الوطن:
2024-12-16@13:29:09 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل   

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل   

حدَثٌ غريبٌ يستحق منَّا النظرَ والتأمل.. إنه ذلك الحضور الحسىّ لأمين الوحى سيدنا جبريل عليه السلام، فى صورة رجل غريب رآه الصحابة كما يرى بعضُهم بعضاً، وسمعوه كما يسمع بعضُهم بعضاً.

وقد جاءت أحداث هذا الحدَث جاذبة لكل الجالسين، بحيث تلفت انتباههم لكل ما يُقال، فالحاضر رجلٌ غريب تتطلع لمعرفته الأنظار، له وجه حسَنٌ لا تلتفت عنه العيون، طيّبُ الريح بحيث تأنسُ له النفوس، ثيابه نظيفة لا يُرى عليها شىء من آثار السفر كالغبار والعرق! رغم أنه غريب غير معروف، فليس من أهل المكان وليس ضيفاً على بعض أهله! إنه شأن يجذب الحواسّ.

ثم هو يسلم على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويستأذنه فى الاقتراب منه مراراً، وقد جاء وصف هذا فى رواية الإمام النَّسَائىّ التى جاء فيها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بينَ ظَهْرانَى أصحابه [أى: بينَهم]، فيجىءُ الغريب فلا يَدرى أيُّهم هو حتى يسألَ، فطلبنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم [أى: استأذناه] أن نجعلَ له مجلساً يعرفُهُ الغريب إذا أتاه، فبَنيْنَا له دُكَّاناً مِن طين [أى: دَكَّةً يقعد عليها] كان يجلس عليه، وإنا لجلوس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسِه إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، كأنَّ ثيابه لم يمسّها دنَس، حتى سلَّمَ فى طرَفِ البساطِ، فقال: السلام عليك يا محمدُ. فردَّ عليه السلام، قال: أَدنُو يا محمد؟ قال: «ادنُهْ». فما زال يقول: أدنو؟ مِراراً، ويقول له: «ادنُ»، حتى وضع يده على ركبتى رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم».

هذه الأمور كلها تتآزر لجذب انتباه الجالسين، بحيث تعى قلوبهم كل ما سوف يُقال، أليس فى هذا إرشادٌ للمعلمين وللدعاة وللآباء كيف يهيئون نفوس مَن يريدون توجيه الكلام والنّصح إليهم بحيث تكون قلوبهم أوعية واعية لما يوجّه إليهم من إرشاد؟!

ثم يبدأ الحوار الذى يرويه لنا سيدنا عمر الفاروق، رضى الله عنه وأرضاه، فيحكى قولَ الرجل الغريب الذى تمثَّلَ فى صورته سيدنا جبريل عليه السلام، إنه يبدأ الكلام، فيقول: يا محمدُ أخبرنى عن الإسلام.

البدءُ بالسؤال عن الإسلام أمر منتظرٌ من غريب جاء ليعرفَ الدين؛ فليس هذا غريباً أو عجيباً، ولكن الغريب حقّاً هو ما سوف يقولُه سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كيف يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يُلخّصَ شأن هذا الدين الذى هو رسالة الله تعالى للعالمين فى كلمات قلائل.. لو قيل لجمع كبير من العلماء الذين أفنَوْا أعمارَهم فى دراسة هذا الدين أن يلخّصوه فى كلمات ما استطاعوا، إنهم يحتاجون أن يُفرّغوا حتى يضعوا مؤلَّفاً لبيان هذا الدين، ثم هم كلما أعادوا النظر فيه زادوا فيه وبدّلوا وغيّروا.

وها هو سيدُ الخَلق، صلى الله عليه وسلم، يُلخصُّ الإسلام فى كلمات قليلات، فيقول، صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتُؤتى الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً».

لقد بدأ صلى الله عليه وسلم تعريفه للإسلام بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم». إن الإسلام يبدأ من الشهادتين الكريمتين؛ الشهادة لله تعالى بالوجود والوحدانية، والشهادة بصدق سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى دعواه النبوة والرسالة.

ولا بد من الانتباه إلى خصوصية كلمة (أشهد) التى أشار إليها السادة العلماء، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل بدلاً منها: (أعترف)، أو: (أُقرّ)، أو غير ذلك... وإنما قال: (أشهد) تلك الكلمة التى لا بد من أن ينطقها مَن يريد أن يدخل فى هذا الدين، ويُردّدها المسلم فى كل أذان وصلاة.

والشهادة يُعرّفُها العلماء بأنها «قولٌ صادرٌ عن علمٍ حصَلَ بمشاهدةِ بصيرة أو بصر»، إذن الإسلام يبدأ من هذه النقطة، من نقطة إزاحة أىّ غشاوة عن البصر والبصيرة، حتى يشهد الإنسان شهادة ليس فيها أدنى لبس بوحدانية الله تعالى وصدق رسالة رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله صلى الله علیه وسلم رسول الله هذا الدین

إقرأ أيضاً:

نجم الأهلي السابق: كولر أخطأ بتغيير أبوعلي و عطية الله.. ترتيب مسددي ركلات الترجيح "غريب"

أكد أحمد كشري نجم النادي الأهلي السابق، أن الفريق الأحمر قدم مستوى جيد أمام باتشوكا المكسيكي، لكن في النهاية خسر الأهلي بركلات الترجيح، مشيرًا إلى وسام أبوعلي كان يجب الإبقاء عليه داخل الملعب، لأن كهربا ليس في أفضل مستوياته حاليا.

وقال عبر برنامج بلس 90 عبر شاشة قناة النهار: "كان لابد من وجود وسام أبوعلي في المباراة، وهو كان قادرًا على اللعب وتقديم الإضافة، ولا أعرف سبب أيضا سحب يحيى عطية الله من الملعب، وكان من الممكن وجود كوكا في تلك الجبهة، التغييرات لم تحقق الإضافة".

كريم حسن شحاتة: الأهلي "نكد على المصريين" وكولر يتحمل الهزيمة أحمد أيوب: الأهلي خسر من فريق يصارع الهبوط في الدوري المكسيكي

وأضاف: "الأهلي كان يواجه خصم جيد ويمتلك لاعبين مميزين، ولم يكن لديهم وجود قوي مثل لقاء بوتافوجو، ووجهة نظري أن لاعبي الأهلي قدموا مستوى قوي في الالتحامات والضغط، وكان يجب أن يقوم عمرو السولية أو بيرسي بتسديد ركلة الترجيح قبل كهربا، كنت مستغرب من قيام الأخير بالتسديد، فهل كان يبحث عن "اللقطة".. هناك لاعبين آخرين أفضل تسدد ركلات الترجيح".

وأكمل: "تغيير كهربا كان مبكر جدا، وعطية الله كان يسير بشكل جيد، وكان من الممكن وجود كوكا بدلا منه، لأن عمر كمال عبدالواحد كان يقدم مستوى جيد في الظهير الأيمن، والأهلي في الفترة الماضية الفريق لم يكن في افضل حالاته، واللاعبين اليوم امام باتشوكا قدموا مستوى جيد لأنهم يعلمون حجم المباراة".

وزاد: "الأهلي كان قادرا على الفوز، وفي ركلات الترجيح أيضا لو تم اختيار الأسماء المناسبة للتسديد كان سيحسم الفريق اللقب، وكان هناك لاعبين آخرين مثل السولية وتاو كان يجب أن يقوما بالتسديد قبل كهربا.. وحتى إمام عاشور كان موجود أيضا ولم يسدد".

وأردف: "كنت أتمنى ان يصعد الأهلي لمواجهة ريال مدريد، وكان من الممكن ان يصنع تاريخا كبيرا، لأن الفريق الاسباني ليس في أفضل حالاته ويخسر كثيرا في المباريات الأخيرة".

واستطرد: "يجب ان يتعلم الأهلي الدرس جيدًا، وان تكون هناك حلول لتدعيم الفريق وضم مهاجم قوي مع وسام ابوعلي".

وختم: "كنا نستحق الوصول للنهائي، في كل بطولة نكون قريبين من تحقيق انجاز، ولكن في النهاية نفقد الفرصة بسبب الاخطاء".

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!
  • رمضان عبد المعز: كلام سيدنا النبى بيطمنا ويعلمنا منخافش من بكرة
  • أهم المعلومات حول جبل الشيخ الذي سيطر عليه الاحتلال (إنفوغراف)
  • سر خطير سيجعلك تداوم على قراءة سورة الواقعة.. تعرف عليه
  • نجم الأهلي السابق: كولر أخطأ بتغيير أبوعلي و عطية الله.. ترتيب مسددي ركلات الترجيح "غريب"
  • ماذا كان يقول رسول الله في الصباح؟.. 11 كلمة ترضيك يوم القيامة
  • فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه
  • الإفتاء: الإسلام يدعوا لإسباغ الوضوء بلا إسراف
  • رسالة النبوة: حديث بليغ يكشف عظمة البناء الإلهي