تصاعدت حدة التوترات في هولندا بين الشرطة الهولندية ومؤيدي فلسطين، حيث شهدت العاصمة أمستردام اعتداءات متكررة من قبل الشرطة على المتظاهرين الرافضين للحرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والتي دخلت عامها الثاني.

وفي تعد صارخ لحقوق الإنسان والمقيمين على الأراضي الهولندي قامت الشرطة الهولندية بالاعتداء على شاب مصري مقيم بأمستردام، أثناء محاولة انقاذ فتاة من بين أيديهم أثناء الاعتداء عليها بوحشية.



وأظهرت مشاهد مصورة لاعتداء الشرطة الهولندية على الشاب المصري، ولم يشفع له فقدان الوعي، لتتوقف الشرطة عن الاعتداء عليه، مما سببت له إصابات في أجزاء متفرقة من جسده، وفشل في استعادة وعيه بشكل كامل وسط صرخات واستغاثات من الحاضرين في الشوارع.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)


اعتداءات وحشية
وفي لقاء خاص مع "عربي21" أكد الشاب المصري المقيم في أمستردام الذي اعتدت عليه قوات الشرطة الهولندية محمد البسطويسي، أن قوات الشرطة كانت تقوم بالاعتداء على الشباب في الشارع وفوجئ بوجود فتاة سقطت تحت أيدي القوات وتواصل الشرطة الاعتداء عليها مما دفعه إلى التحرك لمحاولة إنقاذها.

وأضاف الشاب المصري أنه ذهب وارتمى بين الفتاة وقوات الشرطة على أمل أن توقف الشرطة اعتدائها ولكنه فوجئ بمواصلة القوات الاعتداء عليه حتى فقد الوعي مباشرة، مشيرا إلى أنه بعد أن بدأ يستعيد وعيه وجد نفسه ملقي على الأرض والقوات تواصل اعتداءها عليه بعنف ووحشية على جميع أجزاء جسده دون توقف أو أن تشفع له حالة الإغماء التي تعرض لها.

واصل محمد محاولاته للهروب من قوات الشرطة ولكن حالته الصحية لم تكن تسمح له بسرعة التحرك والشرطة تواصل اعتداءها عليه، إلا أن نجح في استقال سيارة أجرة (تاكسي) والذهاب إلى المستشفى.

واستنكر البسطويسي تعامل الشرطة مع المتظاهرين المطالبين بوقف الحرب على قطاع غزة، بهذا العنف مؤكدا أن الخروج في تظاهرات بشكل سليمي يعد حق قانوني ودستوري له كمواطن مقيم على الأراضي الهولندية، وأن قرار بلدية أمستردام بحظر التظاهرات هو بالأساس قرار مخالف للقانون والدستور.




جريمة ضد القانون
وأكد الشاب المصري أن ما حدث معه ومع غيره من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين هو جريمة غير قانونية من قبل الشرطة الهولندية، ولا يوجد أي مادة قانونية تسمح بذلك، مضيفا أن ما حدث من توترات بسبب أحداث الشغب التي قام بها جماهير فريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي الأسبوع الماضي لا يعطى الحق لهذا التصرف والتعامل مع تظاهرات سلمية تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة بهذا الشكل.

وتابع البسطويسي أن التقرير الطبي الخاص به يتضمن العديد من الكدمات في أنحاء متفرقة في جسده، وحتى الآن لم يعود له وعيه بشكل كامل، مؤكدا أنه سيتخذ إجراءات قانونية وملاحقة من اعتدى عليه وفقا لما يكفله له القانون الهولندي متمنيا أن يتم محاسبة المتورطين في هذا الاعتداء.

والأسبوع الماضي قررت السلطات الهولندية، حظر التظاهرات في العاصمة أمستردام ومنطقة أمستلفين لمدة 3 أيام وذلك بعد أحداث الشغب التي تسبب فهيا مشجعين إسرائيليين لفريق "مكابي تل أبيب" بعد خسارة فريقهم أمام فريق أياكس أمستردام الهولندي ضمن مباريات الدوري الأوروبي، وأعلنت عمدة أمستردام فيمكي هالسيما في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولي الشرطة والنيابة العامة بالمدينة التي أعلنت بكاملها "منطقة خطرة" من الناحية الأمنية.




استغلال الحدث ضد مؤيدي فلسطين

وفي تقرير سابق لـ "عربي21" أكد عضو المكتب التنسيقي لمبادرة فلسطيني أوروبا للعمل الوطني- هولندا نور الدين عبد الرزاق أن جماهير فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي حاولوا استفزاز العرب والمسلمين ومؤيدي فلسطين في الأحياء القريبة من الاستاد.

وأضاف عبد الرزاق أنه لم يكون هناك أي وجود لمؤيدي فلسطين في محيط الاستاد خاصة وأن الشرطة منعت منح أي تصاريح تظاهرات مؤيدة لفلسطين في تلك المنطقة خوفا من الاحتكاك بين رافضي الحرب على عزة وبين الجماهير، ولا سيما أن مشجي الفريق الهولندي أيضا من داعمي الاحتلال، حيث يعرف أن الفريق الهولندي من أكبر الأندية عالميا داعما لليهود، وبعد انتهاء المباراة بهزيمة خرج الجماهير في محاولات شغب وتقطيع أعلام فلسطين في الشرفات، والاحتكاك بسائقي السيارات العرب، وأن ما حدث كان مجرد دفاع عن النفس.

وتخوف مؤيدي فلسطين في هولندا من استغلال وتضخيم الحدث من قبل داعمي الاحتلال والحكومة اليمينية في هولندا لاتخاذ إجراءات وقرارات ضد مؤيدي فلسطين.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)


زعيم الأغلبية اليميني

خلال جلسة طويلة شهدها البرلمان الهولندي، بحضور أعضاء من الحكومة خُصِّصت لمناقشة أعمال العنف بين أفراد من جاليات مسلمة، من بينهم مغاربة، وبين مشجعي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في العاصمة أمستردام.

وحمّل السياسي اليميني المتشدد زعيم حزب الأغلبية بالبرلمان الهولندي، خيرت فيلدرز،"المغاربة" مسؤولية الهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام، الأسبوع الماضي، وقال فيلدر خلال مناقشة برلمانية، ، إنهم "يريدون تدمير اليهود"، في إشارة إلى المغاربة، وأوصى بترحيل من تثبت إدانتهم.

وطالب السياسي الهولندي المعروف بمعاداته للإسلام بتوقيع أقصى العقوبات وسحب الجنسية الهولندية من الذين يحملون جنسية مزدوجة، قائلا في كلمته: “لقد شاهدنا مسلمين يصطادون اليهود في شوارع أمستردام،

واتهم نواب المعارضة فيلدرز بصب الزيت على النار"، مؤكدين أن تصريحاته لا تؤدي إلى مجتمع أفضل، وطالب نواب في البرلمان الهولندي على ضرورة تعقب مرتكبي أعمال العنف ومحاكمتهم، وتطبيق عقوبات قاسية بحقهم.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية هولندا الشرطة الهولندية فلسطين غزة شاب مصري الاعتداء فلسطين غزة هولندا الاعتداء الشرطة الهولندية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرطة الهولندیة الاعتداء علیه مکابی تل أبیب الشاب المصری فلسطین فی

إقرأ أيضاً:

تفاصيل صادمة يرويها أسرى فلسطينيون من غزة

كشفت مؤسستان فلسطينيتان عن "تفاصيل صادمة" عن تعذيب ممنهج تعرض له معتقلون من غزة في سجن النقب الإسرائيلي ومعسكر "نفتالي".

ونقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير، في بيان مشترك، شهادات جديدة لمعتقلين من غزة بعد زيارات إلى 23 معتقلا في سجن النقب ومعسكر نفتالي خلال الفترة بين 6 و8 يناير/كانون الثاني 2025.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وفاة أسير فلسطيني معتقل إداريا في سجن إسرائيليlist 2 of 243 إيغوريا مسلما محتجزون بتايلند يواجهون خطر الترحيل للصينend of list

وتضمنت الشهادات، وفق المؤسستين، "تفاصيل صادمة عن عمليات التّعذيب الممنهجة التي تعرض لها المعتقلون، تحديدا في الفترة الأولى على اعتقالهم، وفي فترة التحقيق".

وأشار البيان إلى أن تلك الشهادات تمحورت حول "جرائم التعذيب والتنكيل والتجويع والجرائم الطبيّة والضرب المبرح وعمليات القمع، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسيّة، واستمرار تفشي مرض الجرب (السكايبوس) بين صفوف الأسرى".

وتابع أن "شهادات المعتقلين في غالبية السجون الإسرائيلية والمعسكرات، عكست المستوى ذاته من التوحش الممنهج، وبشكل أساسي في سجني النقب وعوفر (وسط)".

ونقلت عن "ك. ن" (45 عاما) الذي تحفظت الهيئة على نشر اسمه والمعتقل منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، قوله "منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يوما".

إعلان

ويضيف المعتقل "تعرضت للتكبيل والضرب طوال الوقت عدا عن الإذلال والإهانات".

وتابع "عند نقلي إلى سجن النقب، أصبت بحروق بعدما رشقني السجانون بالماء الساخن بإبريق كهربائي، ولا تزال آثار الحروق واضحة على جسدي".

أما "ع. هـ" (21 عاماً) المعتقل في فبراير/شباط 2024، فقال إنه اعتقل خلال عملية نزوح، وتم نقله إلى أحد المعسكرات بمحاذاة غزة، وبقي هناك لمدة 12 يوما، ثم تم نقله إلى معسكر في القدس، ثم إلى عوفر، فإلى النقب.

ونقل محامو الهيئة والنادي عنه "كل رحلة كانت بمثابة رحلة عذاب وموت، واليوم كما ترى الدمامل والجروح والثقوب تغطي جسمي بعد إصابتي بمرض الجرب، وأنام بالجوع وأستيقظ بالجوع، وإلى جانب كل ما أعانيه فإنني أعاني من مشكلة ضغط العين، وبحاجة إلى متابعة".

وقال المعتقل "خ. ج"، وفق ما نقل عنه البيان، "في بداية اعتقالي كنا نعيش في جحيم، ولا نعرف ما مصيرنا ولا وضعنا القانوني، مورست بحقنا كافة أشكال الجرائم والتنكيل والحرمان، واليوم نواجه الجوع، فكميات الطعام قليلة جدا وغير صالحة للاستخدام الآدمي".

وأما المعتقل "م. د" فقال "اعتقلت من أحد مواقع الإيواء، وكنت برفقة عائلتي، بعد اعتقالي نقلت إلى غلاف غزة، واحتجزت لمدة 60 يوما، ثم تم نقلي إلى سجن النقب".

وأضاف "جراء الضرب المبرح الذي تعرضت له، فقدت عيني البلاستيكية، واليوم جراء ذلك أعاني من تجويف في العين، ولم يكتف الجنود بذلك بل أقدموا على أخذ نظارتي".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، ووثقت حالات تعذيب وتجويع وانتشار للأمراض.

وبلغ عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب على غزة نحو 14 ألفًا و300 اعتقال في الضّفة الغربية بما لا يشمل حالات الاعتقال في قطاع غزة التي تقدر بالآلاف، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

إعلان

واعتقل الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليته البرية في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.

وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • 466 يوما من المجازر.. عربي21 ترصد أبرز نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • عربي21 تنشر تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومراحل التنفيذ (وثائق)
  • الفريق الطبي بالبحيرة ينجح فى إنقاذ حياة فتاة تعرضت لتسمم دوائي حاد
  • مقتل 109 عمال على الأقل بأحد المناجم غير القانونية في جنوب أفريقيا وإنقاذ 82 آخرين
  • فتح تحقيق قضائي في انزكان على خلفية تعرض ضابط أمن لاعتداء خلف له عاهة مستديمة
  • الشرطة التايلاندية تنشر تفاصيل إنقاذ ممثل صيني اختطفته عصابة في ميانمار
  • نضال طويل ودعوات لكسر التهميش.. عربي21 تواكب احتفالات السنة الأمازيغية بالمغرب (شاهد)
  • شقيق فتاة يقود الشرطة للإيقاع بمبتز إلكتروني في بغداد
  • تفاصيل صادمة يرويها أسرى فلسطينيون من غزة
  • 4 أشخاص يعتدون على فتاة "تفاصيل صادمة"