تشهد منطقة غرب إفريقيا والساحل والصحراء تصاعدًا مقلقًا في النشاط الإرهابي، حيث تعد جماعتي "بوكو حرام" و"ولايات غرب إفريقيا" التابعة لتنظيم داعش من أبرز الأطراف الفاعلة التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ورغم الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء هذه الظاهرة، فإن التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن هذه الجماعات لا تزال تتفاقم.

انقسامات جهادية وصراعات داخلية

أوضح أحمد سلطان، الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، أن "ولايات غرب إفريقيا" تشكلت نتيجة انشقاقات داخل جماعة بوكو حرام، بعدما بايعت مجموعات منها تنظيم داعش.

وأضاف سلطان في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الصراعات الداخلية بين الطرفين أدت إلى اشتباكات دامية، أبرزها مقتل زعيم بوكو حرام، أبو بكر شيكاو.

وأشار سلطان إلى أن هذه الانقسامات لم تقلل من التهديدات الأمنية في المنطقة، بل عززت من توسع العمليات الإرهابية، حيث استهدفت دولًا جديدة مثل بنين والكاميرون، مع طموحات للوصول إلى ساحل العاج.

تأثيرات اقتصادية واجتماعية مدمرة

من جانبه، أكد الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن استمرار نشاط بوكو حرام يمثل كارثة اقتصادية واجتماعية على شعوب المنطقة؛ وقال: "هذه الجماعات الإرهابية تعمل كقوة موازية للدولة، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الاقتصادية وإعاقة جهود التنمية".

وأضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن وجود الجماعات الإرهابية في المجتمعات الأفريقية بات واقعًا مأساويًا، حيث ينخرط بعض الأفراد في صفوفها بفعل الحاجة أو الإيمان بالفكر المتطرف، ما يعزز قبول فكرة وجود قوة بديلة للسلطات الرسمية.

الحاجة لاستراتيجيات جديدة

وأجمع الخبراء على أن الأساليب التقليدية لم تعد كافية لاحتواء هذه التنظيمات. وشدد سلطان على أن "وجود آلاف المقاتلين في صفوف هذه الجماعات يجعلها قوة موازية للجيوش المحلية، ما يتطلب استراتيجيات مبتكرة تعالج طبيعة التهديد".

كما حذر زهدي من أن هذه الجماعات أصبحت أدوات لقوى خارجية تستخدمها لإعادة تشكيل الديموغرافيا والجغرافيا في المنطقة، ما يجعل القضاء عليها أولوية قصوى للحفاظ على استقرار القارة، خصوصًا في ظل استمرار تصاعد العنف وتزايد تعقيد الأوضاع الأمنية، يبقى التحدي الأكبر أمام دول غرب إفريقيا هو تطوير مقاربات شاملة تجمع بين الأمن والتنمية والتعاون الدولي، لمواجهة التهديد الإرهابي الذي يعيق التقدم ويهدد الاستقرار الإقليمي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التنظيمات الإرهابية في غرب إفريقيا التنظيمات الإرهابية تنظيمات الارهاب تنظيم داعش غرب افريقيا هذه الجماعات غرب إفریقیا بوکو حرام

إقرأ أيضاً:

خبير: نتعرض لخطر براجماتي كبير في المنطقة والعالم كله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن هناك تعاملا براجماتيا خطير جدا على المنطقة والعالم كله، خاصة مع وجود جناح عابر للحدود يمثل الإرهاب العالمي يتمثل في داعش الذي يستعيد عافيته حاليا بعد الأحداث في سوريا، ورؤيته أنه الفصيل الأولى للخلافة في سوريا ويخطط لاستقطاب العناصر الأكثر تطرفا في سوريا والمنطقة ككل.

وأضاف في مداخلة مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، في برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن داعش قد ينجح في ذلك مع تقديم الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تنازلات لنيل الرضا الغربي وصبغ الشرعية الدولية على حكمه بما يتيح مزايدات عليه داخل الكيانات الأكثر تطرفا، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات بالنفاق والردة تساعد في استقطاب الكثير من العناصر في سوريا وتفيد الجماعات المتطرفة.

كما لفت هشام النجار، إلى أن داعش يسعى بكل قوته لكسر الحوائط وتحرير قياداته من السجون الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة الذي مازال يتبنى الإرهاب العابر للحدود ويعلن عداء للأمريكان والغربيين ويتماشى مع إيران. 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يشيد بدور نظيره التشادي في قيادة جهود التصدي ودحر الجماعات الإرهابية
  • أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
  • باحث بشئون الجماعات المتطرفة: جماعة الإخوان طوال تاريخها تتاجر بالقضية الفلسطينية
  • باحث في شؤون الجماعات المتطرفة: «الإخوان» يتاجرون بالأديان والأوطان والأزمات (فيديو)
  • بوكو حرام تقتل 40 مزارعاً في نيجيريا
  • «إيكواس».. قوة إقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية
  • باحث بشؤون الحركات الإسلامية: أحداث سوريا أعطت التنظيمات المتطرفة دفعة معنوية
  • خبير: نتعرض لخطر براجماتي كبير في المنطقة والعالم كله
  • أحمد سلطان: فرنسا اتخذت خطوات لمواجهة التطرف ولكن دون استراتيجية شاملة
  • مرصد الأزهر: إنخفاض جرائم التنظيمات الإرهابية في وسط إفريقيا خلال ديسمبر 2024