لا ريب فيه.. تفنيد الشبهات والشكوك حول أعظم كتاب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة: "ذلك الكتاب لا ريب فيه"، كيف نوفق بين هذا التصريح القوي بسلامة القرآن من أي شك، وما وقع من الكفار من تشكيك وريب في القرآن العظيم؟
الشك في القرآن بين الكفار وصدقه عند المؤمنينقال العلامة ابن جماعة - رحمه الله -: "قوله تعالى: "لا ريب فيه"، وقد أخبر الله بشك الكفار فيه وريبهم في مواضع عدة".
فالإجابة على هذا التساؤل تتجلى في تفسير بسيط ولكن عميق، حيث إن القرآن الكريم خالي من أي شك، ولكن الشك لا يظهر إلا عند من لم ينظر في آياته وأدلته المتعددة التي تثبت صحة ما جاء فيه. "لا ريب فيه"، تعني أنه ليس هناك أدنى شك في القرآن عند من فحصه بعمق، وعرف براهينه وصدقه، بينما كان الكفار يرفضون هذه الأدلة ولا يقبلونها بسبب رفضهم للحق.
كما يوضح صاحب "فتح الرحمن": "لا ريب فيه"، أي لا شك فيه، إلا أن الشك الذي وقع فيه الكفار كان بسبب تهاونهم في فحص الأدلة والتدبر فيها. القرآن نفسه دليل قاطع على صدقه، بينما كان إنكارهم في الحقيقة ناتجًا عن عناد أو جهل.
كيف نفهم "لا ريب فيه" رغم شك الكفار؟يقول البعض: كيف يكون القرآن "لا ريب فيه"، بينما نجد أن الكفار كانوا يشككون فيه؟ الجواب ببساطة: إن القرآن الكريم هو كتاب من عند الله، ولا مكان فيه للشك من وجهة نظر الله ورسوله والمؤمنين. الشك الذي وقع فيه الكفار ليس بسبب نقص في الكتاب، ولكن بسبب قلوبهم المريضة أو عنادهم في قبول الحقيقة. "لا ريب فيه" تعني أنه لا محل للشك في القرآن عند الله سبحانه وتعالى، وعند رسوله، وعند المؤمنين الذين يؤمنون به ويتدبرون فيه.
وقد ذكرنا في تفسير قوله تعالى: "إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا"، كيف أن نفي الشك في القرآن يوازي نفي الشك في قيام الساعة، فالأمر الذي جاء من عند الله، لا مجال للريب فيه.
الجواب على الشبهة والتساؤلمن خلال هذه الآيات العظيمة، نعلم أن الشك في القرآن ليس له مكان إلا في قلوب من لم يؤمنوا أو من عارضوا الحق. أما المؤمنون فهم لا يشكون في القرآن لأنه كتاب من عند الله، تضمن الأدلة القطعية على صدقه وصحة ما جاء فيه. إذا كانت هناك شبهة، فإن الرد عليها يكون بتدبر القرآن نفسه والرجوع إلى آياته التي تفضح هذا الشك وتكشف الحقائق.
إن هذا التفسير مهم لفهم دورنا في الدعوة إلى الإسلام، لأننا في كثير من الأحيان نواجه من يشككون في القرآن، ولكن الشك ليس في القرآن نفسه، بل في تفكير من يرفضون النظر في أدلته أو يتعصبون لآرائهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سورة البقرة القرآن عند الله الشک فی
إقرأ أيضاً:
زيارة قبر الوالدين يوم الجمعة.. دار الإفتاء تحسم الجدل
أكدت دار الإفتاء المصرية أن زيارة قبور الوالدين أو أي قبر آخر هي سنة نبوية تُذكّر الإنسان بالآخرة، وهي وسيلة مشروعة للتواصل مع الرحمة والمغفرة للمتوفين.
حكم زيارة القبور يوم الجمعة
وأوضحت الإفتاء أن تخصيص يوم الجمعة للزيارة ليس واجبًا، ولكنه لا بأس به إذا كان اليوم الأنسب للشخص، مع ضرورة مراعاة الأدب والتعاليم الشرعية أثناء الزيارة.
وذكرت دار الإفتاء أن زيارة القبور بشكل عام مستحبة في الإسلام، خاصة للأقارب والوالدين، إذ تحثّ السنة النبوية على الدعاء للأموات والاستغفار لهم. وفيما يتعلق بتحديد يوم الجمعة للزيارة، أشارت إلى أنه يجوز شرعًا إذا كان ذلك اليوم يناسب ظروف الزائر، على أن تكون النية هي التذكير بالآخرة والدعاء للمتوفى، وليس الاعتقاد بخصوصية دينية لهذا اليوم.
قراءة القرآن عند القبورأكدت دار الإفتاء أنه يجوز قراءة القرآن عند القبور وإهداء ثوابه للمتوفين، خاصة الوالدين، وهو ما اتفق عليه جمهور الفقهاء. يُستحب قراءة سور قصيرة أو فاتحة الكتاب، مع الدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة.
قراءة القرآن على أرواح الوالدينكما شددت دار الإفتاء على أن قراءة القرآن على أرواح الوالدين تعد من أوجه البر أيضا، مشيرة إلى صحة الأحاديث التي تشجع على ذلك.
وفي ذات السياق، تناولت دار الإفتاء في بيان آخر فضل بر الوالدين وصلة الأرحام، مشيرة إلى ما جاء في القرآن الكريم من تأكيد على أهمية الإحسان إليهما، حيث قال الله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..." [الإسراء: 23]، وأن بر الوالدين يتضمن المعاملة الطيبة والاحترام، خصوصا في سن الشيخوخة.
كما ذكرت الإفتاء حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال، فأجابه النبي: "الصَّلاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا"، ثم "بِرُّ الوَالِدَيْنِ"، مشيرة إلى أن بر الوالدين يأتي في مقدمة الأعمال الصالحة بعد الصلاة.
آداب زيارة القبورالاستئذان والدعاء عند دخول المقابر.الدعاء للأموات بالمغفرة والرحمة.تجنب التفاخر أو إظهار الحزن بشكل مفرط.الابتعاد عن أي ممارسات غير مشروعة، مثل طلب الحاجات من الموتى.رسالة للزائرينحثت دار الإفتاء على اغتنام زيارة القبور لتجديد العلاقة مع الله، وتذكير النفس بالمصير المحتوم، والإكثار من الدعاء والاستغفار، مؤكدة أن هذه الأعمال تحقق الخير للأموات وللأحياء على حد سواء.