كيف تصبح متواضعًا؟ 7 خطوات من وصايا الرسول
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
التواضع هو من أسمى الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من النصوص التي تدعو المسلم للتحلي بهذه الفضيلة، لما لها من تأثير إيجابي على الفرد والمجتمع.
في السطور التالية نستعرض بعض الخطوات العملية التي تساعد المسلم على أن يصبح متواضعًا، استنادًا إلى وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليم الكتاب والسنة.
أول خطوة نحو التواضع هي أن يتذكر المسلم دائمًا أن كل شيء في حياته هو بفضل الله عز وجل. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ" (سورة النحل: 53). وبناءً على ذلك، يجب على المسلم أن يكون شاكراً لنعمة الله عليه، وألا يظن أن نجاحه أو مكانته في المجتمع هي نتيجة اجتهاده فقط، بل هي بفضل الله ورحمته.
2. الاعتراف بعجز الإنسانمن أهم خطوات التواضع هو أن يدرك الإنسان محدودية قدراته وعجزه أمام الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "مَن تواضَعَ للهِ رفعَه اللهُ"، وهذا الحديث رواه الإمام مسلم. يشير الحديث إلى أن التواضع يعكس فهم المسلم لحقيقة ذاته، ويجعله يعي أن كل ما يحققه هو بفضل الله، مما يعزز تواضعه ويمنعه من الغرور.
3. معاملة الآخرين بلطفالتواضع لا يقتصر على التفاعل مع الله فقط، بل يمتد ليشمل معاملة الناس بلطف واحترام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يُؤثِر الناس لا يُؤثِره الله" (رواه أحمد). يشمل هذا التعامل مع الناس جميعًا، سواء كانوا من أعلى أو أدنى منك في المكانة الاجتماعية. التواضع في التعامل مع الآخرين يظهر في تبادل التحية بلطف، والاستماع لهم بعناية، والابتسامة في وجوههم، وإظهار الاحترام لجميع البشر.
4. عدم التفاخر والغرورمن أهم مكملات التواضع هو تجنب التفاخر أو التباهي بما أنعم الله به على المسلم. وقد حذرنا القرآن الكريم من التفاخر في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُختَالًا فَخُورًا" (سورة الحديد: 23). وهذه الآية الكريمة تدعو المسلم إلى الحذر من الغرور والتفاخر بالنعم التي منحها الله له، وتعزيز التواضع في حياته اليومية.
5. التواضع في القول والفعلالتواضع لا يتوقف على المشاعر الداخلية فقط، بل يجب أن يظهر في الأفعال والقول. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُحِبُّوا أن يقال لكم: يا أبا فلان، ولا يا أبا علان، إِذَا كَانَتِ الرَّجُلُ" (رواه أبو داود). يشير الحديث إلى أن الإنسان المتواضع لا يحب أن يُرفع له شأنه بين الناس بالكلام المعسول أو الألقاب، بل يفضل أن يُعامل معاملة متساوية كبقية الناس.
6. الاستفادة من صحبة المتواضعينمن الخطوات التي يوصي بها الإسلام لتحقيق التواضع هو صحبة المتواضعين الذين يذكرونك بالله ويُرشدونك إلى الفضائل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجلُ على دينِ خليلهِ" (رواه الترمذي)، وهذا يعني أن الشخص الذي يحيط نفسه بالمتواضعين سيكتسب منهم أخلاقهم. لذا، يجب على المسلم أن يحرص على التواصل مع الأشخاص الذين يمثلون نموذجًا للتواضع والخلق الكريم.
7. التواضع مع الأقاربالتواضع يجب أن يظهر أيضًا في التعامل مع الأسرة والأقارب. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعهم للناسِ"، مما يشير إلى أن الأفعال الطيبة يجب أن تبدأ من الأقارب أولًا، لأنهم أقرب الناس إلى الإنسان.
في النهاية، التواضع ليس مجرد خصلة خلقية، بل هو سلوك حياة يجب أن يلتزم به المسلم في كل جوانب حياته اليومية. فقد حثنا الإسلام على هذه الفضيلة من خلال الكتاب والسنة، وتأكدت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف في فتاويهما من أهمية التواضع في بناء المجتمعات الصالحة والموحدة. يجب أن يسعى كل مسلم لتحقيق هذه الفضيلة في حياته، وأن يكون مثالاً يحتذى به في التعامل مع الله ومع الناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التواضع الله النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام النبی صلى الله علیه وسلم التعامل مع التواضع فی یجب أن
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب يستحب الاستغفار بعد كل صلاة.. الإفتاء توضح فضلها
الاستغفار هو من أعظم الأعمال التي يحبها الله تعالى، لأنه يعكس العلاقة القوية بين العبد وربه ويظهر مدى خوف العبد من العذاب ورغبته في الحصول على العفو والمغفرة من الله.
ويعتبر الاستغفار وسيلة من وسائل تخفيف الهموم والضيق، وفتح أبواب الرزق وتيسير الأمور الصعبة. وقد ورد في القرآن الكريم في سورة نوح: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا". هذه الآية تدل على أن الاستغفار يجلب الرزق والبركات، ويزيل المعوقات.
لماذا نستغفر بعد التسليم من الصلاةولعل ما يشغل بال الكثير من المسلمين في هذه الأيام هو سؤال حول سبب الاستغفار بعد التسليم من الصلاة.
في هذا السياق، أكدت دار الإفتاء أن الاستغفار بعد الصلاة هو من الأعمال المستحبة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن البعض قد يغفل عنها.
في تصريح له، أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، الحكمة من الاستغفار بعد الصلاة، قائلاً إن الإنسان لا يخلو من تقصير في صلاته، مهما كانت صلاته صحيحة.
هل أرباح شهادات الاستثمار وودائع البنوك ربا.. الإفتاء ترد بالدليل كيف يحصن الإنسان نفسه من الحسد .. نصائح من دار الإفتاءولذلك، شرع له أن يستغفر ثلاثًا بعد الصلاة، ثم يذكر الله بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عبادات اخرى يستحب الاستغفار بعدهاوأشار الشيخ عويضة إلى أن الاستغفار لا يقتصر على ما بعد الصلاة فقط، بل هو مطلوب في جميع الأوقات، حتى بعد أداء بعض العبادات مثل الحج.
كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". (البقرة: 199).
وبهذا، ينبغي على المسلم أن يكثر من الاستغفار، وأن يحرص على أداء الصلوات في مواعيدها، والاهتمام بقراءة القرآن الكريم، والتزام الأذكار.
وأضاف الشيخ عويضة أن المسلم يجب أن يشكر الله على نعمه، ويشكر له توفيقه لأداء الطاعات والعبادات، وذلك من خلال الإكثار من التسبيح والأذكار.
الطريقة الصحيحة للاستغفارأما عن الطريقة الصحيحة للاستغفار، فهي متعددة، حيث يمكن أن يقول المسلم: "استغفر الله" أو "رب اغفر لي" أو غيرها من الألفاظ. ولكن "سيد الاستغفار" كما ثبت في الحديث الشريف هو قول الإنسان: "اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". وهذه الكلمات تعتبر من أفضل ما يمكن أن يقوله العبد في استغفاره.
وأخيرًا، أكد العلماء أن الاستغفار ليس له وقت أو عدد محدد. بل، كلما أكثر المسلم من الاستغفار، كان ذلك أفضل وأقرب إلى الله. فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" (رواه البخاري). كما روي عن الأغرّ بن يسار المزني رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإنّي أتوب في اليوم مائة مرة" (رواه مسلم).
في النهاية، يبقى الاستغفار من أفضل القربات التي تقرب العبد إلى ربه، ويعكس مدى تواضعه واعترافه بتقصيره، مما يجلب له مغفرة الله ورحمته.