عقدت الرئاسة المصرية لعملية الخرطوم بالتعاون مع حكومة سلوفينيا ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، ورشة عمل، حول النزوح القسري الناتج عن تغير المناخ في السياقات المتأثرة بالنزاعات، بمدينة الأقصر.

شارك في ورشة العمل 39 دولة أوروبية وإفريقية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، فضلاً عن العديد من المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى على غرار (الإيجاد)، والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

كما شارك ممثلو عدد من المراكز البحثية.

وافتتح السفير الدكتور وائل بدوي، نائب مُساعد وزير الخارجية لشئون الهجرة واللاجئين ومكافحة الاتجار بالبشر، ورشة العمل، مشيراً إلى مساهمتها في تناول أبعاد مختلفة لموضوعات الهجرة واللجوء والنزوح في إطار الرئاسة المصرية لعملية الخرطوم والحوار بين الدول أعضاء العملية هذا العام.

وعرض السفير بدوي النهج الذي تتبعه الدولة المصرية للتعامل مع التحديات التي تفرضها الهجرة المختلطة، بما فيها النزوح القسري والتهديدات المرتبطة به، والذي يتمحور حول بلورة استجابات شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الإنسانية والتنموية والأمنية. وأوضح أن هذا النهج يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري، مما يحول دون تفاقم هذه الأزمة وتداعياتها بما يشمل الهجرة غير الشرعية.

وشدد السفير الدكتور وائل بدوي، على أهمية تعزيز الشراكات والتعاون الدولي من أجل دعم جهود الدول المستضيفة للاجئين والنازحين، إعمالاً لمبدأ تقاسم المسئوليات وتخفيف الأعباء التي تتحملها هذه الدول، مع الأخذ في الاعتبار الأولويات الوطنية.

وعقدت خلال الورشة جلسة رفيعة المستوى تحدث خلالها مدير مركز القاهرة الدولي السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، والذي نوه إلى اتساق موضوع الورشة مع الموضوعات التي يتناولها منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، مبرزا حرص المنتدى منذ تدشينه عام 2019 على التطرق إلى الأسباب الجذرية للنزوح القسري وضرورة التعامل معها، من خلال مقاربة شاملة تهدف إلى تعزيز جهود الانتقال من إدارة الأزمة إلى تطوير حلول مستدامة لها.

وقال إن استخلاصات منتدى أسوان تناولت أهمية تضمين اعتبارات النزوح في جهود بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، أخذاً في الاعتبار ريادة السيد الرئيس لهذا الملف في الاتحاد الإفريقي، مع التأكيد على أهمية تعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الصمود في مواجهة التحديات.

كما أكد دور مصر الريادي في مواجهة تداعيات تغير المناخ على تفاقم أزمة النزوح وخاصةً في السياقات المتأثرة بالنزاعات، مسلطاً الضوء على مبادرة رئاسة مؤتمر "COP27" حول تغير المناخ واستدامة السلام "CRSP"، مشيراً إلى دور المبادرة في الدفع باستجابات شاملة تُسهم في تعزيز السلام المستدام، وتركيز أحد محاورها الأربعة على العلاقة المتشابكة بين تغير المناخ والنزوح وآثار ذلك على جهود تحقيق السلم والاستقرار في إفريقيا.

وتطرقت جلسات ورشة العمل إلى أفضل الممارسات الإقليمية والدولية لمواجهة أزمة النزوح القسري وسُبل بلورة حلول مستدامة، فضلاً عن تحديات التمويل المناخي، ومحورية التنسيق بين الجهات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية وشركاء التنمية لتفعيل الاستجابات الشاملة لهذه الأزمات.

وتناولت النقاشات أيضاً أهمية تنفيذ التعهُدات والالتزامات المتعلقة بمواجهة آثار تغير المناخ لاسيما تلك المتعلقة بدعم الدول الإفريقية والعربية الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، وضرورة تفعيل مبدأ تقاسم المسؤولية بشكل عادل ومستدام مع مراعاة خصوصية السياقات الوطنية والأولويات الإقليمية، فضلاً عن أهمية إدماج المجتمعات المتضررة من النزوح (المجتمعات النازحة والمضيفة) في خطط العمل الوطنية والاستجابات الشاملة.

تجدر الإشارة إلى أن عملية الخرطوم- "مبادرة الهجرة بين الاتحاد الأوروبي والقرن الإفريقي"- هي منصة بين الدول الواقعة على طريق الهجرة بين منطقة القرن الإفريقي وأوروبا تم تدشينها عام 2014، وذلك لتعزيز الحوار والتعاون حول موضوعات الهجرة والنزوح القسري والتحديات المرتبطة به، حيث تضم في عضويتها مصر، وجيبوتي، وإريتريا، وأثيوبيا، وأوغندا، وكينيا، والسودان، وجنوب السودان، الصومال، وتونس، وليبيا، ودول الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الأوروبي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تغير المناخ الرئاسة المصرية النزوح القسري عملية الخرطوم الاتحاد الأوروبی النزوح القسری تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

السودان.. “الدعم السريع” تقلل من أهمية عودة البرهان للخرطوم، قالت إنها أعادت تموضع قواتها في أم درمان واعتبرت أن الجيش لم يحقق أي نصر عليها

الأناضول/ حاولت قوات الدعم السريع" في السودان، مساء الأربعاء، التقليل من أهمية عودة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إلى القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم،  وفي وقت سابق الأربعاء، ظهر البرهان، وهو أيضا قائد الجيش، في القصر الرئاسي وسط عشرات الجنود، وقال: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة بعد طرد قوات "الدعم السريع".
وقال مستشار قائد قوات "الدعم السريع" الباشا طبيق، عبر منصة "إكس": "قوات الدعم السريع لم ولن تنهار، والجيش لم يحقق أي نصر على أبطال الدعم السريع في الخرطوم" .

واستدرك: "ولكن لخطط عسكرية قررت القيادة إعادة تموضع القوات في أم درمان لعوامل كثيرة متعلقة باللوجسيتك والترتيبات العسكرية".

واعتبر أن "بيانات الجيش الخاصة باستلام (استعادة) مواقع من قوات الدعم السريع مجرد نصر زائف وتضليل للرأي العام".

وزاد بأن "الحرب لم تنتهي بعد، ولم نخسر لا قوة ولا عتاد، والأيام القادمة سوف تكون لهيب ساخن على الجيش والقوات المتحالفة معه".

ويخوص الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء حوالي 15 مليونا آخرين، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وللمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل نحو عامين، هبطت مروحية البرهان في الخرطوم.

والأربعاء، واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم واستعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة، للمرة الأولى منذ أبريل 2023.

وفرض الجيش، خلال الأيام الماضية، سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن.

في المقابل تسارعت وتيرة تراجع قوات "الدعم السريع" في ولايات عدة، منها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق، حسب مراسل الأناضول.

ومن أصل 18 ولاية، تسيطر قوات "الدعم السريع" فقط على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم، وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، بجانب 4 ولايات في إقليم دارفور (عرب)، بينما يسيطر الجيش على الفاشر عاصمة شمال دارفور الولاية الخامسة بالإقليم.

   

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. الناشطة المصرية الحسناء “خلود” تواصل دعمها للجيش السوداني والشعب وتحتفل بتحرير الخرطوم بترديد الأغنية الوطنية (أمتي يا أمة الأمجاد)
  • اجتماع «سوري فرنسي لبناني» لتعزيز التنسيق بين الدول الثلاث
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان "التحديات العالمية التي تواجه الأسرة المصرية"
  • «نوعية طنطا» تعقد لقاءً حواريًا حول دور القوى الناعمة في تعزيز الهوية المصرية
  • الصين أم الغرب.. من المسؤول الأكبر عن تغير المناخ؟
  • التعليم العالي: ورشة عمل لعرض السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"
  • الهجرة الدولية: 25 أسرة يمنية نزحت خلال أسبوع
  • السودان.. “الدعم السريع” تقلل من أهمية عودة البرهان للخرطوم، قالت إنها أعادت تموضع قواتها في أم درمان واعتبرت أن الجيش لم يحقق أي نصر عليها
  • تجسيدًا للوحدة الوطنية.. «مطبخ المصرية» يُفطر صائمي بورسعيد من الكنيسة الإنجيلية
  • العالم قد يفقد ثلث الناتج الإجمالي جراء أزمة المناخ