الوطن:
2024-12-16@20:32:39 GMT

النائب علاء عابد يكتب: عودة ترامب والشرق الأوسط

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

النائب علاء عابد يكتب: عودة ترامب والشرق الأوسط

حقق المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فوزاً كبيراً على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية بعد تجاوزه حاجز الـ270 صوتاً المطلوبة من أصوات المجمّع الانتخابي بفارق كبير، بعد أن حسم أغلب الولايات المتأرجحة.

وتعني عودة دونالد ترامب للرئاسة عودة السياسات التي طبّقها خلال ولايته الأولى، وهى مواصلة تنفيذ سياسات «أمريكا أولاً»، التي تشمل فرض قيود على الهجرة، وإعادة التفاوض حول الاتفاقيات التجارية، وتأكيد دعم الصناعات الأمريكية.

أما على الساحة الدولية فهي تعني تغييرات كبيرة في العلاقات مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة التقليديين، حيث عُرف ترامب بنهجه القاسى في التفاوض، سواء مع الاتحاد الأوروبى، أو حلف الناتو، أو الصين.

من غير المرجح أن يكون لفوز ترامب تأثير ذو مغزى في مستقبل قطاع غزة، أو مآلات الحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023، وربما يعني ذلك مزيداً من تراجع هذه القضية على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، بحيث إنه إذا لم تقع حوادث كبرى تمثل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة أو المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فلن يكون هناك اهتمام أو حوار حقيقي حول صفقة لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن. في الوقت نفسه، سيستمر تدفق الدعم بأشكاله المتعددة إلى إسرائيل، من أجل ضمان تحقيق «النصر»، كما أشار ترامب أكثر من مرة، وهو ما يعني الدعم القوي للاحتلال الإسرائيلي، تطبيقاً لما وصف به ترامب نفسه بأنه «أفضل صديق» لإسرائيل.

ومن المتوقع ألا تشهد سياسة ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط تحولاً جذرياً، لكنه سيكون براجماتياً وأقل ميلاً للمواجهات الخارجية وأكثر انكفاءً للداخل الأمريكي.

السياسات التي سيتبعها ترامب حيال أفريقيا لن تختلف عن سياسته في ولايته الأولى (2017- 2021)، التي تتمحور حول الانعزالية والنزعة القومية، وإن كانت هناك احتمالية حدوث تغيير فى توجهاته نحو مزيد من التقارب مع الدول الأفريقية، استناداً إلى ما تضمنه مشروع ترامب 2025 الذى يدرك فريقه الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا على المدى الطويل، في ضوء مبادئ استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، التي ترى في الصين وروسيا التهديد الرئيسى في القارة.

وكان موقف إدارة ترامب الأولى تجاه أزمة «سد النهضة» متوافقاً تماماً مع الرؤية المصرية، وهو ما عبرت عنه «الرعاية» الأمريكية للاتفاق الذي لم يكتمل بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا فى يناير 2020، بعدما انسحبت أديس أبابا؛ بحجة واهية بأن الجانب الأمريكى ينحاز بشكل واضح للموقف المصري.

وفي ضوء الوضع الأمني المضطرب الذي يشهده إقليم البحر الأحمر، ومنطقة القرن الأفريقي، ومع تكثيف جماعة الحوثي المدعومة من إيران، لهجماتها وعملياتها في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المارة عبر مضيق باب المندب، يرى ترامب أن تأمين السفن الصينية إلى أوروبا ليس من اختصاص واشنطن، وبالتالي يمكن إسناد الحماية لأطراف إقليمية، للاضطلاع بمسئولية أمن البحر الأحمر.

وشهدت الفترة الرئاسية السابقة لترامب رفع العقوبات على السودان، وشطب اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد أكثر من عقدين من الزمان، كما حمل الخرطوم على بدء خطوات للتطبيع مع إسرائيل، ووقع معها اتفاق أبراهام، ومع مجىء ترامب يمكن أن يشكل ذلك فرصة لتحسين علاقات واشنطن مع السودان مثلما حدث فى آخر ولايته السابقة.

وفي سوريا، قد تفتح عودة ترامب باب الحوار بشأن ملف وحدات حماية الشعب الكردية، والذى يُعد من أكثر الملفات الشائكة بين تركيا وأمريكا، وسيكون ترامب أكثر استعداداً لتقديم تنازلات تتعلق بدعم الأكراد فى شمال سوريا، خاصة إذا استطاعت تركيا تقديم بدائل تسهم فى حفظ استقرار المنطقة دون الإضرار بمصالحها الأمنية.

الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع وضمان عدم توسع الصراعات. ولا بد من وجود رؤى شاملة للتعامل مع الملفات الساخنة، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.

وبسبب التوترات والصراعات والحروب التى تعانى منها عدد من دول المنطقة، من بينها سوريا وليبيا والسودان واليمن ولبنان، والتى أدت إلى ازدياد أعداد اللاجئين فى مصر خلال السنوات الأخيرة، لذا يناقش مجلس النواب قانون لجوء الأجانب، وهو يهدف إلى وضع تنظيم قانونى لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة فى إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التى انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هى الجهة المختصة بجميع شئون اللاجئين،

وترعى مصر عدداً كبيراً من اللاجئين من مختلف الجنسيات والوافدين المقيمين من الأجانب، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة واضطرابات إقليمية فى توسع، إذ تصل أعدادهم طبقاً لبعض التقديرات الدولية إلى أكثر من 9 ملايين يمثلون نحو 133 دولة، ويشكلون 8.7% من حجم سكان مصر.

* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

الشرع يبحث مع المبعوث الأممي الحذر بالمرحلة الانتقالية وضمان عودة اللاجئين

كشفت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، عن أن أحمد الشرع بحث مع المبعوث الأممي ضرورة التعامل بحذر في المرحلة الانتقالية وأهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل.

أعلنت وزارة الخارجية القطرية عن استئناف عمل سفارتها في سوريا اعتبارا من الثلاثاء، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الأحد، إن لندن أجرت اتصالات دبلوماسية مع "هيئة تحرير الشام" في سوريا،  التي قادت هجوم الفصائل المعارضة وتمكنت من السيطرة على معظم المحافظات السورية ومغادرة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا.


وأضاف لامي، في تصريحات للصحفيين، أن "هيئة تحرير الشام" لا تزال منظمة محظورة لكن يمكننا إجراء "اتصالات دبلوماسية".


وتابع : "بالتالي لدينا اتصالات دبلوماسية مثلما تتوقعون".

وأكد أن لندن تستخدم جميع القنوات المتاحة لديها وهي القنوات الدبلوماسية وبالطبع قنوات الاستخبارات.

وأفاد أنهم يسعون للتعامل مع "هيئة تحرير الشام" حيثما يتعين عليهم ذلك.

وكان وزير الدفاع البريطاني جون هيلي قد أعلن أن سلطات بلاده لا ترى أي عوائق أمام المفاوضات مع "هيئة تحرير الشام" في سوريا رغم وجودها على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة.

وجاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم السبت، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع "هيئة تحرير الشام".

أعلنت قطر، اليوم الأحد، أن وفدا دبلوماسيا وصل إلى سوريا والتقى بمسؤولين في الحكومة الانتقالية في البلاد.

ووفقا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، قال  مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان إن الوفد الدبلوماسي “وصل إلى دمشق لاستكمال الإجراءات اللازمة لافتتاح سفارة دولة قطر في الجمهورية العربية السورية".

وأضاف المتحدث "أكد الوفد خلال اجتماعاته مع الحكومة الانتقالية في سوريا التزام دولة قطر الكامل بدعم الشعب السوري... بعد نجاح ثورته".

وأوضح الأنصاري أن الوفد القطري "ناقش مع الجانب السوري سبل تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية القطرية، وقام بتقييم احتياجات الأشقاء السوريين خلال هذه المرحلة المهمة".

وأغلقت الدوحة سفارتها في دمشق واستدعت سفيرها في يوليو 2011.

لم تستعد قطر أبدًا العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد، الذي غادر إلى روسيا بعد تقدم المعارضة الذي استمر 11 يومًا والذي اجتاح المدن الكبرى ثم العاصمة دمشق.

وقال مسؤول مطلع على التطورات هذا الأسبوع إن قطر "أنشأت قناة الاتصال الأولى" مع جماعة "هيئة تحرير الشام".

وأضاف المسئول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، أن 'الاتصالات تركزت مع هيئة تحرير الشام وغيرها على ضرورة الحفاظ على الهدوء والحفاظ على المؤسسات العامة السورية خلال الفترة الانتقالية".

وأعلنت قطر، الأربعاء، أنها ستعيد قريباً إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق “بعد استكمال الترتيبات اللازمة”.

مقالات مشابهة

  • أحداث سوريا.. والشرق الأوسط الجديد
  • تخوف كبير في ألمانيا من عودة اللاجئين السوريين.. فيديو
  • البابا فرنسيس يدعو للسلام لكل من روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط
  • الشرع يبحث مع المبعوث الأممي الحذر بالمرحلة الانتقالية وضمان عودة اللاجئين
  • محمد نبيل يكتب: ضي ورامبو وسنو وايت .. مصر تنير مهرجان البحر الأحمر
  • جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
  • ميقاتي يتحدث من روما عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل والوضع في سوريا والشرق الأوسط
  • دبلوماسيون من أمريكا والشرق الأوسط يجتمعون في الأردن لبحث مستقبل سوريا
  • النائب علاء عابد يكتب: وحدة سوريا.. أمن قومي عربي
  • الأوضاع الأمنية تبطيء من عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.. فيديو