أوضح الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم البكاء على الميت وهل إذا كان يعذب بسببه، مؤكدًا أن البكاء أثناء الصلاة على المتوفي بسبب حادث مؤلم أو فاجعة ليس محرمًا، بشرط ألا يكون هذا البكاء مصحوبًا بالضجر أو السخط على قضاء الله وقدره.

حكم البكاء على الميت والحزن عليه

وقال أمين الفتوى، في إحابته: البكاء في حد ذاته ليس حرامًا، بل هو أمر طبيعي يعكس المشاعر الإنسانية، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بوضوح، عندما توفي ابنه سيدنا إبراهيم عليه السلام، بكى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح في صحيح البخاري، وقد استعظم الصحابي عبد الرحمن بن عوف هذا الأمر وقال: 'يا رسول الله، وأنت أيضًا تبكي؟'، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: 'يا ابن عوف، إنها رحمة'".

وأضاف: "البكاء ليس حرامًا، بل هو رحمة من الله سبحانه وتعالى، ولكن يجب أن يكون البكاء في إطار الحزن المشروع، بعيدًا عن السخط أو الاعتراض على إرادة الله، في نفس السياق، لما توفي ابنه إبراهيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون'، هذه هي مشاعر الحزن الطبيعية التي لا تخرج عن إطار القبول بقضاء الله وقدره".

وتابع: المؤمن يجب أن يقبل قضاء الله برضا وطمأنينة ولا يوجد مشكلة في الحزن على فاجعة أو مصيبة، ولكن لا يجوز أن يكون هذا الحزن مصحوبًا بسخط أو اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن يجب أن يقبل قضاء الله برضا وطمأنينة، حتى في أشد اللحظات ألمًا.

دعاء المتوفي

« اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه، اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به».


« اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين».

« اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضوانك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا».


« اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتّى تبعثه آمنًا مطمئنًّا في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظُر إليه نظرة رضًا لا تعذّبه أبدًا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم».

«اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور، اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم».

«اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».


«اللهم أنت رب هذه الروح، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له».


«اللهمّ أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المتوفى الميت البكاء دار الإفتاء الإفتاء النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

كل جرحٍ… وأنت علي

بقلم : وجيه عباس ..

فكرت ان اكتب لك فرحتي يوم خرجت امك الطاهرة فاطمة بنت اسد من فم الكعبة وهي تحملك بين يديها هذي الليلة،لثلاثٍ كانت العيون تبحث عمن أخفتها الكعبة في جوفها،لكنها خرجت بالكعبة بعد ثلاثة ايام في حضنها!،الكعبة التي وُلدت بك انتظرتك كثيرا لتعلن شهادة ميلادها على صوت تسبيحك الغض،الذين طافوا حول الكعبة عسى ان يجدوا نافذة للدخول إليها،خرجت اليهم أنت ببابك الكبير ليطوفوا عليه،الاحجار التي تقدست باصابعك الغضة ستكون شاهدة قبرك المتصل بين بيت الله ومحراب الكوفة،الا ترى انك خط مستقيم بين بيوت الله ايها الولي الصالح؟.
عليّك الذي كان ينظر الى أمك وهي تلج الكعبة،نفسه الذي سيحمل جسدك النبي الى الذكوات البيض ليجد لك قبرا مذخورا بين نبيين،لكنني اتيقن ان مابين هذين المحرابين يستطيل قلبك الذي جمع العوالم،وعجزت العوالم أن تجمعه،كنت محمداً الغريب ص واله في قومه،غريب بيتك وقومك الذين باعوك في سوق الجمعة للنسيان،انشغل الجميع عنك وفرحت انني انشغلت بك حين وجدت وجهي امامك يوم الجمعة.
ايها المسيح الذي صلبه قومه لالف سنة اوتزيد، تمتمات شفتيك التي كانت تقول ان رسالة الانبياء هي الانسان،خالفك فيها قادة جند الآخرين وكفروا بما قلت فكانت حداثتهم بقطع الأعناق… والارزاق ،اصابعك التي كانت تنبعُ الماءَ من الصخر علّمت الظامئين كيف يقتلوا ابناءك من العطش،العدالة التي كانت تفيض من ثيابك مزقتها ايدي الفتنة فأخرجت يدك بيضاء من غير سوء،ايها التاريخ الذي ارادوا ان يطفئوا عينيه ويأبى الله الا أن يكون،اسلام من دون وجودك جاهلية ثانية،وجيش لاتقوده تنظيم قاعدة ارهابي،نحن ابناء لياليك التي تململت فيها من قلة الزاد وبعد السفر،عين الله ترعاك لانك فيها،فكيف لنا نحن الذي حجبنا الحقيقة عن عينيك المبصرتين؟
ابانا الذي في النجف:انت تعلم اكثر مني ياأبت اننا ابتلينا بكم،من يترككم يهرول الى جهنم ربكم كما تهرول الهيم العطاش،ومن يسعى اليكم بجسده وروحه تسود «عيناه من الحزن فهو كظيم»، لكن خرابكم جميل ونبيل ياابن ابي طالب…أي خراب هذا الذي يوصلنا الى الجنة ويوصل شانئيك الى النار؟
ايها المولود على الفطرة: هبنا قطرة من دموع عينيك نغسل بها اثامنا،نحن عيال الله وانت مسيحنا الذي يبريء المذنب من ثياب سيئته،ايها الناطق في ليل الخرسان،ليلك الكوفي يتذكر حتى الان لمسات نعلك التي خرجت بها من اهلك في الحجاز ولم تعدهما اليهما،لاحاجة لهيئات نزاهة الدنيا القاصرة امام نزاهة نعليك ياسيدي الأمين،قطيفتك التي رقعتها واستحييت من راقعها كفّنت بها عدالتك التي دفنوها قرب وجهك المصفر من اثر السيوف والوجوه والاحقاد،اي نبي نلعنه ثم نقتله ونقتل احبابه ثم ننبش قبورهم بعد 1500 عام من الغربة،ياصاحب يتم الأمة: نحن يتاماك الذين جئنا الى باب كعبتك نتلمسها فيقول لنا الشرطي:طوف ياحاج لاتشرك…وأقول له: ياابن الـ….ـفتنة: اي شرك أن اضع يدي على الباب الذي دخلت فيه فاطمة وخرج منه علي!.
ايها الغافي في وادي السلام،تمد الى جوارك النائمين كفا من شفاعة وطاسة من غفران،ياامير القبور وياصاحب الصيحة الكبرى،ايها الانسان الخارج من روح محمد ص واله والداخل الى كعبة الاسلام والخارج منها بروح وريحان وجنة نعيم،ياصاحب الايام الطويلة والساجد على سعد الحسكان،ياحامل نعش الخيرات،ياصوت المحرومين وصاحب سر الله،ايها الباكي بلاذنب سوى انك تعرف الله،ايها العارف الذي حمل الرسالة بالولاية،ياصاحب السجدة الطويلة،لماذا حين تمر على البيبان تنتحب الطرقات؟ ولماذا حين تؤذّن تطير القبّرات على جسر الأئمة لتخرج اجساد بنيك المقتولين والمسمومين،ياابن رجب الأصب وياابن مكة الأحب،ياابن من كفّروا اباه وقتلوه بين المحاربين وولده وسبوا عياله،ايها الخبز الذي اشبع اليتامى واجاع اللئام وساوى بين الناس بالعطاء،اشفق على يديك وهما تحملان راس الحسين لتقف امام فاطمتك الزهراء،قبور بنيك هناك،وانت تخرج من باب الكعبة كل يوم لتولد من جديد لتغري القاتلين ان يحجزوا المواعيد لقتلك في محراب سجودك.

وجيه عباس

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى يوضح حكم البيع والشراء أون لاين - فيديو
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • حكم التسبب في جرح الميت عن طريق الخطأ .. دار الإفتاء تجيب
  • الدعاء للميت على القبر بعد الدفن .. تعرف عليه
  • كل جرحٍ… وأنت علي
  • أمين الفتوى يوضح مفهوم الفجر الكاذب والصادق وأوقات الصلاة
  • ليس لدي قدرة مالية على كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يوضح
  • دعاء يونس عليه السلام .. مستجاب لإزالة الهم والغم
  • أفضل دعاء للمتوفي ورد عن النبي.. ردده في أوقات الاستجابة
  • أذكار الصباح اليوم الإثنين 13-1-2025.. اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزنِ