آمنة الكتبي (دبي) 
قال المهندس عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، إن سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي سينهي أطول مهمة لرائد فضاء إماراتي وعربي في الفضاء الخارجي نهاية شهر أغسطس الجاري، موضحاً أنه سيتم الإعلان عن موعد عودته قريباً، بحسب وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، حيث تشمل إجراءات العودة التأكد من سلامة مركبة «دراغون» التي ستحمل رواد الفضاء من المحطة الدولية إلى الأرض، واختيار موقع الهبوط الأساسي والثانوي، الذي سيكون في البحر بولاية فلوريدا.

 
وأوضح أن النيادي يواصل إجراءات التجارب العلمية حالياً في محطة الفضاء الدولية ويستعد هو وزملاؤه أعضاء طاقم البعثة 69، للترحيب بطاقم مهمة كرو 7، التي تنطلق للمحطة الدولية في 17 أغسطس الجاري ليصل إجمالي الرواد في المحطة إلى 11 رائد فضاء من عدة دول حول العالم.
وقال الريس: سيخضع النيادي لفحوص طبية في مدينة هيوستن فور هبوطه على سطح الأرض للتأكد من صحته وكفاءة أجهزته العضوية، ومن ثم بدء إجراء الاختبارات الطبية عليه بخصوص مقارنة النتائج للتجارب التي أجراها على نفسه في بيئة الجاذبية، مشيراً إلى أنه يواجه رواد الفضاء لدى عودتهم إلى كوكب الأرض، لعدة اضطرابات بدنية وصحية، مثل عدم القدرة على المشي بسهولة.
 وأضاف أن النيادي شارك في تجربة بعنوان «HRF VEG» على متن محطة الفضاء الدولية، والتي أجريت بالتعاون مع مركز كينيدي للفضاء، ومركز جونسون للفضاء، ووكالة ناسا، وتهدف إلى تعزيز فهمنا للزراعة والتغذية في الفضاء.

أخبار ذات صلة محطة أرضية للفلك والفضاء بالشارقة النيادي يشرح طريقة تفريغ مركبات الشحن في الفضاء

وقال الريس: تركز الدراسة على فهم الفوائد الصحية والسلوكية العامة لوجود النباتات والأغذية الطازجة المزروعة في الفضاء خلال البحث العلمي VEG-05، حيث يركز هذا البحث على زراعة الطماطم القزمية لدراسة تأثيرات الأسمدة في نمو محصول الطماطم، والمحتوى الغذائي والنكهة، وسلامة الطماطم المُنتَجة، كما يبحث في التأثير النفسي في رواد الفضاء الذين يزرعون ويرعون ويستهلكون المنتجات الطازجة خلال المهمات الفضائية طويلة الأمد.
ويستعد سلطان النيادي وفريق مهمة كرو 6 لتفريغ الحمولة من المركبة التي تم التقاطها أخيراً، وتضم مجموعة من العينات العلمية التي سوف يتم العمل عليها خلال الفترة المتبقية من المهمة، كما يتم التحضير لاستقبال طاقم المركبة كرو 7 الذين سينضمون إلى محطة الفضاء الدولية لإكمال المهام والتجارب العلمية، بحيث سيتم تعريفهم على الأجزاء والأجهزة التي تضمها المحطة ومرافقها ومختبراتها.
تواصل مباشر
أوضح المهندس عدنان الريس أن التجربة تعد دراسة حاسمة تسهم في تعزيز الاستدامة في مجال استكشاف الفضاء، ويعزز هذا التعاون العلمي مع وكالة ناسا ومركز كينيدي للفضاء ومركز جونسون للفضاء فهمنا لطرق زراعة الطعام في الفضاء، ويولي اهتماماً بالغاً لصحة رواد الفضاء البدنية، والرفاهية النفسية خلال المهمات طويلة الأمد، نحن سعداء بالمساهمة في هذه الدراسة من خلال رائد الفضاء سلطان النيادي، وعلى ثقة بأن النتائج ستؤثر في طابع المهمات الفضائية طويلة الأمد في المستقبل». وحول كيفية التواصل مع النيادي، أكد الريس أن هناك طرائق عدة، للتواصل معه، منها عبر أنظمة وبرامج، وهناك تقارير يومية ترسل إلى الرواد بالمحطة، وفق أنظمة ولوائح دولية نتبعها، كما يقوم هزاع المنصوري، والدكتورة حنان السويدي، طبيبة الرواد وفريق العمليات من مركز محمد بن راشد للفضاء الموجود في محطة التحكم بالمهمات في هيوستن، عبر نظام اتصال مباشر، بتزويد النيادي بالتقارير اليومية وملخص العمل اليومي وأي مهام جديدة أو معلومات إضافية لأداء بعض المهام والاختبارات العلمية، لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة يومياً. 
وقال الريس: هناك اتصالات دورية، تجري شهرياً بين النيادي وفرق العمل بمركز محمد بن راشد للفضاء، من مختلف القطاعات، وتشمل العمليات والتخطيط والجوانب العلمية والتوعية والتعليم، لتقييم أداء العمل وسماع أي اقتراحات من رائد الفضاء، ويمكن للرواد بالمحطة التواصل المباشر مع الأرض في حال وجود متطلبات مستعجلة، عبر الاتصال المباشر بين النيادي والمنصوري، فيما يتعلق بإدارة العمليات، بينما يتواصل مع أبنائه وأسرته يومياً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان النيادي الفضاء ناسا محطة الفضاء الدولية سلطان النیادی رواد الفضاء فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

كيف تعزز الدبلوماسية العلمية الاستقرار في المنطقة؟

في عالم يتسم بالتعقيد والتحديات المتزايدة، تبرز الدبلوماسية العلمية كأداة حيوية لتعزيز التعاون بين الدول، فهي ليست مجرد تبادل للمعرفة العلمية، بل تمثل إطارًا لتعزيز السلام والتنمية المستدامة من خلال التعاون في مجالات مثل الصحة، والتغير المناخي، والطاقة المتجددة، يمكن للدول مواجهة التحديات العالمية بشكل أكثر فعالية.

 الدبلوماسية العلمية في الجامعة العربية

وفي هذا السياق أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية،  أهمية تطوير أدوات الدبلوماسية لتشمل المجالات العلمية والتكنولوجية لمواجهة التحديات العالمية المعقدة، لافتا إن الدبلوماسية في جوهرها تمثل أداة لحل المشكلات والتفاوض للوصول إلى تسويات تحقق الصالح العام. 

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الدبلوماسية العلمية، الذي يعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة، بحضور وزراء ومسؤولين من مصر والاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى رؤساء جامعات ومنظمات عربية وإقليمية.والذي جاء في وقت حرج يتطلب تعزيز الابتكار والتعاون بين الدول لمواجهة التحديات العالمية.

 كما دعا المشاركون إلى إنشاء منصات للتواصل وتبادل المعرفة بين العلماء وصناع القرار.

السفير حسام زكي: غدًا اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين حول الوضع في لبنان

مفهوم متجدد

تتجاوز الدبلوماسية العلمية الحدود التقليدية للدبلوماسية، حيث تجمع بين العلماء وصناع القرار. هذا التعاون يمكن أن يسفر عن حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة، كما يساعد على بناء الثقة بين الدول.

وأكد السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، على أهمية التعاون بين العلم والدبلوماسية لبناء منطقة متوسطية مستدامة ومزدهرة. جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع الرفيع المستوى حول الدبلوماسية العلمية، الذي عُقد بجامعة الدول العربية.

وأشار إلى أن العلم، بلغة عالمية، يذكّرنا بإمكانية الحوار والتواصل عبر الحدود. وقد أظهر المؤتمر الوزاري الأول للاتحاد من أجل المتوسط حول البحث والابتكار الدور الإيجابي لدبلوماسية العلوم في تعزيز التعاون الإقليمي.

كما سلط السفير كامل الضوء على أهمية العلم في معالجة قضايا مثل تغير المناخ، مشيراً إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعد من أسرع المناطق احترارًا في العالم. وأكد أن المعرفة المكتسبة من خلال مبادرات مثل MedECC تُعتبر دعوة للاستيقاظ لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المناخية.

وهناك أمثلة بارزة على الدبلوماسية العلمية ومنها

 

الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا بعنوان "السلام والتنمية في الإطار العربي الأفريقي"

 مبادرة "اللقاح العالمي"

خلال جائحة كوفيد-19، برزت أهمية التعاون العلمي بين الدول. ساهمت مبادرة "كوفاكس" في ضمان توزيع اللقاحات بشكل عادل بين الدول النامية والمتقدمة، مما يعكس كيف أن العلوم يمكن أن تكون جسرًا للتعاون الدولي.

ولفت أبو الغيط إلى أهمية الدبلوماسية العلمية في مواجهة تحديات العصر، مثل الأوبئة العالمية، الأمن الغذائي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، فضلاً عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وما تثيره من قضايا شائكة. وأعطى مثالاً على نجاح الدبلوماسية العلمية في مواجهة جائحة كوفيد-19، من خلال تسهيل تبادل المعلومات والخبرات

 التعاون في مجال المناخ

تعتبر اتفاقية باريس للمناخ مثالاً آخر على الدبلوماسية العلمية. فقد اجتمعت الدول لمواجهة التغيرات المناخية من خلال تبادل البيانات والبحوث، مما أسفر عن التزامات جماعية للحد من الانبعاثات.

تسعى العديد من الدول إلى التعاون في تطوير تقنيات الطاقة المتجددة. على سبيل المثال، مشروع "ديزرتيك" في شمال أفريقيا يهدف إلى استغلال الطاقة الشمسية، ويعزز التعاون بين الدول الأوروبية والدول الإفريقية.

يُعتبر مشروع بنبان للطاقة الشمسية أحد أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في العالم، ويُظهر كيف يمكن لمصر أن تتعاون مع دول أخرى في مجال الطاقة. هذا المشروع يتيح لمصر أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.

واقامت مصر مركز الأبحاث العلمية والتكنولوجيا، لتعزيز البحث العلمي والابتكار و تطوير تقنيات جديدة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والصحة العامة، مما يعزز التعاون مع مؤسسات علمية دولية.

 

 المبادرات المستقبلية

تسعى العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى تعزيز الدبلوماسية العلمية من خلال مجموعة من المبادرات المستقبلية، ومنها: الشراكات البحثية الدولية بين الجامعات ومراكز البحث في مختلف الدول لتعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصحة العامة والطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى تنظيم مؤتمرات دولية تجمع العلماء وصناع القرار لمناقشة القضايا العالمية مثل التغير المناخي، الأمن الغذائي، والصحة العامة، بهدف تبادل الأفكار والخبرات، وإنشاء منصات تتيح الوصول المفتوح إلى البيانات العلمية، مما يسهل التعاون بين العلماء من مختلف الدول ويعزز من إمكانية إجراء أبحاث مشتركة.

تطوير برامج تعليمية وتدريبية مشتركة تهدف إلى تعزيز المهارات العلمية والتقنية في الدول النامية، مما يسهم في بناء قدرات محلية قوية.

تشجيع التعاون في مجالات الابتكار التكنولوجي من خلال إنشاء حاضنات أعمال مشتركة، مما يساعد على تطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية. تعمل مصر على تنفيذ مبادرة "العلوم من أجل التنمية المستدامة" التي تهدف إلى استخدام البحث العلمي في تطوير حلول للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

 وتفعيل دور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في عملية الدبلوماسية العلمية، لضمان مشاركة أكبر للمعرفة والدراسات العلمية في اتخاذ القرارات.

تأسيس مبادرات جديدة لمواجهة الأوبئة والأمراض من خلال تعزيز التعاون بين الدول في مجالات البحث والتطوير، وتبادل اللقاحات والتقنيات الطبية.

 التحديات المستقبلية

رغم النجاحات التي حققتها الدبلوماسية العلمية، تواجه بعض التحديات. تشمل هذه التحديات التوترات الجيوسياسية، وعدم المساواة في الوصول إلى الموارد العلمية، والاختلافات الثقافية.

في خضم التحديات العالمية، تبقى الدبلوماسية العلمية أداة حيوية لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول. من خلال تعزيز الحوار بين العلماء وصناع القرار، يمكن للعالم أن يتجاوز الأزمات ويحقق التنمية المستدامة.

 ويعد الاستثمار في الدبلوماسية العلمية ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لمواجهة المستقبل، كما أكد المؤتمر اليوم على هذه الأهمية من خلال تعزيز الرؤى المشتركة بين الدول العربية.

 

مقالات مشابهة

  • لطفي لبيب يكشف لـ«الوطن» حقيقة اعتزاله التمثيل بعد فيلم نور الريس
  • جامعة الباحة تستضيف هاكثون “تحدي ‏تطبيقات الفضاء الدولية”
  • جامعة الأمير سلطان تدشّن فعاليات للاحتفاء بالأسبوع العالمي للفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء السعودية
  • كيف تعزز الدبلوماسية العلمية الاستقرار في المنطقة؟
  • جامعة الأمير سلطان تدشّن فعاليات الاحتفاء بالأسبوع العالمي للفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء السعودية
  • جامعة الأمير سلطان تدشّن فعاليات الاحتفاء بالأسبوع العالمي للفضاء
  • “الاتحادية للضرائب” تدعو أصحاب تراخيص أغسطس وسبتمبر للتسجيل بضريبة الشركات قبل نهاية أكتوبر
  • الاتحادية للضرائب تدعو أصحاب تراخيص أغسطس وسبتمبر للتسجيل بضريبة الشركات قبل نهاية أكتوبر
  • دعوة الأشخاص الاعتباريين المُقيمين أصحاب التراخيص الصادرة في أغسطس وسبتمبر للتسجيل لضريبة الشركات قبل نهاية أكتوبر 2024
  • عقب قطع التواصل مع ‘‘عبدالملك’’ .. الحوثيون يشكلون مجلسًا عسكريًا برئاسة السفير الإيراني ‘‘رمضاني’’ وأربعة أعضاء آخرين والكشف عن مهمته (أسماء)