالات المكثفة، أبرزها مع وزير الدفاع ميشال منسى، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان أن قرار الحرب والسلام يبقى بيد الدولة اللبنانية وحدها. 

كما تواصل مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، جانين بلاسخارت، مطالبا الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. 

وأكد سلام أن استمرار الاحتلال يشكل خرقا للقرار الدولي 1701 ويهدد الاستقرار في المنطقة.

تصعيد إسرائيلي ورد لبناني حذر

وفي المقابل، رفعت إسرائيل مستوى التصعيد، حيث أعلن جيشها عن اعتراض ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، متهما بيروت بالتقاعس عن ضبط الأوضاع الأمنية.

 ردا على ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق جنوبية، مثل إقليم التفاح، جبل الريحان، وبلدة تولين، مما أسفر عن إصابات وأضرار جسيمة.

وفي السياق نفسه، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة اللبنانية مسؤولية الهجمات، فيما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي تهديد"، مؤكدا استهداف "عشرات الأهداف الإرهابية" في لبنان.

هدوء حذر في لبنان بعد الغارات الإسرائيلية جنوبي البلادباحث: استفزازات إسرائيل في لبنان تضاف لـ90 يومًا من اختراقات للهدنةحزب الله ينفي التورط ويدعو إلى التهدئة

من جانبه، أصدر حزب الله بيانا رسميا ينفي فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ، مؤكدًا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار. 

واتهم الحزب إسرائيل باستخدام "ادعاءات زائفة" لتبرير عدوانها المستمر، كما أكدت مصادر في الحزب لوكالة الأنباء الألمانية أنه ملتزم بقرار الدولة اللبنانية ولم يشارك في أي عمليات عسكرية منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024.

في محاولة لضبط الوضع، نفذ الجيش اللبناني عمليات تمشيط في منطقة شمال نهر الليطاني، حيث عثر على ثلاث منصات صواريخ بدائية الصنع بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون، وعمل على تفكيكها لتجنب تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.

ومن جانبه، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون التصعيد الإسرائيلي، معتبرا أن الغارات المستمرة منذ 18 فبراير تمثل "محاولة لجر لبنان إلى سيناريو كارثي"، كما ناشد الدول الصديقة التدخل العاجل لمنع تدهور الأوضاع، محذرا من أن الحسابات الإقليمية والدولية قد تدفع بلبنان إلى المجهول.

ودعا الرئيس اللبناني القوى الفاعلة جنوبًا، ولجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر 2024، والجيش اللبناني، إلى التحرك بحزم لمنع أي خروقات قد تجر البلاد إلى دوامة عنف جديدة.

والجدير بالذكر، أنه في ظل التصعيد المتسارع، يبقى المشهد مفتوحا على جميع الاحتمالات، تتزايد الضغوط الدبلوماسية للتهدئة، ولكن غياب مؤشرات جدية لوقف التصعيد يعزز المخاوف من انزلاق لبنان إلى جولة جديدة من الصراع، قد تكون هذه المرة أشد خطورة وتعقيدا.

وزير دفاع لبنان: لن نعود إلى ما قبل وقف إطلاق النار.. ويجب ردع العدو الإسرائيليبري يكشف المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى الانفجار الكبير

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • سماع صوت قوي في أرجاء النبطية.. هذه طبيعته
  • أين الحزب الشيوعي؟
  • معلومة جديدة عن صواريخ الجنوب
  • لبنان يواجه العاصفة.. تصعيد حاد في الجنوب وتحذيرات من الانزلاق إلى الحرب
  • تحذير.. كيف علّق جعجع على حادثة صواريخ الجنوب؟
  • الوشق المصري أعجوبة الخلق الذي يخشى البشر فلِم عقر جنود إسرائيل؟
  • ما هو أبعد من منصّات صواريخ بدائية الصنع
  • ساجدا في خيمته.. صلاح البردويل الذي غيبته إسرائيل من شوارع الوطن
  • الرئيس عون يحذّر من ضرب مشروع انقاذ لبنان