بحث مكون من 6 كلمات قد يؤدي لاختراق جهازك
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
اكتشف الخبراء أسلوبًا جديدًا يتبعه القراصنة لاستهداف مستخدمي الإنترنت عبر "قرصنة" نتائج البحث، حيث يتم استغلال مصطلحات نادرة لفتح مواقع مزيفة تحتوي على برامج خبيثة تهدد بسرقة البيانات والتحكم في الأجهزة.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة "ذا تايمز" قال الكاتب "مارك سيلمان" إن هناك 6 كلمات تبدو غير ضارة، لكنها قد تؤدي إلى اختراق جهازك، خصوصًا إذا كنت تملك قطًّا "بنغاليًا".
وأضاف أن الخبراء اكتشفوا مصطلح بحث تم اختراقه من قبل مجرمي الإنترنت للوصول إلى جهازك، فكتابة عبارة "هل القطط البنغالية قانونية في أستراليا" على غوغل تظهر نتائج في أعلى صفحات البحث قد تكون كارثية للمستخدمين.
وأوضح الكاتب أن القراصنة قاموا بإنشاء مواقع وهمية، إذا تم النقر عليها يمكن تحميل برنامج ضار يُعرف بالبرمجيات الخبيثة على جهاز الحاسوب الخاص بالمستخدم.
وأفاد بأنه يمكن للبرمجيات الخبيثة سرقة البيانات الشخصية، والتفاصيل المالية، وبيانات الدخول، كما تتيح للقراصنة الوصول عن بُعد إلى الجهاز المخترق الذي يمكن أن يساعد في نشر البرمجيات إلى أجهزة أخرى.
وبحسب الكاتب، تم اكتشاف ما يُسمى "قرصنة" نتائج البحث من قبل خبراء في شركة الأمن السيبراني "سوفوس".
وقال الكاتب إن مصطلح البحث الذي يتم اختراقه متخصص جدًا، وغالبًا ما يكون له آلاف قليلة من عمليات البحث، ولكنه مثال على تقنية أوسع نطاقًا وهي قرصنة محركات البحث "تحسين محركات البحث". ويستهدف القراصنة هذه المصطلحات لأن هناك منافسة أقل للحصول على نتيجة ذات تصنيف أعلى من طلب البحث.
ونقل تصريحات شون غالاغر الباحث بمجال الأمن السيبراني في "سوفوس" أنه عندما تجري بحثًا على غوغل لا توجد الكثير من الإجابات الجيدة لهذا الأمر "فإن ذلك يشكل فرصة" للقراصنة. ويمكنهم القول "حسنًا، سأقوم بإنشاء موقع إلكتروني يبدو أنه يجيب عن هذا السؤال، وسأستخدمه لأغراض خبيثة".
وأشار غالاغر، بشكل ساخر، إلى أن القطط البنغالية "خطيرة جدًا" مضيفًا "لذلك فهي لا تحظى بتقدير كبير في أستراليا".
وقالت "سوفوس" في منشور على مدونتها إن تقنية "قرصنة محركات البحث" كانت موجودة منذ عام 2020، لكن "لقد شهدنا نموًا مستمرًا بهذه الطريقة لاختراق الأجهزة، مع عدة حملات ضخمة استخدمت هذه التقنية العام الماضي".
وذكر الكاتب أن حملات القرصنة الأخرى تشمل اختراق مصطلح "بلندر 3 دي" وهو برنامج شهير لتصميم الرسوميات، حيث ظهرت مواقع ضارة بقسم الإعلانات المدفوعة في نتائج البحث فوق الموقع الرسمي لـ"بلندر".
وإذا نقر شخص ما على هذه المواقع الوهمية وحاول تحميل البرنامج الذي اعتقد أنه حقيقي، كان في الواقع يقوم بتنزيل برمجيات خبيثة على جهازه.
وأشار الكاتب إلى أن القراصنة حاولوا أيضًا اختراق عمليات البحث عن برامج شهيرة أخرى مثل فوتوشوب، وأدوات التداول المالي، والبرامج التي تتيح الوصول عن بُعد إلى أجهزة الحاسوب.
ونقل تصريحات آلان وودوارد، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة ساري، والتي قال فيها "نميل إلى الاعتقاد بأنه إذا كان شيء ما يحتل مرتبة عالية في محرك البحث، فلا بد أن يكون مشروعًا. وللأسف، ليس الأمر كذلك، فخوارزمية البحث ليست بتلك الذكاء".
وأضاف "النقر على التطبيقات المفخخة للأسف موجود منذ فترة. مرة أخرى، يفترض الناس أنه إذا كانت هناك إعلانات من علامة تجارية موثوقة، فإن الثقة في تلك العلامة ستنعكس على الإعلان. ولم يستغرق المجرمون وقتًا طويلاً لاكتشاف أنه يمكنهم إغراء المستخدمين بالخروج عن الطريق الآمن ودخول عالمهم المفخخ. وينطبق المثل القديم الآن أكثر من أي وقت مضى: فكر مرتين قبل أن تنقر".
وتابع "بعض المتصفحات تحاول سد هذه الثغرة، ولكن كما هو الحال دائمًا، هي سباق تسلح".
كيف تتجنب الوقوع في "التسمم" تحقق من عنوان الويب قبل النقر على نتيجة البحث. وللقيام بذلك مرر مؤشر الماوس فوق الرابط وتحقق من العناوين التي تحتوي على أخطاء إملائية أو أسماء غير مألوفة. يجب أن يحتوي الموقع على اتصال آمن يبدأ بـ https:// وشهادة أمان صالحة. كن حذرًا من المواقع التي تطلب تنزيلات غير متوقعة أو التي تطلب معلومات حساسة. حافظ على تحديث المتصفح ونظام التشغيل الخاص بك، حيث سيحاول الإصدار الأحدث حظر أحدث الثغرات المعروفة التي يستغلها القراصنة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
وفاة الكاتب ماريو فارغاس يوسا الحائز جائزة نوبل للآداب
توفي الكاتب الإسباني-البيروفي ماريو فارغاس يوسا الحائز جائزة نوبل للآداب عن 89 عاما في ليما عاصمة البيرو حيث كان يعيش منذ أشهر قليلة بعيدا عن الحياة العامة، على ما ذكرت عائلته في رسالة عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي.
وتمثل وفاته نهاية حقبة الجيل الذهبي للأدب في أميركا اللاتينية، والذي كان فارغاس يوسا آخر ممثليه الكبار.
ولد فارغاس يوسا في عائلة بيروفية من الطبقة المتوسطة وكان أحد أبرز الأسماء في "الفورة" الأدبية الأميركية اللاتينية في الستينات والسبعينات مع الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار.
جاء في رسالة، كتبها نجله البكر ألفارو ووقعها شقيقه غونزالو وشقيقته مورغانا "بحزن عميق، نعلن وفاة والدنا ماريو فارغاس يوسا اليوم في ليما بهدوء محاطا بعائلته".
وأعلنت الحكومة البيروفية 14 أبريل يوم "حداد وطني"، مشيرة إلى تنكيس الأعلام على المباني العامة، بحسب مرسوم.
ولم تتطرق العائلة إلى سبب وفاة الكاتب، لكنّ صحته كانت ضعيفة منذ عودته إلى العاصمة البيروفية في العام 2024، بعد مغادرته العاصمة الإسبانية مدريد.
وأضاف أولاده "إن رحيله يبث الحزن في نفوس عائلته وأصدقائه وقرّائه في مختلف أنحاء العالم، لكننا نأمل أن يجدوا العزاء، كما نجده نحن، في حقيقة أنه تمتع بحياة طويلة ومتنوعة ومثمرة".
أمام منزل الكاتب المطل على المحيط الهادئ في حي "بارانكو"، تجمعت مجموعة صغيرة من الأشخاص في صمت عند تلقي خبر وفاته، حاملين نسخا من أعماله.
وقال أحد هؤلاء الأشخاص ويُدعى غوستافو رويس، في حديث إلى إذاعة "آر بي بي": "كان مرجعا مهما جدا بالنسبة لي. كان يقول إن الأدب أنقذ حياته".
وقالت عائلة الكاتب "لن تقام أي مراسم جنازة عامة"، موضحة أن الجثة ستُحرَق. وأضافت "سنتصرّف خلال الساعات والأيام المقبلة بحسب ما أوصى".
"عبقرية فكرية"
في رسالة عبر منصة "إكس"، أعربت الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي عن أسفها لوفاة فارغاس يوسا. وكتبت "إن عبقريته الفكرية وأعماله الكثيرة ستبقى إرثا دائما للأجيال المقبلة".
ووصف رئيس غواتيمالا برناردو أريفالو الكاتب بأنه "مؤرخ عظيم لأميركا اللاتينية ومترجم فطن لمساراتها ومصائرها".
وكتب الرئيس الكولومبي السابق ألفارو أوريبي، عبر منصة "إكس" أيضا "رحل ماريو فارغاس يوسا، أحد استاذة الأدب الكبار. ترك لنا أعماله، وروعته، ومثاله. ترك لنا مسارا لنتّبعه في المستقبل". بينما أكّد كريستوفر لاندو نائب وزير الخارجية الأميركي أنّ "مواضيعه واهتماماته خالدة وعالمية".
وقال الكاتب البيروفي ألفريدو بريس إيتشينيكي، مؤلف كتاب "عالم ليوليوس" وصديق ماريو فارغاس يوسا، عبر إذاعة "آر بي بي"، إن وفاة فارغاس يوسا تشكل "حدادا للبيرو لأن أحدا لم يمثلنا في العالم بقدر ما مثلنا هو، بعمله عموما، ومثابرته، ونقائه، وعظمته".
"عبقري الآداب"
تُرجمت أعمال ماريو فارغاس يوسا، وهو كاتب محب للثقافة الفرنسية عاش لسنوات في باريس، إلى نحو ثلاثين لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة "بلياد" الأدبية المرموقة خلال حياته في عام 2016. كما انتُخب لعضوية الأكاديمية الفرنسية في عام 2021.
وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر منصة "إكس"، بالكاتب الراحل، ووصفه بأنه "عبقري الآداب" الذي كان له "وطن" في فرنسا وكان عمله "يعارض التعصب بالحرية، والجزمية بالسخرية، واستشرس في دفاعه عن المُثُل في مواجهة عواصف القرن".
ولد ماريو فارغاس يوسا في مدينة أريكيبا في 28 مارس 1936، وأمضى الأشهر الأخيرة من حياته محاطا بعائلته، بعيدا عن المناسبات العامة.
قبل أيام قليلة من عيد ميلاده التاسع والثمانين، ظهر في سلسلة من ثلاث صور التقطت في الأماكن التي كتب فيها رواياته "خمس زوايا" (بالإسبانية "سينكو إسكيناس") عام 2016 و"أهدي لك صمتي" ("لي ديديكو مي سيلينسيو") عام 2023.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينشر فيها نجله صورا له في أماكن من العاصمة ألهمته لكتابة بعض أعماله الشهيرة.
تدهورت صحة فارغاس يوسا بشكل كبير منذ العام 2023، بعدما نُقل إلى المستشفى في يونيو بسبب إصابته بفيروس كوفيد-19 خلال إقامته في إسبانيا، البلد الذي حصل على جنسيته في العام 1993.
وكان الكاتب صاحب روائع أدبية مثل "المدينة والكلاب" ("لا سيوداد إي لوس بيروس") و"محادثة في الكاتدرائية" ("كونفرساسيونين إن لا كاتيدرال) يحظى بالإعجاب لوصفه الوقائع الاجتماعية.