ثلاثية الموت تحصد الارواح على الطرقات
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
5861 قتيلا على الأسفلت فى عام واحد.. و27% زيادة فى عدد المصابين>> الخبراء: افتقار الثقافة المرورية والتهور وراء 70% من الحوادث.. والطرق السريعة الأخطر>> 85 ألف حادث للدراجات النارية و93 ألفا للسيارات الملاكى.. خلال السنوات الخمس الأخيرة>> بعض سائقى النقل الثقيل يتعاطون منبهات ومخدرات تؤثر على قيادتهم>> المنظمات الدولية: القيادة على الطرق السريعة يجب ألا تزيد على 4 ساعات متصلة أو 8 ساعات منفصلة
لا يمر يوم دون حادث مرورى أو أكثر، وإذا كان المصريون جميعا هزهم وابكاهم حادث أتوبيس بور سعيد الذى راح ضحيته 12 حالة وفاة و21 مصابا، ومن قبله حادث جامعة الجلالة الذى حصد أرواح 12 طالبا جامعيا فى ريعان شبابهم وأصاب 29 آخرين، فالواقع يقول إن هذه الحوادث المروعة لن تكون الأخيرة.
وتطرح زيادة أعداد ضحايا حوادث الطرق سؤالا جوهريا عن سر هذه الزيادة رغم شبكة الطرق الحديثة التى أقامتها الحكومة خلال الفترة الأخيرة؟
ذات السؤال يصبح أكثر إلحاحا خاصة فى ظل ارتفاع مؤشر جودة الطرق فى مصر إلى المركز 28 فى عام 2019 بعدما أن كانت فى المركز 118 عام 2014، وذلك نتيجة الاهتمام بتطوير الطرق فى أغلب أنحاء الدولة، بعد بدء «المشروع القومى للطرق» فى عام 2014.
ويؤكد الدكتور أسامة عقيل أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس والخبير الدولى فى مجال النقل، أن القول بأنه كلما زادت الطرق قلت الحوادث، هو قول غير صحيح بالمرة فعكسه هو الصحيح، فكلما زادت أطوال الطرق زادت نسبة الحوادث، بغض النظر عن جودة الطرق.. وقال: «الحوادث فى الطرق السريعة تكون فى الغالب أكبر وأخطر من غيرها من الطرق لأن السيارات تسير عليها بسرعات كبيرة».
وأضاف: «حوادث الطرق السريعة فى مصر تعود إلى عدة أسباب أهمها السرعات الكبيرة للمركبات، فقديماً كان الحد الأقصى للسير على الطريق هو 60 كيلومترا فى الساعة وكان هذا هو أقصى ما تسير به السيارات والآن سرعات السيارات تتخطى 250 كيلومترا فى الساعة، كما أنه على الطريق السريع يكون هناك رغبة من السائقين سواء ملاكى أو نقل فى السير بشكل أسرع مما يعرض حياتهم إلى الخطر، ولهذا تشهد الطرق حوادث مأساوية ودائماً تكون بسبب السرعات العالية رغم وجود رادارات ورصد مخالفات على السرعة وتغريم أصحابها مبالغ غير قليلة، ولكن هناك من يظن أن الأفضل له أن يسير بسرعة عالية على أمل أن يصل إلى مقصده فى أقل وقت ممكن، وهو أمر يمثل تهديداً مباشرا على حياته وعلى حياة الآخرين، وتزداد الخطورة إذا كان السائق يقود سيارته بسرعة كبيرة ودون التأكد قبل الانطلاق بها من سلامة الإطارات والإضاءة.
وأضاف أستاذ هندسة النقل، «بالنسبة لتكرار الحوادث كل عام بطرق الصعيد أو الجلالة أو غيرها فهذا يرجع إلى بشكل عام إلى أخطاء فنية بالطرق وهى تسمى النقاط السوداء وهى المناطق التى تتكرر فيها الحوادث خلال العام الواحد، فكل منطقة تشهد 3 حوادث سنوياً تسمى على الطريق منطقة سوداء وأغلبها تكون منحنيات خطرة أو غيرها، وهناك من لا يحترس أثناء القيادة، لأن بعض الطرق السريعة بها منحنيات ودورانات مثل باقى الطرق وتكون وسط الجبال ولذلك التنبه دائماً إليها مسألة ضرورية، ويجب الالتزام بالسرعات المقررة، خاصة أن معظم الحوادث تقع من قائدى سيارات ليس لديهم معرفة جيدة بالطريق.
وأوضح أستاذ هندسة النقل، أن هناك مسألة أخرى يجب الإشارة إليها وهى مسألة إدارة الطرق السريعة مثل إدارة حركة الملاحة الجوية للطائرات وحركة ملاحة السفن والقطارات، ويجب تنظيم السير وعلامات التنبيه وإنارة الطريق ليلاً بشكل جيد، لأن بعض السيارات إضاءتها ضعيفة، فيجب وجود إدارة كاملة للطرق السريعة مع وجود خدمات بالقرب من الطريق مثل نقاط الإسعاف والمستشفى لليوم الواحد للطوارئ على الطريق وتجهيزها لأى حوادث، وفى حالة الشبورة يتم إغلاق الطريق، حتى تزول الشبورة حرصاً على سلامة المواطنين حتى لوطالت فترات الانتظار، فالانتظار أفضل من السير فى الشبورة والتعرض للحوادث، وأيضاً من المهم وجود توعية للسائقين ولوحات إرشادية طوال الطريق من أجل تسهيل مهمة قيادتهم.
وأوضح سامى مختار رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا حوادث الطرق، أن هناك عدة عوامل تؤدى إلى حوادث على الطرق السريعة ويأتى على رأسها مستوى كفاءة السائقين وتعاملهم مع الطرق الجديدة أو الحديثة ومنها عدم التزام البعض بإجراءات السلامة المتبعة فى القيادة، وهى خطوات يجب اتبعها من قبل السائقين لتفادى الحوادث، خاصة أن معظم الطرق الحديثة التى تم إنشاؤها تم تنفيذها بشكل جيد، ولكن هناك بعض السائقين لا يلتزمون بالسرعات المقررة للطرق السريعة، وبعضهم يقوم بالقيادة دون الحصول على فترة راحة كافية تجعله يستطيع القيادة لمسافات طويلة وهذه السلوكيات تساهم بنسبة 75% من الحوادث المرورية على الطرق السريعة، وهى الأشد قسوة وتخلف عددا كبيرا من الوفيات والضحايا.
وأضاف رئيس جمعية رعاية ضحايا حوادث الطرق، أن هناك تقصيرا لا نغفله من جانب الحكومة وهو جزء من المشكلة وهو تقصير فنى مثل عدم إنارة الطرق الحديثة بشكل كامل أو ضعف الإنارة، وغياب الردع بشكل كامل فى معاقبة المتجاوزين للسرعات أو من يتسببون فى حوادث وكوارث إنسانية للآخرين، وعدم تطبيق العقوبة سواسية على المخطئين، وكذلك عدم توافر خدمات مخصصة للنقل الثقيل على الطرق السريعة، وهى الجزء الأكبر من الحوادث على الطرق السريعة مما يجعل هناك ارتفاعا فى معدل الحوادث، ويجب أن يكون هناك نقاط خدمية قريبة من الطرق مثل نقطة الإسعاف وغيرها من الخدمات للطرق السريعة.
وأكد اللواء أحمد هشام الخبير المرورى، أن هناك فرقا كبيرا فنياً ومهارياً بين القيادة على الطرق السريعة والقيادة على الطرق الداخلية داخل المدن، فداخل المدينة تكون كثافات السيارات أكثر من الطرق السريعة وقيادة السيارة تكون محكومة بالإشارات المرورية، سواء الوقوف والانتظار والسير ببطء وهكذا، وهناك مبانٍ ومنشآت تقلل من سرعة الرياح للسيارة، وأيضاً هناك مشاة يعبرون الطرق فهنا يكون القائد منتبها بشكل كبير، أما الطرق السريعة فتكون مسافتها أطول وتصل إلى مئات الكيلو مترات، وهنا تكون الأزمة لأن الطريق يكون طويلا وممل أحياناً لقائد السيارة، وقد يدفعه الممل لعدم الالتزام بالسرعات المقررة، للطرق السريعة والتى تصل تصل إلى 120 كيلومترا فى الساعة للسيارات الملاكى والنقل الثقيل 60 كيلومترا فى الساعة، وإذا ما تجاوز السائق تلك السرعة يكون كمن اختار بنفسه أن يقترن بخطر الموت.
وأضاف الخبير المرورى أن السائق يستطيع التحكم فى السيارة داخل المدن عن الطرق السريعة ولهذا فإن الحوادث على الطرق السريعة تكون جسيمة بشكل كبير وهو ما نشاهده فى الحوادث على الطرق السريعة، والتى تكون بشكل كبير من العامل البشرى بنسبة حوالى 70% وهذا يرجع إلى افتقار الثقافة المرورية، والتدريب والتعليم الكافى للقيادة وأيضاً التهور بشكل كبير فى الطرق السريعة وتجاوز السرعات المقررة التى أوضحناها وهذه الحوادث معظمها، ويجب أن نشير إلى أن بعض سائقى النقل الثقيل يتعاطون مواد منبهة أو مخدرة تؤثر على قيادتهم وذلك لتحقيق أكبر ربح من القيادة بشكل متواصل تصل إلى 16 ساعة متواصلة، وتوصى المنظمات الدولية للقيادة بأن القيادة على الطرق السريعة يجب ألا تزيد على 4 ساعات متصلة أو 8 ساعات منفصلة، مع الحرص على النوم بشكل كافٍ قبل السفر لمسافات طويلة، لأن قلة النوم تسبب قلة التركيز بشكل كبير جداً، كما يجب عدم قيادة السيارات فى الشبورة بسبب عدم اتضاح الرؤية الجيدة وأيضاً أثناء هطول الأمطار يجب تخفيف السرعات بشكل كبير على الطرق السريعة، لأنها تسبب خطورة على الطريق والأسفلت يتأثر بالحرارة والأمطار بشكل كبير ولذلك حرصاً على سلامة الركاب يجب تقليل السرعة فى حالة المطر وفى حالة ارتفاع درجات الحرارة.
وكشف تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2023 بعض التفاصيل الرسمية عن حوادث الطرق فى مصر وجاءت محافظة القاهرة كأعلى محافظة للوفيات بإجمالى 718 وفاة خلال عام 2023 طبقاً للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وبلغ عدد الوفيات 4902 للذكور والإناث 959حالة وفاة لعام 2023 طبقاً للجهاز المركزى والإحصاء.
واحتلت محافظة الدقهلية نصيب الأسد فى عدد حوادث الطرق لعام 2023 بإجمالى عدد إصابات 14 ألفا و 192 مصابا وهو رقم كبير جداً مقارنة بمتوسط عدد حالات الحوادث فى المحافظات الأخرى والتى تتراوح فى الغالب بين 4 آلاف و5 آلاف إصابة خلال نفس العام فمثلاً محافظة الجيزة بلغ عدد حوادث الطرق بها خلال نفس الفترة 3658 إصابة.
وبالنسبة للسن للمتوفين فكانت الأكثرية فى المرحلة العمرية الأقل من 15 سنة بإجمالى 1409 حالات وفاة لعام 2023، وكانت الأكثرية للوفيات لعام 2023 لحوادث الطرق للمارة بالطريق بإجمالى 2199 وفاة ويليها لسائق السيارة بإجمالى 1442 وفاة.
وبلغ معدل الوفاة لكل 100 ألف نسمة بحوادث الطرق لعام 2023 حوالى 5.6 وفاة، وبلغ معدل الإصابات لكل 100 ألف نسمة 67.5 إصابة لنفس العام.
وسجلت الدراجات النارية والمركبات ذات ثلاث عجلات حضورا كبيرا فى الحوادث، فخلال الفترة من 2019-2023 طبقاً للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تسببت فى 85 ألف حادثة سير وهو عدد ضخم جداً، فيما بلغ عدد حوادث السيارات الملاكى حوالى 93 ألف حادثة خلال نفس الفترة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حادث مرورى 12 حالة وفاة الجهاز المركزى للتعبئة العامة
إقرأ أيضاً:
تركيب مطبات صناعية في مدينة ناصر بناءً على طلب النائبة سهام بشاي
استجابةً لطلبات الأهالي والسائقين في مدينة ناصر، قامت النائبة الوفدية سهام بشاي عضو مجلس النواب وعضو لجنة العلاقات الخارجية، بتقديم طلب عاجل للمسؤولين لتنفيذ مجموعة من الحلول التي تهدف إلى تقليل الحوادث وتحسين سلامة الطرق في المنطقة.
وبحضور مدير مكتبها سعد الدنديلي، تم صباح يوم الخميس 9 يناير 2025 تركيب أربعة مطبات صناعية على الطرق الرئيسية في مدينة ناصر، وذلك للحد من الحوادث التي تكررت في هذه المناطق نتيجة لسرعة القيادة.
وقد شمل تنفيذ هذه المطبات الصناعية أربع مواقع هامة، بدأت من محطة التعاون على الطريق السريع مصر/ أسيوط، مروراً بمناطق أخرى تشهد كثافة مرورية عالية، حيث تم تركيب المطب الأول أمام محطة التعاون على الطريق السريع، والمطب الثاني قبل مدخل بني زايد على نفس الطريق السريع، كما تم إضافة المطب الثالث أمام عمارة الدكتور سامي بشارع الجيش، بينما تم تركيب المطب الرابع أمام مدرسة الفنية في شارع الجيش بمدينة ناصر.
ويأتي هذا التوجيه بناءً على العديد من الشكاوى التي قدمها المواطنون والسائقون، حيث أفادوا بتكرار الحوادث على الطريق السريع وداخل المدينة، وخاصة في شارع الجيش، الذي شهد العديد من الحوادث بسبب السرعة الزائدة.
وفي هذا الصدد، تقدمت النائبة سهام بشاي بخالص الشكر والتقدير لجميع المسؤولين الذين ساهموا في تنفيذ هذه المطبات الصناعية، والذين لم يتأخروا في تلبية احتياجات المواطنين وساهموا في تحسين الوضع الأمني على الطرق، حيث قدمت الشكر لـ الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، والمهندس ناصر فراج وكيل وزارة الطرق ببني سويف، وشوقي هاشم رئيس مركز ومدينة ناصر، على تعاونهم المثمر والمستمر، الذي ساعد في تنفيذ هذا المشروع الهام.
وأضافت النائبة سهام بشاي أن هذه الخطوة هي جزء من جهد مستمر لتحسين البنية التحتية في مدينة ناصر وتلبية احتياجات المواطنين بشكل سريع وفعال، وأشارت إلى أن هذه المطبات الصناعية لن تقتصر على تقليل الحوادث فقط، بل ستساهم في زيادة أمان السير على الطرق السريعة والمناطق ذات الكثافة المرورية العالية داخل المدينة.
وأوضحت النائبة أنها ستستمر في متابعة تنفيذ المزيد من المشاريع التي تهدف إلى رفع مستوى الأمان على الطرق في كافة أنحاء المركز، وذلك استجابة لمطالب المواطنين، مؤكدةً أن هذه المشاريع تأتي ضمن أولوياتها في مجلس النواب، وأنها ستعمل دائمًا على تحقيق المصلحة العامة لأبناء دائرتها.
من جهته، أعرب الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف عن سعادته بالاستجابة السريعة لمطالب المواطنين، مؤكدًا أن الحكومة تولي أهمية كبيرة لتحسين السلامة المرورية في مختلف المناطق.
وأضاف أن تركيب المطبات الصناعية هو خطوة هامة في تعزيز أمن وسلامة المواطنين، وسيستمر العمل على تحسين شبكة الطرق في المحافظة لتوفير بيئة آمنة للجميع.