المغرب من بينهم.. دول تستقطب وأخرى تصدر الأفكار والتقنيات في قمة الويب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
سعت عدة دول بقمة الويب في لشبونة للمشاركة بأجنحة خاصة، وانحصرت أهداف هذه الدول في المشاركة بهدفين رئيسين، هما إما محاولة استقطاب الخبرات في مجال التقنية من رواد أعمال وخبراء وشركات ناشئة للعمل في هذه البلدان، أو الحضور لدعم شركاتها الناشئة ورواد أعمالها في هذه الدول، حتى يتمكنوا من ربطهم بالعديد من الشركات والمستثمرين العالميين المتواجدين في هذا الحدث.
في هذا المقال سوف نستعرض 4 دول كان لديهم وجهة نظر مختلفة في النظر للمشاركة في قمة الويب.
المغرب.. دعم ملكي لرواد الأعمال والشركات الناشئةشارك المغرب بجناح ضخم ممثل عن وزارة الانتقال الرقمي المغربية والإصلاح الإداري لدعم الشركات الناشئة المغربية الـ24، التي حضرت المهرجان بدعم الوزارة، وهي ليست كل الشركات المغربية الموجودة في المهرجان، فهناك العديد من الشركات الناشئة المستقلة التي حضرت المهرجان بشكل مستقل.
وعند سؤال السيد إدريس، ممثل وزارة الانتقال الرقمي المغربية والإصلاح الإداري في الجناح المغربي حول المشاركة المغربية وأهداف المغرب من هذه المشاركة، قال إن هذا الجناح مخصص لدعم الشركات الناشئة الـ24 التي فازت في قمة "جيتكس أفريقيا"، التي عُقدت في أبريل/نيسان الماضي بالرباط.
ويُعد "جيتكس أفريقيا" نسخة عن "جيتكس دبي"، حيث يركّز على التكنولوجيا والشركات الناشئة، وهو أكبر معرض في أفريقيا من حيث الحضور والمشاركين، ففي النسخة الأخيرة حضر 45 ألف زائر من 130 دولة.
وتهدف وزارة الانتقال الرقمي المغربية إلى خلق مناخ يدعم الشركات الناشئة من خلال وضع إستراتيجيات عامة وليست تدخلات مباشرة. وتشمل الإستراتيجيات الجديدة التي تم إطلاقها دعم رأس المال المجازف وحاضنات الأعمال، وهو ما يتماشى مع الرؤية الملكية لتعزيز البيئة الداعمة للشركات الناشئة.
ويشرح إدريس حول طريقة الوزارة في دعم هذه الشركات بالقول إن الوزارة تقوم من خلال "جيتكس أفريقيا" -الذي شارك فيه أكثر من 200 شركة ناشئة مغربية- بتصفية هذا العدد لـ24 شركة، ترى الوزارة أنها تستطيع الاستمرار، ويمكن أن تحصل على فرصة لخلق فرص استثمار خارجية، ولهذا تقوم في هذا الجناح -الذي يتسع لثماني شركات يوميا- بإيجاد فرصة لهذه الشركات الـ24، بأن تعرض أفكارها وتتواصل مع المستثمرين المحتملين، حتى ولو كان ذلك من خلال الظهور ليوم واحد من أيام القمة الثلاثة.
من خلال هذه المشاركة يقوم المشرفون على الجناح أيضا بتعريف المهتمين، بالتعاون مع الشركات المغربية الناشئة، بتعريفهم بالشركات الأخرى الموجودة في المغرب في حالة وجود اهتمام بمجالات معينة ليست ممثلة في الشركات الـ24.
ويوضح إدريس أن وزارة الانتقال الرقمي المغربية تهدف إلى خلق مناخ يدعم الشركات الناشئة من خلال إستراتيجيات عامة وليست تدخلات مباشرة، وتشمل الإستراتيجيات الجديدة التي تم إطلاقها دعم رأس المال المجازف وحاضنات الأعمال، وهو ما يتماشى مع الرؤية الملكية لتعزيز البيئة الداعمة للشركات الناشئة.
الوفد المغربي من أكبر الوفود العربية تمثيلا في القمة (الجزيرة) اليونان.. دعم الشركات الناشئة أولوية اقتصاديةتعتبر اليونان -التي تشارك في قمة الويب هذا العام بجناح يمثل الشركات الناشئة اليونانية وترعاه شركة "إنتربرايز غريس"- إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي تجد فرصة كبيرة في التواصل مع الأسواق المختلفة لدعم رواد أعمالها في التواصل مع الأسواق والمستثمرين من مختلف دول العالم.
ويقول السيد ديميتريس كارديس ممثل الجناح اليوناني حول كيفية دعم قطاع الأعمال اليوناني وأهمية تواجده في هذا النوع من الأحداث التقنية، إن وجود مسوقين جيدين في مجال الأعمال مثل شركته في هذا المحفل الدولي يعتبر دعما لهؤلاء الرواد، الذين ربما يكون لديهم نقص في مهارات التواصل والتسويق عند محاولتهم الوصول للأسواق العالمية، مما يظهر حاجة هذه الشركات الناشئة لخدمات شركته في هذا الحدث.
ويقول كاريس إنهم حضروا هنا برفقة عدد من رواد الأعمال اليونانيين الذين لديهم شركات ممولة من حاضنات أعمال عالمية، بهدف البحث عن فرص استثمار تفيد هذه الشركات وتخلق بيئة استثمارية واعدة في اليونان.
السويد تطلعات لاستقطاب رواد التقنيةتعمل وكالة "بيزنس سويدن" على جذب الاستثمارات الدولية إلى السويد وترويجها كوجهة متميزة للشركات التقنية العالمية والمواهب، وتركز السويد على الابتكار منذ سنوات طويلة، وتشتهر بشركات تقنية كبيرة مثل "إريكسون" و"سبوتيفاي".
تتميز السويد بمزج التكنولوجيا مع الاستدامة بفضل دعم الحكومة لهذا التوجه، ومن بين مميزاتها الرئيسية التوازن بين العمل والحياة، والإنتاجية العالية، والاتصال الدولي القوي.
بير يانسون، ممثل عن وكالة "بزنس سويدن"، تحدث عن مشاركة السويد في هذه الفعاليات لتعزيز مكانتها كوجهة استثمارية للشركات التقنية العالمية وكوجهة للمهارات والمواهب.
يقول يانسون تمتاز السويد بتطورها في الابتكار مع تاريخ طويل في هندسة التكنولوجيا، حيث أفرزت شركات عالمية مثل "إريكسون" و"سبوتيفاي" و"كلارنا" و"سكايب"، وتمتاز بدمج التكنولوجيا مع الاستدامة، بدعم حكومي يعزز العالم المستدام.
وعند سؤاله عن أهم 3 ميزات تجذب الناس للسويد، أشار إلى أن الميزة الأولى هي التوازن الجيد بين العمل والحياة الشخصية، أما الثانية فهي القدرة على الإنتاجية العالية في بيئة عمل داعمة، كما أن الاتصال القوي بالعالم من خلال نظام بيئي تقني عالمي يعتبر الميزة الثالثة.
أما عن التحدي الأكبر، فقد ذكر أن شبكات الأعمال والعلاقات في السويد مغلقة نوعا ما، مما قد يجعل من الصعب على رواد الأعمال الوصول إلى جهات الاتصال المناسبة. لكن "بزنس سويدن" تقدم الدعم للشركات الجديدة للتغلب على هذا التحدي من خلال تقديمها شبكات العلاقات المناسبة.
بير يانسون ممثل وكالة "بزنس سويدن" (الجزيرة) جورجيا.. سوق صغير بطموحات عاليةأوضح زوراب ممثل الجناح الجورجي في قمة الويب جهود جورجيا في تعزيز بيئة داعمة للشركات الناشئة على مدى العقد الماضي من خلال وكالة الابتكار والتكنولوجيا.
ويشمل ذلك إنشاء مراكز تكنولوجية، ومبادرات تمويل، واستقطاب مسرّعات دولية مثل "500 ستارت أبس"، مما جعل جورجيا مركزا إقليميا للشركات الناشئة.
ويرى زوراب أن الموقع الإستراتيجي لجورجيا بين أوروبا وآسيا، إلى جانب اتفاقيات التجارة الحرة وتصنيفها المتقدم في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال من البنك الدولي، يجعلها خيارا جذابا لرواد الأعمال.
كما أن مبادرة "الشركة الناشئة في جورجيا" تقدم مزايا ضريبية كبيرة مثل الإعفاء الضريبي الكامل خلال السنوات الثلاث الأولى، يليها معدل ضريبي منخفض في السنوات اللاحقة.
وأقر زوراب بأن السوق المحلي الصغير يمثل تحديا، لكنه يراه ميزة أيضا، حيث يُمكّن السوق الصغير من التحقق من صحة أفكار هذه الشركات الناشئة بكفاءة ويشجعها على النظر للعالمية بشكل فعال منذ اليوم الأول، مما يراه مفيدا في إعداد الشركات الناشئة للنجاح على الصعيد الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دعم الشرکات الناشئة للشرکات الناشئة رواد الأعمال فی قمة الویب هذه الشرکات من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة البوابة إلى اقتصاد المعرفة
يشهد العالم اليوم تحولًا جذريًا نحو الاقتصاد القائم على المعرفة (Knowledge-Based Economy) الذي يعتمد على المعرفة والإبداع وتقنية المعلومات كأهم الموارد الاقتصادية. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في تحقيق هذا التحول، حيث يُمثل قوة دافعة نحو التقدم التقني وتعزيز الإنتاجية في مختلف القطاعات. ومع ازدياد أهمية البيانات والابتكار في العصر الرقمي، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره المحرك الأساسي لتحقيق النمو المُستدام. فهو يُسهم في تعزيز الكفاءة وتحسين الأداء عبر أتمتة العمليات وتوفير رؤى تحليلية دقيقة، مما ينعكس إيجابًا على مجالات متعددة مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها. نتيجة لذلك، بات الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، لتحول المجتمعات إلى أنظمة تعتمد على الابتكار والتقنية. حيث تُعد الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي (AI Startups Companies) المحرك الأساسي للتغيير في هذا المجال. هذه الشركات تتميز بمرونتها وقدرتها على الإبداع والابتكار، مما يتيح لها تقديم حلول جديدة للمشاكل القائمة. ووفقًا لتقرير «ستانفورد للذكاء الاصطناعي» لعام 2023م، شهدت الفترة من عام 2013م إلى عام 2022م نموًا كبيرًا في عدد شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة حول العالم. وقد تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية القائمة بعدد بلغ 4643 شركة ناشئة خلال تلك الفترة، فيما بلغت إجمالي الاستثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية نحو 249 مليار دولار أمريكي. تلتها الصين التي سجلت 1337 شركة ناشئة باستثمارات بلغت 95 مليار دولار أمريكي، بينما احتلت المملكة المتحدة المرتبة الثالثة بـ 630 شركة ناشئة واستثمارات بقيمة 18 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ذاتها. هذه الشركات أسهمت إسهامًا رئيسًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تعلم الآلة والرؤية الحاسوبية وتحليل البيانات وغيرها، مما يُعزز تمكين المؤسسات من تحسين الكفاءة وخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية. واستنادًا إلى تقديرات Statista من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 243.70 مليار دولار أمريكي في عام 2025، مع تحقيق نمو سنوي مركب يبلغ 27.67% خلال الفترة من 2025 إلى 2030. هذا النمو الكبير سيؤدي إلى بلوغ حجم السوق حوالي 826.70 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، مما يُبرز الدور المتنامي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تشكيل الاقتصاد العالمي. وعند مقارنة الأسواق العالمية، تُظهر البيانات أن السوق الأكبر سيكون في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغ حجم السوق هناك حوالي 66.21 مليار دولار أمريكي في عام 2025، مما يعكس أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كقطاع رئيس يُدعم الابتكار والنمو الاقتصادي.
وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها الشركات الناشئة، إلا أنها تواجه تحديات عديدة. أبرز هذه التحديات تشمل صعوبات التمويل والدعم الحكومي، حيث تحتاج الشركات الناشئة إلى استثمارات ضخمة لتطوير منتجاتها وخدماتها. ومع أن الاستثمارات في هذا المجال تنمو، إلا أنّ تأمين الدعم الكافي خاصة في المراحل المبكرة يُعد تحديًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، تعاني هذه الشركات من قلة الكفاءات التقنية المتخصصة، مما يجعل من الصعب توظيف المواهب المناسبة. كما أنّ القوانين المتعلقة بالذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون غير واضحة أو متأخرة وغير مواكبة للطفرات التقنية المُتسارعة، مما يُعيق الابتكار ويُثقل كاهل الشركات الناشئة. وبالرغم من وجود بعض التحديات، ومع استمرار نمو الاقتصاد القائم على المعرفة، تُوجد العديد من الفرص الجديدة لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة. يُمكن لهذه الشركات تطوير تطبيقات جديدة لتحسين العمليات في مجالات مختلفة مثل الطب، حيث يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتطوير علاجات مُبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تُعزز من فرص نجاح هذه الشركات من خلال تطوير بيئة داعمة للابتكار. كما يُمكن لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة أن تُسهم في توطين أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إدارة وحوكمة البيانات لاسيما أمنها. حيث يمكن أن تُعزز هذه الشركات تطوير تقنيات متقدمة لتحليل البيانات وتحديد التهديدات الأمنية في الوقت المناسب، مما يُساعد المؤسسات على حماية بياناتها وأنظمتها من الهجمات السيبرانية.
من جانب آخر، في الولايات المتحدة الأمريكية، تُدعم الجامعات الشركات الناشئة من خلال حاضنات الأعمال وبرامج الابتكار. على سبيل المثال، تُدير جامعة ستانفورد برنامجًا مُخصصًا لدعم رواد الأعمال الطلاب من خلال توفير الموارد والإرشاد وتوجيههم نحو تأسيس شركات ناشئة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن بين الأمثلة البارزة كذلك، شركة «Nvidia» التي بدأت كتعاون بحثي أكاديمي وأصبحت اليوم من أكبر الشركات في مجالات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الرسومات وغيرها بقيمة سوقية بلغت 3.579 تريليون دولا أمريكي حتى نهاية 2024م، أما في الصين، فتُركز الجامعات مثل جامعة تسينجهوا على بناء بيئة داعمة للابتكار من خلال شراكات مع الحكومة والقطاع الخاص. وتُوفر هذه الجامعات موارد بحثية وبرامج تمويل للمشاريع الطلابية، مما يُمكن الطلاب من تطوير نماذج أولية وتحويلها إلى منتجات تجارية. وتُعد شركة «SenseTime» مثالًا حيًا على هذا النهج، حيث بدأت كمشروع بحثي جامعي وأصبحت الآن من أبرز الشركات في مجال الرؤية الحاسوبية، يذكر أنّ القيمة السوقية لشركة «SenseTime» تبلغ نحو6.8 مليار دولار أمريكي.
ولضمان نجاح الشركات الناشئة، يتوجب أن تحظى بدعم متكامل من القطاعين العام والخاص، حيث يُمكن تحقيق ذلك من خلال توفير سياسات حكومية داعمة تشمل تقديم التمويل والموارد اللازمة لتطوير هذه الشركات، بالإضافة إلى سن قوانين وتشريعات واضحة تُشجع على الابتكار وتُحفز بيئة ريادة الأعمال. كما يجب على المؤسسات التعليمية والبحثية أن تعزز برامج التعليم والتدريب في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعمل على تطوير البرامج الحالية واستحداث برامج جديدة تواكب الطفرات التقنية المُتسارعة، وتشجع البحث العلمي والتعاون مع الشركات الناشئة. كذلك، يتوجب على الشركات الكبرى دعم الشركات الناشئة من خلال الاستثمار أو إقامة شراكات استراتيجية. وفي ظل التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، تُشكل شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة مُمكنًا مهمًا لتحقيق هذا الهدف. من خلال الابتكار والتعاون مع الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، يُمكن لهذه الشركات قيادة التغيير نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. المستقبل يعتمد على تضافر الجهود المشتركة من جميع القطاعات لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها لتحقيق اقتصاد معرفي مُستدام.