شاركت الممثلة التونسية درة تجربتها الإنتاجية والإخراجية الأولى من خلال فيلمها الوثائقي "وين صرنا"، الذي عرض لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي.

في تصريحاتها قبل عرض الفيلم، أوضحت درة أنها كانت تفكر منذ مدة في تقديم تجربة إخراجية، إلا أن الحديث الذي دار بينها وبطلة الفيلم نادين كان الدافع الرئيسي وراء الشروع في تنفيذ هذا المشروع.

هذا النقاش أثار مشاعرها وألهمها لتوثيق معاناة أسرة فلسطينية لجأت إلى مصر هربا من الحرب التي اندلعت في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"أسد الصحراء" وإحياء إرث مصطفى العقاد في ندوة بمهرجان القاهرة السينمائيlist 2 of 2"أنا دمي فلسطيني" حاضرة في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائيend of list

أكدت درة أنها تعلمت الكثير من خلال التفاعل مع الفلسطينيين أثناء تصوير الفيلم، مشددة على أهمية أبطاله الذين وصفتهم بـ"الأساس" في تسليط الضوء على الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. وأعربت عن رغبتها في تقديم هذه التجربة بأسلوب إنساني يعكس الواقع المرير الذي تعيشه هذه العائلة الفلسطينية، التي تمثل نموذجًا للكثيرين ممن فقدوا كل شيء.

الملصق الدعائي لفيلم "وين صرنا" (الجزيرة)

ودعت درة أبطال فيلمها للصعود إلى المسرح لمشاركتها لحظة العرض الأول، حيث لم يتمالكوا دموعهم أثناء مشاهدة الفيلم. تميز الحضور بارتداء الأبطال الزي التقليدي الفلسطيني، في حين ارتدت درة الشال الفلسطيني تعبيرا عن تضامنها مع القضية.

 

الفيلم، المشارك في قسم "آفاق السينما العربية"، يتنافس أيضا على جوائز أفضل فيلم وثائقي في المهرجان. يوثق العمل رحلة عائلة فلسطينية لجأت إلى مصر هربا من القصف، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم في منطقة تل الهوى، واضطروا للعيش لفترة في مخيم النصيرات قبل انتقال نادين وأشقائها ووالدتها إلى مصر، في وقت بقي فيه والدها في المخيم.

يعكس الفيلم قسوة الحياة التي عاشتها هذه العائلة بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم، ويسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في ظل الحرب المستمرة.

حضر العرض عدد كبير من نجوم الفن والإعلام، من بينهم محمد ممدوح، ورشا مهدي، وبشرى، وكندة علوش، ورزان مغربي، والإعلامية منى الشاذلي، الذين أشادوا بالعمل وتفاعلوا معه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما

إقرأ أيضاً:

زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا

حين يعود قلب للنبض بعد أن توقف، لا يُولد مريض فحسب، بل تُولد لحظة وعي جديدة لمجتمع بأكمله. هكذا يمكن قراءة الإنجاز الذي حققه الفريق الطبي العُماني بإجراء أول عملية زراعة قلب من متبرّع متوفّى دماغيا لمريض كان يعاني من قصور حاد في عضلة القلب. هذا الحدث ليس فقط مؤشرا على تطور القدرات الجراحية، بل يُعد في أحد أبعاده فعلا متقدما لصناعة الحياة من جديد.

لم تكن العملية، إذن، مغامرة طبية؛ بل ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب بل هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، ونتيجة طبيعية لاستثمار واع في الكفاءات العمانية، وفي بناء منظومة صحية تؤمن بأن الحياة تُصنع بالعقل كما تُصان بالقلب.. وهي أيضا دليل على نضج المنظومة الأخلاقية والتشريعية التي تنظم مثل هذه العمليات المعقدة. كما تعكس نضج المؤسسات الصحية العمانية، التي باتت قادرة على إجراء أعقد الجراحات بتقنيات وطنية متكاملة.

ثمة أمر في غاية الأهمية أيضا وهو أن العملية جاءت بعد أيام فقط من صدور قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، فيما يمكن أن يكون مواءمة بين التشريع والممارسة، وهذا يشير إلى وعي عُماني متقدم بأن الطب لا يتقدّم دون أخلاقيات، وأن إنقاذ الأرواح لا يمكن أن يُفهم خارج إطار قانوني يحفظ كرامة المتبرّع، ويضمن الشفافية، ويستند إلى معايير عالمية تُراعي العلم كما تراعي الإنسان.

لكن هذا النجاح يضاعف المسؤولية ليس فقط على المؤسسة الطبية في سلطنة عُمان ولكن أيضا على المجتمع بأسره وذلك لاستيعاب أهمية التبرع بالأعضاء، والانتقال من حالة التردّد إلى القناعة، ومن المجازفة إلى الإيمان بأنها فعل إنساني خالص من شأنه أن يعطي الكثيرين أملا في الحياة وفي البقاء.

وإذا كان قلب المتبرع قد نبض بالحياة في جسد آخر فإن في ذلك رمزية مهمة تتمثل في احترام العلم ومكانته في المجتمع الذي يتحلى بقدر كبير من المسؤولية.

لكن هذا الإنجاز الذي حققته المؤسسة الصحية في سلطنة عمان ليس إنجازا لها وحدها ولكنه إنجاز وطني متكامل تجتمع فيه السياسة بالتشريع، والطب بالأخلاق، والعلم بالضمير.

ولأن الطب، في نهاية الأمر، ليس فقط مختبرا وأجهزة، بل أيضا حكاية إنسان، فإن على هذه الحكاية أن تستمر؛ وأن تجد امتدادها في كل متبرع، وفي كل مريض ينتظر، وفي كل قانون يُسنّ، ليظل القلب نابضًا لا في الجسد وحده، بل في ضمير مجتمع بكامله.

مقالات مشابهة

  • كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على حارسة معبد دندرة في مصر
  • الوزير الشيباني: نُثمّن كذلك جهود وزارة الخارجية السورية وفريقها، والدعم الذي قدمه السفراء العرب وممثلو الاتحاد الأوروبي. نقدر أيضاً دعم أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة وتفاعلهم الوطني الصادق
  • زراعة قلب إنجاز طبي.. وأخلاقي أيضا
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • المؤتمر الحكومي يسلط الضوء على منجزات رؤية المملكة 2030 وتوجهات منظومة البلديات والإسكان وأثر القرارات الأخيرة على السوق العقاري
  • المؤتمر الحكومي يسلط الضوء على منجزات رؤية المملكة 2030
  • مصدران مصريان: المحادثات التي تستضيفها القاهرة بشأن غزة تشهد تقدما كبيرا