العراق.. بعثة أميركية تكتشف مصنعا للفخار عمره 5 آلاف عام
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أعلنت بعثة تنقيب تابعة لجامعة بنسلفانيا الأميركية عن اكتشاف أثري جديد في موقع "لكش" شرقي محافظة ذي قار، يتمثل في مصنع للفخار يُعتقد أن تاريخه يعود للألف الثالث قبل الميلاد.
وتعمل بعثة جامعة بنسلفانيا في موقع لكش منذ سنوات وتضم مجموعة من الباحثين والخبراء، أسهمت اكتشافتها في التعرف على الكثير من خصائص وتقاليد الحضارة السومرية.
وقال مدير مشاريع جامعة بنسيلفانيا في جنوب العراق زيد اسماعيل إن التوسع في أعمال التنقيب أثمر عن اكتشاف منطقة مخصصة لتحضير الفخار غير المشوي وكذلك جرى العثور على مكبات واسعة جدا للفخار تحتوي على مواد غير محترقة بشكل كامل ودمى.
وأضاف إسماعيل للحرة أن الموقع يحتوي كذلك على أفران ضخمة للفخار ما يؤكد أن الموقع كان مخصصا للشخص المسؤول عن عملية إنتاج الفخار.
بالإضافة لذلك ضم الموقع مكانا مخصصا لتحضير الطين قبل استخدامه في صنع الفخار.
يركز عمل البعثة حاليا على حياة سكان المنطقة العاديين بعد أن كانت في السابق تركز على التقيب عن المعابد والقصور وطبقة النخبة.
وتقول رئيسة البعثة الدكتورة في علم الآثار بجامعة بنسلفانيا هولي بتمن إن "عمليات البعثة تحرت في السابق عن الطبقات العليا من المجتمع والآن نحن نتحرى عن الطبقة المتوسطة أو الاعتيادية من ساكني لكش من السومريين".
وخلال عملها تمكنت البعثة من اكتشاف بقايا تعاملات إدارية وبقايا أختام طبعت في الطين تتحدث عن تداولات بين الناس، استعرضتها بتمن خلال حديثها مع "الحرة".
العراق.. العثور على "ثلاجة" عمرها 5 آلاف سنة باكتشاف أثري مذهل اكتشف علماء الآثار في العراق حانة يعود تاريخها إلى عام 2700 قبل الميلاد، مما يشير إلى أن تناول الطعام في الخارج كان شائعا قبل 5 آلاف سنة، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.وتصنف لكش التي تعرف الآن بـ "تلول الهباء" في العراق على أنها أكبر المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، حيث تقع شمال شرق محافظة ذي قار.
ويعتبر الموقع بمساحته التي تزيد على 600 هكتار أحد أكبر مواقع جنوب ما بين النهرين، حيث تم استيطان هذا الموقع منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد واستمر الى ما قبل 2000 سنة قبل الميلاد.
واستؤنفت أعمال التنقيب في عام 2019 كجزء من مشروع مشترك بين متحف الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة بنسيلفانيا، وجامعة كامبريدج، ومجلس الدولة للآثار والتراث في بغداد، باستخدام تقنيات جديدة مثل التصوير الفوتوغرافي عبر طائرات بدون طيار والتحليل الجيني.
وفي فبراير عام 2023 اكتشف علماء الآثار في لكش حانة يعود تاريخها إلى عام 2700 قبل الميلاد كانت مقسمة إلى منطقة لتناول الطعام في الهواء الطلق وغرفة تحتوي على مقاعد وفرن وبقايا طعام قديم وثلاجة عمرها 5 آلاف سنة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قبل المیلاد آلاف سنة
إقرأ أيضاً:
جهود عراقية لترميم موقع النمرود بعد تدمير «داعش» للمدينة عام 2014
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق 35 ألف قطعة جمعها علماء الآثار من كنوز ومنحوتات بلاد ما بين النهرين
عثر علماء الآثار على عشرات الآلاف من القطع، وبقايا قصر قديم دمره الداعشيون فى موقع النمرود، جوهرة الإمبراطورية الآشورية فى العراق، لينتظرهم تحدٍ هائل، وهو تجميع النقوش البارزة ومنحوتات الحيوانات الأسطورية.
وبعد سيطرته على مناطق واسعة فى العراق وسوريا فى عام ٢٠١٤، استولى تنظيم الدولة الإرهابي «داعش» على مدينة نمرود، حيث دمرت ميلشياته المعابد والقصور على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الموصل، العاصمة الجهادية السابقة فى شمال العراق.
وفى الموقع الذى تسعى السلطات العراقية إلى إدراجه على قائمة التراث العالمى لليونسكو، حطم إرهابيو داعش آثارًا لا تقدر بثمن، بينها ٥٠٠ قطعة من الجداريات والأرضيات البارزة بأحجام مختلفة، وأعدادا كبيرة من تماثيل الثيران والأسود المجنحة بوجوه بشرية المعروفة بـ«لاماسو»، كانت على مداخل قصر الملك الآشورى آشورناصربال الثانى ويعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.
وحتى الآن، تمكن علماء آثار عراقيون من جمع أكثر من ٣٥ ألف قطعة بفضل أعمال تنقيب أثرى دقيقة، ويقول خبير الآثار العراقى عبدالغنى راضى «٤٧ عامًا»، أحد كوادر إدارة آثار وتراث محافظة نينوى حيث تقع نمرود، لوكالة فرانس برس: «عند انتشال أى قطعة أثرية وإرجاعها إلى مكانها الأصلي، نشعر كأننا أمام اكتشاف جديد».
ويبدو العمل لإعادة تشكيل القطع الأثرية المحطمة أشبه بلعبة بازل، حيث توضع القطع العائدة إلى الأعمال الأثرية نفسها جنبًا إلى جنب، مفروشة تحت قماش أخضر اللون.
رغم عمليات التشويه المتمادية على يد داعش الإرهابي، أمكن التعرف على الملك الآشورى آشورناصربال الثانى مُجسدًا بطريقة النحت الغائر، على إحدى جداريات القصر المدمرة، إلى جوار ملاك مجنح تبدو تجاعيد لحيته منحوتة بكثافة، مع نحت محفور لزهرة على معصمه، وعلى جدارية أخرى، مشهد لأسرى مقيدى الأيدى ينحدرون من المناطق المتمردة التى أخضعها الجيش الآشوري.
ويوضح «راضي»، أن هذه المنحوتات تعتبر كنوزًا لبلاد ما بين النهرين، واصفًا مدينة النمرود بأنها إرث للإنسانية جمعاء ولكل العالم لأنها عمق تاريخى يمتد لثلاثة آلاف سنة.
وفى عام ٢٠١٥، أظهرت مقاطع فيديو صورها داعش إرهابيين يدمرون بالجرافات أو الفؤوس أو المتفجرات، معالم أثرية بينها معبد نابو الذى يعود عمره إلى ٢٨٠٠ عام والمخصص لآلهة الحكمة والكتابة فى بلاد الرافدين، وشهد متحف الموصل، وكذلك موقع تدمر الشهير فى سوريا، دمارًا مشابهًا لما تسبب به «داعش» فى نمرود.
وبدءا من عام ٢٠١٧، طُرد «داعش» من العراق، وانطلقت فعليًا أعمال إعادة تأهيل موقع النمرود عام ٢٠١٨، لكنها توقفت بسبب جائحة كوفيد، لتستأنف من جديد فى العام ٢٠٢٣.
وقال مدير معهد الأبحاث الأكاديمية فى العراق محمد قاسم، إن جهود إعادة تجميع الآثار تتركز حتى الآن على عملية جمع وتصنيف وعزل، على أن تتطور بعد إعداد الخطة اللازمة لتصبح عملية ترميم.
وأكد أنه حتى الآن، جرى الانتهاء من ٧٠٪ من أعمال الجمع فى القصر المدمر، مُشيرًا إلى الحاجة لاثنى عشر شهرًا إضافيًا من العمل الميدانى لإنجاز المهمة بالكامل، ويصف هذه العملية بأنها معقدة.
ولفت «قاسم» إلى أن عملية الترميم تحتاج إلى خبرة أجنبية ودعم دولى نظرًا لما تعرضت له النمرود من عملية تدمير بربرية كبيرة ربما لم تحدث فى التاريخ الحديث لموقع أثري.
وأشار إلى أن الدمار اللاحق بالمدينة الأثرية شكّل ضربة لـ«أهم المواقع الأثرية فى حضارة بلاد ما بين النهرين»، مذكرًا بأن هذا الموقع يُمثل واحدًا من أبرز المعالم التى تؤرشف الفن والعمارة فى الحضارة الآشورية حين كان الإنتاج الفنى فى أرقى مستوياته.
عمل المعهد بالتنسيق مع علماء آثار عراقيين ليكون همزة الوصل مع معهد سميثسونيان الأمريكى من خلال تقديم دورات تدريبية للفريق العراقى لإنقاذ نمرود وحماية الآثار.