جايك بول.. هل هو مجرد مشهور أم مقاتل حقيقي؟
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
أفادت وكالة سي إن إن في تقرير عن المؤثر والملاكم حديثاً، الأمريكي جايك بول، الذي يُعتبر واحداً من أبرز الشخصيات الشهيرة في القرن الحادي والعشرين بعد أن حقق شهرة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت الوكالة الأمريكية إن بول، الذي كان لديه أكثر من 27.2 مليون متابع على "إنستغرام" و20.8 مليون مشترك على قناته على "يوتيوب"، يعتبر في المقام الأول، مؤثر في شبكات التواصل الاجتماعي، ولاحقاً يمكن اعتباره مقاتلاً بفضل سجله الذي يتضمن 11 نزالًا و10 انتصارات، حيث بدأ مغامرته في عالم الملاكمة منذ عام 2020 بطريقة مثيرة وتصميم واضح كعرضٍ للمشاهدة.
على عكس مايك تايسون، الذي يُعتبر ملاكماً أولاً ثم شخصية مشهورة، يُظهر بول وجهه كعلامة على الشهرة الفورية، إذ علق الكاتبة الشهيرة جويس كارول أوتس على تايسون بقولها: "مايك تايسون، الفتى المحارب، أصبح أسطورة قبل أن يتمكن الأسطورة من تعريفه".
وعلى الرغم من كل ما يمثله بول من شهرة وثروة، إلا أنه لا يستطيع حتى أن يطمح إلى مثل هذه الإرث، فهو شخصية شهيرة للحظات عابرة وبارع في تسويق نفسه، حيث أعلن عن طموحه في أن يصبح بطل العالم.
وخلال تأكيده على نزاله مع تايسون، صرح بول قائلاً: "الآن لدي الفرصة لإثبات قيمتي أمام أعظم بطل ملاكمة في التاريخ، أسوأ رجل في كوكب الأرض، وأخطر ملاكم في التاريخ". وأضاف: "هذه ستكون مباراة حياتي".
مايك تايسون يصفع منافسه جيك بول قبل يوم من نزالهما المنتظر في تكساس
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSw15u pic.twitter.com/x0ETXsNPgv
من ناحية أخرى، حضر مايك تايسون وزن مباراة النزال في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 في دالاس، تكساس، استعداداً لمواجهة بول، ومن المقرر أن تُقام المباراة في ملعب AT&T في أرلنجتون، تكساس، بالولايات المتحدة، والذي يتسع لـ80,000 متفرج، وستُبث مباشرة عبر منصة "نتفليكس"، وسيتكون النزال من 8 جولات، وستستمر كل جولة لمدة دقيقتين، وستُستخدم قفازات أوزانها 14 أونصة بدلاً من الوزن المعتاد 10 أونصات.
سجل جايك بول في الملاكمة
وُلد جايك بول في 17 يناير (كانون الثاني) 1997 في كليفلاند، أوهايو، ودخل عالم الملاكمة والفنون القتالية المختلطة عام 2018 حيث بدأ مسيرته الاحترافية بعد مواجهته مع علي إيسون غيب في يناير 2020، ومنذ ذلك الحين، سجل 10 انتصارات، منها 7 بالضربة القاضية، وخسارة واحدة كانت أمام تومي فيوري بمركز ديرياه في السعودية في فبراير ( شباط) 2023، بحضور العديد من الشخصيات الرياضية البارزة.
وفي سياق مختلف، يتجاوز مايك تايسون ما يحتاج لإثباته في الحلبة بعد مسيرة دامت أعوام، فما الذي يدفعه للاستمرار في خوض المباريات عند بلوغه 58 عاماً؟ الجواب يكمن بلا شك في المال، إذ يُقدّر أن إجمالي قيمة النزال سيصل إلى 80 مليون دولار، يتم تقسيمها بالتساوي بين الملاكمين، حيث تتراوح أسعار تذاكر هذا الحدث في ملعب دالاس كاوبويز ما بين 5000 إلى 20000 دولار، وذلك وفقاً لموقع التذاكر.
جايك بول في مرمى تحدي كانيلو ألفاريز
جايك بول هو مُروج ماهر يعرف كيفية تسويق نفسه، حيث تحدى ساول "كانيلو" ألفاريز لمواجهة مستقبلية، ومع ذلك، يجب على بول أولاً هزيمة تايسون.
وخلال ظهوره في بودكاست "Timpo SugarShow"، أوضح بول أسباب رغبته في مواجهة الملاكم المكسيكي البالغ من العمر 34 عاماً، قائلاً "هذه اللحظة ستثبت أنني وجه الملاكمة وأكبر جاذبية، مباراتي ضد كانيلو لمنافسة على لقب الوزن الخفيف في الوزن الثقيل هي الأهم، وربما تكون أكثر أهمية من مباراتي ضد تايسون".
وفي النهاية، يسعى جايك بول إلى تحقيق إنجازات أكبر في عالم الملاكمة، لكن مع كل نزال يخوضه، سيظل يسعى لإثبات قيمته في رياضة تُصنع فيها الأساطير الحقيقية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مايك تايسون مایک تایسون الذی ی
إقرأ أيضاً:
من إسرائيل؟!
زكريا الحسني
إسرائيل التي تعد أداة استعمارية متقدمة تتخذ من وجودها في قلب الشرق الأوسط فرصة لإدامة الهيمنة الغربية على المنطقة وتحقيق مصالح القوى الكبرى على حساب شعوب تطمح إلى التحرر والنهوض، لكن في عمق هذه المعركة السياسية يظل السؤال الأكبر هو ماذا يحدث عندما يكون هدف الصراع ليس فقط السيطرة على الأرض؛ بل السيطرة على الذاكرة والهوية.
إن فكر القوى الغربية الاستعمارية يدور حول فكرة تغيير الواقع والتأثير على مسار التاريخ، وهو ما تفعله إسرائيل عبر سياساتها الممنهجة في المنطقة مستغلة اللحظات التاريخية لتزرع الفتنة وتغذي الصراعات الأهلية مما يعيق أي محاولة للنهوض.
لكن رغم كل محاولات التحريف والتشويه يبقى الوعي الجمعي للأمة حيا ويدرك المسلمون أن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي جسر بين الأرض والسماء وساحة للثورة الروحية التي لا تهزم وبما أن القدس تمثل جوهر الإيمان الإسلامي فإن أي محاولة لطمس هويتها لن تنجح بل سيزداد تمسك الأمة بها في مواجهة كل محاولات التفريق.
وعليه إن الصراع حول فلسطين ليس مجرد نزاع سياسي أو حدودي، بل هو معركة روحية وجودية تجمع بين الأبعاد الجغرافية والدينية وتدور في فلك تاريخي يمتد عبر الأجيال وبقدر ما تتسلح القوى الكبرى بالأدوات الحديثة للاستعمار يتسلح شعب فلسطين بتاريخ عظيم من الصمود والإرادة التي لا تقهر.
إسرائيل ليست مجرد كيان سياسي، بل قاعدة عسكرية غربية تتصدرها أمريكا وتستخدم كأداة لتحقيق أهداف القوى الاستعمارية في المنطقة فهذه القوى لا تستطيع العيش دون استعمار سواء بصورته التقليدية أو بأساليب جديدة تتماشى مع العصر لكن الفكرة تظل ثابتة وإن تغيرت الوسائل؛ فالمصالح تبقى هي الدافع الأول لكل تحركاتهم.
فهم يدركون أن السيطرة لا تفرض فقط بالقوة العسكرية، بل ترسخ عبر خلق الفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الانقسامات حتى ينهك الشرق ويظل تابعا لا قائدا وممزقا لا موحدا وهذه هي السياسة الاستعمارية الجديدة التي لا تحتاج إلى جيوش جرارة؛ بل إلى وكلاء ينفذون وأدوات تبرر وعالم غافل يصدق.
المسألة لا تقتصر على حدود جغرافية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى أبعاد أعمق فهي في المقام الأول قضية سياسية واستراتيجية تهدف إلى إدامة الصراع وإشغال الشرق الأوسط بهذا الكيان لمنع أي نهضة شاملة.
الشرق الأوسط يمتلك جميع مقومات القوة ويضم أهم المنافذ المائية؛ مما يجعل السيطرة عليه مفتاحا للهيمنة على الملاحة البحرية وهذا بدوره ينعكس على المشهد السياسي والاقتصادي ويعزز النفوذ على أرض الواقع، في معادلة لا تسمح بظهور قوى إقليمية قادرة على تغيير مسار التاريخ،
هذا الكيان ذو وظيفة محددة تتمثل في إشعال الصراعات المتواصلة وزرع الفتن وذلك عبر نشر الجواسيس وشراء الذمم وكما قال بايدن منذ زمن إذا لم تكن هناك إسرائيل فعلى أمريكا أن تخلق إسرائيل في إشارة واضحة إلى أن وجود هذا الكيان يخدم المصالح الغربية في المنطقة، فهو ليس مجرد كيان سياسي، بل أداة استراتيجية تستخدم لنهب ثروات الشعوب والتعدي على سيادة الدول وإبقاء المنطقة في حالة من الفوضى الدائمة تتيح للقوى الكبرى فرض هيمنتها وكأنها تضع القيود على أمة تملك كل مقومات النهوض لكنها تحاصر حتى تظل أسيرة واقع مرسوم لها مُسبقًا.
وهناك بُعد ديني عميق؛ إذ يُقال إن المعبر من الأرض إلى السماء هو أرض فلسطين، مما يجعل السيطرة عليها مفتاحًا للهيمنة على العالم.
لا يمكن إغفال مكانة القدس فهي ليست مجرد مدينة، بل قلب العقيدة ونبض التاريخ وأحد المقدسات الإسلامية التي تتجاوز حدود الجغرافيا لتسكن في وجدان كل مسلم فهي روح الأمة وقضيتها الخالدة ما بقي فيها نفس يرفض الذل والانكسار.
ولهذا فإن الصراع حولها ليس مجرد نزاع على الأرض، بل هو صراع عقيدة ووجود، حيث تسعى القوى المستكبرة إلى طمس هويتها وسلب قدسيتها، لكنها تبقى راسخة في القلوب كالنور الذي لا ينطفئ وكالعهد الذي لا يُنسى ما بقي في الأمة نبض حي وإرادة تأبى الانكسار.