من البناء إلى الدمار… رحلة وطن ضاعت ملامحه بين أيادي الفساد
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في الماضي كانت الأمة تستنشق عطر الإخلاص من كل زاوية حيث كان الموظف يُنهي عمله بذمة وضمير لا يُفكر إلا برفعة وطنه وخير أبنائه.
مشاريع البنية التحتية كانت تُشيّد لتدوم والمستشفيات كانت تُبنى لخدمة أجيال قادمة والمدارس وُضعت لتعليم أجيال من القادة والعلماء.
كانت البلاد تنهض بأيدي أبنائها وكان الطموح الجماعي يُضيء الأفق نحو مستقبل أفضل.
لكن، وللأسف انحرفت المسيرة وأصبحت البلاد مرتعاً لأطماع الفاسدين الذين استولوا على مفاصلها ومزقوا بنيتها الاقتصادية والاجتماعية.
كل مشروع يُطلق اليوم لا يكاد ينتهي إلا وقد استُنزفت ميزانيته في جيوب من لا يعرفون من الوطن إلا سبيل الكسب السريع.
البنية التحتية أصبحت تتداعى بين أيدينا والشوارع تهترئ سريعاً والمرافق تتعطل وكأنها صُنعت لتذبل مع أول نسمة لا لتخدم المواطن.
تحوّلت البلاد من وطن يزخر بالمشاريع المتنوعة والاقتصادات المتعددة إلى دولة أحادية الريع تُراهن على النفط وحده وكأن مستقبل الأمة بات معلقاً على سعر برميل أو قرار سوق.
وفي حال انخفضت أسعار النفط أو اتخذ العالم خطوة تجاه الابتعاد عنه كمصدر رئيسي للطاقة سيجد البلد نفسه على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادي والسياسي، فماذا يبقى من قوة أمة تعتمد على مصدر واحد فقط؟
لقد أصبح الفساد نظاماً مستتراً يخنق الكفاءات ويقمع الأمل.
كل من يحاول أن يعمل بإخلاص يجد نفسه محاصراً، وتلك القيم الوطنية التي كانت تدفع الإنسان للعمل بصدق ذابت في ظل مصالح ضيقة لا ترى أبعد من المنافع الشخصية. تفاقم هذا الوضع وتفشّت البطالة وانهارت الاستثمارات، وبدلاً من أن يكون الوطن مشروعاً جماعياً أصبح مطمعاً لمن يجيدون الاستيلاء على الفرص ولو على حساب تدمير مستقبل أجيال كاملة.
اليوم يحتاج الوطن إلى نهضة جذرية نهضة ترتكز على إعادة الروح الوطنية قيم الإخلاص والتصدي بشجاعة لأوكار الفساد.
نحتاج إلى قوانين صارمة تضع مصلحة الوطن أولاً، وإلى رقابة حازمة تراقب المشروعات منذ نشأتها إلى اكتمالها، كما نحتاج إلى تكريم وتشجيع العاملين النزيهين ليعود الشرفاء من أبناء الوطن إلى مكانتهم الطبيعية كرموز للإصلاح، لا ضحايا لفساد منظومة نخرت في قلب الأمة.
لن يستعيد الوطن عافيته إلا بعودة الكرامة والصدق، فهذه الأرض تستحق أن تُبنى بيد صادقة، لتحيا ويحيى أبناؤها بأمان وكرامة.
حيدر عبد الجبار البطاطالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
عنف داخلي.. العبوات الناسفة في الصومال سلاح فتاك يعمق جراح الوطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق - العبوات الناسفة في الصومال سلاح فتاك يعمق جراح الوطن- حركة الشباب الإرهابية تثير الذعر فى الشوارع لزعزعة استقرار البلاد
منذ أكثر من عقد من الزمان، أصبحت العبوات الناسفة محلية الصنع أداة رئيسية تستخدمها حركة الشباب الإرهابية لزعزعة استقرار الصومال، حيث أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين والعسكريين على حد سواء. هذه الأسلحة الفتاكة تواصل حصد الأرواح وتفاقم معاناة الشعب الصومالي، بينما تقف الجهود الدولية والمحلية في سباق مع الزمن لمكافحة هذا التهديد المتزايد الذي يعرقل الأمن والتنمية في البلاد.
ووفقًا لمنظمة مكافحة العنف المسلح، أسفرت العبوات الناسفة التي زرعتها حركة الشباب منذ 2014 عن مقتل وإصابة نحو 14،000 صومالي، 61% منهم من المدنيين. هذه المنظمة، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، توثق حوادث العنف المسلح ضد المدنيين حول العالم.
وفي العام الماضي فقط، أودت العبوات الناسفة بحياة 1،500 شخص، معظمهم من المدنيين.
وفي يوليو وأغسطس، فجرت حركة الشباب مقهى في مقديشو وآخر في وسط الصومال، بينما أسفرت تفجيرات 27 سبتمبر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عشرة آخرين في مقديشو ومنطقة شبيلي الوسطى.
كما وقع انفجار في مقديشو قرب المسرح الوطني، على بعد كيلومتر واحد من مكتب الرئيس.
واستهدفت هذه التفجيرات بشكل رئيسي المطاعم والفنادق والمواقع العسكرية التي يرتادها الجنود وقادة الحكومة.
تقدم الجيش الصوماليمع تقدم الجيش الصومالي في طرد حركة الشباب من وسط وجنوب البلاد، كثف الإرهابيون هجماتهم انتقامًا، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 820 جنديًا في 2023، معظمهم بسبب العبوات الناسفة.
وفقًا للعقيد فيصل علي نور من الجيش الصومالي، فإن الجنود غالبًا ما يتعرضون للانفجارات أثناء تعاملهم مع العبوات الناسفة، وهو ما يتسبب في وقوع المزيد من الضحايا.
وتشير التقارير إلى أن الجيش بحاجة إلى مزيد من الجنود المدربين لاكتشاف وتفكيك العبوات الناسفة في المناطق التي يسيطر عليها.
وفي هذا الإطار، قامت دائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام بتدريب 46 فريقًا صوماليًا لمكافحة المتفجرات، بالإضافة إلى برنامج تدريب آخر في سبتمبر 2023 لتدريب المدربين المحليين.
ومنذ 2020، صقل الجيش الصومالي مهاراته في مواجهة العبوات الناسفة بفضل التدريب والمعدات التي توفرها الأمم المتحدة.
وتزايدت الهجمات بسبب توافر العبوات الناسفة محلية الصنع المصنوعة من مكونات سهلة الحصول عليها، والتي تدخل البلاد عبر موانئها أو تُهرب من اليمن عبر البحر الأحمر.
وأكد السيد جيمس سوان، القائم بأعمال ممثل الأمم المتحدة في الصومال، أن العبوات الناسفة تشكل تهديدًا خطيرًا للمجتمعات الصومالية ولجيش البلاد، مما يستدعي إيجاد حلول فعالة لهذا التهديد.
ورغم تكثيف تدريب خبراء مكافحة المتفجرات، يبقى الجيش الصومالي في مواجهة مستمرة مع حركة الشباب التي تستهدفه بهذه الأسلحة الفتاكة.
تداعيات الأمرتداعيات استخدام العبوات الناسفة محلية الصنع في الصومال تعد وخيمة على عدة أصعدة منها..
ارتفاع عدد الضحاياتسببت العبوات الناسفة في مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، سواء من المدنيين أو العسكريين.
تزايد هذا العدد يعكس حجم معاناة السكان، ويزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
تفشي الخوف والهلعالاستهداف المتواصل للمدنيين في الأماكن العامة مثل المطاعم والفنادق يزيد من حالة الرعب بين السكان، مما يؤدي إلى انعدام الاستقرار الاجتماعي والنفسي في المجتمع الصومالي.
تأثير على الجيش الوطنيالعبوات الناسفة تؤدي إلى إصابات وخسائر فادحة في صفوف الجيش الوطني الصومالي، مما يعيق قدراته العسكرية على تأمين البلاد والمضي قدمًا في محاربة حركة الشباب.
كما تزيد من العبء على الجنود وتضعف الروح المعنوية لديهم.
تأثير حركة الشبابمن خلال هذه الهجمات، تسعى حركة الشباب إلى إضعاف الحكومة المركزية وفرض نفوذها على مناطق جديدة. زيادة التفجيرات تجعل من الصعب على الحكومة والجيش استعادة المناطق التي فقدوها.
تعقيد جهود التنميةالوضع الأمني المضطرب نتيجة لهذه التفجيرات يعوق جهود التنمية والإعمار في الصومال. والاستثمار في مشاريع البنية التحتية والخدمات الاجتماعية يصبح أكثر صعوبة بسبب الخوف من الهجمات المستمرة.
تعقيد عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانيةومع تصاعد العنف، يصبح الوصول إلى المناطق المحتاجة للمساعدات الإنسانية أكثر تعقيدًا.
والخوف من التفجيرات يعوق عمل المنظمات الدولية والمحلية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
تأثيرات إقليمية ودوليةتزايد الهجمات يسلط الضوء على عدم الاستقرار في الصومال، ما يعزز المخاوف الإقليمية والدولية حول تأثير هذه الأعمال الإرهابية على دول الجوار والمنطقة بشكل عام.
وهذا قد يؤدي إلى تدخلات دولية أو دعم عسكري من قبل الأمم المتحدة أو دول أخرى.