بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

في الماضي كانت الأمة تستنشق عطر الإخلاص من كل زاوية حيث كان الموظف يُنهي عمله بذمة وضمير لا يُفكر إلا برفعة وطنه وخير أبنائه.
مشاريع البنية التحتية كانت تُشيّد لتدوم والمستشفيات كانت تُبنى لخدمة أجيال قادمة والمدارس وُضعت لتعليم أجيال من القادة والعلماء.


كانت البلاد تنهض بأيدي أبنائها وكان الطموح الجماعي يُضيء الأفق نحو مستقبل أفضل.

لكن، وللأسف انحرفت المسيرة وأصبحت البلاد مرتعاً لأطماع الفاسدين الذين استولوا على مفاصلها ومزقوا بنيتها الاقتصادية والاجتماعية.
كل مشروع يُطلق اليوم لا يكاد ينتهي إلا وقد استُنزفت ميزانيته في جيوب من لا يعرفون من الوطن إلا سبيل الكسب السريع.
البنية التحتية أصبحت تتداعى بين أيدينا والشوارع تهترئ سريعاً والمرافق تتعطل وكأنها صُنعت لتذبل مع أول نسمة لا لتخدم المواطن.

تحوّلت البلاد من وطن يزخر بالمشاريع المتنوعة والاقتصادات المتعددة إلى دولة أحادية الريع تُراهن على النفط وحده وكأن مستقبل الأمة بات معلقاً على سعر برميل أو قرار سوق.
وفي حال انخفضت أسعار النفط أو اتخذ العالم خطوة تجاه الابتعاد عنه كمصدر رئيسي للطاقة سيجد البلد نفسه على شفا حفرة من الانهيار الاقتصادي والسياسي، فماذا يبقى من قوة أمة تعتمد على مصدر واحد فقط؟

لقد أصبح الفساد نظاماً مستتراً يخنق الكفاءات ويقمع الأمل.
كل من يحاول أن يعمل بإخلاص يجد نفسه محاصراً، وتلك القيم الوطنية التي كانت تدفع الإنسان للعمل بصدق ذابت في ظل مصالح ضيقة لا ترى أبعد من المنافع الشخصية. تفاقم هذا الوضع وتفشّت البطالة وانهارت الاستثمارات، وبدلاً من أن يكون الوطن مشروعاً جماعياً أصبح مطمعاً لمن يجيدون الاستيلاء على الفرص ولو على حساب تدمير مستقبل أجيال كاملة.

اليوم يحتاج الوطن إلى نهضة جذرية نهضة ترتكز على إعادة الروح الوطنية قيم الإخلاص والتصدي بشجاعة لأوكار الفساد.
نحتاج إلى قوانين صارمة تضع مصلحة الوطن أولاً، وإلى رقابة حازمة تراقب المشروعات منذ نشأتها إلى اكتمالها، كما نحتاج إلى تكريم وتشجيع العاملين النزيهين ليعود الشرفاء من أبناء الوطن إلى مكانتهم الطبيعية كرموز للإصلاح، لا ضحايا لفساد منظومة نخرت في قلب الأمة.

لن يستعيد الوطن عافيته إلا بعودة الكرامة والصدق، فهذه الأرض تستحق أن تُبنى بيد صادقة، لتحيا ويحيى أبناؤها بأمان وكرامة.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

اليابان والولايات المتحدة تبحثان تعزيز التعاون في الدفاع ضد تهديدات أسلحة الدمار الشامل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بحث مسؤولون من اليابان والولايات المتحدة في حوار مشترك حول سياسات الدفاع الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في العاصمة اليابانية طوكيو، التحديات الأمنية الإقليمية الناجمة عن هذه التهديدات.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان اليوم الجمعة أن الاجتماع تناول سبل تعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة التحديات المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل، حيث أكد الجانبان ضرورة العمل المشترك لتطوير آليات ردع فعالة والتخفيف من المخاطر والاستجابة لها.

وبحسب البيان، شارك في الحوار كوجي أويدا، نائب المدير العام لمكتب سياسات الدفاع بوزارة الدفاع اليابانية، وريتشارد جونسون، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون السياسات النووية ومكافحة أسلحة الدمار الشامل. وشدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، بما يعزز الأمن الإقليمي ويسهم في تحقيق الاستقرار في مواجهة التهديدات المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • البخيتي يحذر من التدخلات الخارجية وتأثيرها على مستقبل سوريا
  • آثار الدمار الذي خلفه نظام الأسد بمدينة حرستا بريف دمشق
  • مع بدء المطاردة العالمية.. هل تضيع مليارات عائلة الأسد كما ضاعت ثروات صدام حسين والقذافي؟!
  • أول تعليق من أحمد الشرع بخصوص مستقبل الأكراد في سوريا
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار في مخيم اليرموك بعد سقوط الأسد
  • أحمد ناجي قمحة: سيناريو مرعب يجري تفعيله في المنطقة ولطالما حذر الرئيس السيسي منه
  • تدريب 220 ألف متدرب بمبادرة أجيال مصر الرقمية فى 2024
  • اليابان والولايات المتحدة تبحثان تعزيز التعاون في الدفاع ضد تهديدات أسلحة الدمار الشامل
  • حزب الريادة: أكاذيب جماعة الإخوان هدفها زعزعة استقرار الوطن
  • الاتصالات: تدريب 220 ألفا بمبادرة أجيال مصر الرقمية وتخريج 122 ألفا