احتلال أرض فلسطين وصمةُ عار في جبين الإنسانية
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
مما لا ريب فيه أن من نصر الحق لم يُقهر، ومن خذله لم ينصر، ومَن أعرض عن سنن الله لم يظفر.
فمن أرضى سلطاناً جائراً أسخط رباً قادراً، ومَن أعان ظالماً كان شريكاً له في ظلمه.
ومن لم يعتبر بالأيّام، ولم ينزجر بالملام أهلكته ذنوبه، وفضحته عيوبه، وجعله الله عبرةً للأنام.
فالسنن الإلهية تقضي بهلاك الظالمين، قال تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأرسلنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْرارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخرين).
فالطاعة لله طريق العزة والفلاح، وأقوى سند وأَسَاس، فمن اعتز بالله، وجاهد في سبيله لم يذله سلطان، ومَن يتوكل على الله لم يضره إنسان.
وهذا العدوّ الصهيوني يمارس في أرض العرب والمسلمين فلسطين فساداً وعربدة منقطة النظير، فمنذ احتلاله لأرض فلسطين عام ١٩٤٨م وهو يمثل نموذجاً فريداً في تأريخ الغزوات والحروب في العالم.
فلا يكاد يكون له مثيل حتى الاستعمار البريطاني في جنوب إفريقيا وروديسيا، والاحتلال الألماني إبان الحرب العالمية الثانية، فَــإنَّها رغم كبير جرمها لم تصل إلى ما وصلت إليه الصهيونية اليهودية في فلسطين، فقد تميزت بعدة خصائص من أبرزها تشريد السكان الأصليين، وتحويلهم إلى لاجئين في المنفى، ومنها: محو الهوية الثقافية، والحضارية لسكان الأراضي المحتلّة، ومنها: استعمال نظام الرهائن، ومنها: تفشي الاعتقالات، وإنشاء مناطق أمنية لا تخضع لقوانين تحدّد الحقوق والواجبات، ومنها الإبادات الجماعية في غزة، وعدم قبول وقف إطلاق النار.
فممارساته الإجرامية كثيرة ومتعددة الوجوه والأشكال، وكأن هدف هذا الاحتلال هو إحلال شعب يهودي صهيوني مكان الشعب العربي الفلسطيني، لا مُجَـرّد احتلال عسكري يهدف إلى إقامة دولة إسرائيلية يحلم بها.
ولعل ذلك ما عبَّر عنه بن غوريون: (سنقول للعرب ابتعدوا، فإذا لم يوافقوا وقاوموا أبعدناهم بالقوة).
والعجيب دوافع هذه الوحشية، فعرب فلسطين لم يسبق لهم الانتقام من اليهود بمثل هذه الوحشية، بل إن أكثر زعماء اليهود وساسة الصهيونية جاؤوا إلى فلسطين من بلدان أُخرى، فهذا مناحيم بيغن- رئيس حزب حبروت من مواليد بريست ليتوفسك (بولندا) والذي تخرج من جامعة (وارسو) والده صهيوني قتله الألمان، مارس أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، وكان من أفظعها مذبحة دير ياسين الرهيبة، التي ذهب ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ العرب، فمن أين أتى هذا الحقد؟ فالألمان هم الذين قتلوا والده وليسوا عرب فلسطين.
والكثير من الزعماء اليهود ساروا على نفس الطريق الهمجية الحاقدة، وكأن نتنياهو يريد أن يضرب رقمًا قياسيًّا في الإجرام والانتقام.
ترى هل الحركة الصهيونية أَو الماسونية التي ليس لعملها ضوابط أخلاقية، بل إنها تعمل ضد القيم والأخلاق، وتتوسل بالجنس والنساء، والخمرة والحلقات الماجنة للإيقاع بالأشخاص؛ مِن أجلِ الوصول إلى ما يحرص عليه اليهود منذ إنشائهم حركة الماسونية لإعادة تأسيس مملكة “إسرائيل”، واستئناف مجد يهوذا الزائل، قد أكسبتهم كُـلّ هذا الحقد وكل هذا العنف، فالطموح بالوصول إلى الصدارة ليس العنف والإبادة للآخرين، فذلك محض تخبط وانزلاق إلى الجرائم البشعة، فمن المستحيل إقامة العروش التي يتخيلونها بالولوغ في دماء الأطفال والنساء والشيوخ، فذلك إجرام شيطاني زواله قريب.
إن هذا الخلق المشين لن يعبر بهم إلا إلى هاوية الفناء، والهلاك، (سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا)، (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا).
إن إعداد العرب والمسلمين لجهاد هؤلاء الظلمة والمجرمين، قد صار فرض عين، (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآخرة وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
إن المسلمين كافة، ومحور المقاومة خَاصَّة، وكلّ أحرار العالم، مدعوون إلى القتال، ورد هذا الخطر الداهم على الإنسانية، استجابة لقول الحق سبحانه: (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رسامني عرض وأبي رميا للخطط التي ستعتمدها وزارة الأشغال في المرافق العامة التابعة لها
التقى وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، النائب سيمون ابي رميا، مساء اليوم في مكتبه في الوزارة، وتناول اللقاء السياسة والخطط التي ستعتمدها الوزارة في الملفات والمرافق العامة التابعة لها.
وكانت مناسبة تناولا خلالها الشؤون والمطالب الجبيلية لا سيما لجهة صيانة وتحسين اوضاع الطرقات في قضاء جبيل.
وكان رسامني اجتمع مع زياد شيا رئيس مجلس ادارة ومدير عام المؤسسة العامة للأسواق الاستهلاكية اللبنانية التي تعنى بتنظيم قطاع الأسواق اللبنانية.
واطلع رسامني من رئيس مجلس الجنوب هشام حيدر، على اوضاع المجلس. (الوكالة الوطنية) مواضيع ذات صلة الوزير حيدر التقى عمران ريزا وأبي رميا Lebanon 24 الوزير حيدر التقى عمران ريزا وأبي رميا 24/03/2025 22:14:57 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته Lebanon 24 الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته 24/03/2025 22:14:57 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 من هو وزير الاشغال العامة والنقل الجديد فايز رسامني؟ Lebanon 24 من هو وزير الاشغال العامة والنقل الجديد فايز رسامني؟ 24/03/2025 22:14:57 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الأشغال فايز رسامني: مطار ثان في لبنان هو ضروري وموجود في خطتنا الحكومية (الحرة) Lebanon 24 وزير الأشغال فايز رسامني: مطار ثان في لبنان هو ضروري وموجود في خطتنا الحكومية (الحرة) 24/03/2025 22:14:57 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً بلدية معركة تمنع المفرقعات بسبب الاوضاع Lebanon 24 بلدية معركة تمنع المفرقعات بسبب الاوضاع 16:06 | 2025-03-24 24/03/2025 04:06:29 Lebanon 24 Lebanon 24 "سيارة" بقبضة "المخابرات" في طرابلس.. ما قصتها؟ Lebanon 24 "سيارة" بقبضة "المخابرات" في طرابلس.. ما قصتها؟ 16:04 | 2025-03-24 24/03/2025 04:04:03 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة إسرائيليّة عن "حزب الله".. تفاصيل جديدة Lebanon 24 مفاجأة إسرائيليّة عن "حزب الله".. تفاصيل جديدة 15:51 | 2025-03-24 24/03/2025 03:51:50 Lebanon 24 Lebanon 24 عند حدود لبنان.. هذا ما ستفعله إسرائيل غداً Lebanon 24 عند حدود لبنان.. هذا ما ستفعله إسرائيل غداً 15:34 | 2025-03-24 24/03/2025 03:34:57 Lebanon 24 Lebanon 24 "تحديث".. ماذا قرّر مصرف لبنان؟ Lebanon 24 "تحديث".. ماذا قرّر مصرف لبنان؟ 15:09 | 2025-03-24 24/03/2025 03:09:08 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة قائمة الـ2025.. إليكم ترتيب دول الخليج من حيث "القوة الجوية" Lebanon 24 قائمة الـ2025.. إليكم ترتيب دول الخليج من حيث "القوة الجوية" 17:00 | 2025-03-23 23/03/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 حماية أمنية رسمية بطلب من "الفنان" Lebanon 24 حماية أمنية رسمية بطلب من "الفنان" 02:30 | 2025-03-24 24/03/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بين جيسيكا عازار ونبيلة عواد.. من الأفضل بالنسبة لديانا فاخوري؟ شاهدوا ماذا قالت (فيديو) Lebanon 24 بين جيسيكا عازار ونبيلة عواد.. من الأفضل بالنسبة لديانا فاخوري؟ شاهدوا ماذا قالت (فيديو) 04:33 | 2025-03-24 24/03/2025 04:33:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كانتا تغنيان بانسجام تام.. شاهدوا ماذا فعلت منى واصف مع سلاف فواخرجي (فيديو) Lebanon 24 كانتا تغنيان بانسجام تام.. شاهدوا ماذا فعلت منى واصف مع سلاف فواخرجي (فيديو) 03:53 | 2025-03-24 24/03/2025 03:53:14 Lebanon 24 Lebanon 24 دانييلا رحمة في فيديو طريف مع ابنة شقيق ناصيف زيتون Lebanon 24 دانييلا رحمة في فيديو طريف مع ابنة شقيق ناصيف زيتون 17:00 | 2025-03-23 23/03/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 16:06 | 2025-03-24 بلدية معركة تمنع المفرقعات بسبب الاوضاع 16:04 | 2025-03-24 "سيارة" بقبضة "المخابرات" في طرابلس.. ما قصتها؟ 15:51 | 2025-03-24 مفاجأة إسرائيليّة عن "حزب الله".. تفاصيل جديدة 15:34 | 2025-03-24 عند حدود لبنان.. هذا ما ستفعله إسرائيل غداً 15:09 | 2025-03-24 "تحديث".. ماذا قرّر مصرف لبنان؟ 14:56 | 2025-03-24 الخط بين سوريا ولبنان مفتوح.. تواصلٌ و "تفاهمات" مرتقبة فيديو على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) Lebanon 24 على طريقة الأفلام.. بريطاني يحوّل زميله لأشلاء (فيديو وصور) 15:00 | 2025-03-22 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انتشار أخبار زواجه.. هكذا رد أحمد العوضي (فيديو) Lebanon 24 بعد انتشار أخبار زواجه.. هكذا رد أحمد العوضي (فيديو) 15:00 | 2025-03-22 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 "حسبي الله ونعم الوكيل".. هل انفصل أحمد السقا عن زوجته؟ (فيديو) Lebanon 24 "حسبي الله ونعم الوكيل".. هل انفصل أحمد السقا عن زوجته؟ (فيديو) 05:47 | 2025-03-22 24/03/2025 22:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24