قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن العنف المسلح والهجمات في ولاية الجزيرة في السودان، تبرز وحشية الحرب المستمرة منذ نحو 19 شهرا في ظل تقارير عن اغتصابات جماعية وأعمال قتل ونهب واسعة النطاق، خلال أقل من أسبوعين دفعت الأعمال القتالية في ولاية الجزيرة أكثر من 135 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم، نزح غالبيتهم العظمى إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين.



السيد (70 عاما) اضطر إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
OCHA
زار أعضاء مكتب الأمم المتحدة مواقع إيواء النازحين الجدد - حيث يقدم لهم عاملو الإغاثة المساعدات الضرورية - وتحدثوا معهم عما شهدوه.

السيد، نازح في السبعين من عمره، قال إن أولاده حملوه في رحلة النزوح بسبب إعاقته التي تمنعه من الحركة. وأضاف: "الشيء الذي دفعني للمغادرة هو الانتهاكات التي عشناها وهدم البيوت والسرقات والاغتصابات. الوضع كان سيئا جدا جدا. لقد حُملت على أكتاف أولادي 40 ساعة وأنا على هذا المقعد المتحرك".

وأشار إلى العدد الكبير من الأشخاص الذين يقفون حوله، وقال إنهم جميعا جاءوا من الجزيرة سيرا على الأقدام وإن بعضهم سار 3 أيام أو 10 أيام وإن بعض الناس لقوا حتفهم أثناء النزوح بسبب التعب والعطش.

السيدة نضال، البالغة من العمر 35 عاما، قالت إن كل الناس يشعرون بالإنهاك ويحتاجون إلى دعم خارجي كبير: "نحتاج إلى أسرّة. ينام الناس على الأرض وبعضهم مريض لا يتحمل هذا الوضع. ونريد ملابس، بعضنا خرج من داره بالملابس التي كنا نرتديها وبدون أي شيء آخر. نحتاج إلى البطاطين أيضا".

وعما شهدته من الهجمات التي تعرضت لها منطقتها، قالت السيدة نضال: "أي بيت في الجزيرة هجموا عليه. أخذوا ملابس الفقراء من الخزانات وارتدوها، وسرقوا الحلويات التي كانت النساء تبيعها لتطعم أطفالها".

السيدة نضال (35 عاما) اضطرت إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
OCHA السيدة نضال (35 عاما) اضطرت إلى النزوح من ولاية الجزيرة، في السودان، بسبب تصاعد أعمال العنف.
شخص آخر مسن في الثانية والستين من العمر تحدث عن المشاكل الكثيرة التي يواجهها النازحون مثله: "نعاني من الجوع والعطش. الأطفال هم أكثر من عانوا والنساء أصبحن مريضات أيضا. لقد فقدنا الكثير من الأرواح وإلى الآن لا يزال الكثيرون مفقودين لم نعثر عليهم".

أدمور توندلانا نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في السودان شدد على أهمية وقف إطلاق النار وأن يعود شعب السودان إلى حياتهم الطبيعية، "فلنبن السودان مرة أخرى، هناك الكثير من الأطفال الذين تضرر تعليمهم. إنه جيل سنفقده. الكثير من جوانب الحياة قد تأثر ونحتاج إلى العودة إلى الحياة الطبيعية".

لوكوجو بيتر رئيس مكتب الأوتشا في كسلا قال إن العام المنصرم شهد 3 موجات نزوح من الجزيرة وسنار، ليزيد العدد في شرق السودان بنحو ثلاث مرات. ووشدد على الحاجة العاجلة لأن تساعد الوكالات الإنسانية والسلطات الحكومية من نزحوا إلى شرق السودان بالمأوى والماء والرعاية الصحية.

منذ بدء الصراع في السودان، نزح نحو 11.5 مليون شخص سواء داخل البلاد أو عبر الحدود.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من ولایة الجزیرة فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تسعى لجمع 6 مليارات دولار لتخفيف المعاناة “المروعة” في السودان

يمن مونيتور/وكالات

قالت الأمم المتحدة اليوم الاثنين إنها تسعى لجمع ستة مليارات دولار للسودان هذا العام من المانحين الدوليين للمساعدة في تخفيف المعاناة في ما وصفته بأنه أحد أكثر الأزمات المروعة في هذا العصر بما شهدته من نزوح جماعي وتفاقم للجوع.

ويزيد المبلغ الذي أعلنت الأمم المتحدة السعي إلى جمعه 40 بالمئة مقارنة مع نداء أطلقته العام الماضي من أجل السودان في وقت تتعرض فيه ميزانيات المساعدات في أنحاء العالم لضغوط متزايدة ترجع لأسباب منها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي عن وقف التمويل مما يؤثر على برامج منقذة للأرواح في أنحاء العالم.

وتقول الأمم المتحدة إن الأموال ضرورية لأن تأثير الحرب المستمرة منذ 22 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي أدت بالفعل إلى نزوح خُمس سكان السودان وفاقمت الجوع الشديد بين نحو نصف السكان، يبدو أنه سيزداد سوءا.

وقال توم فليتشر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة قبل إطلاق تقرير بهذا الشأن “السودان يمثل حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد صادمة… المجاعة تتفشى. كما يتفشى وباء العنف الجنسي. يتعرض أطفال للقتل والإصابة. المعاناة مروعة”.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان أن تقارير أشارت إلى وجود حالة مجاعة في خمسة مواقع على الأقل في السودان، بما في ذلك مخيمات للنازحين في دارفور، مضيفة أن من المتوقع تفاقم تلك الأوضاع مع استمرار القتال وانهيار الخدمات الأساسية.

وتعرض أحد المخيمات المنكوبة بالمجاعة لهجوم من قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي في وقت تحاول فيه إحكام قبضتها على معقلها في منطقة دارفور.

وفي حين تقول بعض وكالات الإغاثة إنها حصلت على إعفاءات من واشنطن لتقديم المساعدات في السودان إلا أن حالة من الغموض لا تزال تكتنف مدى التغطية لتقديم الإغاثة من المجاعة.

وتستهدف الأمم المتحدة الوصول إلى ما يقرب من 21 مليونا في السودان مما يجعله برنامج المساعدات الإنسانية الأكثر طموحا حتى الآن لعام 2025، ويتطلب ذلك 4.2 مليار دولار، والباقي للنازحين بسبب الصراع.

(رويترز)

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان
  • السودان.. القتال يجبر 10 آلاف عائلة على النزوح من مخيم دارفور
  • الأمم المتحدة: تداعيات حرب السودان تتمدد لخارج الحدود
  • قوات حفظ السلام الأممية تعلن عن اشتباكات دموية في جنوب السودان
  • السودان.. نداء أممي لتأمين 6 مليارات دولار لمساعدة 26 مليون شخص
  • مجلس الأمن الدولي يوافق على تمديد ولاية فريق الخبراء بشان السودان .. امتناع الصين وروسيا
  • الأمم المتحدة تطلق نداءين بـ6 مليارات دولار لمساعدة السودان
  • نداء إنساني لجمع 6 مليارات دولار لتجنب كارثة إنسانية في السودان
  • تصاعد جرائم القتل والنهب في مناطق سيطرة الحوثي.. الفقر والانفلات الأمني يغذيان العنف
  • الأمم المتحدة تسعى لجمع 6 مليارات دولار لتخفيف المعاناة “المروعة” في السودان