تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رغم الاستقرار الذى حققته قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من قوات التحالف الدولى بقيادة واشنطن، فى شمال وشرق سوريا بعد القضاء على سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وطرده من عاصمته "مدينة الرقة"، فإن التحالف الدولى دائما ما يحذر من استمرار تهديد داعش من خلال نشاط عصاباته النائمة.

تجنبًا للتهديدات القائمة للتنظيم الإرهابي، تواصل "قسد" دورها فى العمليات الأمنية المتتالية لإفقاد خلايا التنظيم الإرهابى أى قدرة على العودة أو التأثير.

وأطلقت قسد فى المناطق الخاضعة لسيطرتها وسيطرة الإدارة الذاتية للأكراد فى شمال وشرق سوريا، عملية أمنية جديدة تحت شعار "الأمن الدائم" لتفتيش المناطق الحدودية مع العراق والمناطق المحيطة بمخيم الهول بمدينة الحسكة، ولتفتيش مخيم الهول من الداخل، حيث يضم المخيم الآلاف من عوائل التنظيم الإرهابي.

وذلك بعدما حصلت على اعترافات بعض العناصر الإرهابية التى تفيد بعدد من التحركات للخلايا النائمة، ما دعا "قسد" لشن ضربات استباقية ضد العناصر التى تحاول استغلال الأحداث والتوترات الجديدة فى منطقة الشرق الأوسط، والاستفادة منها قدر الإمكان.

وحدات حماية المرأة تشارك في عملية أمنية ضد داعشأهداف ضرورية لداعش

لم تكن عمليه "الأمن الدائم" هى العملية الأولى من نوعها لتفتيش وتعقب الخلايا النائمة داخل وخارج مخيم الهول، بل سبقتها العملية الأمنية تحت شعار "الإنسانية والأمن" والتى جرى تنفيذها على ٣ مراحل، وأسفرت عن ضبط أسلحة وعناصر هاربة من التنظيم، كما نجحت فى تخليص بعض النساء الايزيديات اللائى وقعن فى يد التنظيم الإرهابي.
يمثل مخيم الهول الذى يضم عوائل داعش الإرهابى (نساء وأطفال) قنبلة موقوتة بالنسبة لمنطقة الإدارة الذاتية لأن بقاء العوائل فيها يعنى تنشئة أجيال جديدة غير مؤهلة، لكنها مدربة على الأفكار التكفيرية لعناصر التنظيم النسائية بالمخيم، كما أن المخيم يعتبر هدفا للتنظيم من أجل تحرير عوائله واستعادتهم.
على الجانب الآخر، توجد قنبلة أشد خطرا فى منطقة الإدارة الذاتية وهى مشكلة السجون التى تضم الآلاف من عناصر التنظيم الإرهابى وقياداته الخطرة، وهذه السجون هى هدف مستمر لخلايا التنظيم التى ترغب فى تخليص بقية عناصرها الكثيرة القابعة خلف سجون "قسد".
وفى سبتمبر الماضي، تمكنت بعض عناصر التنظيم الإرهابى من الفرار من أحد سجون المنطقة، وهو ما استدعى من "قسد" القيام بعملية لاستعادة الهاربين.
ووفقا لبيان سابق للقيادة المركزية الأمريكية، فإن نحو ٩ آلاف عنصر من التنظيم الإرهابى يقبع فى سجون قوات سوريا الديمقراطية، وأن عددها يمثل جيشا بذاته لو تمكنت مثل هذه العناصر من الهروب لأحدثت بلبلة، وقضت على الاستقرار الذى تنعم به منطقة شمال وشرق سوريا الواقعة تحت الإدارة الذاتية للأكراد.
يمثل احتجاز عناصر وقيادات التنظيم الإرهابي، وعوائله من النساء والأطفال، هدفا مستمرا يسعى لاستعادته التنظيم، ويؤكد مراقبون أنه لو تمكن من هدفه فسوف يعيد المنطقة إلى جحيم الاضطراب والعمليات الإرهابية المروعة ضد أهالى المنطقة.

نتائج عملية "الأمن الدائم"

تمكنت قوات سوريا الديمقراطية فى الأيام الأولى لعمليتها الأمنية من تنفيذ تفتيش المناطق الحدودية مع العراق والمناطق المحيطة بمخيم الهول، حيث نجحت فى تصفية عنصر مطلوب وتوقيف نحو ٥٥ آخرين، كما أوقفت عددا من حاملى الجنسيات المختلفة بتهمة الانتماء للتنظيم الإرهابي.
وفى الوقت نفسه، تشارك "قسد" فى التدريبات العسكرية التى تجريها قوات التحالف الدولى فى القواعد العسكرية الأمريكية تحسبًا لأى هجمات سواء كانت من قبل الميليشيات الموالية لإيران، أو تنظيم داعش الإرهابى الذى يحاول استغلال التوترات الجديدة فى منطقة الشرق الأوسط.
خاصة وأن "قسد" قد تكون منشغلة بشكل ما فى مواجهة التحديات التى تواجهها القواعد الأمريكية نتيجة لهجمات تنظيمات موالية لإيران.

طالبت منطقة الإدارة الذاتية للأكراد المجتمع الدولى مرارا بضرورة تفكيك مخيم الهول السوريماذا يحدث داخل مخيم الهول؟

طالبت منطقة الإدارة الذاتية للأكراد المجتمع الدولى مرارا بضرورة تفكيك مخيم الهول السوري، واستقبال كل بلد لرعاياها المحتجزين داخل المخيم، خاصة وأنه كان ينضم نحو ٦١ ألف نسمة من عوائل التنظيم الإرهابي، وقد انخفض العدد الآن وفقا لآخر بيانات التحالف الدولى إلى ما يزيد عن ٣٩ ألف نسمة.
يمثل المخيم عبئا على منطقة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لكونه يضم آلاف النساء والأطفال، ومن المتوقع أن يسهم المخيم فى إنشاء جيل جديد تربى وسط ظروف قاسية على أفكار متطرفة تمتلكها العناصر النسائية فى التنظيم، كما تعانى إدارة المخيم من الجرائم التى ترتكب بداخله، من حوادث قتل وإرهاب.
وحاولت خلايا التنظيم الإرهابى تهريب عدد من الأسر من داخل المخيم، كما أن قوى الأمن الداخلى عثرت على خيام بمثابة قضاء وسجن داخلى فى المخيم، حى يتم الحكم على بعض العناصر ويتم تنفيذ الحكم فى الخيام التى تسيطر عليها عناصر داعش النسائية.
كما تمكنت العمليات الأمنية السابقة من تحرير مختطفات من الإيزيديات العراقيات كن محتجزات فى خيام داخل المخيم.
يعمل مخيم الهول على نشر الفكر المتطرف والحفاظ على بقائه، وتفشل مطالبات الإدارة الذاتية للأكراد بتفكيك المخيم وإعادة تأهيل العناصر المحتجزة بداخله أو محاكمة المتورطين منهم فى تهم قتل وتخريب وإرهاب.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، قد أطلقت عدة نداءات إلى المجتمع الدولى مفادها ضرورة استلام كل دولة مواطنيها والعمل على محاكمتهم وإعادة تأهيلهم، لما يمثله المخيم من خطورة شديدة على المنطقة.
إذ أنه يمثل هدفا ضروريا لعناصر وخلايا التنظيم الإرهابى التى تخطط من حين لآخر لتنفيذ عمليات لتهريب الأسر والعمل على خروجها للمناطق التابعة للتنظيم.
فى الوقت نفسه؛ استجابت بعض الدول وتسلمت بعض رعاياها، مثل هولندا وروسيا وألمانيا وبلجيكا، وكان الحظ الأكبر من المحتجزين قد وقع من نصيب دولة العراق، التى وضعت خطه تحت شعار "العودة إلى الديار" بالتنسيق مع التحالف الدولى لاستقبال وإعادة تأهيل مواطنيها العائدين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قوات سوريا الديمقراطية التحالف الدولي مدينة الرقة داعش الإرهابي الأمن الدائم قوات سوریا الدیمقراطیة التنظیم الإرهابى التنظیم الإرهابی التحالف الدولى مخیم الهول

إقرأ أيضاً:

اتفاق "الشرع - عبدي" ينقذ الإدارة الجديدة في سوريا.. الرئيس الجديد يحاول بسط نفوذه بعد انفلات الأمور ضد العلويين.. ودمج الأكراد لإنهاء تحالفهم مع الأسد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل يوم واحد من توقيع الرئيس السوري أحمد الشرع على اتفاق مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية لإنهاء الأعمال العدائية في الجزء الشرقي الغني بالموارد من سوريا هذا الأسبوع، كان يواجه كارثة سياسية، إذ لجأت قوات تابعة لإدارة الشرع إلى اجتياح أجزاء من معقل العلويين، وصعدت من عمليات القتل العشوائية، مما أثار إدانة دولية، بعد أيام من الاشتباكات في دمشق مع أفراد من الطائفة الدرزية، وهي أقلية أخرى تخشى ما قد يحدث في ظل حكم هيئة تحرير الشام.

كان الشرع الذي تعهد بتوحيد سوريا ويريد رفع العقوبات الدولية عنه وعن حكومته يواجه احتمال اندلاع حرب داخلية غير محددة على جبهات متعددة مع أقليات عرقية ودينية قد يتمكن أعضاؤها من حشد الدعم الخارجي، ما جعله يلجأ إلى توحيد الصفوف بين هيئة تحرير الشام من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، لإنهاء حالة الصراع العسكري المسلح والاستنزاف الذي تتعرض له إدارة هيئة تحرير الشام، المدعومة من تركيا، والتي خاضت حرب استنزاف منذ ثلاثة أشهر مع شرق سوريا الخاضع للحكم الكردي. وتسيطر على المنطقة ميليشيات مدعومة من الولايات المتحدة، مجهزة تجهيزًا جيدًا كهيئة تحرير الشام التي يرأسها الشرع.

في منطقة الساحل السوري، أدانت الولايات المتحدة الميليشيات والفصائل التابعة الأخرى المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، المجازر التي ارتكبت في حق العلويين ووصفتها بأنها "أعمال إرهابية" ارتكبت بحق المدنيين، فيما لجأت تلك الميليشيات التي نفذت تلك العمليات إلى تنظيم حملات عسكرية تهدد بفتح معركة مع الدروز على مشارف العاصمة.

وكشفت مصادر أن مبادئ الاتفاق الذي تم توقيعه بين الشرع وعبدي نوقشت في اجتماع أمني إقليمي عُقد في عمّان ، وحضره مسئولون كبار من سوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق. إلا أن مصدرًا أردنيًا صرّح لصحيفة " ذا ناشيونال" بأن أحد المخاوف التي أثارها رئيس المخابرات السورية، أنس خطاب، في الاجتماع هو مزاعم تسلل ميليشيات شيعية مدعومة من إيران من العراق مؤخرًا إلى الشرق.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته الرئاسة السورية على الإنترنت، اتفقت قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن الدولة ككل بحلول نهاية العام، بما في ذلك "المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".

جاء ذلك بعدما سيطرت هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق، لكن أجزاءً واسعة من شرق البلاد، الذي يقطنه خليط من العرب والأكراد، لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. هذه المجموعة هي اندماج ميليشيات كردية في الغالب، أسستها واشنطن عام ٢٠١٥. كانت قوات سوريا الديمقراطية وسابقاتها متحالفة مع بشار الأسد خلال الحرب الأهلية، وحافظت على قنوات اتصال مع إيران وروسيا.

ساعدت هذه الجماعات الكردية، التي أصبحت فيما بعد قوات سوريا الديمقراطية، نظام الأسد في قمع حركة احتجاج سلمية عام ٢٠١١، ثم سيطرت لاحقًا على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى مناطق أخرى. وظلت الولايات المتحدة حليفها المتبقي منذ الإطاحة بالنظام. وكانت قوات سوريا الديمقراطية بمثابة القوة البرية في حرب الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا.

ومع ذلك، ساهمت عمليات الاستحواذ الإقليمية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في العنف العرقي مع العرب، الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان البلاد. بعد سقوط الأسد، انشق عدة آلاف من الميليشيات العربية عن قوات سوريا الديمقراطية وانضموا إلى الهجوم المدعوم من تركيا على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. تمثل هذه المناطق جميع إنتاج النفط في سوريا.

على مدى العقد الماضي، باعت قوات سوريا الديمقراطية النفط للنظام السابق، وللمناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والجماعات المتمردة المتحالفة مع تركيا في شمال غرب سوريا. أنتجت سوريا رسميًا حوالي 400000 برميل من النفط يوميًا في عام 2010، وهو العام الذي سبق اندلاع ثورة مؤيدة للديمقراطية.

بحلول نهاية عام ٢٠١١، تحولت الثورة إلى صراع مسلح، وغرقت سوريا في حرب أهلية. وتجزأت البلاد إلى مناطق نفوذ روسية وإيرانية وتركية وأمريكية. ولم يبقَ منها سوى المنطقتين الأمريكية والتركية، بالإضافة إلى منطقة إسرائيلية جديدة مقسّمة قرب مرتفعات الجولان.

مقالات مشابهة

  • الأنبار.. تدمير مقر رئيس لإنطلاق عمليات داعش الإرهابية
  • تفكيك الحداثة وإعادة إنتاج «الجاهلية».. قراءة نقدية في خطاب «داعش»
  • ريهام الشنواني: أتمنى تجسيد السيرة الذاتية لفؤاد المهندس وهذه علاقتى بعبلة كامل.. فيديو
  • سرقة التيار والضبطية القضائية ولجان التفتيش.. توجيهات مهمة لوزير الكهرباء
  • اتفاق "الشرع - عبدي" ينقذ الإدارة الجديدة في سوريا.. الرئيس الجديد يحاول بسط نفوذه بعد انفلات الأمور ضد العلويين.. ودمج الأكراد لإنهاء تحالفهم مع الأسد
  • 4 محطات رفع صرف صحي وشبكاتها بسوهاج استوفت متطلبات تجديد شهادة الإدارة الفنية المستدامة
  • مؤتمر بروكسل... اختبار لإعمار سوريا وسط التوترات
  • الشيباني والصفدي أمام مؤتمر المانحين: أعمال إسرائيل في سوريا تهدد الاستقرار
  • واشنطن تبحث مع بغداد التهدئة باليمن: العمليات العسكرية ستتوقف فور توقف الهجمات
  • العليمي يوجه بمضاعفة الاحترازات الأمنية ورصد تحركات الخلايا النائمة للحوثيين في المناطق المحررة