لم تسقط الراية كما راهن العدو، ولم تكتمل حفلة النصر المؤقتة، وقد اشترك فيها الصهاينة مع المتربصين الأعراب، حتى عادت المقاومة بالعزم والثبات، ورعب المسيَّرات، ونصرالله يلازمها في كل ميادين الجهاد، وقد تحولت الدماء الزكية إلى وقودٍ لشحذ الهمم وشد العزائم، وتحويل التهديد إلى فرصة، وقلب الصورة على العدو من مشهد الانتصار المطلق إلى الهزيمة المطلقة، وقد فعلها حزب الله وليست إلا مسألة وقت، والعدو العاجز عن المواجهة المباشرة، المفلس في الأهداف العسكرية يلجأ كعادته إلى استهداف المناطق المدنية ومصالح السكان، لكنه يدفع الثمن بتصاعد هروب المستوطنين من الشمال، ودخول الملايين منهم إلى الملاجئ، وسقوط مئات الصواريخ والمسيَّرات على قواعده العسكرية ومصالحه الحيوية.
في أربعينيةِ شهيدِ المسلمين والإنسانية، ارتفع الخطاب من لبنان، لا مكانَ آمنٌ في الكيان، والميدانُ وحدَه من سيُوقف العدوان، وحتى ذلك الوقت، على الجبهة الصهيونية أن تَتحضر لمزيد من الصواريخ والمسيَّرات، وقد اختبروا نجاحها وتأثيرها، وهي جزء من مخزون استراتيجي من المفاجآت، تم إعداده لحرب طويلة ومعقدة، ستفرض حتماً على العدو أن يصرخ أولا، وعليه أن يبادر للنزول عن الشجرة قبل أن تسقطه المقاومة، وهي عازمة على ذلك بعون الله، ولا مجال لتعويض الهزائم بالجرائم، ولا أفق لاختراق جبهة السياسة.
كما هو حال نتنياهو وقد بدت عليه النشوة عقب إعلان فوز ترامب، وسرعان ما تزول النشوة، وتعود الحسرة، فأمريكا عجزت بقوتها لا برئيسها فحسب، وخيار التصعيد ليس إلا مقامرة خارج حسابات الواقع، أما محور الجهادِ والمقاومة، فالجهاد واجب وضرورة، وطريقه وإن كان محفوفاً بالتضحيات، سيكتب غلبة المجاهدين وسقوط العدوِ والمنافقين، تمهيداً لزوال المحتوم بوعد الله.
لا ينفك القائد عن شحذ الهمم ورفع مستوى الوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه حتمية الصراع مع العدو الإسرائيلي، يعمل على تجييش العرب في أقطارهم كافة لخوض معركة تعنيهم جميعاً، في حاضرهم ومستقبلهم، ويحذرهم من نتائج السياسات الهشة ويقدم وعد بالفور نموذجاً شاهداً على ارتدادات التملق العربي الرسمي لأعداء الأمة، وبتجارب اليمن السابقة وبمواقفه الآتية يحصن السيد القائد مناعة وعي شعوب أمتنا من استلاب الأنظمة المرتعشة أمام عودة المجرم ترامب، وحدهم المنافقون الهاربون من فلسطين إلى الحضن اليهودي يخشون نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية.
في الجبهة الداخلية للعدو يزدهر التفكك والانقسام والخلاف وما يسمى بالكنيست تحت الذعر والهلع يطارد أهالي منفذي العمليات الفدائية البطولية بقانون ترحيل من الأراضي المحتلة، وهذه عربدة لن تطول وإن مدتها الإدارة الأمريكية الديمقراطية بمقاتلات جديدة.
في اليمن شعبنا الثائر العظيم يتحضر بحشود مليونية مشرفة تؤكد استعداداً على كل المستويات لمواجهة الآتي في جميع المسارات، وجهوزية للسير في طريق ذات الشوكة، ونحن هم منذ فجر التاريخ، يا قائد ثورتنا إلى الانتصار وسيد ثباتنا في الطوفان، يوم من أيام الله على الفراعنة و زمن من سنن الله على الصهاينة، يريك الله فيه بالأنصار ما تقر به عينك وما يثبت به فؤادك وما يثلج به صدرك من نفير في سبيل الله إلى كل ساحة وميدان، بصدق أوْسئ عهدته فينا وبصبر خزرجي علمته منا، وإنا والله لنحن الصدق في الحرب والصبر عند اللقاء والثبت في الوغى وحين البأساء.
لبيك يا قائد الطوفان إسناداً لغزة ولبنان، لبيك بما بعنا من الله النفوس والأموال، لبيك إلى القدس نفيراً نخوض الغمرات ولا نبالي وعهداً بدماء من سبقونا من الأحبة بالشهادة عهداً بصبر كل أسرة قدمت للإسلام لبنة، عهداً بتضحيات غزة، بإباء الضاحية، بشموخ الضفة، إنا لنرى النصر لنا عين اليقين عاقبة للمتقين، وما النصر إلا من عند الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف يحمي النظام البيئي الجبلي التنوع البيولوجي في الدولة؟
دبي: يمامة بدوان
تتنوع النظم البيئية في دولة الإمارات، ويغلب عليها النظام البيئي الصحراوي الغني بالكثبان الرملية، كما تتميز بساحلها المطل على الخليج العربي والغني بأشجار القرم، حيث تساءل عدد من الأفراد عن خصائص النظام البيئي الجبلي وما يقدمه من حماية للتنوع البيولوجي بالدولة.
وحسب وزارة التغير المناخي والبيئة، فإن النظام البيئي الجبلي في الإمارات له دور بارز في تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على الموائل الطبيعية، حيث يشكل حاجزاً للدولة من الناحيتين الشرقية والشمالية، خاصة سلسلة جبال الحجر، التي تعد أبرز سلسلة جبلية في الدولة، كما يسهم في تخزين المياه الجوفية وتوفير ملاذ آمن لأنواع الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الوشق والطهر العربي والوزغ المدهش، كذلك يعد إرثاً بيئياً وتاريخياً يسهم في حماية النباتات والحيوانات ويحتضن عدداً من الأنواع النادرة مثل نبات الأوركيد.
وأضافت الوزارة أن البيئة الطبيعية للدولة تتسم بالتنوع، وتوجد بها 4 أنواع رئيسية من الأنظمة البيئية، هي النظام البيئي الصحراوي، والنظام البيئي الجبلي، والنظام البيئي الساحلي والبحري، والنظام البيئي للأراضي الرطبة، إلى جانب النظام البيئي الصحراوي.
وتشكل الجبال في الدولة نسبة 2.6% من مساحتها الإجمالية، ويبلغ طولها 155 كيلومتراً، تفصل ما بين بحر عمان شرقاً والكثبان الرملية للخليج العربي غرباً، تنقسم الجبال إلى مرتفعات رؤوس الجبال، والمرتفعات الوسطى، وأهمها جبال الحجر، التي تُشكل حاجزاً في الجهة الغربية للدولة، وتعمل كمنطقة تجمعات أمطار، ويعتبر جريان المياه السطحية في المنطقة المصدر الوحيد الذي يغذي المياه الجوفية. تبرز جبال الحجر الوعرة بشكل حاد لتصل إلى ارتفاع 2000 متر، وتشق وديان الأنهار الجافة الجبال لتكوّن سهولاً خصبة.
وتُعد جبال الحجر من أبرز المعالم الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمتد هذه السلسلة الجبلية الشاهقة على طول الحدود مع سلطنة عمان، والتي تمتد من الشمال إلى الجنوب، على طول الحدود الشرقية، وتوجد الوديان بجوار هذه الجبال، وتكون هذه الوديان عادة جافة، إلا أنها تزدهر بالجداول والبرك في الأشهر ذات الطقس الأكثر برودة عند سقوط المطر، كما تشتهر جبال الحجر بجمالها الأخاذ وتنوع تضاريسها، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرات والطبيعة.