قاذفات روسية تهاجم أوكرانيا وزيلينسكي متفائل بترامب
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
شنت روسيا هجوما جويا واسعا على أوديسا جنوبي أوكرانيا، وفي حين أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) مواصلته دعم كييف، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاؤله بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء سريع للصراع المستمر بين الجارتين منذ نحو 3 أعوام.
وقتل شخص واحد على الأقل في هجوم روسي جوي "واسع" خلال الليلة الماضية في أوديسا جنوبي أوكرانيا، حسبما أفادت به أجهزة الطوارئ الأوكرانية صباح اليوم الجمعة.
وقالت أجهزة الطوارئ -عبر تطبيق تلغرام- إن "أوديسا تعرضت مرة أخرى لهجوم واسع النطاق من العدو (…). وفق البيانات الأولية، لقي شخص واحد حتفه" وأصيب 10 آخرون بجروح، بينهم طفلان.
وأوضح غينادي تروخانوف، رئيس بلدية هذه المدينة الساحلية الرئيسية على البحر الأسود، عبر تلغرام، أن الضحية "امرأة تبلغ من العمر 35 عاما".
وقال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إن "مبنى سكنيا وسط أوديسا دُمّر، واشتعلت النيران في شقق سكنية، وتضررت أبراج ونحو 30 سيارة" نتيجة الهجوم.
وقبيل الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش)، نبه سلاح الجو الأوكراني إلى أن 6 طائرات روسية قاذفة من طراز "تو-95" كانت تحلق باتجاه الجنوب الشرقي، انطلاقا من قاعدة أولانيا في شمال غرب روسيا.
وطائرات "تو-95" هي قاذفات طورت خلال حقبة الاتحاد السوفياتي، وهي قادرة على حمل صواريخ كروز.
وكثفت القوات الروسية في الفترة الأخيرة هجماتها على جنوب أوكرانيا، وتعمل خصوصا على إلحاق الضرر بسفن في موانئ منطقة أوديسا. في المقابل، كثفت كييف هجماتها على أهداف عسكرية ومنشآت للطاقة في مناطق تسيطر عليها روسيا.
وخلال الليل أيضا، أسقطت موسكو 51 مسيّرة أوكرانية، من بينها 36 في منطقة كراسنودار في جنوب غرب البلاد، حسبما أفادت به وزارة الدفاع الروسية الجمعة عبر تلغرام.
ومنذ أشهر، تطلب السلطات الأوكرانية من حلفائها الغربيين تزويدها مزيدا من أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات الروسية.
وقد حض رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو حلفاء كييف الغربيين على الدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وضع حد للهجمات على الأوكرانيين.
في سياق متصل، دعا الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الدول الأعضاء في الحلف والشركاء الغربيين الآخرين إلى تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا مع اقتراب الطقس البارد.
وفي تصريحات أدلى بها بعد اجتماع مع رئيس لاتفيا إدجارس رينكيفيتش في قاعدة أدازي العسكرية، أمس الخميس، حذر روته من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيستخدم الشتاء كسلاح".
وقال روته إن روسيا ستحاول تدمير نظام إمدادات الطاقة في أوكرانيا، "ولهذا السبب يجب علينا جميعا زيادة دعمنا لأوكرانيا، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي لحماية البنية التحتية الحيوية".
وأضاف أنه من أجل تعزيز قدرات الأوكرانيين الدفاعية، سيتعين على أعضاء حلف شمال الأطلسي زيادة إنفاقهم الدفاعي وتعزيز إنتاج الأسلحة.
ودعا رينكيفيتش أيضا أعضاء الناتو إلى إنفاق المزيد على الدفاع، ودعا -على وجه التحديد- إلى تخصيص نسبة 2.5% أو 3% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري. ويبلغ الهدف الرسمي لحلف الناتو للإنفاق العسكري حاليا 2%.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن حرب روسيا على بلاده "ستنتهي على نحو أسرع" بعد تولي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف زيلينسكي -في تصريحات إذاعية- أن "الحرب ستنتهي، لكن لا يوجد تاريخ محدد (لنهايتها). بالطبع، مع سياسة هذا الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن، ستنتهي الحرب على نحو أسرع"، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك.
وأضاف أن "السلام العادل" أمر مهم للغاية بالنسبة إلى أوكرانيا.
ولطالما دعا زيلينسكي الولايات المتحدة وباقي حلفاء بلاده الغربيين إلى دعم كييف بالسلاح لهزيمة روسيا بالقوة، إلا أن هذه التصريحات تعد تغيرا واضحا مع قرب تسلم ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل.
ومنذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، وخلال حملته الانتخابية الأخيرة كرر ترامب موقفه بأنه لو كان موجودا في الحكم، ما كانت الحرب بين روسيا وأوكرانيا لتندلع، وأكد عدة مرات أنه سيقوم بإنهائها وكذلك حرب غزة عند عودته للبيت الأبيض، لكن من دون أي يوضح الطريقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ترامب يواصل هجومه وزيلينسكي يراهن على براغماتية أميركا
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن روسيا "في موقع قوة" في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وواصل هجومه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيلتقي اليوم الخميس الموفد الأميركي كيث كيلوغ .
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أمس "أعتقد أن الروس يريدون انتهاء الحرب، لكنني أعتقد أيضا أنهم في موقع قوة إلى حد ما لأنهم سيطروا على الكثير من الأراضي، لذا فإنهم في موقع قوة".
وجدد ترامب انتقاداته للرئيس الأوكراني، وقال في مؤتمر في فلوريدا إنه كان بمقدوره الحضور لإجراء محادثات مع روسيا في السعودية لو أراد ذلك. مضيفا أنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا قريبا.
وحذر ترامب نظيره الأوكراني من أنه "من الأفضل له أن يتحرك بسرعة" للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية ضد بلاده، "وإلا فإنه قد يخاطر بعدم امتلاك دولة ليحكمها".
رهانات زيلينسكيمن جهته أعلن زيلينسكي أنه سيلتقي الموفد الأميركي كيث كيلوغ اليوم الخميس، مبديا أمله في عمل "بنّاء" مع الولايات المتحدة بعد هجمات متكررة تعرض لها على لسان ترامب.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية مساء أمس "من المقرر أن نلتقي الجنرال كيلوغ الخميس ومن الأهمية بمكان بالنسبة إلينا أن يكون هذا الاجتماع وعملنا مع أميركا في شكل عام بنّاء".
إعلانوأضاف "معا مع أميركا وأوروبا، يمكن تحقيق سلام يعول عليه، وذلك هو هدفنا. والأهم أن هذا ليس هدفنا فحسب، بل هدف مشترك مع شركائنا".
وأكد زيلينسكي أن "المستقبل ليس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل مع السلام. وعلى كل طرف في العالم، وخصوصا القوي، أن يكون مع بوتين أو مع السلام. علينا أن نختار السلام. أشكر الجميع على دعمهم".
وشدد على أنه "يعول على وحدة أوكرانيا" وكذلك على "وحدة أوروبا" و"براغماتية أميركا".
انتقادات أوروبية أميركية لترامبفي غضون ذلك، واصل الأوروبيون إبداء مواقفهم الداعمة لأوكرانيا وزيلينسكي في مواجهة تصريحات الرئيس الأميركي، ومحادثاته التي يجريها مع روسيا في سبيل إنهاء الحرب الطاحنة المستمرة بين موسكو وكييف منذ 3 سنوات.
وأثار ترامب صدمة في الاتحاد الأوروبي بإشارته إلى أنه مستعد لاستئناف التواصل الدبلوماسي مع بوتين بعد 3 سنوات على بدء روسيا حربها مع أوكرانيا، ومناقشة مصير البلد الموالي للغرب من دون التشاور مع أوروبا أو كييف.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء أمس عن دعمه للرئيس الأوكراني "المنتخب ديمقراطيا" فولوديمير زيلينسكي الذي وصفه ترامب بأنه "دكتاتور من دون انتخابات".
وقال متحدث باسم داونينغ ستريت في بيان إن رئيس الوزراء العمالي اتصل بالرئيس الأوكراني وعبر عن دعمه له بوصفه رئيسا ديمقراطيا انتخبته أوكرانيا، وأعلن أنه من المنطقي تماما تعليق إجراء الانتخابات في زمن الحرب، الأمر الذي قامت به المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
من جهتها، نقلت فايننشال تايمز عن وزراء بريطانيين أن ستارمر يتجنب إغضاب ترامب ويسعى ليصبح جسرا بين واشنطن وأوروبا. ومن المقرر أن يلتقي ستارمر الرئيس الأميركي الأسبوع المقبل في واشنطن.
من جهته، اعتبر رئيس وزراء بولندا دونالد توسك أن فرض ما وصفه بالاستسلام القسري على أوكرانيا يعني استسلام الغرب بأكمله.
إعلانأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقال إنه يجب أن يكون السلام في أوكرانيا دائما وأن ترافقه ضمانات قوية وموثوقة.
بينما اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد "حرب العدوان الروسية منذ نحو 3 سنوات". كما اعتبر شولتس أن وصف ترامب لزيلينسكي بالدكتاتور "أمر خاطئ وخطير".
وإلى جانب الاستياء الأوروبي أثارت كلمات ترامب القاسية بحق زيلينسكي انتقادات من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين في الولايات المتحدة.
وقال زيلينسكي إن ترامب وقع في فخ التضليل الروسي، وسرعان ما حذره نائب الرئيس جيه دي فانس من مخاطر انتقاد الرئيس الجديد علنا.
وأعرب زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر من نيويورك عن فزعه من إلقاء ترامب باللوم على أوكرانيا في غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال شومر "من المثير للاشمئزاز أن نرى رئيسا أميركيا ينقلب ضد أحد أصدقائنا وينحاز علنا إلى بلطجي مثل فلاديمير بوتين".
وقال السيناتور جون كينيدي، جمهوري من لويزيانا، إنه لا يتفق مع اقتراح ترامب بأن أوكرانيا مسؤولة.
وقال كينيدي "أعتقد أن فلاديمير بوتين بدأ الحرب. أعتقد أيضا، من تجربة مريرة، أن بوتين رجل عصابات. إنه رجل عصابات ذو قلب أسود" يتمتع بـ "ذوق الدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين للدماء".
وقال السيناتور ديك دوربين، ديمقراطي من إلينوي، إن كلمات ترامب مهينة لآلاف الأوكرانيين الذين ماتوا في الحرب، متهما ترامب بتقليد بوتين. وقال دوربين: "أود أن أدعو الرئيس ترامب إلى الاعتذار لشعب أوكرانيا، لكن هذا سيكون مضيعة للوقت. دونالد ترامب ضعيف أمام بوتين".